logo

logo

logo

logo

logo

منشوريا

منشوريا

Manchuria - Mandchourie

منشوريا

 

منشوريا Manchuria منطقة واسعة تقع في شمال شرقي آسيا، وتشكل الجزء الشمالي الشرقي للصين، يحدها من الغرب منغوليا ومن الشمال سيبيريا وتحدها الصين من الجنوب والشرق جمهورية كوريا الشمالية. تبلغ مساحتها 1.55 مليون كم2.تقسم أراضيها إلى خمس مناطق: المنطقة الأولى هي المنطقة الجنوبية الشرقية وهي تتبع جمهورية الصين وتضم كلاً من محافظات جيلين Jilin هيلونغ جيانغHeilongjiang ، لياونينغ Liaonin، والمنطقة الثانية هي منطقة الجزء الشرقي لوسط منغوليا، والمنطقة الثالثة تدعى جيهول Jehol، أما المنطقة الرابعة فهي منشوريا الخارجية أو منشوريا الروسية، وتمتد هذه المنطقة من نهر آمور Amur ونهر يشوري Ussuri إلى جبال ستانفوي Stanvoy في كوريا الشمالية حتى بحر اليابان. أما المنطقة الخامسة فهي منطقة سخالين أو بلاست وتظهر على الخرائط جزءاً من منشوريا الخارجية.

لمحة تاريخية

 كانت منشوريا موطناً لعدد من القبائل البدوية والمجموعات الإثنية والممالك المختلفة، وقد استطاع فرسان المانشو التغلب على سلالة لياوخيتان Liaokhitan في منشوريا وأسسوا سلالة حكمت منشوريا باسم سلالة تشينغ، وفي عام  1644م فُصلت منشوريا عن الصين بحاجز أو خندق زُرع بأشجار الصفصاف، بهدف منع الصينيين من الدخول إلى منشوريا، والشيء ذاته فعله حكام سلالة تشينغ مع منغوليا أيضاً، وهذا ما أبقى منشوريا مفصولة عن منغوليا حتى الوقت الحاضر. وفي عام 1680 - ولضعف منشوريا- استطاع الروس اقتطاع جزء كبير منها وهكذا قُسمت إلى نصفين، نصف روسي عُرف باسم منشوريا الخارجية ونصف صيني عُرف باسم منشوريا الداخلية. وفي القرن التاسع عشر، وتحت تأثير القوى الاستعمارية الغربية أخذت بريطانيا التبت وفرنسا هيتان Hetan وألمانيا الشانتون Chanton، واحتلت روسيا التركستان ومنغوليا وضَمت منشوريا الخارجية إليها، كما وقعت منشوريا الداخلية تحت التأثير الروسي. وفي عامي 1904- 1905 ونتيجة للحرب الروسية اليابانية، استولت اليابان على منشوريا وحلت مكان الروس. وفيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية أصبحت منشوريا الداخلية ساحة حرب سياسية وعسكرية، وبعد ثورة أكتوبر سنة 1917م في روسيا امتد التأثير الياباني إلى منشوريا الخارجية لكنها عادت للسيطرة الروسية سنة 1925، وفي الحرب التي دارت بين الصين واليابان حاول تشانغ تسولين المنشوري الاستقلال عن كل من اليابان والصين، وتأسيس دولة مستقلة في منشوريا لكنه قُتل، فقامت اليابان بوضع الامبراطور بويي Pu-yi على العرش لقيادة حكومة صورية موالية وأُعلنت منشوريا الداخلية دولة مستقلة. وهكذا فُصلت منشوريا الداخلية عن الصين وأصبحت منطقة عازلة للدفاع عن اليابان. وفي عام 1945 وبعد القصف الأمريكي للمدن اليابانية واستسلام اليابان أصبحت منشوريا الداخلية نقطة انطلاق لجيش التحرير الشعبي الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية التي انتصر فيها الشيوعيون سنة 1949، وفي الخمسينيات من القرن العشرين عبر 300 ألف جندي صيني الحدود الصينية الكورية من منشوريا لمساعدة كوريا الشمالية في حربها ضد الأمريكيين واسترداد كوريا الجنوبية من القوات الأمريكية. وفي الستينيات أصبحت منشوريا ساحة توتر عالٍ بين روسيا السوفييتية والصين الشيوعية، إذ طالبت الصين روسيا بإعادة الأراضي التي أخذت من منشوريا والواقعة شمال نهر آمور، حيث إن اتفاقيتي 1858 و1860 لم تكونا واضحتين باعتبار مجرى النهر يُشكل الحد الفاصل بينهما. هذا الغموض أدى إلى النزاع السياسي ووصل إلى النزاع المسلح عام 1969، ومع نهاية الحرب الباردة، وفي عام 2004م نُوقشت قضية الحدود في المفاوضات التي تمت بين روسيا الاتحادية والصين وتمَّ الاتفاق على تخلي روسيا عن جزيرة نيلونغ كلياً وعن نصف جزيرة هيكسيازي للصين، وقد أنهت هذه الاتفاقية نزاعاً حدودياً طويل المدى. لكن مع ذلك ما تزال المنطقة الحدودية نقطة خلاف شعبي بين الدولتين بسبب تزايد أعداد المهاجرين الصينيين إلى منشوريا الخارجية الواقعة تحت السيطرة الروسية.

الجغرافية الطبيعية

تتألف تضاريس منشوريا من سهل منشوريا الأوسط الذي يجري فيه نهر سونغاري Soungari، أحد روافد نهر آمور، ويحيط بالسهل الأوسط سلاسل جبال شيتيفيان Chitivian الكبرى من الغرب وجبال شيتيفيان الصغرى في الشمال وجبال منشوريا الشرقية في الشرق. ويشرف هذا السهل على البحر الأصفر من ناحية الجنوب، ويحوي الأراضي الخصبة التي تغطيها التربة السوداء، أما مناخها فيراوح بين المناخ المعتدل في الصيف إلى المناخ البارد القطبي ذي الرياح العاصفة في الشتاء، وذلك لكون منشوريا تُصنف مناخياً بين الأقاليم المعتدلة الباردة، حيث تقع بين دائرتي العرض 45 ْ-60 ْ شمالاً، أمطارها تختلف بين منطقة وأخرى فهي نحو 400مم في الجهات الغربية، تزداد لأكثر من 1150مم في جبال تشانغي Changhie، ودرجات الحرارة تختلف هي الأخرى بين الشمال والجنوب، ففي شهر تموز/ يوليو تكون 13 ْم في الجنوب وتنخفض إلى 42 ْم في الشمال، أما في الشتاء فتكون درجات الحرارة نحو 5 ْم تنخفض إلى -20 ْم في الشمال، بتأثير الرياح السيبيرية الباردة والجافة.

الجغرافية البشرية والاقتصادية

 بلغ عدد السكان في منشوريا نحو 107.4 مليون نسمة عام 2004م، ينحدر 90% منهم من أصول صينية هاجرت إلى منشوريا في بداية القرن العشرين، ويمثل المانشو Manchu، وهم سكان منشوريا الأصليون نحو 5% من سكان المنطقة إضافة إلى وجود أقليات صغيرة من الكوريين والمنغوليين، وقد تمكنت الصين من دمج أكبر نسبة منهم في المجتمع الصيني، إما عن طريق التزاوج وإما عن طريق التعليم المختلط، أما اليوم فإن معظم سكان منشوريا يتحدثون لغة الصين الشمالية، وهي اللغةالرسمية للصين، كما أنهم يتبعون العادات نفسها ويعيشون كما يعيش بقية السكان في أقاليم الصين الأخرى، أما لغة المانشو الأصلية فهي في طريقها إلى الانقراض.

مدينة داليان

تعد منشوريا من أكثر أجزاء الصين تمدناً، كونها من أكثر المناطق الصينية التي تتركز فيها الصناعات الثقيلة بسبب وجود أكبر الاحتياطات من الفحم الحجري، كما تتركز فيها صناعة الفولاذ خاصة في كل من مدنها: شينيانغ Chenyang، داليان Dalian، خاربن Harbin وتشانغشان Changchan، إذ تحوي كل من هذه المدن عدة ملايين من السكان، أما أكبر المدن التي تتركز فيها الصناعات الثقيلة فهي: فوشان Fushan وأنشان Anshan في مناطق لياونينغ التي تعد مركز الثقل الرئيسي لكل من الصناعة والسكان، ليس على مستوى منشوريا كما في جيلين وقيقيهار Qiqihar وغيرهما. أما سكان الأرياف في منشوريا فإنهم يتركزون بشدة في الأجزاء الجنوبية كونها أكثر دفئاً من جهة ولأنها المنطقة الزراعية الأولى في منشوريا والصين كلها من جهةٍ ثانية  ويعد سهل منشوريا أو سهل شمالي الصين من أوسع السهول وأخصبها، تبلغ مساحته 330ألف كم2، وتنتج أراضيه القمح والذرة الشامية والدخن والقطن والذرة الرفيعة وفول الصويا والكتان والشوندر السكري، إضافة  إلى زراعة الأرز الذي يعد الغذاء الرئيسي لسكان الصين، ومن ضمنهم سكان منشوريا، فضلاً عن زراعة المحاصيل فإن أراضي منشوريا تحتوي على مروج خضراء تمتد مسافات طويلة، تقوم عليها تربية قطعان الحيوانات كالأغنام ذات الأصواف الناعمة إضافة إلى تربية الخيول والسلالات المحسنة من الأبقار. وإضافة إلى ذلك تمتلك منشوريا ثروة غابية كبيرة، حيث تعد جبال شيتيفيان الكبرى وشيتيفيان الصغرى وجبال تشانغباي من أوسع مناطق الغابات العذراء في الصين، وتنتشر فيها مساحات واسعة جداً من أشجار الصنوبر الكوري واللاركس وأشجار البتولا والسنديان ودردار منشوريا وغيرها من الأشجار. كما أن نهر آمور وروافده يعطون فرصة كبيرة جداً لصيد الأسماك.

 

 

محمد صافيتا

الموضوعات ذات الصلة:

روسيا ـ الصين ـ منغوليا ـ اليابان

مراجع للاستزادة:

ـ علي موسى، جغرافية العالم الإقليمية (دار الفكر، دمشق 1980).

ـ محمود رمزي، جغرافية آسيا (مطبعة جامعة دمشق، 1990).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 584
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1125
الكل : 40954254
اليوم : 44637

اللوجستية

اللوجستيّة   يعود أصل كلمة اللوجستية logistics إلى الإغريقية logo؛ وتعني التفكير والفهم والحساب، وتعني logistikos التفكير المنطقي. ويقال: إن الأصل يعود إلى الفرنسية loger بمعنى تأمين الإقامة. أُدركت معظم الوظائف اللوجستية في مواقع إدارية عسكرية ومدنية مختلفة وفي عمليات التنظيم الصناعي؛ إلا أن التطور التاريخي لمفهوم اللوجستية أدى إلى إيجاد فوضى ذات طبيعة لغوية واصطلاحية ولا سيما عندما أخذت عمليات متماثلة أسماء مختلفة. لذلك يعدّ ترتيب الوظائف اللوجستية ودمجها في مصطلح شامل وواضح ومقبول من قبل الجميع أمراً معقداً.
المزيد »