logo

logo

logo

logo

logo

الأورغواي

اورغواي

Uruguay - Uruguay

الأورغواي

 

الأورغواي Uruguay إحدى دول أمريكة الجنوبية، لها هيئة إسفين مثلثي الشكل مندسٍّ بين أراضي أكبر دولتين في أمريكة الجنوبية[ر] وهما البرازيل والأرجنتين. وقد تأخر إعمار أراضيها التي كانت تعرف باسم باندا Banda أو الضفة الشرقية، بسبب وقوعها على حدود التماس بين الممتلكات الإسبانية والبرتغالية في أمريكة الجنوبية من جهة، ولمقاومة سكانها الأصليين من الهنود الحمر للتغلغل الأوربي التالي لعصر الاكتشافات الجغرافية من جهة ثانية.

الموقع والحدود والمساحة والأبعاد

تقع الأورغواي جنوب شرقي أمريكة الجنوبية، وتمتد أراضيها بين خطي العرض 30 درجة و35 درجة جنوب خط الاستواء، تطل على المحيط الأطلسي[ر] الذي يحدها من الجنوب الشرقي بواجهة طولها نحو 193كم، كما تطل على خليج ريودولابلاتا الذي يحدها من الجنوب بواجهة طولها نحو 378كم. ويشكل نهر الأورغواي حدودها الطبيعية الغربية مع الأرجنتين[ر] بطول يصل إلى 435كم، وتحدها البرازيل[ر] من الشمال ومن الشمال الشرقي. يصل أقصى اتساع للأورغواي من الشمال إلى الجنوب إلى نحو 565كم مقابل 478كم لأقصى اتساع لها من الشرق إلى الغرب. أما مساحتها فتبلغ 176.215كم2، وعدد سكانها 3.266.000نسمة عام 1997، وعاصمتها مونتفيديو، ولغتها الرسمية الإسبانية.

الجغرافية الطبيعية

التضاريس: تمثل أراضي الأورغواي الهوامش الجنوبية للمجن البرازيلي المكوّن من صخور متبلورة، وتغلب على أراضيها الطبيعة السهلية، وتتبعثر فيها سلسلة من التلال المتطاولة المشرفة على السهول المحيطة بها من ارتفاعات لا تتجاوز 500م فوق مستوى سطح البحر، وتخددها شبكة كثيفة من الأنهار التي تجري مياهها في قيعان أودية واسعة، وعلى طول القطاع الساحلي المحصور بين الحدود البرازيلية شمالاً ومدينة كولونية Colonia، الواقعة في صدر خليج ريودولابلاتا جنوباً، تمتد حقول واسعة من الكثبان الرملية التي يتوغل بعضها حتى مسافة عشرة كيلو مترات نحو المناطق الداخلية، كما أن نشاط الحت الساحلي التالي للانخفاس البنائي الذي تعرضت له الأطراف الجنوبية للهضبة الأطلسية هنا أدى إلى تعميق ملامح تسنن ساحل الأورغواي وتفرُّضه، في حين أن الفتات والأنقاض الناجمة عن النشاط الحتّي المذكور كونت سلاسل من الحبال الرملية الساحلية التي حولت الخلجان الأكثر عمقاً إلى أهوار (بحيرات ساحلية) ملحة Lagune مفصول بعضها عن بعض بسيوف رملية (بلاجات)، وفي أواسط البلاد تمتد بحيرة اصطناعية كبيرة كونتها المياه المحتجزة خلف سد أقيم على نهر ريونيغرو الذي يرفد نهر ريوأورغواي من ضفته اليسرى بعد أن يجتاز البلاد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي.

البنية الجيولوجية: تظهر صخور المجن البرازيلي المتبلورة في أنحاء متفرقة من شرقي الأورغواي وجنوبيها على شكل جُزيرات، أو رقع تغلب عليها الصخور الغرانيتية التي تكوِّن حدبات وتلالاً مشرفةً على سهول مقاطعتي ميناس Minas ومالدونادو Maldonado خاصة، كما تصادف هنا بعض التلال المكونة من صخور الغنايس العائدة إلى ما قبل الكامبري (البريكامبري). والصخور المتبلورة القديمة مغطاة في شمال غربي البلاد بطبقات رسوبية ثخينة تغلب عليها التوضعات الغضارية الشيستية، وتوضعات الصخور والحجارة الرملية العائدة للحقب الجيولوجي الأول، إضافةً إلى الغضار المبيَض الناجم عن تفتت الصخور السطحية وتفككها تحت تأثير عمليات الحت والتعرية والعوامل الجوية الفيزيائية، وتوضعات ذات منشأ ريحي وخاصة الغرويات الغنية بالخثرات الكلسية، واللحقيات النهرية التي تكدست في قيعان المنخفضات. وتتخذ أواسط البلاد وغربيها مظهراً هضبياً مائدياً تسوده توضعات الصخور الرملية الحمراء وصخور الدياباز والأغشية البازلتية العائدة للحقب الجيولوجي الثاني، والتي تغطيها في بعض أجزائها طبقات رقيقة من الصخور الكلسية العائدة للحقب الجيولوجي الثالث.

المناخ والمياه: يسود المناخ شبه المداري الأطلسي للنصف الجنوبي من الكرة الأرضية في معظم أنحاء البلاد، ويتصف بأجوائه المعتدلة، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية هنا نحو 23 درجة مئوية، وفصل الصيف لطيف الحرارة، وفصل الشتاء دافئ، ولكن قد تنخفض إبّانها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في مواسم هبوب رياح بامبيرو الجنوبية الباردة التي تسبب تساقط الثلوج أيضاً، وإنّ انفتاح الأورغواي على المحيط الأطلسي بواجهة بحرية طويلة يسهم في ارتفاع معدلات الأمطار الموزعة على أيام السنة بانتظام نسبي مع زمن هطل أعظمي واضح في فصل الربيع، وتتزايد معدلات الهطل من جنوبي البلاد الذي يتلقى 1000مم/السنة إلى المناطق الشمالية التي تتلقى معدلات تتجاوز 1200مم/السنة.

أما المياه السطحية فإنها تتمثل بعدد من الأهوار (البحيرات الساحلية) الملحة، أهمها بحيرات الساحل الجنوبي الشرقي، وبحيرة ميرين Merin التي تكوّن جزءاً من الحدود الشمالية الشرقية مع البرازيل، إضافةً إلى بحيرة ريونيغرو الاصطناعية ذات المياه العذبة في أواسط البلاد. وتمتلك الأورغواي شبكة أنهار كثيفة مكوّنة من الأنهار الآتية: نهري ياغوارون وسيبولاتي اللذين يصبان في بحيرة ميرين، ونهر ريونيغرو الذي يرفد نهر الأورغواي، فضلاً عن مجموعة روافد الضفة اليسرى لنهر الأورغواي ذاته.

النبيت والوحيش: تقع الأورغواي في نطاق امتداد النباتات المدارية الحديثة، حيث تسود حشاثش السافانا (كامبوس Campos) على هضاب بارانا بكاملها، وفي معظم الأجزاء الجنوبية الغربيَّة الواقعة على أطراف حوض ريونيغرو، كما تجود السافانا شبه المدارية التي تتخللها الشجيرات المبعثرة فوق الترب الحمراء والسوداء، وتنمو النجيليات في مناطق الترب الفقيرة مكوِّنةً مراعي طبيعية صالحة على مدار السنة. وعلى طول الأودية النهرية، تمتد أشرطة شجرية مكوِّنة غابات حقيقية، كما هي الحال في المجرى الأدنى لريونيغرو، وعند أقدام السفوح الصخرية ذات الانحدارات المحسوسة في شمالي البلاد تنمو الغابات شبه المدارية. وفي القطاعات الساحلية والمناطق التي تغلب عليها الكثبان الرملية تجود الأنجم والشجيرات الشوكية وتلك التي تتقبل الملوحة، وقد زرعت هذه القطاعات مؤخراً بالصنوبريات المتنوعة.

أما الوحيش فقد تقهقر في الأورغواي في السنوات الأخيرة للتوسع المحسوس في مساحة الأراضي الزراعية، ولتوسع المراعي الطبيعية، لذا لم يبقَ فيها اليوم إلا بعض الحيوانات والطيور البرية كالوعول والنعام، وبعض الحيوانات المفترسة والزواحف والقوارض وأصناف متعددة من النمل، كما تكثر الأسماك في مياه أنهارها وبحيراتها العذبة.

الجغرافية البشرية

شهد عدد سكان الأورغواي تزايداً كبيراً جداً في القرنين الأخيرين التاسع عشر والعشرين، فقد قفز من 30000 نسمة عام 1800 إلى مليون نسمة عام 1908، وإلى 3 ملايين نسمة عام 1986، وارتفع إلى 3.266.000عام 1997، ويُعزى هذا التزايد الكبير إلى تدفق أفواج المهاجرين التي وصلت إلى البلاد واستقرت فيها بعد عصر الاكتشافات الجغرافية، واستمر هذا التدفق حتى ثلاثينات القرن العشرين، وانعكست الأوضاع اليوم بعد أن بدأت الهجرة المعاكسة ممثلة بمغادرة أعداد مهمة من القوى العاملة للبلاد متجهة نحو الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانية والبرازيل وفنزويلة.

وقد كوّنت العناصر الإسبانية والإيطالية والفرنسية غالبية العناصر التي وفدت إلى البلاد، إضافةً إلى العناصر العربية التي وصلت بعد الحرب العالمية الأولى ولاسيما الوافدة من بلاد الشام. وتكوّن العناصر البيضاء ما يقرب من 90% من سكان الأورغواي، ويتألف الباقي من المولدين ومن العناصر الخلاسية والزنجية التي تستوطن المناطق الداخلية.

وقد انعكس التطور الاقتصادي الكبير الذي شهدته الأورغواي على الأوضاع الثقافية والصحية والاجتماعية والديموغرافية العامة للسكان، حتى يمكن معها تصنيف البلاد ضمن مجموعة دول العالم المتقدمة، إذ تصل نسبة المتعلمين فيها إلى 94% من السكان وتغطي الخدمات الصحية ما يقرب من 80% من إجمالي السكان، وفيها طبيب واحد لكل 500 نسمة وسرير مشفى لكل 250 نسمة، أما العمر المتوسط فيها فقد وصل إلى 71 سنة للرجال و75 سنة للنساء اللاتي يؤلفن 50.7% من السكان. أما المعدل السنوي للولادات فقد بلغ 17 بالألف فقط (عام 1997) مقابل 10 بالألف للوفيات، وعلى هذا يكون معدل التزايد الطبيعي للسكان 7 بالألف فقط بعد أن كان 10 بالألف، في حين أن المعدل السنوي لوفيات الأطفال لا يتجاوز 18 بالألف. وللأوضاع الديمغرافية الآنفة الذكر، إن هرم الأعمار في الأورغواي يتخذ مظهراً مغايراً لأهرام أعمار بقية دول أمريكة اللاتينية، إذ لا تزيد نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة في الأوراغواي على 27% مقابل 11% للسكان الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، وعلى هذا فإن نسبة السكان البالغين (إلا الشيوخ) تصل إلى 62% من السكان.

أما الكثافة السكانية العامة فإنها تزيد على 18 نسمة/كم2، علماً بأن السكان يتوزعون فيها توزعاً غير متجانس في أنحاء البلاد كلها، إذ ترتفع الكثافة في جنوبي البلاد ولاسيما في مقاطعات مونتفيديو وكانيلونس وكولونية وسالتو وبيساندو وسان خوسيه، كما يعيش نحو 85% من سكان الأورغواي في المدن الكبرى التي وصل معدل نموها السكاني بين العامين 1980و1986 إلى نحو 90 بالألف، وأهم مدنها: مونتفيديو العاصمة التي شيدت عام 1726 ويقطنها نحو 1.3 مليون نسمة يؤلفون نحو41% من إجمالي سكان الأورغواي، تليها كل من بيساندو وسالتو ومرسيدس وكولونية وأرتيغاس وريفيرا.

الجغرافية الاقتصادية

تعد الأورغواي دولة ذات اقتصاد زراعي ـ صناعي نامٍ متكامل نسبياً، يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على تصدير المنتجات الزراعية والمشتقات الحيوانية المصنّعة، لذا تشهد تجارتها الخارجية ازدهاراً ونشاطاً متزايدين، وقد وصل إجمالي الدخل القومي فيها عام 1997 إلى نحو 20 مليار دولار، وعلى هذا يكون المتوسط السنوي لدخل الفرد نحو 6130 دولاراً، وميزانها التجاري خاسر، إذ وصلت القيمة الإجمالية لصادراتها عام 1998 نحو 2768 مليون دولارٍ مقابل 3808 مليون للواردات، ومع ذلك فإن الأورغواي تعاني وطأة الديون الخارجية التي وصلت قيمتها عام 1997 إلى 6.652 مليار دولار، وتؤلّف القوى العاملة نحو 25% من إجمالي سكان البلاد يؤلّف الذكور نحو 71% منهم، علماً بأن أكثر من 75% من القوى العاملة يعملون أجراء لدى الآخرين. وأهم أوجه النشاط الاقتصادي في الأورغواي:

الزراعة وتربية الحيوان: تغطي الأراضي الصالحة للزراعة نحو 85% من إجمالي مساحة الأورغواي، ومع ذلك فإن النشاط الزراعي لا يستقطب أكثر من 13% من إجمالي القوى العاملة، ولا يسهم هذا القطاع بأكثر من 8.4% من صافي الدخل القومي لعام 1998. وتتصف الملكيات الزراعية بمساحاتها المتوسطة والصغيرة، إذ إن أكثر من ثلثيها  ملكيات تراوح مساحتها بين هكتار واحد ومئة، والباقي ملكيات زراعية كبيرة رأسمالية تتجاوز مساحة الواحدة منها 1000 هكتار، أما مساحة الأراضي الزراعية العائدة لصغار المزارعين فإنها لا تتجاوز 53% من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة في البلاد، علماً بأنهم يُكَوِّنون نحو 58% من إجمالي أعداد المزارعين، وأهم المحاصيل الزراعية القمح الذي يكفي إنتاج الأورغواي السنوي منه حاجة السوق المحلية ويتجاوز 400000 طن، مع ضعف مردوده السنوي الذي لايتجاوز 15كنتالاً (الكنتال = 100كغ) للهكتار. وتلي القمح الذرة الصفراء التي توسعت زراعتها وتجاوز معدل إنتاجها السنوي 200000 طن، وكذلك الأرز الذي وصل معدل إنتاجه السنوي إلى نحو 420000 طن، كما تنتج الأورغواي نحو 75000 طن من دوار الشمس إضافة إلى كميات مهمة من الشوندر السكري وقصب السكر وأصناف متنوعة من الخضار والفواكه التي تجود زراعتها في منطقة مونتفيديو بوجه خاص. ويسهم الإنتاج الحيواني بنصيب مهم جداً في إجمالي الدخل الزراعي، وذلك لوفرة المراعي والأعشاب الطبيعية في أنحاء البلاد كلها من جهة وللعناية الخاصة التي توليها الحكومة حرفة تربية الحيوانات من جهة ثانية، ويتألف القطيع الحيواني في الأورغواي من نحو 9.9 مليون رأسٍ من الأبقار ونحو 24.5 مليون رأسٍ من الأغنام و500000 رأسٍ من الخنازير.

الصناعة: يستقطب القطاع الصناعي نحو 32% من إجمالي القوى العاملة في البلاد، ويسهم بنحو 27% من صافي الدخل القومي، وقد عرف هذا القطاع تطوره الكبير بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، إذ وصل معدل نموه السنوي إلى 8% في الخمسينيات مستفيداً من تدفق رؤوس الأموال الأمريكية والإنكليزية التي وظفت في تأسيس الصناعات الحديثة وخاصة الصناعات النسيجية والكيمياوية، ومع ذلك تراجعت وتيرة النمو الصناعي في السنوات العشر الأخيرة لتستقر عند حدود 3% في السنة، ويعلل ذلك افتقار البلاد إلى الثروات الباطنية وإلى مصادر الطاقة الضرورية إذ تضطر الأورغواي إلى استيراد كامل احتياجاتها من النفط الخام، ويقتصر إنتاجها من موارد الطاقة على الكهرباء التي وصل معدل إنتاجها منها إلى 3.6 مليار كيلو واط/ساعي، 51% منها طاقة كهرمائية يُولّد القسم الأعظم منها من المحطة الضخمة التي أقيمت على بحيرة سد ريونيغرو و49% منها طاقة كهرحرارية، كما بدأت الحكومة مؤخراً بتمويل مشروعات وأبحاث علمية تهدف إلى التوصل إلى استغلال طاقة الرياح لإنتاج الكهرباء.

وتعد الصناعات الغذائية أهم فروع الصناعة في الأورغواي، إذ يعمل بها نحو 40 ألف عامل وتقدم نحو ثلث الإنتاج الصناعي للبلاد، وأهم فروعها تعليب اللحوم والخضار وحفظها وتكرير السكر وتنقيته إضافة إلى صناعة مشتقات الحليب المختلفة، تليها الصناعات النسيجية بفروعها المختلفة (الصوفية والقطنية والكتانية) التي تستقطب نحو 23 ألف عامل، وصناعاتها الجلدية التقليدية التي اشتهرت بها منذ أواخر القرن التاسع عشر، أما الفروع الصناعية الحديثة التي وجهت الحكومة اهتمامها إلى تطويرها منذ مطلع سبعينات القرن العشرين فقد تمثلت بتكرير النفط وبالصناعات البتروكيمياوية وبصناعة الأدوات والمعدات الكهربائية والمعدنية المختلفة وبصناعة الإسمنت ومواد البناء المختلفة وتجميع السيارات بأنواعها المختلفة، وتطوير الصناعات الخشبية بهدف استغلال الثروة الخشبية من غاباتها التي تغطي ما يقرب من 3% من المساحة العامة للبلاد.

التجارة والمواصلات: تعتمد التجارة الخارجية في الأورغواي على تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية المختلفة، وتشمل اللحوم بأنواعها وتعادل نحو 21% من إجمالي قيمة الصادرات، والجلود التي تغطي 13.3% من القيمة الإجمالية للصادرات، مقابل 25.5% للأصواف، و3،13% للغلال الزراعية، ونحو 26.9% لمواد أخرى متفرقة أهمها الأخشاب والحيوانات الحيّة والأسماك وبعض المنتجات الزراعية والإسمنت والمصنوعات الجلدية والنسيجية، وفي مجال الواردات يُؤلّف النفط الخام نحو 37% من القيمة الإجمالية لواردات الأورغواي، مقابل 19.5% للمنتجات الكيمياوية، و16% لمعدات النقل ووسائله، و4.6% للمنتجات والمواد المعدنية، و22.9% للمواد الأخرى.

وأهم الدول التي تصدر إليها الأورغواي منتجاتها: البرازيل وإيران والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية وألمانية ومصر، وتستورد حاجاتها من نيجيرية والبرازيل وإيران والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية وألمانية وجمهورية روسية الاتحادية وبعض دول أوربة الشرقية.

وفي ميدان النقل الداخلي تعتمد الأورغواي على المواصلات البرية بالدرجة الأولى، إذ ترتبط المراكز البشرية والاقتصادية الرئيسة في البلاد بشبكة من طرق السيارات الإسفلتية الجيدة، يزيد طولها الإجمالي على 52297كم منها 2484كم من الطرق العريضة السريعة عبر أمريكة الجنوبية، وتسير عليها أو تستخدمها نحو 230000 سيارة سياحية صغيرة و150000 شاحنة، كما يصل طول شبكة السكك الحديدية إلى نحو 3005كم.

ويستغل نهر الأورغواي الذي يقوم عليه مرفأ بيساندو ومرفأ فراي بنتوس في الملاحة النهرية، كما يعد مطار كارسكو الدولي في ضواحي مونتفيديو أهم مطاراتها على الإطلاق.

الأقاليم الجغرافية ـ الاقتصادية

لانتفاء التباينات التضريسية المحسوسة، يمكن الاستناد إلى تباين نماذج استغلال الأراضي والثروات الطبيعية في تمييز الأقاليم الجغرافية ـ الاقتصادية التالية:

إقليم العاصمة: يعد الإقليم الاقتصادي الرئيسي في البلاد، ويحتضن أكثر من 50% من سكان البلاد ونحو 80% من صناعاتها الوطنية كافة، وتعد مدينة مونتفيديو وضواحيها المركز الصناعي الرئيسي فيه، كما يشتهر هذا الإقليم بإنتاج الخضار والفواكه المتنوعة التي تجود بوجه خاص في المساحات المتاخمة للعاصمة مباشرة، تليها قطاعات تجود فيها زراعة الذرة الصفراء وتربية الدواجن والخنازير، ثم قطاع آخر أو حلقة ثالثة متخصصة بإنتاج الحبوب والذرة والنباتات العلفية وتربى فيها الأبقار والأغنام وتزدهر هنا المنتجات الحيوانية المختلفة وعلى رأسها الحليب ومشتقاته وخاصة الزبدة والأجبان المختلفة. يضم الإقليم المذكور مقاطعات مونتفيديو وكانيلونس وسان خوسيه وكولونية، وتتركز فيه الصناعات المعدنية والنفطية والكيمياوية والغذائية والنسيجية وصناعة الورق وتجميع السيارات، وأهم مدن الإقليم العاصمة مونتفيديو أهم مدن البلاد وموانئها، وهي مركز مالي وإداري وثقافي وعلمي رئيس في الأورغواي، وعقدة مواصلات مهمة ترتبط بها جميع المراكز البشرية والاقتصادية في الأورغواي.

الإقليم الغربي: يمتد على طول الضفة اليسرى لنهر الأورغواي ويشمل مقاطعات سوريانو وريونيغرو وبيساندو وسالتو وأرتيكاس، وهو الإقليم المتخصص بالإنتاج الزراعي وخاصة الحبوب والزيتون والشوندر السكري وقصب السكر والحمضيات والفواكه، وتُربَّى فيه الدواجن وقطعان الأغنام وأعداد كبيرة من الأبقار، وتجود فيه الصناعات المعتمدة على المنتجات الزراعية والحيوانية ويزدهر هنا تكرير النفط وتنقيته، كما يجود فيه تصنيع اللحوم وتعليبها إضافة إلى صناعة المنسوجات الصوفية والقطنية والصناعات الجلدية، وأهم مدن الإقليم: بيساندو وفراي بنتوس وسالتو ومرسيدس.

إقليم السهول والمراعي والإنتاج الحيواني: ويمتد في أواسط البلاد وشرقيها، وهو أكبر الأقاليم مساحة وأقلها سكاناً، تزدهر الغابات فيه مسايرة لمحاور الأودية النهرية الرئيسة فيه، وهو متخصص بالمنتجات الحيوانية وخاصة الأصواف الممتازة المعدّة للتصدير بالدرجة الأولى، كما تجود هنا زراعة الحبوب المتنوعة، وأهم مقاطعاته: ريفيرا وتاكواريمبو وسيرولاركو ودوراسنو وترينتاترس وفلوريس وفلوريدا ولافاليخا وروتشا ومالدونادو.

لمحة تاريخية

تعود الأخبار التاريخية الأولى عن الأورغواي إلى أوائل القرن السادس عشر للميلاد، حين بدأ المكتشفون الإسبان بتأسيس مراكز الاستيطان الأولى والقلاع الحربية على طول سواحلها الشرقية عام 1515، وفي عام 1680 أسس البرتغاليون مدينة وقلعة حربية في كولونية ـ ديل ساكرامنتو الواقعة على ساحل خليج لابلاتا، حيث قام المحتلون الإسبان والبرتغاليون بطرد السكان الأصليين من الهنود الحمر من المناطق الساحلية باتجاه الغابات والمناطق الداخلية، مستخدمين أبشع الأساليب القمعية والوحشية في مواجهة القبائل الهندية الكبرى (تشاروا، كيكوا، يارو، مينتيان) التي قاومت المحتلين بعنفٍ وبشدة.

وفي عام 1750 تمكن الإسبان من طرد البرتغاليين من سواحل الأورغواي، وأسسوا قلعة كبرى في منطقة مونتفيديو، وأُلحق الساحل كلُّه بمملكة لابلاتا عام 1776 وعاصمتها مدينة بونس آيرس. ومع سقوط النفوذ الإسباني في بونس آيرس بدأت حروب الاستقلال الوطنية لمقاومة النفوذ الأرجنتيني في عام 1810، وتمكنت الحكومة الوطنية (حكومة خونتا) في المدة الواقعة ما بين 1811و1814 من تحرير السواحل الشرقية ومقاطعة أرتيكاس من السيطرة الإسبانية. وأُعلن الاستقلال الوطني بعد إبعاد الجيش الأرجنتيني عن المناطق الجنوبية من البلاد في عام 1815. غير أن البرازيل (البرتغالية) احتلت الأورغواي في عام 1821 وضمتها إلى مقاطعة سيسلاتين، وفي عام 1825 أعادت الأرجنتين احتلالها للأورغواي في أثناء الحرب الأرجنتينية ـ البرازيلية. وفي 18 تموز عام 1830 أُعلن استقلال الأورغواي التي مالبثت أن شهدت سلسلة من الحروب الأهلية الطويلة (1839-1851)، كما تعرضت لحرب خارجية شنتها الأرجنتين عليها في عام 1845 بمساعدة بريطانية وفرنسة والبرازيل.

وبعد انتهاء الحرب تمكن الرئيس بيرو من توحيد البلاد في عام 1864، ثم شهدت البلاد حروباً أهلية داخلية بين الأحزاب المختلفة المتصارعة على السلطة في المدة الواقعة ما بين 1875و1915. وفي عام 1917 وُضِع أول دستور للبلاد، أُجريتْ بموجبه عدة انتخابات رسمية حتى عام 1933، إذ حدث انقلاب عسكري بدعم من الولايات المتحدة التي عززت احتكاراتها الرأسمالية والصناعية والزراعية داخل الجمهورية، ووقعت معها في عام 1952 اتفاقية الدفاع المشترك للسيطرة على دول أمريكة الجنوبية.

نظام الحكم والإدارة والوحدات الإدارية

نظام الحكم في الأورغواي جمهوري برلماني رئاسي منذ عام 1967، اختير رئيس الجمهورية بالانتخابات العامة لدورة رئاسية مدتها خمسة أعوام، يساعده في الحكم مجلس وزراء مؤلف من أحد عشر وزيراً يعيِّنهم رئيس الجمهورية بعد أداء اليمين الدستورية أمامه. كما ينتخب الشعب مجلسين للبرلمان، الأول مجلس استشاري لرئيس الجمهورية مؤلف من واحد وثلاثين عضواً، والثاني مجلس للشعب يضم تسعةً وتسعين عضواً يمثلون معظم فئات الشعب ينتخبون لمدة أربع سنوات. وقد توقف العمل بالنظام الدستوري والبرلماني منذ الانقلاب العسكري الذي حدث في عام 1973، وأُلغيتْ جميع الأحزاب السياسية في البلاد.

وقد عانت الأورغواي حكماً عسكرياً دكتاتورياً استمر اثني عشر عاماً، انتهى عام 1985 حين انتخب دون خوليو ماريا سانغينتي رئيساً للجمهورية، لمدة خمس سنوات، وأُعيد انتخابه عام 1990 و1995.

تقسم البلاد إدارياً إلى 19 منطقة إدارية من أكبرها مقاطعة تاكوا ريمبو (15.438كم2، نحو 85 ألف نسمة 1996).

المظاهر الحضارية والثقافية

تأثرت الأورغواي بالمظاهر الحضارية والثقافية والأدبية الإسبانية والإيطالية، وما يزال جزء ضئيل من الثقافة الهندية فيها متمثلاً بالأناشيد والأغاني القديمة.

تعدُّ الأورغواي في بلدان أمريكة الجنوبية المتطورة علمياً وثقافياً. وتضم عدداً من الجامعات والمعاهد والمدارس المتخصصة بالعلوم التقنية المختلفة. وتعد العاصمة في أهم المراكز العلمية والثقافية في البلاد، فقد أسست فيها جامعة الجمهورية عام 1849، التي تضم كليات للآداب والطب والاقتصاد والزراعة، وألحقت بها معاهد مختصة بالفنون والموسيقا والمكتبات والخدمات الاجتماعية. وشهدت الجمهورية تطوراً علمياً كبيراً بعد إنشاء جامعة العلوم التقنية في مونتفيديو (1942)، التي تخصصت بالعلوم التطبيقية، وتضم معاهد تقنية وتجارية وصناعية وزراعية. وفي العاصمة معاهد حكومية متخصصة بالدراسات الجغرافية والتاريخية والصيدلانية والطبية، ومعهد خاص للطاقة الذرية (1955).

ينتشر في الأورغواي كثير من المكتبات العلمية والتربوية والتاريخية من أكبرها المكتبة الوطنية (1816) في مونتفيديو، وتضم أكثر من نصف مليون كتاب.

وتعد قلعة مونتفيديو (1716-1737)، ومحطة القطارات (1897)، ومتحف تاريخ العلوم الطبيعية (1837) في العاصمة من أبرز المظاهر العمرانية والأثرية الجميلة في الأورغواي.

تصدر في الأورغواي 29 جريدة يومية (أكثر من 700 ألف نسخة)، وفيها 73 محطة للبث الإذاعي و20 محطة للبث التلفزيوني (1987).

 

أسامة قدور، محمد فائد الحاج حسن

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأدب الإسباني الأمريكي ـ الأرجنتين ـ الأطلسي (المحيط ـ) ـ أمريكة الجنوبية ـ البرازيل.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Frinch, M.H.J, A Political Economy of Urguguay Since 1970 (St. Martins 1981).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 215
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 40491418
اليوم : 21233

تنتورتو (جاكوبو روبوستي-)

تنتورتو ( جاكوبو روبستي ـ ) (1518 -1594)   جاكوبو روبوستي تنتورتو Jacobo Robusti Tintoretto فنان تشكيلي إيطالي، ولد وتوفي في مدينة البندقية، كان والـده يعمل صباغاً لذا سمي تنتورتو أي الصباغ الصغير، برزت موهبته الفنية منذ طفولته الباكرة، وأخذته والدته إلى محترف الفنان الشهير تيسيانو[ر] (1487-1576)، الذي يتمتع بسمعة كبيرة في المدينة، حيث أمضى فترة قصيرة من الزمن لم يلبث أن طرده من دون سبب يذكر، ربما لغيرته من نبوغه، أو بدافع الحسد، (كما قال فازاري 1511-1574 مؤرخ عصر النهضة الإيطالي) فاعتمد على نفسه،
المزيد »