التيجانية أو التِّجانية طريقة صوفية، أسسها أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني (1150-1230هـ/1737-1815م) المنسوب إلى قبيلة تيجانة من بربر الجزائر. تلقى التيجاني علومه الأولية في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى بلدة أبيض ومنها إلى تلمسان وفاس في طلب العلم،

"/>
تيجانيه
Tijaniyyah - Tijani

التيجانية

التيجانية

 

التيجانية أو التِّجانية طريقة صوفية، أسسها أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني (1150-1230هـ/1737-1815م) المنسوب إلى قبيلة تيجانة من بربر الجزائر. تلقى التيجاني علومه الأولية في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى بلدة أبيض ومنها إلى تلمسان وفاس في طلب العلم، ومال إلى الصوفية وانخرط في بعض طرقها، حجَّ إلى مكَّة المكرَّمة في عام 1186هـ، وزار المدينة المنورة ومنها إلى القاهرة حيث التقى شيوخ الصوفية فيها، ومنحه محمود الكردي شيخ الخلوتية لقب مقدم الطريقة، ونصحه أن يدعو إليها في المغرب. في عام 1196هـ/1781م وفي واحة أبي صمغون في الجزائر ادَّعى أنه من نسل الأدارسة المتحدرين عن الحسن بن علي حفيد رسول اللهr، وزعم أن الرسولrتجلّى له في اليقظة ودعاه قطب الأقطاب وخاتم الأولياء، وأمره أن يشرع في «التربية» وعلّمه أوراد الطريقة التي غدت تعرف به.  

كانت نقطة التحول في حياة التيجاني هجرته إلى فاس سنة 1213هـ/1798م، حيث انكب على تنظيم شؤون طريقته وصوغ تعاليمها. وظلت فاس المقر الرئيسي للتيجاني حتى وفاته، ودفن في زاويته التي غدت إلى اليوم محجاً لمريديه قبل توجههم إلى مكة.

ويقال إن أحمد التيجاني هو من أملى تلميذه المدعو علي حرازم بن العربي تعاليمه وسيرة حياته، وأن هذا الأخير جمعها في كتاب عنوانه «جوهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني» وهو المعروف باسم «الكناش»، وأجازه التيجاني في عام 1216هـ/1802م. وساعد الكتاب على انتشار الطريقة في مصر وجزيرة العرب وبلاد الشام وأجزاء من آسيا حتى إندونيسية وفي ألبانية كذلك، غير أن انتشارها الأوسع كان في بلاد المغرب والسودان وغربي إفريقية والحبشة وما يزال نفوذها كبيراً في السنغال ونيجيرية.

حقَّقت الطريقة أوسع انتشار لها في تونس على يد إبراهيم الرياحي التونسي (ت 1266هـ/1849م) وفي موريتانية على يد محمد الحافظ بن مختار البدّي (ت نحو1246هـ/1830م) وفي السنغال وغامبية على يد تلميذه مولود فال. ونشرها في فوتاجالون في غينية عبد الكريم بن أحمد النقل الذي سلم قيادها إلى العالم المجاهد الحاج عمر بن سعيد بن عثمان التل الفوتي (1212-1280هـ/1797-1864م) مؤسس دولة التيجانية في السودان الغربي، ومؤلف كتاب «رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم» على حاشية «جواهر المعاني»، و تولَّى الزعامة من بعده ولده أمادوسيكو (أحمد الشيخ)[ر] سلطان التكرور. وفي أوائل القرن العشرين كانت زوايا التيجانية منتشرة في أرجاء غربي إفريقية من السنغال إلى بورنو وجنوبا إلى غانة وازداد نفوذ التيجانية الديني في تلك الأرجاء إبان حقبة الاستعمار وخاصة في السنغال على يد أسرة أنياس من الكاولاك التي تعاونت مع الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وأدخلت تجديداً على شعائر الطريقة ومبادئها وأسلوب التربية الصوفية بحيث يتمكن المسلمون الذين لا يتقنون العربية من ممارستها. وأبرز شيوخ هذه الأسرة إبراهيم أنياس السنغالي (1900-1975) الذي لقَّب نفسه غوث الزمان وسمى أصحابه «جماعة الفيضة». ويزيد أتباع التيجانية في السنغال على نصف المسلمين فيها الذين يؤلفون 94% من السكان.

تعد التيجانية تفرعاً عن الخلوتية ويعرف أتباعها بالأحباب، ولا يجوز لهم الخروج على تعاليمها أو الانخراط في طريقة أخرى. ومن تقاليدهم عدم التدخل في شؤون البلاد التي يقيمون فيها والانصراف إلى العبادة.

 لقي أتباع التيجانية كثيراً من التهجم عليهم من جهات كثيرة ولاسيما السلفية في المغرب والجزائر الذين طعنوا في تعاليمهم، وأخذوا عليهم تعاون زعمائهم مع السلطات الاستعمارية الفرنسية، وكذلك جماعة الإصلاحيين في نيجيرية مما حدا بالشيخ إبراهيم صالح بن يونس الحسيني أبرز شيوخ التيجانية فيها إلى الرد على منتقدي الطريقة في كتابين هما «التكفير أخطر بدعة» (القاهرة 1982) و«المغير» (بيروت 1986).

ولهم إلى جانب ما سبق ذكره مصنفات كثيرة أبرزها معجم أعلام يضم أسماء أعيان الطريقة عنوانه :«كشف الحجاب عمن تلقى مع التيجاني من الأصحاب» من تصنيف أحمد بن أحمد العياشي، و«نظم منية المريد» من تصنيف أحمد بن بابا بن عثمان الشنقيطي العلوي.

تلخص شعائر الطريقة، إضافة إلى الفروض الواجبة على كل مسلم، في ثلاثة هي:

1- «الأوراد»: وتؤدى صباح مساء، وتشتمل على «الاستغفار» (أستغفر الله) مئة مرة، ثم الصلاة على النبيr (صلاة الفاتح) مئة مرة، وتليها الهيللة (لا إله إلا الله) مئة مرة. ويزعم التيجانية أن لصلاة الفاتح أجر كبير يعدل أجر قراءة القرآن.

2- «الوظيفة»: وتؤدى مرة واحدة على الأقل في الصباح، ويمكن أن تؤدى ثانية في المساء. وتشتمل على الاستغفار ثلاثين مرة، ثم صلاة الفاتح خمسين مرة، فالهيللة مئة مرة، ويلي ذلك «دعاء الكمال» اثنتا عشرة مرة. ويعتقدون أن النبيr والخلفاء الراشدين يحضرون هذا الدعاء من دون أن يظهروا للعيان.

3- «الحضرة» أو الذِّكْر: وتقام في يوم الجمعة بعيد صلاة العصر، وهي لا تختلف في جوهرها كثيراً عما هو متبع لدى أكثر الطرق الصوفية، ويكرر فيها اسم الله أو لا إله إلا الله أكثر من ألف مرة، وتؤدى الوظيفة بعدها مباشرة.

محمد وليد الجلاد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

 أمادوسيكو (أحمد الشيخ) ـ البكتاشية ـ التصوف الإسلامي ـ الشاذلية  ـ القادرية  ـ النقشبندية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

 ـ علي حرازم بن العربي برادة، جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التيجاني، وعلى هامشه: عمر بن سعيد الفوتي، رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم، (القاهرة 1927، وبيروت 1988).

- Y.SPENCER TRIMINGHAM, A history of Islam in West Africa (Oxford University press,1968).

- JAMIL M. ABUN-NASR, The Tijaniyya, a Sufi order in the modern world,) London 1965).

- YASIR ANJOLA QUADRI, The Tijaniyya in Nigeria; a case study, Ph.D. thesis, (University of Ibadan, 1981).


- التصنيف : التاريخ - النوع : دين - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 238 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة