يوليان (المرتد)
يوليان (مرتد)
Julian (the Apostate) - Julien (l'Apostat)
يونس (أحمد صادق ـ)
يونس (أحمد صادق ـ)
(1932 ـ 1983)
أحمد صادق يونس من أبرز لاعبي كرة السلة السورية والعربية. ولد في دمشق وعاش فيها حياة رياضية، طغت على حالته الدراسية فلم يتابع تحصيله إلا للمرحلة الثانوية، في حين لمع نجمه بكرة السلة في سن مبكرة في بطولات المدارس. ثم انتسب إلى نادي الفتيان بدمشق مطلع الخمسينات وظل فيه حتى وفاته.
تطور مستواه في اللعب تطوراً لافتاً للنظر وأصبح لاعباً بمنتخب دمشق، ولم تكن بطولة الدوري السوري معتمدة آنذاك على مستوى سورية. وأصبح قائداً لفريق الفتيان وأسهم في تدريب نخبة من اللاعبين على الرغم من كونه لاعباً. ويذكر له في هذا المجال اكتشافه لعملاق السلة السورية آنذاك هيثم الخطيب؛ إذ لفت نظره في الطريق بطوله الذي يتجاوز المترين، فدعاه للانتساب إلى نادي الفتيان ودرّبه على الرغم من تقدمه بالعمر نسبياً وجعل منه أفضل لاعب بمركزه وطنياً وعربياً، واستطاع أن يجعل من نادي الفتيان نداً للغوطة الدمشقي والشبيبة الحلبي الأكثر شهرة تلك الأيام. وفاز مع ناديه ببطولة دمشق مرة واحدة.
وفي فترة الوحدة بين سورية ومصر (1958ـ1961) لمع نجمه وتم اختياره ضمن خمسة لاعبين من الإقليم الشمالي ليشاركوا في منتخب الجمهورية العربية المتحدة، وكان معه أيهم عمري وراسم يحيى وجوزيف ذكر وطوني موصلية.
واستمر بمنتخب الجمهورية العربية المتحدة ولعب معه في دورة المتوسط في نابولي والدورة العربية الرابعة.
وبعد الانفصال بين مصر وسورية تابع اللعب إلى أن اعتزل عام 1964 حين لفت انتباه المدرب الأمريكي الشهير پول ميدوز Paoul Maidoz الذي عمل بدمشق في تلك الفترة، فطلب منه اعتزال اللعب والتوجه للتدريب، وقام بإيفاده إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتعلم أساسيات تدريب اللعبة في معقلها ورافق هناك السلة الأمريكية وعمل مدرباً مساعداً ودارساً وعاد بعد ستة أشهر مدرباً مؤهلاً ليتسلم مهام تدريب منتخب سورية. وكانت البداية عام 1966 حين كان مدرب المنتخب في بطولة العالم العسكرية التي استضافتها دمشق، وأحرز المنتخب المركز الرابع، وتم تعيينه على إثرها موظفاً في الاتحاد الرياضي العسكري. ثم درب المنتخب العسكري مرة ثانية عام 1970؛ ليسافر بعدها في مطلع السبعينات إلى الكويت ويعمل هناك مدرباً محترفاً لكرة السلة مدة خمس سنوات أسهم خلالها مع نخبة من اللاعبين السوريين الذين احترفوا اللعبة في الكويت في بناء كرة السلة الكويتية وكان من أبرزهم شامل داغستاني وجوزيف سركيس وماجد مولوي وهيثم الخطيب وبشار علواني؛ ليعود بعدها إلى دمشق ويصبح عضواً في اتحاد السلة منذ عام 1978 ثم نائباً للرئيس حتى وفاته.
في عام 1982 كلفه مروان عرفات رئيس فرع الاتحاد الرياضي بدمشق آنذاك رئاسة نادي الثورة (الفتيان سابقاً) وتطور النادي في عهده تطوراً ملحوظاً فنياً وتنظيمياً وظل رئيساً للنادي أيضاً حتى وفاته.
وبسبب انتمائه لفريق الجيش مدرباً محترفاً فقد أسهم في بناء كرة السلة بهذا النادي الذي كان مقتصراً على كرة القدم وألعاب القوة وقام بانتقاء لاعبين صغار من المرحلة الإعدادية في المدارس المحيطة بنادي الجيش وقام بتدريبهم بنفسه منذ عام 1979 ليصنع منهم خلال خمس سنوات (حتى وفاته) كوكبة من اللاعبين البارزين نقلوا ناديهم إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بسورية وذلك خلافاً لما كان معتمداً بكرة القدم بنادي الجيش حيث كان المبدأ تجميع اللاعبين المتميزين من كل المحافظات خلال خدمتهم الإلزامية بالنادي، في حين اعتمد يونس على تأسيس كرة السلة من أبناء النادي فقط على الرغم من صعوبة ذلك الأمر، وسهولة نقل اللاعبين العسكريين المتفوقين لنادي الجيش.
لـذا أثمرت تجربته على نحو ممتاز، فقد صار فريق الجيش من أقوى أندية سورية بكرة السلة منذ ذلك الحين حتى اليوم، وقدم نخبة من اللاعبين من صناعته انضموا إلى منتخب سورية أبرزهم جلال نقرش وعماد عثمان وأيمن لبابيدي وأيمن شوقي وباسل ومصون عطفه وغيرهم.
توفي أحمد صادق يونس ولم يتجاوز الحادية والخمسين من عمره ففُجع الوسط الرياضي، تاركاً خلفه إرثاً لا ينسى للسلة السورية. له ولدان، الكبير طلال الذي لعب مع فريق الجيش ومنتخب سورية سنوات عدة واعتزل مطلع الألفية الثالثة، ويزن الذي مازال يلعب حتى اليوم مع نادي الوحدة بدمشق واحداً من أبرز لاعبي العاصمة. كما ترك يونس خلفه نخبة من اللاعبين والإداريين والمدربين الذين تتلمذوا على يديه وانضموا إليه فكراً وثقافة رياضية ولا يزالون.
وحيد عرفات
الموضوعات ذات الصلة: |
كرة السلة.
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 623 مشاركة :