logo

logo

logo

logo

logo

مولتكه (هلموت كارل برنهارد-)

مولتكه (هلموت كارل برنهارد)

Moltk (Helmuth Karl Bernhard-) - Moltk (Helmuth Karl Bernhard-)

مولتكه (هلموت كارل برنهارد ـ)

(1800ـ 1891)

 

هلموت كارل برنهارد كونت فون مولتكه Helmuth Karl Bernhard, Graf von Moltke مارشال ألماني، رئيس الأركان العامة للجيش البروسي ثم الألماني (1858ـ 1888)، واضع خطط الحرب على الدنمارك 1864 والنمسا 1866 وفرنسا 1871.

ولد فون مولتكه في مدينة بارشيم Parchim من أعمال مِكلنبورغ Mecklenburg شمالي برلين. وعلى الرغم من أن والده كان ينتمي إلى نبلاء مِكلنبورغ، فإنه كان غير مستقر في حياته وكانت العائلة تتعرض لأزمات مالية. أما أمه فتنتمي إلى أسرة لوبِك Lubeck العريقة. وقد ترك وضع عائلة مولتكه المتفاقم بصماته على حياته المبكرة، إضافة إلى أنه لم يكن يتمتع بصحة جيدة.

ونظراً لرحيل والده في عام 1805 إلى هولشتاين Holstein (التي كانت تابعة للدنمارك آنذاك)، وحصوله على الجنسية الدنماركية، فقد أتم الفتى مولتكه تعليمه في فيلق الطلاب الضباط الملكي في كوبنهاغن، والتحق بعد ذلك بفوج مشاة دنماركي. ثم قرر الانتقال إلى الجيش البروسي بعد زيارته برلين عام 1821. وفي عام 1822 سُمي ضابطاً برتبة ملازم في قوات الحرس في فرنكفورت على الأودر Frankfurt an der Oder. وفي عام 1823 انتسب مولتكه إلى كلية الحرب وأمضى فيها ثلاث سنوات. ولما كانت صحته آخذة بالتدهور ذهب في صيف 1825 إلى منتجع من أجل النقاهة. واستغل وقته في أثناء ذلك لدراسة اللغات الحديثة. وعند عودته إلى فرنكفورت في صيف 1826 احترف الكتابة لتحسين وضعه المالي فنشر رواية «الرفيقين» عام 1827. وفي أيار/مايو 1828عُين في المكتب الطبوغرافي التابع للأركان العامة (برلين).

وفي الفترة 1832ـ 1835 نشر عدة مؤلفات حول بولندا، كما شرع في ترجمة كتاب «انحطاط الامبراطورية الرومانية وسقوطها» لإدوارد غيبون Edward Gibbon.

التحق مولتكه بالأركان العامة البروسية في آذار/مارس 1832. ورُقي إلى رتبة ملازم أول في السنة التالية. وأُرسل إلى تركيا في نهاية عام 1835 مستشاراً للسلطان محمود الثاني لتحديث الجيش التركي، ثم أذنت له برلين بالالتحاق بالخدمة العسكرية التركية، وعمل في مناطق البلقان وكيليكيا، حيث كانت القوات التركية تستعد لصد قوات إبراهيم باشا المصري الآتية من سورية. غير أنها أخفقت في عام 1839، وعزي ذلك إلى عدم أخذ القائد التركي بنصيحة مولتكه.

وعند عودة مولتكه إلى ألمانيا في نهاية عام 1839 التحق مجدداً بالخدمة العسكرية البروسية. ونشر مختارات من رسائله التي كان يبعث بها من تركيا، تحت عنوان: «رسائل عن أحوال وأحداث في تركيا» عام 1841. وتزوج مولتكه فتاة إنكليزية، ابنة زوج أخته. وكان لمقالة نشرها بعنوان: «اعتبارات تحكم اختيار محاور السكك الحديدية» أثرها البالغ في مستقبله العسكري، بعد أن بين الأهمية الاستراتيجية للسكك الحديدية. كما نشر كتاباً بعنوان: «الصراع الروسي ـ التركي على بلغاريا ورومانيا» عام 1854.

وفي نهاية عام 1845 عُين مولتكه مرافقاً شخصياً للأمير البروسي هاينريش Heinrich العاجز (1781ـ 1846) في روما، وضع في أثنائها خريطة طبوغرافية لروما وجوارها نشرت عام 1852، وكتاب «رحلة حول روما». وقد انتهى عمله هناك بوفاة الأمير. وعند وصول البارجة التي كانت تقل جثمان الأمير هاينريش إلى جبل طارق في طريق العودة، غادرها مولتكه، شاقاً طريقه براً عبر إسبانيا إلى أرض الوطن، مما أتاح له تسجيل انطباعاته في كتابه: «يوميات من إسبانيا»، نشرها مع الكتاب الآنف الذكر في مذكرات الأسفار.

كان جل تفكير مولتكه ينصب على المسائل الرئيسة التي تجابه بروسيا ولاسيما الوحدة الألمانية وأمن البلاد في ظل افتقارها إلى حدود طبيعية. وكان مقتنعاً بأن الجيش وحده هو القادر على أن يضمن الحل الوافي لهذه المسائل.

في عام 1855 عُين العقيد مولتكه مرافقاً للأمير فريدريش ڤيلهلم Friedrich Wilhelm (ملك بروسيا ثم امبراطور ألمانيا فيما بعد).

وقد أتاح له هذا المنصب المزيد من الترحال، إلى اسكتلندا وإنكلترا وفرنسا وروسيا، حيث ألّف كتاباً بعنوان «رسائل من روسيا» عام 1877.

وباستثناء فترة خدمته العسكرية التركية، كانت خدمات مولتكه حتى عام 1856 روتينية أو مقتصرة على مرافقة الأميرين، من دون الدخول في صميم عمل القوات المسلحة.

وفي عام 1857 اختير مولتكه رئيساً للأركان العامة البروسية. وهكذا بدأ عهد الثلاثي ـ أوتو فون بسمارك Otto von Bismarck (رئيس الوزراء) وفون مولتكه (رئيس الأركان) وآلبرخت فون رون Alberecht von Roon (وزير الحرب)، الذين تمكنوا من تغيير خريطة أوربا في 13 عاماً.

تسلم مولتكه واجباته الجديدة في زمن كانت الثورة التقنية تغير مفهوم الحرب بالكامل. وكان لإعادة تسليح المشاة والمدفعية بأسلحة حديثة أثره البالغ، كما كان لتطور القطارات وفق مفهومه دور كبير في تحرك قوات أكبر إلى ميادين قتال واسعة، ووصولها بجهوزية عالية وانتشارها في الوقت المحدد، بغض النظر عن الشروط المناخية، مع ضمان الإمداد والإخلاء بسرعة وبمزيد من الكميات.

أكد مولتكه في الوقت نفسه أن التقنية الحديثة وهيئة ضباط الأركان الرفيعة التدريب، عنصران مهمان في تحقيق مفهومه الجديد عن الحرب. إضافة إلى إعطاء القادة الميدانيين حرية التصرف والمبادأة وفق المستجدات مع التمسك بفحوى «التوجيهات العامة». وبذلك أصبحت الأركان العامة البروسية نموذجاً لجميع الجيوش الحديثة.

اختبرت بعض نظريات وأساليب مولتكه عملياً إبان الحرب الألمانية الدنماركية من أجل شليزفيغ ـ هولشتاين -Schleswig Holstein في عام 1864.

كما أتيحت له الفرصة لتطوير القتال في حرب الأسابيع السبعة على النمسا ودويلات ألمانية أخرى في صيف عام 1844، وبلغت الحرب ذروتها في انتصار سادوفا Sadowa شرقي براغ. وقد كافأت بروسيا مولتكه على انتصاره في سادوفا بهبة مالية مكّنته من شراء عقار في سيليزيا Silesia، ووضع كتاباً حول هذه الحرب بعنوان «حملة عام 1866 في ألمانيا» عام 1867.

أثار انتصار بروسيا على النمسا في سادوفا حفيظة فرنسا، كما عملت قضية وراثة عرش إسبانيا على تفاقم الوضع. وخصوصاً أن بسمارك جعل نابليون الثالث يتصرف بحماقة، بعد أن طلب الأخير وعداً من ملك بروسيا بعدم ترشيح أي من أقربائه لاعتلاء عرش إسبانيا. وتمكن مولتكه في أثنائها من تعبئة نحو 384 ألف رجل في ثلاثة جيوش. وكان النصر الألماني كبيراً في سيدان Sedan في 2 أيلول/سبتمبر 1870 [ر. ماكماهون، آدم باتريس موريس دي ـ]، وأدى إلى سقوط الامبراطورية الثانية في فرنسا وتتويج ملك بروسيا امبراطوراً على ألمانيا في فرساي في مطلع 1871. ومنح مولتكه لقب غراف (كونت)، ورقي إلى رتبة مشير Field Marshal، وبذلك ظل مولتكه رئيساً للأركان العامة مدة تزيد على 17 عاماً.

وفي آب/أغسطس 1888 استقال مولتكه العجوز من منصبه، لعدم انسجامه مع عادات وأفكار العاهل الجديد ڤيلهلم الثاني William II. فاعتزل في دارته في سيليزيا. وتوفي في زيارة لبرلين.

كان مولتكه طويل القامة نحيل الجسم يميل إلى الصرامة والوقار والصمت، متقناً عدداً من اللغات، يحترمه الصديق والعدو. وكان زملاؤه ينعتونه «الرجل الذهبي». كما اتصفت حياته الزوجية بالدفء والسعادة، إلا أنه لم ينجب. وكان يعد أستاذ النثر الألماني في القرن التاسع عشر.

هاني صوفي

 مراجع للاستزادة:

 

- F.E.WHITTON, Moltke reprinted (London 1972).

- WALTER GORLITZ, The German General Staff: Its History and Structure 1657-1945 (Hollis and Carter, London 1953).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 87
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40522723
اليوم : 52538

أوروزكو (خوسيه كليمنتي-)

أوروزكو (خوسيه كليمينتي ـ) (1883 ـ 1949)   خوسيه كليمينتي أوروزكو José Clemente Orozco مصور مكسيكي، زاول التصوير الزيتي والجداري والمائي والحفر، ويعدّ في رواد الفن المكسيكي المعاصر. وقد أسهم مع دافيد ألفارو سيكويروس Siqueiros ودييغو ريفيرا Rivera في وضع أسس مدرسة فنية مكسيكية اشتراكية ثورية لها مواقفها الواضحة من علاقة الفن بالمجتمع، إذ جعلت الفن في خدمة النضال السياسي للشعب المكسيكي، واستوحت الحضارة المكسيكية القديمة، ودعت إلى فن مباشر يخاطب الناس، ويطرح قضاياهم، وبدلت المفهومات الفنية التقليدية التي كانت سائدة، واستخدمت الفن الجداري بدلاً من اللوحة الزيتية ليساعدها على الوصول إلى الجماهير، وقدمت التقنيات الفنية الملائمة للفن الجداري، وملأت الساحات والأماكن العامة باللوحات النضالية التي تتمتع بالروح المكسيكية الخالصة. ولد أوروزكو في مدينة زابوتلان Zapotlan من مقاطعة ياليسكو Jalisco وتوفي في مدينة مكسيكو. انتقل مع أسرته عام 1888 إلى مدينة مكسيكو لينجز دراسته الأولى فيها، فدرس الهندسة الزراعية، ثم الرسم المعماري، وتخلى عن هذه الدراسة ليدخل كلية الفنون الجملية (سان كارلوس) في مكسيكو عام 1908 وبقي فيها حتى عام 1914. وقد شهدت المكسيك في هذه المدة ثورة مسلحة عارمة أطاحت حكم الدكتاتور دياز Diaz وامتدت تأثيرات الثورة لتشمل مرافق الحياة المكسيكية كلها. وأثرت في الفنون التشكيلية، وبدأ الفنانون يبحثون عن الفن الجديد الذي يتماشى مع الثورة. وقد تأثر أوروزكو بالأحداث، ورسم مجموعة من اللوحات المائية، والرسوم الانتقادية السياسية وأظهرت لوحاته تأثره بالفنان الإسباني غويا[ر] Goya الذي رسم «مآسي الحرب» قبله. ولكن أوروزكو ظل مكسيكياً في صياغته الفنية، وبعيداً عن التأثيرات الأوربية، وعبر في هذه الأعمال عن معاناة الشعب المكسيكي، الممتدة عبر قرون طويلة. وفي هذه المرحلة من تطور الفن المكسيكي، اتجهت النية لدى الفنانين إلى تجديد الفن وتطوير أساليبه تحت تأثير الأفكار الثورية، ولهذا قاموا بتأليف تنظيم ثوري باسم «نقابة المصورين والنحاتين والحفارين الثوريين في المكسيك» وأصدروا صحيفة «الماشيتا» التي تنطق باسمهم، وقد توصلوا إلى قناعة رئيسية بأن الفن الجداري هو الوسيلة الرئيسة ليكون الفن ثورياً، وليؤدي دوره المباشر في التأثير في الجماهير. ولهذا رفضوا فنّ اللوحة الزيتية، وقالوا إنها فن لا يتماشى مع الثورة، وإن الفن الجداري هو الفن الاشتراكي. سافر أوروزكو إلى الولايات المتحدة وأقام فيها مدة من الزمن مابين 1917-1919، ثم عاد إلى المكسيك. وفي هذه المرحلة المهمة تبلورت أهداف الفن الثوري المكسيكي، ودوره الأساسي، وبدأ الفنانون الثوريون يعملون في لوحات جدارية لها جذورها في الحضارات المكسيكية القديمة، (المايا) و(الأزتيك) وتعبر عن الحياة المكسيكية ومعاناة الفلاحين والطبقات المعدمة. نفذ أوروزكو أول لوحة جدارية في المدرسة الإعدادية الوطنية في المكسيك في المدة بين 1922 و1925 وقدم فيها أروع لوحات «الأمومة» التي صُوِّرت بروح جديدة بعيدة عن الفن التقليدي ومتوافقة مع المفهومات الثورية الجديدة، كما عالج موضوعات عدة منها: «علاقة النظام بالثورة» و«الحرية» و«يوم الحساب» و«رسم الثالوث المقدس الجديد» كما يراه على أنه الفلاح والعامل والجندي، وبرزت المعالجة الدرامية الإنسانية في عمله التي تصور حالة استلاب الإنسان وضياعه في واقع مأسوي. وقد أتيحت الفرصة لأوروزكو، ليرسم لوحات جدارية عدة في الولايات المتحدة في المدة مابين 1927و1934 وأهمها لوحة «بروميثيوس» في كلية يومونة في كليرمون (كاليفورنية) وقد قدم شخصية بروميثيوس الأسطورية، التي ترمز إلى المخلّص الذي يضحي من أجل الناس، ليحصل لهم على النار والحياة. وفي عام 1931 رسم لوحة جدارية مهمة لمدرسة «البحوث الاجتماعية» في نيويورك وهي لوحة «الطاولة المستديرة» ومثل فيها شخصيات عدة شهيرة مثل لينين وغاندي. عاد أوروزكو إلى المكسيك فرسم لوحات عدة تبلورت فيها شخصيته الفنية المستقلة، واللغة التعبيرية ذات البعد السياسي، والحالات المأسوية للإنسان المعاصر ومن أهمها: ـ «نكبة العالم» في مبنى كلية الفنون الجميلة في مكسيكو عام 1934. ـ «الشعب والقادة المخادعون» في جامعة غوادالاخار  عام 1936. ـ «الإنسان والنيران» في قصر الحاكم في عام 1939. ـ «هزيمة الجهل وموته، والشعب يصل إلى المدرسة» عام 1948 وهي لوحة ضخمة بمساحة 380 م2. كان أوروزكو فناناً مبتكراً بأسلوبه، وموضوعاته، وقد أراد أن يعبر فن التصوير عن الوضع الإنساني المأسوي، والإنسان المسحوق في أمريكة اللاتينية، وضياعه، وقد تنبأ بأن وراء ذلك كله قوة ثورية تنبثق وتبعث الحياة وتجددها.   طارق الشريف   مراجع للاستزادة:   - Dicitionnaire Universel de la  Peinture. (V.5) (Paris robert. 1975). - Art and Artist Thames and Houd Son Dictionary of Art and Artist (Herbert Read).
المزيد »