فيودور إيفانوفِتش تيوتشِف Feodor Ivanovitch Tyutchev شاعر روسي من أسرة نبيلة. ولد في قرية أوفستوغ Ovstug في إقليم بريانسك Bryansk اليوم. تلقى تعليمه الأولي في المنزل، وتابع دراسته في قسم الآداب في جامعة موسكو بين عامي 1819و1821،

"/>
تيوتشف (فيودور ايفانوفتش)
Tyutçev (Fyodor Ivanoviç-) - Tyutçev (Fyodor Ivanoviç-)

تيُوتشِف )فيودور إيفانوفِتش ـ(

تيُوتشِف (فيودور إيفانوفِتش ـ)

(1803ـ1873)

 

فيودور إيفانوفِتش تيوتشِف Feodor Ivanovitch Tyutchev شاعر روسي من أسرة نبيلة. ولد في قرية أوفستوغ Ovstug في إقليم بريانسك Bryansk اليوم. تلقى تعليمه الأولي في المنزل، وتابع دراسته في قسم الآداب في جامعة موسكو بين عامي 1819و1821، وعُيِّن بعد التخرج في وزارة الخارجية، وعمل في السلك الدبلوماسي في كل من ألمانيا وإيطاليا. عاد إلى روسيا في عام 1844. انتخب عام 1857 عضواً مراسلاً في أكاديمية العلوم في قسم اللغة والأدب الروسيين. توفي إثر مرض في تسارسكويه سيلو Tsarskoye Selo (مدينة بوشكين اليوم) ودفن في بطرسبُرغ.

بدأ تيوتشِف يكتب الشعر في سن مبكرة، ونشر أولى كتاباته الشعرية في الصحف عام 1819. وبعد سفره إلى الخارج كان يرسل ما يكتبه أو يترجمه من شعر إلى أصدقائه في الوطن فينشر في الصحف والمجلات الأدبية في موسكو، وكان بوشكين معجباً بقصائده التي كانت تصله من ألمانيا وينشرها في مجلته «المعاصر». وقد بلغ نشاط تيوتشِف الإبداعي ذروته في أواخر الأربعينات والخمسينات من القرن التاسع عشر. وأصدر أول مجموعة شعرية له في طبعة مستقلة عام 1854، فذاع صيته في روسيا كلها. وصدرت مجموعته الثانية والأخيرة في حياته عام 1868. وقد كثرت في السنين الأخيرة من حياته الإبداعية أشعار المناسبات، وازدادت وضوحاً النزعة المحافظة في نظرته السياسية.

تعرف تيوتشِف عام 1828 إلى الفيلسوف الألماني شلينغ[ر] Schelling، والشاعر الألماني هاينه[ر] Heine، وترجم بعض أشعاره إلى الروسية، كما ترجم بعضاً من أشعار غوته[ر] Goethe وراسين[ر] Racine. وكان في أيام الدراسة وبداية عمله في الخارج يميل إلى الأفكار التحررية في السياسة، إلا أنه ما لبث أن انحاز إلى الفكر المحافظ، وكتب بضع دراسات ومقالات تضمنت معالجة لبعض موضوعات وحدة الشعب السلافي التي كان يؤمن بها، ومنها: «روسيا وألمانيا» (1844) و«روسيا والثورة» (1849).

غلب على شعر تيوتشِف سمة الغنائية الفلسفية، إلاّ أن فلسفته كانت شعورية-تأملية أكثر منها عقلية-منطقية. فقد كان يؤمن بأن التفكير العقلي الصارم عاجز عن النفاذ إلى أسرار الكون، وأن هذه الأسرار لا تتكشف إلاّ للشعور والتأمل المباشر. وقد كتب في أواسط الثلاثينات عدداً من أجمل أشعاره تجلى فيها فهمه الطبيعة فهماً مثالياً، وإيمانه بوحدة الوجود، وبأن الطبيعة كائن حي يجري فيها صراع دائم بين المظهر والجوهر. ففي أعماق الطبيعة يكمن كيان أزلي مظلم يسميه تيوتشِف «التشوش» Chaos و«الهاوية»، وهو جوهر الكون. أما المظهر فهو غِلالة وضّاءة «موشاة بالذهب» تغشي الحياة من الخارج، إلاّ أنها قصيرة الأجل. ويضفي هذا الفهم للحياة طابعاً مأساوياً على نظرة تيوتشِف الفلسفية إلى الكون. فكل كائن هو عَرَض زائل حتماً، وتكمن مأساة الإنسان في أنه الكائن الوحيد الذي يدرك هذه الحقيقة. كما في قصيدته «من تلك الحياة التي كانت تصطخب هنا» (1871)Ot toi Zhizni, chto bushe vala zdes' . وتتناقض هذه النبرة بدورها مع التصوير المتفائل في أشعاره المبكرة التي كان يعترف فيها بعظمة الأحداث التاريخية الكبرى كما في قصيدته «شيشرون» (1830)Tsitseron.

لم يتناول تيوتشِف في شعره العلاقات بين البشر في حياتهم الخاصة باستثناء مجال واحد، هو مجال الحب بين الرجل والمرأة. والحب في شعره ليس تعلقاً خارجياً أو إعجاباً آسراً بمفاتن المحبوب، بل هو هوىً جامح مقدّر، يسيطر على روح الإنسان بعنف، ويمكن أن يهبه نشوة روحية سامية، كما يمكن أن يلقي به في مهاوي الردى. إنه أشبه ما يكون بالعاصفة العاتية في الطبيعة، وقد يتخذ أحياناً شكلاً مأساوياً فيصبح توأماً للانتحار كما في قصيدته «التوأم» (1849) Bliznetsi. ومع عمق النظرة المأساوية التي يرى بها تيوتشِف العالم، فإن شعره يتضمن ومضات تفاؤل تعبر عن إعجابه الانفعالي-الرومنسي بالحياة، وإدراكه الإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها عالم الإنسان الداخلي.

لقد استطاع تيوتشِف أن يعبر تعبيراً مرهفاً عن إحساسه بالطبيعة، وعن إدراكه حياة الإنسان النفسية، وأن يكشف فيهما عن خواص ودقائق عصية على الإدراك العملي المألوف. ومع أنه تابع تقاليد أفضل النماذج الغنائية-الرومنسية في وصف الطبيعة وتأمل ظواهرها لدى الشاعر جوكوفسكي Zhukovski إلا أنه أغنى الشعر الروسي بتصويرها. وكان غالباً ما يستخدم المجاز في شعره، وخصوصاً التشخيص والاستعارة التمثيلية التي تعد سمة مميزة في إبداعه. كما كان يلجأ إلى استعمال صيغ النداء والتعجب والاستفهام لأغراض بلاغية وإلى اختيار ألفاظ جزلة ذات نبرة خطابية.

أبدع تيوتشِف نحو 230 قصيدة شعرية على أوزان عذبة الجرس كانت شائعة في أشعار بوشكين. وشكلت إبداعاته الشعرية ظاهرة بارزة في أدب القرن التاسع عشر في روسيا وكان لها تأثير ملموس في شعراء تلك الحقبة، ولاسيما الشعراء الرمزيين وفي مقدمتهم بريوسوف[ر]  V.Bryusov وبلوك[ر] A.Blok.

عدنان جاموس

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

روسية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

 

- Polnoye Sobraniye Sotchinyeni, [vstupit. St. V. Ya. Bryusov] (Sankt-Peterburg, 1912).

- L.OZEROV, Poeziya tyutcheva (Moskva 1975).


- التصنيف : الآداب الأخرى - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 273 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة