حازم القرطاجني
حازم قرطاجني
Hazim al-Qurtajanni - Hazim al-Qurtajanni
حازم القرطاجنّي
حازم القرطاجنّي
(608ـ684هـ/1211ـ1285م)
أبو الحسن حازم بن محمد بن حسن الأنصاري القرطاجني، أديب من العلماء وله شعر. ولد بقرطاجنّة في الأندلس وتوفي في تونس، كان أبوه من سرقسطة، وشغل وظيفة قاضٍ في مدينة مرسية. انتقل حازم إلى شمالي إفريقية قبل سقوط الأندلس، وقضى الشطر الأكبر من حياته العلمية بتونس.
تلقى القرطاجنّي علومه الأولى على والده، وعلى طبقة من شيوخ عصره وعلمائه، وتنقل في طلب العلم فأخذ عن طائفة من العلماء منهم عمر بن محمد الشلوبين (ت 645هـ) إمام نحاة المغرب، وهو الذي حمله على الأخذ بالعلوم الحكمية، ووجّهه إلى دراسة المنطق والخطابة والشعر. وقد اطّلع أيضاً على التراث اليوناني والتراث العربي البلاغي والنقدي والفلسفي فأفاد من الفارابي وابن سينا.
صنّف القرطاجنّي مجموعة من الكتب منها: قصيدته «المقصورة في النحو»، وهي أرجوزة جعلها الشاعر في ألف وستة أبيات، عارض فيها مقصورة ابن دريد. نظمها في المستنصر الحفصي لمناسبة تجديده الحنايا (القنوات) الرومانية بين إحدى العيون ومدينة تونس. شرح هذه القصيدة أبو القاسم القاضي المشهور بالشريف الغرناطي وسمّى شرحه «رفع الحجب المستورة في محاسن المقصورة».
وله أيضاً «شدّ الزيّار على جحفلة الحمار» وهو في الرد على ابن عصفور في كتابه «المقرب» وكتابا «التجنيس» و«القوافي» شرحهما ابن رشيد، وله ديوان شعر حققه عثمان الكعّاك، أما كتابه «منهاج البلغاء وسراج الأدباء» وهو أهم مصنفاته وأشهرها، فيعد آخر سلسلة الكتب التي تأثرت بأرسطو وآرائه تأثراً مباشراً، ونقل فيه عن ابن سينا وكثير من سابقيه من النقاد والبلاغيين العرب، وتجاوز خطأ أقرانه وأسلافه من النقاد، وعالج مشكلات لها منزلتها وأهميتها في تاريخ النظرية الشعرية. ويسير الكتاب على منهج منظم، إذ يقسم أربعة أقسام: في الألفاظ، في المعاني، في النظم، في الطرق الشعرية. وهو في نظر بعضهم يفوق كل المؤلفات السابقة في هذا الفن.
كان حازم القرطاجني ملتقى الروافد العربية واليونانية، وهو الناقد الذي أحس بضياع النقد والشعر، ويتصف منهجه النقدي بالشمولية والسعي الدائم إلى مبدأ الوحدة في منبع الشعر العربي وأغراضه، وهو الناقد العربي الوحيد الذي استطاع أن يدرك الطبيعة الحسية للشعر، وقدرة صوره على التقديم الحسي ضمن تصور متماسك لطبيعة الشعر وأهميته. وقد لخص السيوطي منزلة القرطاجني لدى القدماء: «إنه شيخ البلاغة والأدب».
أحمد دهمان
مراجع للاستزادة: |
ـ المقري، نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
ـ ابن سعيد، المُغرب في حلى المَغرب، تحقيق شوقي ضيف (دار المعارف، القاهرة).
ـ مهدي علام، حازم القرطاجني وفن المقصورة في الأدب العربي (حوليات كلية الآداب، جامعة عين شمس 1953-1954).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 893 مشاركة :