جالينوس (كلوديوس-)
جالينوس (كلوديوس)
Galen / Galenus - Galenus
جالينوس )كلوديوس ـ(
جالينوس (كلوديوس ـ)
كلوديوس جالينوس (Galen) Galenos، من أشهر الأطباء المعلمين القدماء، «لا يدانيه أحد في صناعة الطب فضلاً عن أن يساويه» كما يقول ابن أبي أُصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء». وقد لعب دوراً أساسياً غير مسبوق في تطوير صناعة الطب، ووضع قواعد علمية لها، وسفّه آراء قدماء الأطباء السفسطائيين، كما أشاد بآراء أبقراط وأيدها بما صنفه من كتب في الطب ولاسيما في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.
وُلد جالينوس نحو سنة 120م، وبعض الباحثين يقولون في سنة 129م، وكان مسقط رأسه في بلدة برغامة الواقعة اليوم في تركية، وكانت زمن جالينوس تابعة للإمبراطورية الرومانية باسم برغاموم Pergamum، وتوفي في رومة سنة 199م.
يقول جالينوس أن أباه كان يقوم على تعليمه الهندسة والحساب، وهي العلوم التي كان يتعلمها صبيان ذلك الوقت، وبعد أن أنهى دراسة هذه العلوم الرياضية وهو في سنه الخامسة عشرة، بدأ والده بتعليمه المنطق والفلسفة، ثم رغب في تعليمه صناعة الطب التي أنهاها وهو في السابعة عشرة من عمره، وفي سنة 157م بدأ بممارسة الطب حينما أصبح طبيباً لفئة من المحاربين المدربين يُدعون بالمجالدين، وقد استفاد من هذه الممارسة التي أعطته خبرة واسعة بالجراحة والتغذية.
وكان جالينوس محباً للترحال والأسفار طلباً للاستزادة والاستفادة من تجاربه وتجارب غيره من أطباء عصره، وقد سافر إلى رومة التي قام فيها بنشاطاته وإلقاء محاضراته في علم وظائف الأعضاء وفي التشريح، فذاعت شهرته ولاسيما نجاحه في معالجات المرضى الذين عجز الكثير من أطباء رومة عن شفائهم. كما أهلته هذه الشهرة ليكون طبيباً في بلاط الإمبراطور الروماني ماركوس أورليوس، وساعده هذا العمل الإمبراطوري في استغلال أوقاته في التأليف وتطوير نظرياته في علم الطب على أول قاعدة علمية لدراسة الطب، تقوم على التجربة والإجراءات التشريحية التي غدت من أهم مقررات الدراسات الطبية العلمية في أوربة ومدارسها وجامعاتها حتى سنة 1500م، واستمر أطباء أوربة في الاعتماد على طرائقه في معالجتهم للمرضى حتى القرن الثامن عشر، وبعد ذلك بدأت تظهر بعض المراجعات لبعض نظريات جالينوس. كان الأطباء العرب يُجلونه ويقدرون علومه الطبية، وقد ترجموا كثيراً من مؤلفاته وراجعوا بعض نظرياته وأقواله وانتقدوها في «أن الكبد يُحوِّل الطعام المهضوم إلى الدم، وبدوره ينساب إلى باقي الجسم ثم يُمتص»، وكانت أول نظرية مناقضة لنظرية جالينوس هي التي قدمها الطبيب العربي ابن النفيس علي ابن الحزم[ر] (ت687هـ/1288م) الدمشقي المصري الذي كان أول من اكتشف دوران الدم الرئوي أو الدورة الدموية الصغرى، ثم أتى بعده في سنة 1628م الطبيب الإنكليزي وليم هارفي وقال «بالدورة الدموية الكبرى»، كما أبطل أطباء عرب آخرون بعض نظريات جالينوس بالرغم من شغفهم بكتبه التي كانوا يجتهدون بترجمتها ولاسيما في علم التشريح، وكان في طليعتهم الطبيب حنين بن إسحاق[ر] (ت 264هـ/877م) الذي ترجم له عدداً من الكتب في الطب والمنطق، منها «قوى الأدوية المفردة» و«جوامع كتاب جالينوس في البُحران» و«عمل التشريح»، كما كان من المترجمين أيضاً الطبيب حُبيش بن الأعسم[ر].
وقد صنف جالينوس عدداً من المؤلفات، أحصاها ابن أبي أُصيبعة بما يقارب 126كتاباً ورسالة ومقالة، بينما يقول بعض الباحثين أن مؤلفاته قد تجاوزت 500 مؤلف. وفي صدد ذلك يقول حنين بن إسحاق أن كثيراً من المؤلفات قد نُسبت إليه «وقد وجدنا بعض المقالات أو الرسائل موسومة باسم جالينوس من غير أن تكون فصاحة كلامها شبيهة بمذهب جالينوس في الفصاحة ولا قوة معانيها شبيهة بقوة معانيه».
ومن أهم مؤلفاته: كتاب «علاج التشريح» المعروف بالتشريح الكبير، وقد جعله جالينوس في خمس عشرة مقالة جمع فيه كل ما يحتاج إليه في أمر التشريح، كما وصف فيه كل عضو من أعضاء الجسد من الرأس حتى القدم، وكتاب «فيما وقع من الاختلاف بين القدماء في التشريح» في مقالتين، وكتاب «تشريح الأموات»، وكتاب «تشريح الأحياء» في مقالتين، وهدفه أن يُظهر الأشياء التي تُعرف من تشريح الحيوان الحي، وكتاب «في الصوت»، في أربع مقالات، يبين فيه كيف يكون الصوت وأي شيء هو وما مادته وبأي الآلات يحدث وأي الأعضاء تُعين على حدوثه وكيف تختلف الأصوات، وكتاب في «الأدوية المفردة» في إحدى عشرة مقالة، ترجمه حنين بن إسحاق، و«مقالة في الأورام»، ومقالة في «دلائل علل العين»، وكتاب «المدخل إلى المنطق»، وكتاب «البرهان»، وكتاب «في الأخلاق» في أربع مقالات، وكتاب «في أن قوى النفس تابعة لمزاج البدن في مقالة واحدة».
زهير حميدان
الموضوعات ذات الصلة: |
ابن النفيس ـ حنين بن إسحاق ـ حبيش بن الأعسم ـ وليم هارفي.
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق نزار رضا (منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد السابع، طبعة 2003، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 417 مشاركة :