مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي (التركي)، مؤرخ من الموسوعيين المسلمين في فن الفهرسة الوصفية، اشتهر بلقب حاجي وهو لقب يقال في تركية لمن يقوم بفريضة الحج، ثم ولي منصب خليفة (مساعد ثان) لمدير مكتب المراقبة،

"/>
حاجي خليفه
Haji Khalifa - Haji Khalifa

حاجي خليفة

حاجي خليفة

(1017ـ1067هـ/1609ـ1657م)

 

مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي (التركي)، مؤرخ من الموسوعيين المسلمين في فن الفهرسة الوصفية، اشتهر بلقب حاجي وهو لقب يقال في تركية لمن يقوم بفريضة الحج، ثم ولي منصب خليفة (مساعد ثان) لمدير مكتب المراقبة، واشتهر بين أهل الديوان بحاجي خليفة، واشتهر أيضاً بين أوساط العلماء في القسطنطينية بلقب ثان (كاتب جلبي) لأنه نبغ في كتابة الخط على الخطاط المعروف ببوكري أحمد جلبي.

ولد حاجي خليفة في القسطنطينية، وكان والده موظفاً في الحرم السلطاني، وله حظ من العلم والشهرة، فعني بتربيته وتنشئته، فعين له معلماً يحفظه القرآن ويعلمه شيئاً من علومه كالتجويد، وله من العمر خمس سنوات، كما أفاده شيئاً من الفقه في العبادات، ثم تحول إلى علم الصرف والنحو كما تعلم قواعد الخط. ولما بلغ الرابعة عشرة ألحقه أبوه تلميذاً في القلم فأخذ قواعد الحساب والأرقام وما يتصل بمبادىء الرياضيات.

تلقى علومه المتنوعة على عدد من المشايخ، فقرأ التفسير والفقه على الشيخ محمد بن مصطفى المعروف بقاضي زادة، ثم تلمذ على الشيخ القاضي مصطفى الأعرج (ت 1063هـ) البارع في المنقول والمعقول، كما أخذ عن الشيخ ولي الدين المنطقي البلاغي فقرأ عليه في المنطق والفنون البلاغية، وأجازه الشيخ ولي الدين المنتشاوي (ت1065هـ) في علوم الحديث فصار له سند متصل بكتب الحديث ومرويات المحدثين المشاهير، واتصل بالشيخ محمد الألباني (ت1054هـ) اللغوي النحوي فأخذ عنه في العلوم اللغوية والنحوية.

تقلب حاجي خليفة منذ يفاعته في وظائف متنوعة ديوانية ومحاسبية ونحو ذلك بحكم قيام والده بوظائف في الحرم السلطاني وفي فرقة الجيش المنتقاة. واستمر يضطلع بالوظائف ويتنقل فيها طوال حياته. إضافة إلى مشاركته الجيش في بعض حملاته إلى عدد من البلدان مثل سفره مع الصدر الأعظم خسرو باشا إلى همدان وبغداد لقتال الفرس، وسفره مع الوزير الأعظم محمد باشا إلى مشتى حلب حيث أقام مدة شغلها بتدوين أسماء ما وقف عليه من الكتب عند الوراقين، وحج إبان هذه الإقامة حتى كانت سنة 1045هـ/1635م عاد إلى القسطنطينية وإلى وظيفة خليفة ثان في مكتب المراقبة، ثم تركها وانصرف انصرافاً كاملاً إلى العلم والمطالعة والتأليف حتى وفاته في القسطنطينية.

كان حاجي خليفة موسوعي المعارف والعلوم، مما أهله للتأليف في فنون متعددة مختلفة، أخرجها في كتب ورسائل بلغت ما يزيد على اثنين وعشرين كتاباً ورسالة من أهمها:

- «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» أحفل كتب الفهرسة الوصفية (البيبلوغرافيا) العربية جمع فيه أسامي الكتب والفنون التي وقف عليها في مظانها بعد التتبع الواسع في مدة عشرين عاماً في كتب العلوم والتواريخ وطبقات العلماء والمكتبات وعند الوراقيين والكتبيين وسائر مظان الكتب، وغدا الكتاب معجماً ببليوغرافياً ضخماً ضمَّ نحو 14500 عنوان، ورتب أسماء الكتب والفنون على حروف المعجم، وعرفها وأبان عن موضوعاتها، وقدم للكتاب بمقدمة مبسوطة عن التعليم وأهميته، وتصنيف المعارف الإنسانية. يوجد منه نسخة خطية نادرة بخط المؤلف في القسطنطينية.

- « تقويم التواريخ» تاريخ على السنين جعله جداول دوّن فيها الأحداث التاريخية من بدء الخليقة إلى سنة 1058هـ/1648م. وقد كتب المقدمة والملاحق باللغة التركية، وجعلت الأخبار المدونة جداول بالفارسية. وبتأليفه هذا نال لقب «الخليفة الثاني».

- «تحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار» وهو اختبارات من الشعر وغيره أخذها من مصادر عربية وهي الأغلب وفارسية وتركية، تشتمل على أشعار وأقوال مأثورة وحكم وأمثال على سبيل المحاضرات، ورتب ذلك على حروف المعجم، بلغ فيه سنة 1063هـ إلى حرف الجيم، ولم يتمه.

ومن مؤلفاته أيضاً «جهان نامة» كتاب جامع في خلق العالم ولكنه لم يتمه، و«تاريخ الفرنجة» ترجمة باللغة التركية لتاريخ الفرنجة وملوك النصارى، الذي ألفه باللاتينية مؤرخ بيزنطي عاش في القرن السادس عشر للميلاد يدعى خلكو كونديلس. و«جامع المتون من جل الفنون» في المعارف العامة، و«دستور العمل في إصلاح الخلل» رسالة وضعها حول تنظيم مالية الولايات التركية وطرائق إصلاحها، و«سلم الوصول إلى طبقات الفحول» كتاب في تراجم الرجال ألفه بالعربية لتراجم الأعيان ورتبها على حروف المعجم، وكتاب «تحفة الكبار في أسفار البحار» عن تاريخ البحرية العثمانية، و«رونق السلطنة» وهو مقتطفات من تاريخ القسطنطينية، و«فذلكة» تاريخ وضعه باللغة العربية، وسماه «أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار»، اتخذ في تأليفه هذا الكتاب سبيل الإيجاز الشديد لمئة وخمسين من ملوك الدول، و«مختصر جامع المتون» و«ميزان الحق في اختيار الأحق» آخر مؤلفاته ضمنه مسائل مختلفة في العقائد والتوحيد والكلام في عصره، ومعظم كتبه هذه ترجمت إلى عدد من اللغات مثل الألمانية والإنكليزية والعربية، وأثرت مكتبات العالم.

عدنان درويش

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حاجي خليفة، مقدمة كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (مطبعة وكالة المعارف، اصطنبول 1360هـ/1941م).

ـ عدنان ادفار، العلم عند الأتراك العثمانيين (باريس 1939) (اصطنبول 1943).

ـ محمد طاهر بُرْسَلي، المؤلفون العثمانيون (اصطنبول 1331هـ).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 887 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة