ألفرد تنيسون Alfred Tennyson من أبرز شعراء العصر الفكتوري في بريطانية، إذ يُعد شعره نموذجاً لشعر تلك المرحلة. ولد لعائلة متدينة في بلدة سمرزبي Somersby، التي كان أبوه راعي أبرشيتها وكان مدمن كحول، فأثر ذلك في نفسية الطفل تنيسون،

"/>
تنيسون (الفريد)
Tennyson (Alfred-) - Tennyson (Alfred-)

تنيسون )ألفرد ـ(

تنيسون (ألفرد ـ)

(1809 ـ 1892)

 

ألفرد تنيسون Alfred Tennyson من أبرز شعراء العصر الفكتوري في بريطانية، إذ يُعد شعره نموذجاً لشعر تلك المرحلة. ولد لعائلة متدينة في بلدة سمرزبي Somersby، التي كان أبوه راعي أبرشيتها وكان مدمن كحول، فأثر ذلك في نفسية الطفل تنيسون، وتأثر أيضاً بوفاة ثلاثة من أخوته في سن مبكرة. توفي تنيسون في أولدورث Aldworth ودفن في زاوية الشعراء في كنيسة وستمسنتر.

شعر تنيسون بالإحباط من أسلوب التدريس في المدارس العامة وعدّه عقيماً، فانكفأ على القراءة من مكتبة أبيه، واطلع على أمهات الكتب الكلاسيكية القديمة في سن مبكرة، كما اطلع على أهم أعمال مؤلفي القرنين السابع والثامن عشر، وهو اطلاع ظهر تأثيره في أعماله كلها. بدأ كتابة الشعر منذ صغره، فكتب أول قصيدة حين كان في العاشرة. وحين صار في السابعة عشرة من العمر أصدر ديوان «قصائد لأخوين» Poems by Two Brothers  ألفه مع اثنين من أخوته. تميز شعره في تلك المرحلة بالرومنسية الحالمة والحزينة، وبالتساؤل عن معنى الحياة والموت، وهي أسئلة عاد إليها الشاعر كثيراً في مراحل مختلفة من حياته.

انتسب تنيسون إلى كلية ترينيتي Trinity في جامعة كمبردج، وهناك بزغ اسمه شاعراً متميزاً. وأصدر في سني الدراسة الديوان الذي أشهر اسمه لجمهور القراء «قصائد جلّها غنائية» (1830)Poems, Chiefly Lyrical. انضم في حياته الجامعية إلى حركة «الرُسُل» The Apostles التي ضمت بعض ألمع الأسماء في تلك المرحلة، وكانت حركة فكرية سعت إلى نشر الأفكار التقدمية في الأدب والفكر والفلسفة. توفي والده في أثناء دراسته الجامعية فانقطع عن الدراسة من دون أن يحصل على أي شهادة.

تأثر الشاعر كغيره في مطلع العصر الفكتوري بشعر العصر الإبداعي (الرومنسي)، وخاصة بأعمال كولريدج[ر] Colridge وكيتس[ر] Keats. وأظهرت أعماله إظهاراً خاصاً تأثره بنزعة كيتس إلى رفض الصور والأفكار المجردة، واستخدم لغة تركز على الموضوعات الحسية والصور الملموسة. من أشهر قصائده التي تبرز هذه النزعة «سيدة شالوت» The Lady of Shalott و«آكلو اللوتس» (1832)The Lotos Eaters. وكمعظم شعراء عصره، تحول تأثره في سن الشباب بالحركة الإبداعية إلى انتقاد شديد لروحانيتها في المراحل المتأخرة من عمره، فجاء عدد من أعماله في مرحلة النضج متضمناً نقداً مستبطناً للشعراء الإبداعيين، وتعبيراً مباشراً عن رفض جيله لإرثهم.

اختير تنيسون شاعراً رسمياً للبلاط Poet Laureate في عام 1850، وفي العام نفسه نشر قصيدة رثاء استغرق ستة عشر عاماً في نظمها «في ذكرى أ. هـ. هـ.»In Memoriam A.H.H ، ألفها عن حياته وحياة صديقه الحميم آرثر هنري هلاّمArthur Henry Hallam  الذي توفي في سني الدراسة الجامعية، وجاءت في مئة وواحد وثلاثين قسماً. حاول في هذه القصيدة أن يتعرض لمراحل الحزن التي يمر بها الإنسان لتجاوز محنة وفاة الأقارب والأصدقاء، فجمعت أقسامها بين التعبير عن مشاعر الفقدان وتحليل أسباب تلك المشاعر.

اهتم تنيسون بإعادة كتابة بعض قصص التاريخ والأساطير القديمة مما جعل من ديوانه «أناشيد الملك» Idylls of the King الذي كتبه عن حياة الملك الأسطوري آرثر، نموذجاً متميزاً، لهذا النوع من الكتابة في عصره. وركز هذا العمل على تحليله للصراع الأزلي بين الحسيات والمجردات، فكان تعبيراً عن الاتجاهات الشعرية في عصره، حين اشتد الجدل بين هذين الاتجاهين في الكتابة.

أظهرت بعض أعماله اهتماماً واضحاً بالشرق العربي وشعره، وذلك نتيجة حركة الاستشراق التي عمت أوربة في القرن التاسع عشر، فجاءت مقدمة قصيدة «لوكسلي هول» Locksley Hall لتظهر تأثره بمعلقة امرئ القيس، ولاسيما مطلع القصيدة على أطلال بناء لوكسلي.

وقف تنيسون في وجه تيار معاصر ينادي بالمادية وإطلاق الغرائز والابتعاد عن الإيمان، وحارب كل ما يدفع الإنسان لليأس والعنف بكل أشكاله بما في ذلك الحرب. وكان أكثر ما يميزه غزارة إنتاجه الشعري، وتأثيره في معظم شعراء عصره، حتى أطلق النقاد على العصر الفكتوري اسم «عصر تنيسون».

 

وضاح الخطيب

 

مراجع للاستزادة:

 

- ARTHUR D.CULLER, The Poetry of Tennyson (Yale Univ.Press 1977).

- ROBERT PATTISON, Tennyson and Tradition (Harvard Univ.Press 1980).


- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 66 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة