جامعة دمشق
جامعه دمشق
Damascus university - Université de Damas
جامعة دمشق
جامعة دمشق
الجامعات في الجمهورية العربية السورية أربع وهي: جامعة دمشق ومقرها دمشق، وجامعة حلب ومقرها حلب، وجامعة تشرين ومقرها اللاذقية، وجامعة البعث ومقرها حمص، وجميع هذه الجامعات حكومية، وتضمُّ كل جامعة عدداً من الكليات والمعاهد.
وجامعة دمشق هي كبرى هذه الجامعات وأقدمها. ففي عام 1903 افتتحت النواة الأولى للجامعة وهي معهد للطب يضم فروع الطب البشري والصيدلة. كان أعضاء الهيئة التدريسية لهذا المعهد من الأتراك، وعهد إلى الجنرال فيضي باشا بإدارته.انضم إلى هذا المعهد عام 1914 مدرسة للحقوق بعد أن تأسست في بيروت عام 1913.
عام 1915نُقلت مدرسة الطب إلى بيروت، وأُعيدت إليها بعد ذلك مدرسة الحقوق. وفي عام 1919افتتح معهد الطب ومدرسة الحقوق في دمشق، وسُميت الأخيرة معهد الحقوق عام 1923، وأُطلق اسم الجامعة السورية في العام نفسه على معهدي الحقوق والطب والمجمع العربي ودار الآثار العربية. ثم فصل الأخيران عن الجامعة عام 1926.
عام 1928افتتحت في الجامعة السورية مدرسة الدروس الأدبية العليا،التي صار اسمها عام 1929 مدرسة الآداب العليا، لكنَّها أغلقت أبوابها عام 1938. وفي عام 1946 أُحدثت في الجامعة السورية كليتا العلوم والآداب والمعهد العالي للمعلمين، كما أُحدثت كلية الهندسة بمدينة حلب. وفي عام 1956أُحدثت كلية التجارة وكلية الشريعة. وفي عام 1958انفصلت الجامعة السورية إلى جامعتين إحداهما: جامعة دمشق، وهي تضم الكليات التي مقرها دمشق، وجامعة حلب التي بدأت بكلية الهندسة.
وفي عام 1959 كانت جامعة دمشق تضم تسع كليات هي: الطب، طب الأسنان، الهندسة، التربية، العلوم، الآداب، الشريعة، التربية، التجارة (التي سُميت فيما بعد كلية الاقتصاد).
أُحدثت في عام 1962 كلية الصيدلة، وعام 1963 كلية الفنون الجميلة، وعام 1972 كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وعام 1984 كلية الهندسة المعمارية وكلية الزراعة، وفي عام 2000 أُنشئت كلية الهندسة المعلوماتية في الجامعات السورية. فصار عدد كليات جامعة دمشق خمس عشرة كلية تتوزع في عدة مجمعات. يضم أحدها كليات الحقوق والشريعة والعلوم والاقتصاد والتربية، والفنون الجميلة والهندسة المعلوماتية والهندسة المدنية وهندسة العمارة. ويضم آخر كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والآداب. أمَّا كليتا الزراعة والهندسة الميكانيكية والكهربائية فتقعان في شرق المدينة في موقعين منفصلين. وإضافة إلى مباني الكليات تضم جامعة دمشق أبنية الإدارة الجامعية، وأبنية سكن الطلاب والطالبات والممرضات ومشافي يتدرب فيها طلاب كلية الطب، ومكتبة مركزية ومكتبات في الكليات.
تهدف جامعة دمشق، ومثل ذلك الجامعات السورية الأخرى، إلى تحقيق التقدم في مجالات العلم والتقنية والفكر والفن، وفي نشر الحضارة العربية وتطويرها. كما تعمل الجامعات السورية على تحقيق الأهداف القومية، وعلى إغناء الحضارة الإنسانية، وتوسيع آفاق المعرفة البشرية، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية والوطن العربي وذلك من خلال:
- إعداد المختصين في مختلف فروع العلم والإنتاج والخدمات، والنهوض والمشاركة بالبحوث العلمية والدراسات المختلفة،التي تهدف بوجه خاص إلى إيجاد الحلول لمختلف القضايا التي تواجه التطور الاقتصادي والاجتماعي في سورية وفي الوطن العربي.
- تحقيق أعلى مستوى من التفاعل بين الجامعة بمؤسساتها المختلفة والمجتمع.
- تربية شخصية الطالب العلمية، وإنماء حبه للعمل، وتوجيهه نحو الاختيار الأمثل للفعاليات التي سيمارسها، مع الاهتمام بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية.
- توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية العربية والأجنبية.
يُعدُّ التعليم الجامعي في سورية حقاً لكل مواطن مؤهل له، ويحدد مجلس التعليم العالي مستوى هذا التأهيل ونوعيته، وتراعى في قبول المواطنين في الجامعات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومطالب النمو المتوازن الاقتصادي والاجتماعي في مختلف أرجاء سورية.
والتعليم في جامعة دمشق وجميع الجامعات السورية الأخرى مجاني، ولغة التدريس فيها جميعاً هي اللغة العربية، فيما عدا تدريس مقررات اللغة الأجنبية مع جواز تدريس مقرر أو مقررين في الدراسات العليا باللغة الأجنبية. مما أدى إلى إلزام أعضاء هيئة التدريس بتأليف الكتب الجامعية للمواد التي يدرسونها باللغة العربية. ومع الاهتمام باللغة العربية فإن الجامعات السورية تعنى كذلك باللغات الأجنبية، وهي اللغات الإنكليزية والفرنسية والروسية والألمانية وأخيراً اليابانية.
اهتمت جامعة دمشق أولاً بدراسات المرحلة الجامعية الأولى، لتسد مع أخواتها الجامعات السورية الأخرى،حاجة سورية من الأطر العلمية لتقوم بالتعليم في المراحل ما قبل الجامعية ومزاولة الطب والصيدلة، إضافة إلى الحاجة إلى المهندسين والمحاسبين والإداريين.
غير أَنَّه منذ السبعينيات بدأ الاهتمام بالدراسات العليا يزداد سواء بدبلومات التأهيل أو دبلومات الدراسات العليا التي يمكن أن تتابع بالماجستير والدكتوراه. وجامعة دمشق هيئة ذات شخصية اعتبارية واستقلال إداري ومالي وترتبط بالوزير، بوصفه الرئيس الأعلى للجامعات.
ويتولى إدارة الجامعة رئيس الجامعة ومجلس الجامعة المكون من: رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وممثلين عن نقابة المعلمين والاتحاد الوطني لطلبة سورية، ومن مهام مجلس الجامعة اقتراح تعيين أعضاء هيئة التدريس ونقلهم وندبهم، واقتراح قواعد قبول الطلاب وتوزيع الدروس والمحاضرات والإشراف على الامتحانات ومنح الدرجات العلمية (الإجازة ودبلومات الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه ودبلومات التأهيل والتخصص) والدكتوراه الفخرية، وإدارة أموال الجامعة - وإعداد مشروعات الموازنة وجميع الشؤون الإدارية والتنفيذية والمالية المتعلقة بالجامعة.
ويتولى التنسيق بين الجامعات مجلس التعليم العالي الذي يرتبط بوزير التعليم العالي، ويضطلع إضافةً إلى ذلك بوضع الخطط اللازمة لتنفيذ سياسة التعليم العالي واقتراح هذه السياسة مع السياسة العامة للبحوث العلمية. يرأس هذا المجلس وزير التعليم العالي، ويضمُّ في عضويته رؤساء الجامعات ونواب رؤسائها للشؤون العلمية، مع ممثلين للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية وبعض ذوي الخبرة.
يعين رئيس الجامعة لمدة ثلاث سنوات بمرسوم، ويتولى رئيس الجامعة إدارة شؤون الجامعة العلمية والإدارية والمالية، وهو الذي يمثلها أمام الهيئات الأخرى، وهو مسؤول عن تنفيذ القوانين والأنظمة، كما أنه يمارس، فيما يخص العاملين في الجامعة، صلاحيات الوزير المنصوص عليها في القوانين والأنظمة، ويساعد رئيس الجامعة نائبان، يعين كل منهما بمرسوم مدة سنتين، أحدهما لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية، والثاني لشؤون الجامعة العلمية.
كان أول رئيس لجامعة دمشق (الجامعة السورية آنذاك) رضا سعيد، وتولى إدارة الجامعة من عام 1923 إلى عام 1936، وتعاقب بعده على رئاستها حتى عام 2002 واحد وعشرون رئيساً هم عبد القادر العظم، وحسني سبح، وعادل أرسلان، وقسطنطين زريق، وسامي الميداني، ونهاد القاسم، ومنير العجلاني، وأحمد السمان، ومأمون الكزبري، وشوكت القنواتي، وجميل صليبا، وحكمت هاشم، وصلاح عمر باشا، وشاكر الفحام، ومدني الخيمي، وعبد الرزاق قدورة، ومحمد الفاضل، ومصطفى حداد، ومحمد زياد الشويكي، وعبد الغني ماء البارد، وهاني مرتضى.
والكلية وحدة تعليمية علمية وإدارية ومالية، تعمل على تحقيق أهداف الجامعة ضمن الاختصاص المحدد لها. وتضم عدداً من الأقسام المترابطة علمياً واللازمة للاضطلاع باختصاصاتها. ويتولى إدارة كل كلية مجلس الكلية مع عميد الكلية. ويتكون مجلس الكلية من العميد ونوابه ورؤساء الأقسام وممثلين عن الطلاب والنقابة. وينظر مجلس الكلية في اقتراح مناهج الدراسة والتنسيق بين أقسام الكلية، وتوزيع الدروس والمحاضرات، وتنسيق البحوث العلمية وتنظيم الامتحانات؛ وبصورة عامة في جميع الشؤون الإدارية والتنفيذية والمالية المتعلقة بالكلية.
ويُعيَّن عميد الكلية مدة سنتين بقرار من الوزير، ويشترط فيه أن يكون من بين أعضاء الهيئة التدريسية بمرتبة أستاذ مساعد على الأقل، ويتولى العميد إدارة شؤون الكلية العملية والإدارية والمالية، وهو مسؤول عن تنفيذ القوانين والأنظمة الجامعية وقرارات الكلية والمجلس الأعلى. ويُعيَّن نائب عميد الكلية مدة سنتين من بين أعضاء هيئة التدريس في الكلية.
والقسم هو الوحدة البنيوية التعليمية العلمية الأساسية في الجامعات، وهو لذلك وحدة إدارة تميزه فعاليات علمية نوعية يضطلع بمسؤولياتها كاملة داخل الكلية ويشرف عليها في الكليات الأخرى بالجامعة. ويكون لكل قسم مجلس يسمى مجلس القسم، يتكون من رئيس القسم ومن عدد من أعضاء الهيئة التدريسية للقسم بعد أخذ رأي رئيس الجامعة وعميد الكلية.
ويتكون أعضاء الهيئة التدريسية من المدرسين والأساتذة المساعدين والأساتذة ويشترط في التعيين في وظيفة مدرس أن يكون حاصلاً على درجة الدكتوراه من الجامعات السورية أو من جامعة أخرى معترف بها، وأن يواصل إنتاجه العلمي لشغل هذه الوظيفة.
ويشترط في التعيين في وظيفة أستاذ مساعد أن يكون قد شغل وظيفة مدرس خمس سنوات على الأقل وأن يكون قام في مادته، وهو مدرس، بإجراء بحوث أصلية وبأنشطة علمية مميزة، تقرها لجنة فحص الإنتاج العلمي.
ويشترط في التعيين في وظيفة أستاذ أن يكون شغل وظيفة أستاذ مساعد مدة خمس سنوات على الأقل، وأن يكون قد قام، وهو أستاذ مساعد، بنشر بحوث تشكل مساهمة عملية قيمة، وبنشاطات علمية مميزة في ميدان العلم وتطبيقاته تعرض على لجنة فحص الإنتاح العلمي للنظر فيها ولبيان أهلية صاحبها لوظيفة أستاذ.
قامت جامعة دمشق بدور قيادي في وضع الكتب العلمية ووضع المصطلحات العلمية باللغة العربية، وإصدار مجلات علمية باللغة العربية أيضاً. ومن أوائل هذه المجلات، مجلة المعهد الطبي العربي، التي صدر العدد الأول منها في كانون الثاني 1924، والتي تولَّى رئاسة تحريرها مرشد خاطر، والتي كان من أهدافها خدمة اللغة العربية والطب والأطباء وخدمة الشعب.
ومن الذين قاموا بدور كبير في إيجاد المقابلات العربية للمصطلحات العلمية الأمير مصطفى الشهابي وحسني سبح والأستاذ الدكتور رضا سعيد ومرشد خاطر، وأحمد حمدي الخياط وجميل الخاني وعبد الوهاب القنواتي وصلاح الدين الكواكبي، وكثير غيرهم من أعضاء مجمع اللغة العربية وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
موفـق دعبول
مراجع للاستزادة: |
قانون تنظيم الجامعات ـ اللائحة التنفيذية ـ دليل جامعة دمشق.
- التصنيف : تربية و علم نفس - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 422 مشاركة :