logo

logo

logo

logo

logo

ماكسيميانوس

ماكسيميانوس

Maximianus - Maximien

ماكسيميانوس

(نحو 250 ـ 310م)

 

ماركوس أوريليوس فاليريوس ماكسيميانوسMarcus Aurelius Valerius Maximianus  امبراطور روماني، وصل إلى سدة الحكم عام 286م عندما اتخذ الامبراطور ديوقليسيان [ر] Diocletianus قراراً حاسماً بجعل الامبراطورية الرومانية تحكم من قبل امبراطورين يحملان لقب أغسطس أحدهما يهتم بالشرق والآخر يتولى شؤون الغرب، وكان أول إجراء اتخذه أن قام بنقل عاصمته من مدينة روما إلى نيقوميديا في آسيا الصغرى، التي تبعد عدة أميال عن بيزنطة نحو الجنوب، ليتمكن من السيطرة التامة على الجزء الآسيوي من الامبراطورية. أما الجزء الغربي فقد أسندت مهمة الدفاع عنه والاهتمام به إلى ماكسيميانوس، الذي لم يتخذ من مدينة روما عاصمة له، بل جعل مدينة ميلانو Milano مركزاً لحكمه.

وفي عام 293م عين كل من الامبراطورين قيصراً ليساعده في تحمل أعباء الحكم، وليكون خليفة له من بعده، فعين ماكسيميانوس، قنسطنطيوس كلوروس Constantius Chlorus - والد قسطنطين الكبير - قيصراً له، والذي اتخذ من مدينة ترفرورم (ترير الألمانية) مركزاً له، وأشرف على إدارة إسبانيا وغاليا وبريطانيا. وتعهد كل أغسطس أن يعتزل الملك بعد عشرين عاماً ليخلفه قيصره، الذي سيصبح من حقه أن يعين هو الآخر قيصراً يعاونه ويخلفه. وزوج كل أغسطس ابنته بقيصره لتدعيم العلاقة السياسية برابطة الدم. وكان كل من ديوقليسيان وماكسيميانوس يرجوان من هذا الأمر تسوية مشكلات الوراثة واعتلاء العرش، وأن يعيدا إلى الامبراطورية الرومانية استقرارها وأمنها؛ مما يساعدها على أن تكون متأهبة لملاقاة الأخطار في أربعة مراكز مهمة، سواء أكانت الأخطار داخلية أم خارجية، ولذلك فقد حرصا على أن تقسم الامبراطورية إلى عدد كبير من الولايات تضمها أربعة أقاليم كبرى. وعين لكل قسم حاكم مدني وآخر عسكري، وأصبحت الدولة بذلك ذات حكومة مركزية. وضمن هذا التنظيم كان كل قانون يصدره أي حاكم من الحكام الأربعة يصدر باسمهم جميعاً، ويطبق في أنحاء الدولة من دون الحاجة إلى أخذ رأي مجلس الشيوخ.

وفي محاولة لدعم هذا النظام ادعى الامبراطوران أنهما إلهان، فأطلق ديوقليسيان على نفسه لقب يوفيوس Jovius وعلى ماكسيميانوس اسم هرقول Heraclius، وفرضا عبادتهما على الجيش بمختلف فئاته، فناهضت الكنيسة هذا الأمر, وكان من نتيجة ذلك أن تكاثر الفرار في  صفوف الجيش في السنوات التي سبقت الاعتراف بالديانة المسيحية، إذ إن القرارات الجائرة التي اتخذت بحق المسيحيين في القسمين الشرقي والغربي دفعتهم إلى التحدي والاستمرار في ممارسة شعائرهم الدينية ونشر عقائدهم، بالرغم من التعذيب والتنكيل الذي أصابهم، ولاسيما فترة الاضطهاد الكبير (303- 305م).

وقد اهتم ماكسيميانوس بالبناء والإعمار، إذ ينسب إليه قيامه عام 295م ببناء حمام كبير في مدينة روما يعد من أضخم الحمامات في الامبراطورية الرومانية، وأطلق عليه اسم حّمام ديوقليسيان تواضعاً منه واعترافاً بمكانة ديوقليسيان لديه. وقد أعد هذا الحمام ليستحم فيه 3600 شخص في وقت واحد, وكان فيه إضافة إلى ذلك قاعات للتدريب الرياضي وقاعات للحفلات الموسيقية وأخرى للمحاضرات.

وفي عام 305م نزل دقليديانوس وماكسيميانوس عن سلطتهما، وأصبح غاليريوس Galerius وقنسطنطيوس امبراطورين أولهما للشرق والآخر للغرب. وقد ألح ماكسيميانوس على ديوقليسيان - الذي أقام في قصره معتزلاً العالم السياسي - أن يستولي على أزمة الحكم مرة أخرى ليقضي على الاضطراب والشقاق اللذين هددا الأمن والاستقرار في البلاد، لكنه رفض ذلك رفضاً قاطعاً، مفضلاً البقاء في مزرعته ومزاولة الزراعة، معلناً أنه لن يضحي بهذه المتعة جرياً وراء متاعب السلطان.

وهكذا تولى الحكم بعدهما كل من غاليريوس في الشرق وقنسطنطيوس كلوروس في الغرب، اللذين عينا قيصرين جديدين مساعدين لهما. وفي سنة 306م توفي امبراطور الغرب قنسطنطيوس في بريطانيا فأعلن ابنه قسطنطين الكبير نفسه قيصراً على إسبانيا وغاليا وبريطانيا من دون أن يعينه أحد في هذا المنصب، كما نادى حرس مدينة روما مكسنتيوس Maxentius  ابن ماكسيميانوس امبراطوراً. ويبدو أن شهوة الحكم عادت إلى ماكسيميانوس فأعلن نفسه من جديد إمبراطوراً أيضاً, وبذلك أصبح في الامبراطورية الرومانية ثلاثة أباطرة وثلاثة قياصرة. وقد حاول ماكسيميانوس أن يقنع ابنه بالنزول عن الحكم لكنه أخفق في ذلك، كما أخفق في القضاء على القيصر قسطنطين، وفي أثناء قيامه بحملة ضد الأخير أسر في مدينة ماسيلية (مرسيليا حالياً) ومات منتحراً. ويصفه بعضهم بأنه كان جندياً قديراً لكنه يفتقر إلى المهارة في إدارة دفة الحكم.

تغريد شعبان

مراجع للاستزادة:

ـ اندريه ايمار، جانين بوايه، تاريخ الحضارات العام ، ج2، روما وامبراطوريتها، ترجمة يوسف داغر وفريد داغر (منشورات عويدات، بيروت 1964).

ـ ول ديورانت،  قصة الحضارة، 42 جزءاً، ترجمة: محمد بدران، ج 11 (د .ت).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 511
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1067
الكل : 40517681
اليوم : 47496

الزراعة المستدامة

الزراعة المستدامة   تتفاوت النظم الزراعية الحديثة، من مزرعة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. ولكنها في البلدان الزراعية المتقدمة تشترك في عدد من الخواص من أبرزها: ـ تطبيق المكتشفات الحديثة على نطاق واسع وبتسارع كبير. ـ استثمار رؤوس أموال كبيرة بغية الاستفادة من التقانات الإنتاجية والإدارية. ـ الانتقال من الحيازات الصغيرة إلى المزارع الكبيرة. ـ الاعتماد على محصول واحد أو عدد قليل من المحاصيل لسنوات عديدة.
المزيد »