حاطب بن أبي بلتعه
حاطب بلتعه
Hatib ibn abi Balta'ah - Hatib ibn abi Balta'ah
حاطب بن أبي بلتعة
حاطب بن أبي بلتعة
(35ق.هـ ـ30هـ/586ـ650م)
أبو محمد حاطب بن أبي بَلْتَعة بن عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي المكي، حليف بني أسد بن عبد العزّى بن قصي. قديم الإسلام ومن مشاهير المهاجرين، آخى رسول اللهr بينه وبين عويم بن ساعدة أخي عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد حاطب بدراً وأحداً والخندق والحديبية، وكان من العشرة الذين دخلوا مكة بإذن رسول اللهr حينما توقف في الحديبية، وفي ذي الحجة سنة 6هـ بعث رسول الله حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فقبل الكتاب وأكرم حاطباً وأحسن نزله، وفي رواية البيهقي أن المقوقس جمع بطارقته ثم بعث إلى حاطب وقال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبياً؟ قال:بلى، هو رسول الله، قال: فما له لم يدعُ على قومه حيث أخرجوه من بلدته؟ فقال له: فعيسى بن مريم أتشهد أنه رسول الله، فماله حيث أراد قومه صلبه لم يَدْعُ عليهم حتى رفعه الله؟ فقال: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم، وأهدى المقوقس للرسولr مع حاطب مارية القبطية وأختها سيرين، وكان حاطب قد دعا مارية وسيرين إلى الإسلام قبل أن يقدم بهما، فأسلمتا، فاتخذ الرسولr مارية لنفسه فهي أم إبراهيم، ووهب سيرين لحسان بن ثابت.
وفي السنة الثامنة للهجرة، حين نقضت قريش بنداً من بنود صلح الحديبية، قرر الرسولr غزو مكة، فكتب حاطب كتاباً إلى قريش يعلمهم الخبر وسيره مع امرأة من مُزَينة اسمها كنود، وقيل مع سارة مولاة لبني المطلب، وعلم الرسولrبالأمر فأرسل علياً والزبير والمقداد في طلب المرأة وأمرهم أن يأخذوا منها الكتاب، فلما أتوه به وقرأه قال: ما هذا يا حاطب؟ قال: «لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن اتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، ومافعلت ذلك كفراً وارتداداً عن ديني ولا رضاء بالكفر» فقال رسول اللهr«صدق» وفي حاطب نزلت الآية الكريمة }يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عَدوي وعَدُوَّكم أولياءَ تُلقُون إليهم بالمودةِ{(الممتحنة1).
ويذكر ابن عبد الحكم في كتابه «فتوح مصر وأخبارها» أن الخليفة أبا بكر أرسل حاطباً إلى المقوقس في مصر، فمر على ناحية قرى الشرقية، فهادنهم فأعطوه، فلم يزالوا على ذلك حتى دخلها عمرو بن العاص فقاتلوه، فانتقض ذلك العهد.
كان حاطب من الرماة الموصوفين، ومن فرسان قريش في الجاهلية، عمل في التجارة. توفي في المدينة وصلى عليه عثمان بن عفان.
محمد يوسف الشربجي
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت).
ـ ابن هشام،السيرة النبوية (دار الجيل، بيروت 1975).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء،تحقيق شعيب الأرناؤوط (مؤسسة الرسالة، بيروت 1405هـ).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 909 مشاركة :