ألمانية دولة أوربية اسمها الرسمي جمهورية ألمانية الاتحادية، تعرف اختصاراً بألمانية Germany = Deutschland وهي واحدة من أهم دول أوربة ذات الدور البارز في تاريخها ومصيرها.

"/>
المانيا(جغرافيه)
Germany - Allemagne

ألمانيـة

ألمانيـة (جغرافية)

 

ألمانية دولة أوربية اسمها الرسمي جمهورية ألمانية الاتحادية، تعرف اختصاراً بألمانية Germany = Deutschland وهي واحدة من أهم دول أوربة ذات الدور البارز في تاريخها ومصيرها.

 

 

تقع ألمانية وسط أوربة[ر] وتعد إقليماً انتقالياً بين الدول الاسكندنافية شمالاً ودول الألب جنوباً، يحدها شمالاً بحر الشمال والدنمارك وبحر البلطيق، وغرباً هولندة وبلجيكة واللوكسمبورغ، ومن الجنوب الغربي فرنسة، ومن الجنوب سويسرة والنمسة ومن الشرق تشيكية وبولندة.

كانت ألمانية ولا تزال نقطة التقاء وتبادل وتفاعل بين الشعوب والحضارات والقوى الاقتصادية والاجتماعية والفكرية الأوربية المختلفة. قسمت عام 1949 إلى دولتين شرقية وغربية تفصل بينهما أسلاك شائكة وحواجز، وتعزز انقسامها ببناء جدار برلين في 23 آب 1961 الذي عرف باسم حزام الموت، بين برلين[ر] الشرقية والغربية، وفي 9 تشرين الثاني 1989 فتحت بوابات الجدار الذي هدم لاحقاً وأعيد توحيد ألمانية مع بداية تفكك الاتحاد السوفييتي السابق ودول الكتلة الشيوعية السابقة.

تبلغ مساحة ألمانية 357.020كم2، ويبلغ عدد سكانها 82.071.000 مليون نسمة (1997)، عاصمتها قبل التقسيم وبعد التوحيد برلين ولغتها الرسمية الألمانية.

الأوضاع الجغرافية الطبيعية

وهي تشمل ما يلي:

1ـ التضاريس والبنية الجيولوجية: يميز في ألمانية ثلاث مناطق طبيعية كبيرة هي السهول الألمانية الشمالية الواطئة، فسلسلة الجبال الوسطى والسلاسل الجبلية المتدرجة في الجنوب الغربي ثم منطقة مقدمة جبال الألب في الجنوب الألماني، وجبال الألب البافارية.

أ ـ السهول الألمانية الشمالية الواطئة: وتغطي شمالي ألمانية ولا يزيد معدل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر على  50متراً، وهي غنية بالبحيرات والروابي وتتخللها المروج والمستنقعات وتتألف من قاعدة من الصخور النارية والمتحولة القديمة، وهي جزء من اليابس الأوربي القديم الذي هبط وطغت عليه مياه البحر، وتقوس قاعه في أثناء الحركات الالتوائية الهرسينية العائدة إلى العصر الفحمي من الحقب الجيولوجي الأول، ثم اعترته بعض الالتواءات الخفيفة في الحقب الجيولوجي الثالث، الذي شهد نشاط أعمال الحت والتعرية مما أدى إلى ائتكال بعض الجبال الألبية الآخذة في الارتفاع وتوضعت رسوباتها وأنقاضها في المنخفضات التي كونت فيما بعد السهل الألماني الذي ارتفع وظهر فوق مستوى البحر نتيجة للضغوط الألبية الجانبية. وقد أدت هذه العمليات البنائية (التكتونية) وأعمال الحت والتعرية والترسيب إلى انحدار السهل من الجنوب إلى الشمال، وطغت عليه في الحقب الجيولوجي الرابع، ثلاثة زحوف جليدية تفصل بينها مرحلتان دافئتان انحسر فيهما الجليد مخلفاً وراءه سلاسل من التلال الركامية الجليدية (المورينية). وتحمل هذه الزحوف أسماء ثلاثة أنهار في شمالي ألمانية هي إلستر Elister وزالة Saale وفايكسل Weichsel. وتتألف الأنقاض الركامية الجليدية الآنفة الذكر من المواد الناعمة الدقيقة التي طحنها الجليد، وتعرف بالتيل till الجليدي

 (الطفال الجليدي)، ومن الفتات والحطام الصخري ذي الأبعاد المتباينة، وحقول فتات الساندر Sander المكونة من فتات ناعم جداً يتألف من مواد كنستها مياه ذوبان الجليد، إضافة إلى توضعات اللوس Loess التي تمثل مظهراً تراكمياً ريحي المنشأ يتوضع على هوامش الجليد، ويتكون من مواد دقيقة الحبيبات، بنية اللون فاتحة أو مصفرّة أو رماديّة ملمسها ناعم.

تتغلغل أراضي السهول الشمالية نحو الجنوب على هيئة خلجان برية حتى سلسلة الجبال الوسطى، وأهم هذه الخلجان: خليج الراين، وخليج وستفالية، وخليج سكسونية تورنغن. وتطل السهول الشمالية على بحر الشمال وبحر البلطيق الذي تتصف شواطئه في منطقة شليزفيغ ـ هولشتاين بكثرة خلجانها الطويلة والضيقة، وفي منطقة مكلنبورغ فوربومرن يغلب عليها طابع الخلجان الشبيهة بالبحيرات والشواطىء المتوازنة. وتتبعثر قبالة سواحل بحر الشمال عدة جزر أهمها: جزر فريزية الشرقية مثل جزيرتي بوركوم ونوردناي، وجزر فريزية الشمالية مثل أمروم، وفوهر وتسولت. أما أهم جزر بحر البلطيق فهي جزيرة روغن وجزيرة فارمان. وشواطىء بحر البلطيق رملية منبسطة في بعض المناطق، وصخرية منحدرة في مناطق أخرى، وبين بحري الشمال والبلطيق تقع الأراضي التلية المتموجة المسماة سويسرة هولشتاين.

ب ـ سلسلة الجبال الوسطى والسلاسل الجبلية المتدرجة في الجنوب الغربي، وتفصل بين شمالي ألمانية وجنوبيها، ويستخدم وادي الراين الأوسط بين بون وبنغن ومنخفضات هيسن معبراً طبيعياً لخطوط المواصلات بين الشمال والجنوب. وتتألف سلسلة الجبال الوسطى من عدد كبير من الجبال أهمها سلسلة جبال الراين وتضم جبل هونزروك، وجبال الآيفل، وجبال التاونوس وفيسترفالد، وبيرغيش لاند وزاورلاند، ثم جبال هيسن وجبال فيزر، وجبال لاينبرغ في وسط ألمانية وغربيها. وفي قلب ألمانية تقع جبال الهارتس (1142م) المحاطة بالسهول، وإلى الشرق منها تقع جبــال رون، وغابة بافارية (1456م) وجبال فيشتل (1214م)، والغابة الفرنكية، وغابة تورنغن، وسلسلة جبال الإرتس. وفي منطقة الراين الأعلى الواقعة في جنوب غربي ألمانية، تمتد مجموعة السهول المنخفضة المحاطة بالجبال مثل الغابة السوداء (فيلدبيرغ 1493م)، وغابة أودن، وغابة الراين ـ  بفالتس. والمنشأ الأولي للسلسلة الوسطى هو الالتواءات الهرسينية، التي تحولت إلى أشباه سهول حتية تعرضت فيما بعد للطغيانات البحرية المتتالية بين العصر البرمي (من الحقب الأول) والحقب الجيولوجي الثالث؛ كما تعرضت هذه السهول لضغوط جنوبية شديدة في أثناء الحركات الالتوائية الألبية، مما أدى إلى تكسر المرتفعات الهرسينية المتآكلة وتخلُّعها مشكلة نجوداً وأغواراً انهدامية وأحواضاً متعاقبة كما هي الحال في جبال الهارتس وتورنغرفالد Thuringerwald. وأضفى النشاط البركاني اللاحق ملامح تضريسية متجددة على المشهد الطبيعي العام كما هي الحال في جبل فوغلبرغ Vogelberg الذي يشمخ جزيرةً في منخفض هيس Hess.

ج ـ منطقة مقدمة جبال الألب وجبال الألب البافارية في الجنوب الألماني، وتضم السهول السوابية البافارية المرتفعة بما فيها من هضاب وبحيرات كبيرة وسهول حصوية واسعة وهضاب بافارية السفلى، ومنخفض نهر الدانوب، وتتصف هذه المنطقة بمستنقعاتها وبسلاسل هضابها الدائرية الشكل كثيرة البحيرات (بحيرة كيم، وبحيرة شتارنبيرغ). أما الجزء الألماني من جبال الألب بين بحيرة كونستانس (القسم الألماني منها يشغل مساحة تقدر بنحو 305كم2 وتعرف باسم بودنزيه Bodensee)، وبلدة بيرشتسغادن فلا يشمل إلا قسماً ضيقاً من هذه السلسلة الجبلية، يقتصر على ألب الغاور Allgauer والألب البافارية وألب بيرشتسغادن. ويتخلل هذه الجبال بعض البحيرات كبحيرة كوينغ وعدد من القرى السياحية مثل غارميش.

يعود نهوض هذه الجبال الشامخة إلى أواخر الحقب الجيولوجي الثاني والحقب الجيولوجي الثالث مترافقة مع الحركات الالتوائية الألبية، وتتخذ مظهر كتل منعزلة تتخللها الأودية النهرية المتعمقة، ومحاطة بأحواض مغلقة. يمتد هذا النطاق في ألمانية بين مرتفعات الألب والكتل الوسطى، ويتكوّن من توضعات رملية ذات ملاط كلسي تعرف بالمولاس Molasse الذي تكدس ضمن الحوض البحري الممتد شمالي الألب. وقد شهد حتاً وتعرية عنيفين في الحقب الجيولوجي الثالث ثم غطته الركاميات الجليدية الرباعية، ويراوح ارتفاعه بين 2962م في جبل تسوغ شبتسه أعلى قمة في ألمانية.

2ـ المناخ: تقع ألمانية في المنطقة الواقعة تحت تأثير الرياح الغربية الباردة المعتدلة بين المحيط الأطلسي في الغرب ومناطق سيادة المناخ القاري في الشرق، وتتوزع أمطارها على مدار السنة. أما درجات الحرارة فيراوح معدلها الوسطي في فصل الشتاء بين 1.5 درجة مئوية في المناطق المنخفضة و6 درجات مئوية تحت الصفر في الجبال، ويبلغ المعدل الوسطي لدرجات الحرارة في شهر تموز 18 درجة مئوية في المناطق المنخفضة و20 درجة مئوية في الوديان المحَمية جنوبي البلاد. ويشذ عن ذلك وادي الراين الأعلى الذي يتصف بمناخ معتدل جداً، ومنطقة بافارية العليا التي تهب عليها رياح الفوهن، وهي رياح جنوبية ألبية دافئة، ومنطقة الهارتس وهي منطقة مناخية خاصة صيفها بارد وشتاؤها تكثر فيه الثلوج.

3ـ النبيت والوحيش: تغطي الغابات نحو ثلث مساحة ألمانية أي 10.7 مليون هكتار. وأغنى الولايات الألمانية بالغابات ولاية راين ـ بفالتس التي تغطي الغابات نحو41% من مساحتها، وأهم الأنواع السائدة في ألمانية هي الصنوبر والتنوب الفضي في الشمال الشرقي، والبلوط والزان في ظهير الساحل البلطي، والبتولا والبلوط في الشمال الغربي وفي أراضي الراين الأوسط. كذلك ينمو الزان على المنحدرات السفلى للمرتفعات الوسطى والتنوب على منحدراتها العليا، والشربين في الجنوب. كما تسود غابات الصنوبر في الشرق والجنوب الشرقي، وتسود في الغرب الأنواع العريضة الأوراق. وتقدر نسبة مساحة الغابة الصنوبرية إلى مساحة الغابة النفضية بـ 3/7. وقد تعرضت الغابة الألمانية للقطع والإزالة لتوسيع رقعة الأراضي الزراعية من جهة ولتصدير أخشابها من جهة ثانية، ولكن سرعان ما أعيد تشجيرها بهدف الحفاظ على البيئة النباتية الطبيعية. ويمتلك الأفراد نحو42% من المساحة العامة للغابات التي تقدم للبلاد أكثر من 40 مليون متر مكعب من الأخشاب كل عام. ولا تقتصر أهمية الغابات على كونها مصدراً للخشب مادة أولية، بــل هي مكان للاستجمام فضلاً عــن تأثيرها الإيجابي في التـربة والهواء والمناخ. لذا صدر عام 1975 قانون المحافظة على الغابات وحمايتها وزيادة مساحتها.

4ـ المياه: وأهم مصادرها الأنهار والبحيرات إضافة إلى الأمطار.

تتجه أنهار ألمانية الرئيسة نحو الشمال، باستثناء نهر الدانوب الذي يتجه بصورة عامة نحو الشرق ليصب في البحر الأسود. وأهم هذه الأنهار نهر الراين الذي يبلغ طوله نحو 1320كم، وهو نهر جبلي تفيض مياهه صيفاً بسبب ذوبان الثلوج، ويؤلف أحد أجود الطرق الملاحية النهرية في العالم، إذ يُعد الشريان الكبير في اقتصاد أوربة الغربية بكاملها تقريباً. أما نهر الدانوب وطوله 2900كم فهو أقل فائدة لأنه يتعرض للشح صيفاً، وينتهي عند مصبه بدلتا مستنقعية في البحر الأسود. أما أنهار السهل الألماني مثل نهر فيزر Weser، وأودر Oder، وإلبه Elbe فهي تسلك قنوات خلفتها الجليديات قبل أن تصل إلى بحر الشمال، وتفيض هذه الأنهار في الربيع عقب  ذوبان الثلوج فوق الجبال الوسطى وتتجمد مياهها في فصل الشتاء.

أما البحيرات فتكثر في السهل الألماني شمالاً في المناطق التي كانت مغطاة بالجليديات في أزمنة الزحوف الجليدية في المناطق المنخفضة في شمالي ألمانية ومناطق مقدمة جبال الألب. أما بحيرات الآيفل المستديرة فهي البحيرات الوحيدة ذات الأصل البركاني في البلاد. وقد تكونت الخزانات والبحيرات الصناعية الكبيرة في جبال الآيفل وزاورلاند، والهارتس وراء السدود. أما أكبر البحيرات في ألمانية فهي بحيرة بودنزيه الواقعة بين ألمانية وسويسرة والنمسة وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 538كم2.

الأوضاع البشرية

بلغ عدد سكان ألمانية 82.071.000 مليون نسمة بينهم 6.495 مليون أجنبي عام 1997، وتبلغ الكثافة السكانية فيها نحو 230  نسمة في الكيلومتر المربع. إلا أن التوزع السكاني فيها متفاوت جداً بين منطقة وأخرى. فمنطقة برلين الكبرى التي نمت نمواً واسعاً بعد توحيد ألمانية يقطنها اليوم 3.471.418 نسمة. وفي المنطقة الصناعية الواقعة على نهري الراين والرور تصل الكثافة إلى 5500نسمة/كم2. وهناك تجمعات سكانية مهمة في منطقة الراين والماين، والمنطقة الصناعية حول مدينة شتوتغارت وبريمن، ودرسدن، وهامبورغ، وكولونية، ولايبزغ (ليبزيغ)، ومونيخ، ونورنبرغ، ويقابل هذه المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة جداً مثل مناطق المروج والمستنقعات في السهول الشمالية الواطئة، ومناطق الآيفل أو الغابة البافارية وبفالتس العليا (أبربفالتس)، ومنطقة براندنبرغ. والكثافة السكانية في غربي ألمانية أعلى منها في الولايات الشرقية. ومنذ السبعينات تناقص عدد السكان باستمرار نتيجة لتفوق معدل الوفيات السنوية على معدل الولادات السنوية، ويعد معدل الولادات في ألمانية من أدنى المعدلات في العالم، إذ لا يتجاوز 9 بالألف والوفيات11بالألف. ويعود السبب الجوهري في تزايد عدد سكان ألمانية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الهجرات القادمة إليها من الخارج. فلقد تدفق عليها نحو 13مليون نازح ولاجئ قادمين من شرقي أوربة، كما وفد إليها أعداد كبيرة من العمال القادمين من حوض البحر المتوسط. يؤلف الأتراك غالبيتهم الساحقة.

 يزيد عدد الإناث في ألمانية بنحو ثلاثة ملايين على عدد الذكور وتعاني ألمانية ازدياد نسبة كبار السن لتراجع معدل الولادات. فمن بين 27 مليون أسرة في ألمانية، هناك تسعة ملايين أسرة بلا أطفال. ويعد دعم الأسرة وتشجيعها هدفاً اجتماعياً مهماً من أهداف الحكومة الاتحادية. إذ ينفق الضمان الاجتماعي على دعم الأسرة نحو 30% من الناتج القومي الإجمالي وقد وصل المبلغ إلى 710 مليارات مارك عام 1990 أي ما يعادل 510 مليارات دولار، وتقوم الدولة بتعميم هذا النظام. وهي ملزمة بحماية كل مواطن من العوز وبتحقيق العدالة الاجتماعية التي تشمل جميع الضمانات التي يحتاج إليها المواطن كالتأمين من المرض ومن الحوادث والعجز والشيخوخة وتعويض البطالة. ويتصف الشعب الألماني بفوارق إقليمية. ويؤلف السكان فسيفساء قبلية، إذ تعود نشأة الشعب الألماني إلى تزاوج قبائل مختلفة أهمها قبائل الفرانكيون (الفرانك) والجرمان والسكسون، والصوابيون (السوابيون) والبافاريون، أما اليوم فلم تعد هذه القبائل القديمة موجودة لكن تقاليدها ولهجاتها لا تزال حيَة.

 يعيش نحو 87% من سكان ألمانية (1998) في المدن الكبيرة التي تنمو بسرعة، 40% من مجموع السكان يعيشون في المدن الصغيرة. وقد بدأ تطور المدن في الغرب والجنوب الغربي في العصر الروماني مثل بون وآوغسبورغ، ونشأت مدن القرون الوسطى في أغلب الأحوال بالقرب من الأسقفيات أو قصور القياصرة مثل آخن[ر]، وفي عصر الباروك أنشئت المدن التي كانت مراكز للحكم والحاكمين مثل مانهايم. وقد تغيرت صورة المدن ذات التطور التاريخي العريق إلى مدن التجمع السكاني مثل المدن الكبرى مثل برلين العاصمة، وهامبورغ وعدد سكانها 1.704.000نسمة (1998) وهي أول موانئ أوربة إذ ظل نهر الإلبه طريق النقل الرئيس من الميناء وإليه حتى تمَّ إنشاء شبكة خطوط حديدية منتظمة، وهامبورغ مركز صناعي مهم لصناعة السفن والآلات، وتكرير النفط، وعصر الزيوت النباتية وتصنيع المطاط وصهر المعادن. ومن هذه المدن الكبرى مونيخ München وعدد سكانها 000،205،1 نسمة وقد اختيرت لتكون عاصمة لمملكة بافارية[ر]، وهي كبرى المدن في جنوبي ألمانية وأهم مركز للسكك الحديدية، تصنع فيها الآلات والأدوات الكهربائية والعدسات وأدوات التصوير، وفيها أعظم استوديوهات السينما في ألمانية وتشتهر بموسيقاها وفنونها، وكولونية وسكانها 964.000 نسمة كبرى مدن سهل الراينلاند، ترجع نشأتها إلى العصر الروماني، وهي مركز للتجارة والمصارف وشركات التأمين وميناء نهري رئيس على نهر الراين، تشتهر بصناعة العطور وفيها صناعات غذائية وصناعة الآلات والسيارات، ويضمن توليد الطاقة الكهربائية فيها نحو ثلث احتياجات ألمانية، وفرانكفورت (643.000 نسمة)، وإسّن (608.000 نسمة)، ودورتموند (594.800 نسمة)، وشتوتغارت (585.000نسمة)، ودوسلدورف (571.000 نسمة)، وبريمن (547.000 نسمة)، ودويزبرغ (529.000 نسمة)، ولايبزغ (446.000 نسمة) وهانوفر (521.000 نسمة)، ودرسدن (459.000 نسمة) لعام 1998.

الأوضاع الاقتصادية

 ألمانية قوة اقتصادية عظمى في أوربة، وهي واحدة من الدول الصناعية الكبرى، وتحتل مركز الصدارة في التجارة العالمية، يزيد صافي الدخل القومي فيها على 2321 مليار دولار (1997) والمعدل السنوي لدخل الفرد الألماني يصل إلى أكثر من  28280 دولار (1997). والمارك الألماني من أقوى العملات في العالم، وقانون الاستقرار الاقتصادي هو السائد بين الاتحاد المركزي للولايات الألمانية، إذ يعمل الجميع على تحقيق سياسة التطور الاقتصادي الهادفة إلى ضمان استقرار مستوى الأسعار، وتحقيق مستوى عمالة عالٍ وتوازن في الاقتصاد الخارجي، وأهم أوجه النشاط الاقتصادي في ألمانية:

 

1ـ الصناعة: تعد الصناعة العمود الفقري للاقتصاد الألماني، يعمل بهذا القطاع الإنتاجي مايقرب من 42% من إجمالي القوى العاملة فيها، وتعتمد الصناعة الألمانية في تطورها على استيراد المواد الخام ومصادر الطاقة المختلفة وتوليد الطاقة الكهربائية الضرورية.

 أ ـ مصادر الطاقة: تحتوي الأراضي الألمانية على كميات مهمة من الفحم الحجري وتتركز مكامنه الرئيسة في منطقتي الراين ـ وستفالية وحوض السار، ويقدر احتياطيها منه بنحو 24 مليارطن، كما توجد فيها كميات مهمة من اللينيت (الفحم الأسمر) في جنوبي براندنبورغ  وسكسونية ـ أنهالت وجبال الهارتس وحوض الراين الأدنى، ويقدر احتياطيها منه بنحو 94 مليار طن. أما معدلات الإنتاج السنوية فإنها تصل إلى 82 مليون طن من الفحم الحجري ونحو 416 مليون طن من اللينيت توفر بمجموعها ما يقرب من 19% من معدلات استهلاك الطاقة في ألمانية التي لا تحوي أراضيها سوى كميات ضئيلة من النفط لا تزيد على 50 مليون طن تتركز في سهول الراين الأعلى وفي مقدمة جبال الألب، أما الغاز الطبيعي فله أثر مهم، إذ يقدر احتياطيها منه بنحو 500 مليار م3، ويوفر الغاز الطبيعي نحو 17.5% من حاجة الاستهلاك المحلي. أما الطاقة الكهربائية، فيزيد معدل إنتاج ألمانية السنوي منها على 532 مليار كيلو واط/ساعي 24.6% منها كهرذرية، إذ تمتلك ألمانية 21 محطة توليد نووية.

وتتركز سياسة الحكومة الاتحادية في مجال الطاقة بوجه عام على حرية السوق في التزود بموارد الطاقة اللازمة وبطريقة مضمونة وقادرة على المنافسة شريطة صيانة مصادر الثروة وعدم الاعتداء على البيئة.

ب ـ الموارد الباطنية والفلزات المعدنية: تعد ألمانية بلداً فقيراً إليها، لذا فإنها تعتمد على استيرادها الذي يضمن نحو ثلثي حاجة صناعتها الراقية، ولا تحوي أراضيها سوى كميات متواضعة من الحديد الخام والملح الصخري، إضافة إلى البوتاس الذي وصل معدل إنتاجها السنوي منه إلى نحو 3.5 مليون طن.

ج ـ الصناعات الرئيسة: أسهمت الصناعة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية في إعادة بناء الاقتصاد الوطني الذي أنهكته متطلبات العمليات العسكرية.  ويقوم نظامها الاقتصادي الصناعي  على حرية السوق والتكافل الاجتماعي.

ومن الدعائم الأساسية لاقتصاد السوق الاجتماعي أن صاحب الشركة هو نفسه المسؤول عنها، والتنافس بين الشركات هو أفضل وسيلة لتحريك الاقتصاد وجعله قادراً على المزاحمة والتفوق في الأسواق العالمية. وفروع الصناعة الألمانية متعددة جداً، وأساليبها متنوعة أيضاً، ففي الولايات الصناعية التقليدية القديمة وحدها يتركز نحو 46700 منشأة صناعية، يعمل فيها نحو 7.4 مليون عامل، ينتجون ما يقرب من نصف الإنتاج الصناعي الألماني. وأهم الشركات الصناعية المعروفة فيها شركة سيمنس المتخصصة بإنتاج الأجهزة الإلكترونية، وتستخدم نحو 402000 عامل، ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية نحو 73000 مليون مارك (52510 مليون دولار)، وشركة فولكس فاغن للسيارات، وتستخدم نحو 266000 عامل، ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية 77000 مليون مارك (55390 مليون دولار)، وشركات المنتجات والمواد الكيمياوية وعلى رأسها هوكست وباير وبي إس وتستخدم بمجملها نحو 1642000عامل، ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية نحو 42400 مليون مارك أو30500 مليون دولار. وأهم فروع الصناعة الألمانية:

ـ صناعة وسائل النقل البري: وهي أقوى فروع الصناعة بأرقام مبيعاتها وتشمل السيارات والمركبات وتعد ألمانية ثالث أكبر منتج للسيارات في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ويشتغل في صناعة السيارات الألمانية نحو 800000 عامل وقد وصل المعدل السنوي لمبيعاتها (1990- 1997) إلى ما يقرب من 217 مليار مارك أو 15 مليار دولار. وبلغ عدد السيارات الخاصة المصنوعة سنة 1997 نحو 4754 مليون سيارة، وتم تصدير ما يقرب من 2.2 مليون سيارة.

ـ صناعة الآلات والمنشآت: يبلغ عدد الشركات العاملة في صناعة الآلات والمنشآت أكثر من3600 شركة في الولايات العريقة في الصناعة ونحو930 شركة في الولايات الجديدة (الولايات التي كانت تؤلف جمهورية ألمانية الديمقراطية) وهي أكبر مجموعة صناعية ألمانية، وتحتل بفضل مرونتها وكفايتها التكنولوجية مكانة عالمية، ويشتغل بصناعة الآلات 1.2 مليون عامل، وبلغ المتوسط السنوي لحجم مبيعاتها (1990 ـ 1997) أكثر من 241 مليار مارك أو 173.3 مليار دولار تم تصدير نحو 60% من إجمالي الإنتاج.

ـ الصناعة الكيمياوية: وهي أهم فروع إنتاج المواد الأساسية: ففي ألمانية ثلاث شركات كيمياوية كبيرة تعد من أهم الشركات العالمية وعدد من الشركات المتوسطة ويعمل في الصناعات الكيمياوية نحو 594000 عامل، وقد بلغ المعدل السنوي لحجم مبيعاتها  (1990- 1997) نحو 166 مليار مارك أو 119.4 مليار دولار 50% منها مردود التصدير الخارجي.

ـ الصناعات الإلكترونية: بلغت مبيعاتها 207 مليارات مارك أو 149 مليار دولار منذ عام 1991 يعمل فيها أكثر من مليون عامل. كما تحوي الولايات الجديدة صناعات إلكترونية لكن إنتاجها وحجم مبيعاتها تراجع بعد قيام الوحدة إلا أن عام 1991 اتصف بحدوث تحسن.

ـ الصناعات الغذائية: وهي من الصناعات المهمة الأخرى في ألمانية التي بلغ عدد العاملين فيها عام 1991 نحو 493000 عامل ووصل حجم مبيعاتها إلى 197.2 مليار مارك أو 141.8 مليار دولار (في الولايات القديمة فقط)، ومن الصناعات المهمة أيضاً الصناعات النسيجية التي بلغ عدد العاملين فيها 204000 عامل، وحجم مبيعاتها 70 مليار مارك (50.3 مليار دولار). وتتركز صناعة الفولاذ في الولايات القديمة، وبلغ متوسط حجم مبيعاتها 43.6 مليار مارك وعدد العاملين فيها 149000عامل (1990- 1997). أما الصناعات التقنية الدقيقة وصناعة البصريات والساعات فقد بلغ متوسط حجم مبيعاتها السنوية 19 مليار مارك (13.6 مليار دولار)، ويعمل فيها 135000 عامل، في حين أن الصناعة المتخصصة بالملاحة الجوية والفضائية تبقى صناعة صغيرة نسبياً، لكنها ذات أهمية من الناحية التقنية إذ بلغ متوسط حجم مبيعاتها السنوية نحو 17 مليار مارك (12.200000 مليار دولار) وعدد العاملين فيها 78000 عامل. وأخيراً هناك صناعة الحرف اليدوية ولها نقابة خاصة بها وتشغل القطاع الاقتصادي الأقدم والأعرق لكنه الأصغر، بلغ المتوسط السنوي لعدد العاملين فيها (1990- 1997) أكثر من 4.5 مليون عامل أنتجوا نحو 9% من الناتج القومي، وهي حلقة الوصل بين المصنِّع والمستهلك يمثلها حرفيون عاديون كالبنائين والنجارين وعمال الزجاج وصانعي الخزف. وقد وصل عدد المشاغل اليدوية عام 1997 في ألمانية إلى نحو 660000 مشغل ونحو 80000 منشأة اقتصادية. وأنفقت الحكومة الألمانية الاتحادية 135 مليون مارك أو 97.1 مليار دولار لدعم الحرف اليدوية.

2ـ الزراعة: يتصف هذا القطاع الإنتاجي بقوته وباعتماده على التخطيط العلمي ومعطيات العلم الحديث والتقنية العالية، وتنتج ألمانية كميات وفيرة من الغلال والمحاصيل الغذائية، وتؤلف الأراضي الزراعية فيها نحو 37.5% من إجمالي المساحة العامة للبلاد. ويعمل بهذا القطاع الإنتاجي نحو 4.84 مليون مزارع يؤلفون 6.3% من إجمالي القوى العاملة، وقد تراجع عدد المزارع في غربي ألمانية منذ عام 1950 حتى عام 2000 إلى ما يقرب من مليون مزرعة، لأن معدلات الدخل في القطاعات الاقتصادية الأخرى أفضل. كما أن مكننة الزراعة أدت إلى الاستغناء عن عدد كبير من الأيدي العاملة، ففي عام 1990 بلغ عدد المزارع نحو 630 ألف مزرعة، يعمل فيها أقل من 750 ألف شخص، وفي عام 1991 قرر 14000 مزارع أن يديروا مزارعهم لحسابهم الخاص، وتم في الوقت نفسه تحويل ثلاثة أرباع التعاونيات الزراعية الإنتاجية البالغ عددها 4500 تعاونية إلى جمعيات أو شركات شخصية أو رأسمالية بدعم خاص من الحكومة وخاصةً فيما كان يعرف بـألمانية الديمقراطية. وتتباين الأراضي الألمانية تبايناً كبيراً في خصائصها ودرجة خصوبتها، فهناك الترب المستنقعية والرملية، ثم أراضي السهوب البنية والسوداء الخصبة فضلاً عن ترب المدرجات والمنحدرات الجبلية. أي إن نسبة التربة الفقيرة كبيرة ولكن الإنسان تعهدها بالعناية والتسميد وانتهاج الأساليب العلمية الحديثة فغدت تعطي محصولات ممتازة. وتغطي التربة البنية الرمادية الغابية بمختلف أنماطها جزءاً كبيراً من أراضي ألمانية، وهي في معظمها خفيفة جداً تعرضت لعمليات الغسل فأصبحت حامضية صالحة لزراعة الشوفان والبطاطا التي بلغ معدل إنتاجها منه نحو 19 مليون طن، أما تربة اللوس التي تحولت إلى التربة السوداء والبنية الداكنة فتوجد على هيئة أشرطة تتسع بين براونشغايغ ولايبزغ، وتمتد جنوباً حتى حضيض المرتفعات الوسطى حيث يزرع القمح أما الجودار والشوفان فيزرعان في السهل الشمالي. ويزرع الشعير الذي بلغ إنتاجها السنوي منه نحو 9 ملايين طن في الجنوب من أجل صناعة الجعة، كما يستخدم علفاً للحيوان. وتأتي البطاطا بعد الحبوب في الأهمية، وهي غذاء للإنسان وعلف للماشية ومصدر لصناعة الكحول والنشاء وتزرع في الشمال، كما تدخل البطاطا في دورة زراعة القمح في الجنوب، ويزرع الشوندر السكري مصدراً للسكر والعلف، ويتفق توزيعه مع القمح الذي وصل معدل إنتاجها منه إلى 14 مليون طن. ولمحصولات العلف كالبرسيم أهميتها الخاصة لتربية الأبقار. وتنتشر زراعة الخضر في كل مكان لسد احتياجات المدن والمناطق الصناعية.

ولبعض المحصولات أهميتها الصناعية كالكتان والعنب وحشيشة الدينار، كما يزرع فول الصويا والذرة في مساحات محدودة. وتنتشر مزارع الكروم في أودية الراين والنيكار والماين والموزل. كما تنتشر بساتين الفاكهة ولاسيّما التفاح في المناطق الجنوبية الدافئة نسبياً. ومع ذلك فإن الزراعة لا تزال عاجزة عن تلبية حاجات السوق الاستهلاكية، وتمثل السلع الغذائية المستوردة نحو ثلث قيمة المشتريات في الميزان التجاري.

 أما تربية الحيوان فتقوم في ألمانية غالباً على قطعان صغيرة ضمن التعاونيات الزراعية الإنتاجية في غربي ألمانية على عكس شرقيها الذي تتم فيه تربية الحيوان في مزارع كبيرة. وبعد تحقيق الوحدة الألمانية أُعيد تنظيم الزراعة والمزارع. وأهم الحيوانات الأبقار (22 مليون رأس) والخنازير (37.3 مليون رأس) والدواجن ويربى في المزرعة الواحدة وسطياً أكثر من 1650 بقرة و11000 خنزير و500000 دجاجة بياضة. وتكثر تربية الأبقار والخنازير في السهول الشمالية حيث يساعد المناخ على نمو الحشائش الغنية كما يربى في مقدمة جبال الألب. أما صيد الأسماك فله أهمية كبرى في ألمانية، وأهم مناطق صيدها بحر الشمال وبحرالبلطيق، وقد قدمت الحكومة الألمانية الدعم لقطاع صيد السمك المهدد في بحر الشمال بسبب الإفراط في معدلات الصيد وكمياته.

3ـ التجارة: تطورت التجارة في ألمانية لتصبح قطاعاً مهماً للاقتصاد الوطني الألماني وهي تجارة داخلية وخارجية وبلغ معدل عدد العاملين فيها نحو 4.13 ملايين إنسان. كما بلغ عدد الشركات التجارية (تجارة الجملة والتجزئة) نحو 505600 شركة.

 تتولى شركات تجارة الجملة بيع البضائع إلى تجار التجزئة بغرض بيعها ثانية، وإلى معامل الصناعات التحويلية، ولأغراض الاستخدام الصناعي ولكبار المستهلكين. وقد وصلت معدلات مبيعات تجارة الجملة إلى 990 مليار مارك أو 712.2 مليار دولار. أما تجارة التجزئة فهي أكثر أنواع التجارة قرباً من المستهلك وتعتمد على نظام الخدمة الذاتية. وقد بلغت معدلات مبيعات تجارة التجزئة في الولايات القديمة أكثر من 700 مليار مارك أو 503.6 مليار دولار، وفي الولايات الجديدة ما يقرب من 100 مليار مارك أو 17.9 مليار دولار، وبلغ عدد العاملين في تجارة التجزئة في ألمانية الغربية 2.7 مليون إنسان، أما في الولايات الجديدة (ألمانية الشرقية) فبلغ عدد العاملين 400000 شخص.

 وللتجارة الخارجية أهمية كبرى فألمانية مضطرة إلى الاعتماد على التجارة العالمية لأنها فقيرة إلى المواد الأولية ومصادر الطاقة وبعض المواد الغذائية والأعلاف. وتدعم ألمانية التعاون السلمي بين الشعوب وتشجع قيام العلاقات الاقتصادية العالمية، ونتيجة لانفتاحها على العالم أصبحت ألمانية أحد أهم البلدان التجارية، إذ بلغت القيمة الإجمالية للواردات لعام 1998 نحو 814 مليار مارك (1 دولار يعادل 1.8 مارك ألماني لعام 1998).

 ومن أهم السلع المستوردة: المنتوجات الزراعية، والمنسوجات، والمواد الأولية، وموارد الطاقة. وهي السلع التي تطرحها الأسواق العالمية ولاسيما أسواق البلدان النامية، والدول الصناعية الفتية. أما الصادرات فألمانية هي من أكبر المصدِّرين الصناعيين في العالم وعلى رأس السلع التي تصدرها الآلات والمنتوجات الكيمياوية والإلكترونية والسيارات والحديد والفولاذ. وتعرف الصادرات الألمانية على نطاق عالمي بجودتها العالية، وبخدماتها الشاملة، وقد حققت التجارة الألمانية مع دول المجموعة الأوربية ازدهاراً كبيراً إذ بلغ حجم الصادرات الألمانية إليها نحو 55% من إجمالي صادراتها؛ وتعد فرنسة أهم شريك تجاري لألمانية. بلغت قيمة الصادرات الألمانية 590 مليار مارك لعام 1998. ومن البلدان ذات الأهمية الكبيرة للصادرات الألمانية فرنسة وإيطالية والمملكة المتحدة وهولندة وبلجيكة ثم الولايات المتحدة الأمريكية. وفي مجال الواردات أيضاً تحتل فرنسة المرتبة الأولى تليها هولندة وإيطالية وبلجيكة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن اليابان شريك تجاري مهم. وفي عام 1991 بعد توحيد ألمانية قامت روسية بدور مهم في التجارة الألمانية فقد صدرت ألمانية إليها بضائع بقيمة 18 مليار مارك أو 13.9 مليار دولار واستوردت منها بقيمة 14.6 مليار مارك أو 10.5 مليار دولار.

4ـ النقل والمواصلات: إن مجتمعاً عصرياً كالمجتمع الألماني يحتاج إلى نظام متطور يوفر لسكانه حرية الحركة. وتواجه سياسة النقل والمواصلات الألمانية مهمات جسيمة كان في مقدمتها ترميم شبكة المواصلات في ألمانية الشرقية سابقاً وتوسيعها. ومع قيام السوق الداخلية الأوربية في عام 1993 وانفتاح أوربة الشرقية أصبحت ألمانية قطباً للنشاط الاقتصادي ولحركة المواصلات في قلب أوربة. وتحتل السيارات الخاصة المرتبة الأولى في مجال نقل الأشخاص فيها. وفي ألمانية أكثر من مليون سيارة عام 1998 ويبلغ طول شبكة طرق السيارات خارج المدن والقرى فيها نحو 221000 كم منها 11000 كم من الطرق السريعة (أوتوبان = أوتوستراد). وبهذا تملك ألمانية أطول شبكة طرق سريعة في العالم. أما السكك الحديدية الاتحادية فلها أهمية كبرى في ألمانية وتعود ملكية أكبر شركاتها للدولة وقد وصل عدد العاملين فيها نحو 500 ألف شخص. ووصل الطول الإجمالي لخطوط سككها الحديدية إلى نحو 42099 كم منها 13727 كم مكهربة. والسكك الحديدية من وسائل النقل الملائمة للبيئة بوجه خاص، ولا يمكن الاستغناء عنها في مجال نقل البضائع والمواد غير المعبأة ذات الأحجام الكبيرة، وفي مجال نقل الأشخاص. وقد قامت هيئة السكك الحديدية الاتحادية منذ عام 1991 بتشغيل خطوط القطارات الأولى العالية السرعة في المناطق الغربية من البلاد. كالخطوط الواصلة بين هانوفر وفورتسبورغ وبين مانهايم وشتوتغارت. كما تقوم السكك الحديدية بأداء وظيفة مهمة في مجال المواصلات القريبة لوصل المناطق الاقتصادية المكتظة بالسكان بعضها ببعض. وتكمل قطارات الأنفاق «المترو» والحافلات الكهربائية داخل المدن مهمة السكك الحديدية بين المدن المختلفة.

وفيما يتعلق بالملاحة البحرية، تملك ألمانية أسطولاً تجارياً خاصاً بها يعدُّ من أحدث أساطيل العالم يضم 1066 سفينة بحمولة إجمالية قدرها 5.68 مليون طن. وقد تمكنت المرافئ البحرية الألمانية، وأكبرها هامبورغ ثم بريمن وفلهلمسهافن ولوبِك وروستوك، من تعزيز مكانتها على الساحة التجارية الدولية. أما الملاحة النهرية الداخلية فتملك ألمانية شبكة من القنوات المائية الصالحة للملاحة الناشطة أهمها قنوات نهر الراين. وهناك 3900 سفينة شحن ألمانيّة تجوب الأنهار والقنوات الصالحة للملاحة التي يقدر طولها بنحو 6700كم. ويجري توسيع الشبكة الملاحية وتحديثها باستمرار كما في قناة مِتلاند وقناة إلبه ـ هافِل، أما في مجال الملاحة الجوية فتستقبل المطارات الألمانية وتودع وسطياً  نحو82 مليون مسافر، إضافة إلى 1.8 مليون طن من البضائع المشحونة سنوياً. وأكبر مطاراتها هو مطار فرانكفورت الواقع على الماين. وأهم المطارات الأخرى: مطارات برلين (شونفِلد) وهامبورغ وبريمن وهانوفر ودوسلدورف وكولونية وبون ومونيخ ونورنبرغ وشتوتغارت وساربروكن ولايبزغ ودرسدن وإرفورت. وتعد شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا من أهم شركات الطيران العالمية إذ تنقل وسطياً نحو 22.5 مليون مسافر ويضم أسطولها أكثر من220 طائرة حديثة. ويتولى الخدمات البريدية الألمانية ثلاث شركات حكومية أُحدثت خصيصاً لهذا الغرض هي: هيئة البريد الألماني (الخدمات البريدية) وهيئة البريد الألماني (بنك البريد) وهيئة البريد الألماني للاتصالات (تيليكوم). ويعمل في هيئة البريد نحو 400000 شخص وهي بذلك أكبر شركة ألمانية تعمل في مجال الخدمات.

5 ـ السياحة: ألمانية بلد سياحي يتصف بتنوع مُدنه وطبيعته، وتعد بلداً سياحياً محبباً حتى للألمان أنفسهم. إذ إن نصف السياح الألمان يبحثون عن مقاصدهم السياحية داخل بلادهم، أما نسبة السياح الأجانب فيها فتبلغ 13% من مجموع السياح فقط. وقد أنفق الزوار الأجانب فيها عام 1997 نحو 28.6 مليار مارك أو 15.8 مليار دولار. وإلى جانب المناظر الطبيعية المتنوعة التي أدت إلى جذب السياح، تجتذب أوابدها التاريخية ومتاحفها ومكتباتها ودور الأوبرا والمسارح المنتشرة في طول البلاد وعرضها أعداداً كبيرة من الزوار سنوياً.

6ـ التلوث والبيئة: تواجه الدولة والاقتصاد والمواطنون تحدياً كبيراً، ذلك لأن الطبيعة فيها معرضة للخطر. وتؤيد غالبية الألمان بذل الجهود في سبيل حماية البيئة، فمن دون حماية الهواء، والماء، والتربة سوف يفقد الاقتصاد الألماني مع الزمن الأسس التي يقوم عليها الإنتاج. وللتخلص من الأضرار التي تلحق بالبيئة يقدم الاقتصاد والصناعة أحدث الوسائل التقنية، فهناك اليوم أكثر من 4000 شركة متخصصة بالعناية البيئية، منها المحافظة على نقاوة الهواء. ويتلوث الهواء في ألمانية، من نواتج الغازات التي تنطلق من محطات الطاقة والمنشآت الصناعية ووسائل النقل، والتدفئة المنزلية، ويظهر التلوث بوضوح في الأضرار التي تلحق بالغابات. ولقد تم وضع برنامج شامل لمنع تلوث الهواء يقتضي حصر مصادر التلوث وتخفيض الملوثات، أما في مجال حماية المياه والبحار فقد شيدت الحكومة الألمانية الكثير من محطات التنقية الجديدة ومحطات المعالجة الحيوية والمجاري في المؤسسات الصناعية. ولقد تركزت بوجه خاص على منع تلوث المياه السطحية بالمواد وبالملوثات العضوية.

كما قامت الدولة بتحويل بعض المناطق الطبيعية إلى حدائق وطنية محمية. وأقامت منشآت خاصة للتخلص من النفايات السامة والخطرة وتحويلها إلى مواد مستخدمة في صناعة الورق أو في التدفئة.

ألمانية المعاصرة ونظام الحكم والتقسيمات الإدارية

 

 

ألمانية دولة جمهورية اتحادية تتألف دستورياً من عدد من الولايات المنضمة تحت لواء الدولة الاتحادية، لكنها أي الولايات من جهة أخرى تشارك في قرارات الدولة، وقد اتسعت رقعة وحدتها بعد انضمام ولايات ألمانية الديمقراطية السابقة عام 1990. وتوزع المهام والصلاحيات بين الاتحاد والولايات على مبدأ فصل السلطات التقليدي الأفقي (غير الهرمي)؛ السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية. ولكل ولاية برلمانها وحكومتها ومحاكمها، ويتم توزيع المهام تبعاً لوظيفة الدولة، ويتم التشريع على صعيد الاتحاد في مجالات الشؤون الخارجية والدفاع والجمارك، وحماية الحدود، والتعليم. وللولايات حق التشريع في جميع المجالات التي لم ينص الدستور على منح الاتحاد حق التشريع فيها كالشؤون الثقافية والتخطيط الإقليمي واستغلال المياه، وحماية البيئة. أما الإدارة فهي مركزية في اتخاذ القرارات، لذلك أوكلت المهام الإدارية إلى الولايات التي تتولى غالبية المهام كالطرق والمواصلات مثلاً. وعلى الصعيد المالي يعد تنظيم الشؤون المالية العمود الذي يرتكز عليه البناء الفدرالي للدولة، فالاتحاد يتحمل النفقات المترتبة على الهيئات التشريعية الحكومية والقضائية وتتكفل كل ولاية بالنفقات المترتبة على المنشآت التابعة لها. وللولايات حق متساو في إيرادات الدولة.

مجلس الولايات أو الهيئة الفدرالية

 يتألف مجلس الولايات من عدد من الممثلين عن كل ولاية يختلف من ولاية إلى أخرى، ولكل منها ثلاثة أصوات على الأقل. وتنحصر مهام مجالس الولايات في مجالات التشريع المتعلقة بتعاملها مع القوانين التي يقرها البرلمان الاتحادي، إذ إن ما يقرب من نصف القوانين الاتحادية يخضع للتصديق من مجلس الولاية الذي يعد النموذج المقابل للبرلمان الاتحادي، والحكومة الاتحادية. لكنه يعد في الوقت نفسه صلة الوصل بين الاتحاد والولايات. أما التمثيل الخارجي فهو شأن يخص الاتحاد، وتتألف ألمانية من 16 ولاية لكل منها تطورها التاريخي والاقتصادي الخاص بها. والشعب هو مصدر جميع السلطات في ألمانية يمارس السلطة مباشرة عن طريق الانتخابات العامة، وممارسة غير مباشرة عن طريق الهيئات الخاصة للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وتتمثل الهيئات الدستورية التي تتولى مهام التشريع بالبندستاغ (البرلمان الاتحادي) وبالبندسرات (مجلس الولاية)، والسلطة التنفيذية منوطة بالحكومة الاتحادية وعلى رأسها المستشار الاتحادي، أما رئيس الجمهورية الاتحادية فتنتخبه الجمعية الاتحادية، وهي هيئة دستورية تتألف من أعضاء البرلمان الاتحادي ومن عدد مماثل من المندوبين الذين تنتخبهم برلمانات الولايات، ومدة الرئاسة خمسة أعوام، ويجوز تجديدها مرة واحدة فقط.

أما البرلمان الاتحادي فإنه يتألف من 662 نائباً يتم اختيارهم بالانتخابات العامة ولدورة برلمانية مدتها أربعة أعوام.

وأهم الأحزاب السياسية في ألمانية الحزب المسيحي الديوقراطي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الحر، والحزب المسيحي الاجتماعي وحزب الاشتراكية الديموقراطية وحزب الخضر.

الحياة الثقافية والمعالم الحضارية

 إن الحياة الثقافية المميزة الخاصة بكل ولاية أفسحت في المجال لقيام مراكز ثقافية صغيرة وكبيرة مختلفة الخصائص، والحياة الثقافية والعلمية نشيطة حتى في أصغر المدن والقرى. وتقوم برلين لكونها عاصمة لألمانية الموحدة ومقراً لحكومتها بدور ثقافي كبير، وذلك إلى جانب المراكز الثقافية في كل مدينة. وتحرص السلطة المركزية على متابعة التطورات الثقافية وتنويع مصادرها، ويتضح هذا التنوع الثقافي في الأنشطة الثقافية؛ ففيها مكتبتان مركزيتان في فرانكفورت على الماين وفي لايبزغ. وفي هامبورغ أكبر تمركز لوسائل الإعلام، كما أن كولونية (كولن) ودوسلدورف تعدان مركزين للفن الحديث. أما أكثر المسارح فموجودة في برلين، وفي ألمانية 95 مسرحاً موسيقياً، و195 فرقة موسيقية محترفة وأقدم دار للأوبرا توجد في هامبورغ، وأحدث دور الأوبرا المزودة بأحدث تقنيات المسرح توجد في كولونية وفرانكفورت، ومن أجمل دور الأوبرا الألمانية دار المسرح الوطني في مونيخ ودار أوبرا زيمبر في درسدن، ومن أشهر الموسيقيين الألمان بتهوفن وشتوكهاوزن. أما سجل الدولة المركزي (الأرشيف) فيوجد في مدينة  كوبلنتز. وهناك أكاديميات للعلوم في دوسلدورف وغوتنغن وهالة وهايدلبرغ ولايبزغ وماينز ومونيخ. وأهم متاحف ألمانية في برلين وميونخ ونورنبرغ وكولونية وشتوتغارت. وفي ألمانية 3000 متحف، ويوجد في مارباخ الفورتمبرغية الصغيرة وفي فايمار أهم سجل للأدب الألماني. وأغلب المؤسسات الثقافية في جمهورية ألمانية تموِّلها البلديات إلا في بعض الحالات الاستثنائية إذ تقوم كل ولاية برعاية شؤونها الثقافية مستقلة تقريباً وبدرجات متفاوتة. فبرامج التعليم والشهادات المدرسية تختلف من ولاية إلى أخرى، وتخدم هذه الهيئات كلها هدفاً مشتركاً هو توفير حد أدنى من الوحدة، لا بد منه لإقامة نظام تعليمي حديث وفعال، من دون الاستغناء عن التنوع المثمر الذي يجعل الحياة الثقافية الألمانية مميزة كما هي عليه.

فاتنة الشعال

 

 


- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد الثالث، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 364 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة