الجمرة الخبيثة anthrax مرض معد حمّوي إنتاني حاد يصيب الثدييات، ويتميز بتضخم الطحال وارتشاحات مصلية دموية تحت الجلد، وموت مفاجئ مع خروج دم مسود اللَّون من الفتحات الطبيعية للجثة.

"/>
جمره (مرض) تط
Anthrax - Charbon

الجمرة (مرض ـ)

الجمرة (مرض ـ)

 

الجمرة الخبيثة anthrax مرض معد حمّوي إنتاني حاد يصيب الثدييات، ويتميز بتضخم الطحال وارتشاحات مصلية دموية تحت الجلد، وموت مفاجئ مع خروج دم مسود اللَّون من الفتحات الطبيعية للجثة.

ينتشر المرض في جميع أنحاء العالم وخاصة في الهند وإيران وسورية وتركية ومعظم دول إفريقية وفي جنوبي وشمالي أمريكة وفي أوربة وخاصة دول حوض المتوسط مثل اليونان وألبانية وإسبانية. وفي السنوات الأخيرة انخفض ظهور هذا المرض نتيجة لتطبيق إجراءات المكافحة والوقاية جيداً ولاسيما تجفيف المستنقعات التي ترعى حولها الحيوانات، والتوسع في تنفيذ حملات التحصين الوقائي.

العامل المسبِّب والأعراض

يُسبِّب المرض العصوية الجمرية Bacillus anthracis، وهي عصوية كبيرة الحجم يراوح طولها بين 4- 8 ميكرون، وعرضها بين1.5- 2.0ميكرون. وهي غير متحركة، إيجابية لصبغة الغرام، هوائية أو لا هوائية، تنمو في العينات المباشرة بشكل عصوية مستقيمة مقطوعة النهاية ذات سلاسل قصيرة لا تزيد على خمس عصيات، أومنفردة، إلا أنها تأخذ في الأوساط الصنعية شكل سلاسل طويلة. وهي قادرة على العيش خارج الجسم مكونة للأبواغ، وتبقى في التربة مدة طويلة تصل إلى عشرين عاماً أو أكثر. وتمتلك الأنماط الضارية القدرة على التكيّس في جسم العائل.  

يصيب المرض الإنسان والحيوان. والحيوانات العاشبة أكثر عرضة للإصابة، أما الطيور فهي مقاومة له.

وتنتقل العدوى عن طريق الفم نتيجة تناول أعلاف ومياه ملوثة، كما تنتقل أحياناً عبر الجروح. وتبلغ فترة الحضانة 24ساعة عند المجترات الصغيرة و3-5أيام في الأبقار والخيول، وقد تمتد إلى 14يوماً. ويسير المرض بأحد الأشكال الآتية في الأبقار والأغنام:

1- الشكل فوق الحاد: ينهار الحيوان دون ظهور أعراض مسبقة مع خروج دم من الفم والأنف والشرج وصعوبة في التنفس ويموت في بضع دقائق بعد بعض التشنجات والارتجافات.

2- الشكل الحاد: ترتفع درجة حرارة الجسم إلى40- 42 ْ م بشكل مفاجئ وسريع، ويظهر على الحيوان الضعف والقلق وفقدان الشهية وتسارع في ضربات القلب وضيق في التنفس، إلى جانب احتقان وتورم الأغشية المخاطية وتورم الأنسجة تحت الجلدية في الرأس والصدر، وإسهال مدمّى وبول أحمر قاتم، ثم ينفق الحيوان مع ظواهر الاختناق في 10- 36ساعة.

3- الشكل تحت الحاد: ويشابه الشكل الحاد إذ تنخفض الشهية ويتوقف إدرار الحليب والاجترار ويلاحظ إمساك يتبعه إسهال مدّمى وتوزمات في الرأس والرقبة والحلق والحنجرة مسببة صعوبة في التنفس، ومن ثم تموت الحيوانات المصابة بعد 2- 6أيام.

4- الشكل المزمن: وهو نادر الحدوث ويتصف بالوهن الشديد مع إصابات موضعية في الحلق والعقد اللمفاوية ويستمر من 2 - 3شهور.

وفي الخيول يحدث المرض بشكل إنتاني حاد إذ يلاحظ مغص شديد وظهور وذمات عجينية الملمس في الرقبة ومقدمة الصدر والأكتاف والضرع، إلى جانب صعوبة في التنفس وبول وبراز مدميين. ويحدث النفوق في 8 - 36ساعة وأحياناً بين 3- 18يوماً. ويمكن حدوث الشفاء أحياناً.

أمَّا في الحيوانات اللاحمة فيكون المرض على شكل التهاب في الحلق مع وذمات في الرأس والرقبة أو على شكل التهاب معوي شديد.

الشكل الجلدي للمرض

وهو شكل نادر عند الحيوانات، ويحدث في حيوانات المناطق الحارة وشبه الصحراوية نتيجة للعدوى بوساطة الحشرات الماصة للدم. ويظهر على هيئة حويصلات بنية محمرة تحتوي على سائل مصلي أو مدمّى تسمى البثرة الخبيثة pustula malignan، أو على شكل تورمات قاسية ومؤلمة تتقرَّح فيما بعد وتسمى بالجمرة (دمّلة) carbunculus.

الصفة التشريحية

تتحلَّل وتتفسَّخ الجثة بسرعة دون أن يلاحظ عليها ظاهرة التيبُّس الرمِّي، إضافةً إلى خروج دم أسود غير متخثر من الفتحات الطبيعية للجسم ونقط نزفية على مختلف الأعضاء مع ارتشاحات مصلية  وانصبابات دموية تحت الجلد وتحت الأنسجة المصلية والمخاطية، إضافة إلى التهاب وتضخم العقد اللمفاوية وتضخم شديد في الطحال، إذ يصل لعدة أضعاف حجمه الطبيعي مع توتر في محفظته في حين يكون اللب أحمر قاتماً مسوداً عجيني القوام وليناً. كما يُصاب الحيوان باستحالة وتضخم في الكبد والكلى مع التهاب نزفي تنخري في الرئة وغشاء الجنب والتهاب أمعاء نزفي نخري .

يُشخص المرض اعتماداً على الأعراض والمعطيات الوبائية والصفة التشريحية والفحوصات المخبرية لمسحات دموية والزرع الجرثومي وحقن حيوانات التجارب والاختبارات المصلية.

الوقاية والعلاج

تعتمد الوقاية على تحصين الحيوانات في المناطق المعرَّضة للإصابة، إذ يستخدم اللقاح الواقي ضد هذا المرض. وفي حال تفشيه تستخدم الصادات مثل البنسلين أو أيَّ صادَّات أخرى واسعة الطيف مثل التتراسيكلين، ويمكن أيضاً استخدام الأمصال المضادة لمعادلة السموم.

ويجب العمل على التخلص من مصادر العدوى، وذلك بمنع الحيوانات غير المحصّنة من الرعي في المراعي الموبوءة وعدم تقديم أعلاف من هذه المناطق للحيوانات. ويجب منع ذبح الحيوانات المريضة والمشتبه بإصابتها،وكذلك منع اختلاط الحيوانات المريضة  مع السليمة، والتخلص الفني من جثث الحيوانات النافقة وتطهير الأماكن الملوثة.

الأهمية الاقتصادية للمرض

يصنف مرض الجمرة الخبيثة ضمن الأمراض الواردة في القائمة (B) لمكتب الأوبئة الدولي (وهي قائمة الأمراض غير شديدة العدوى). وما يزال هذا المرض يسجل وقوعات في بعض دول العالم ومنها سورية والدول العربية الأخرى. وقد تناقصت أضراره الاقتصادية في العقود الأخيرة بسبب برامج التحصين الوقائي المعتمدة في الكثير من الدول ومنها سورية حيث يُنتج لقاح لهذا المرض وتُحصّن الحيوانات في المناطق الموبوءة لحمايتها من الإصابة.

صفوح حيدر

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الكريم قلب اللوز،  ياسين عبد الله الياسينو، علم الأمراض المعدية (منشورات دار البعث 1996).

-Manual of Standards for Diagnostic Tests and Vaccines (World Organization for Animal Health 2000).


- التصنيف : الزراعة و البيطرة - النوع : صحة - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 687 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة