logo

logo

logo

logo

logo

ميترا (الإله-)

ميترا (اله)

Mithras - Mithras

ميترا (الإله ـ)

 

ميترا Mithra إله إيراني قديم تشير معظم الدلائل إلى أصوله الهندوـ أوربية، فقد تأثرت عبادة ميترا بعلم النجوم الكلداني الذي ترعرع عند مجوس آسيا الصغرى وما حولها وهي العبادة التي تعدّ ميترا إله الشمس، فكانت الشمس دائماً رمزاً للنور ومنها النهار، ومقره الشمس.

ويُعتقد أنّ ميترا ـ الإله ربما عُرف قبل انفصال فرع غزاة الهند الآريين عن جذعهم الإيراني، وذلك لأنه مذكور في الوثائق السنسكريتيّة والفارسيّة القديمة منذ عصور ما قبل الزرادشتيّة، وقد تسلّلت عبادة ميترا الإيراني - إله الشمس والعدالة والعقود والحرب ـ إلى روما، وهناك عُرف باسم ميترا.

كان السومريون والأكاديون والكلدانيون أول من عبد الشمس تحت قواعد دينية منظمه، فأسسوا المعابد لعبادة إله الشمس «أوتو» في مدينتي لارسا Larsa وسيبار Sippar، وكانوا يوقدون في معابدها ناراً لا تنطفئ تكريماً له، وجعل البابليون للشمس بستاناً تغيب فيه، وفي الدور الأكادي يظهر الإله «شمش» ويسمى «شماش» جالساً على العرش وبيده مفتاح يفتح أبواب السماء لتبزغ منه شمس الصباح.

مكانته في الديانة الفارسية

تمثال للإله ميترا بالزي الفارسي يضحي بالثورالبدائي، فمن جسم هذا الثور ولدت النباتات والحيوانات التي يتغذى بها الإنسان

كان الآريون يعبدون الشمس ويحترمونها أكثر من أي معبود آخر، لأنها تعدّ مركز النور والحياة للإنسان والحيوان. فكان على كل إنسان أن ينحني ويركع أمام هذا النجم الجبار، وكانوا يعتقدون أن الشمس وحرارتها تطهِّر الأجسام من دنس الخطيئة فتدخل النعيم مطهَّرة، لذا كان المجوس حتى عهد زرادشت لا يدفنون موتاهم بل كانوا يتركون الميت فوق أبراج تُسمّى «أبراج الصمت» ووجهه إلى الشمس. ووضح زرادشت أن الله كلف الشمس إزالة الشرور، وكانت الشمس رمزاً لإله النور والخير «أهورا مزدا» ويمثلها على الأرض النار المقدسة. وكان الإله المشترك للكاشيين والميتانيين والحثيين يُعرف باسم (ميترا ـ فارونا ـ ايندرا) والذي يكشف أصولهم المشتركة.

كان للإيرانيين آلهة كثيرة قبل ظهور زرادشت، وكان ميترا أحد الآلهة ذات الأهميّة الفائقة. وفي الزرادشتيّة يظهر ميترا واحداً من الملائكة، قوّة من نور تحارب إلى جانب أهورا مازدا.

صفاته ورموزه و أعياده

يعتقد أصحاب هذه الديانة أن ميترا مصلح عظيم بين الله والإنسان، وقد ولد في كهف في 25 كانون الأول/ديسمبر ـ وهو يوم الانقلاب الشتوي ـ من أم عذراء، ونشأت عبادته في المغاور والكهوف ورمزه النور والشمس، ومات في سبيل خلاص الشمس ودفن، وقام مرة ثانية من القبر وأحيي عند قيامته باحتفال عظيم. وكانت أعياده يوم الانقلاب الشتوي 25 كانون الأول/ديسمبر، وهو يوم ولادته. ويوم النوروز (الاعتدال الربيعي) وهو يوم قيامته ويوم الأحد وهو يوم الشمس من كل أسبوعها. تقلصت الديانة الميتروية في العديد من البلدان بسبب انتشار الديانة المسيحية، فلم يكن انتقال أتباعها إلى المسيحية أمراً صعباً، فالعقائد والطقوس والأحكام الدينية متشابهة والمسيح نور العالم وميترا اله النور حتى يخيل للناس أن الديانة الواحدة مشتقة من الأخرى، فلذلك تغلّبت الديانة المسيحية تدريجياً وبسهولة على الديانة الميتروية في البلاد اليونانية والرومانية فزاحمتها حتى رفعتها من الوجود وحلَّت محلها، فكان المسيحيون يمجِّدون السيد المسيح في الأيام التي كان عُبَّاد ميترا يمجدون فيها إله الشمس.

وكان الآريون الميترويون والزردشتيون يحتفلون بعيد ميلاد ميترا، ويتميز هذا العيد بإيقاد النيران ليلاً على سطوح الدور، فيرقصون حولها ويقفزون من فوقها ابتهاجاً بهذا اليوم.

انتشاره في العالم الهلنستي والروماني

كانت بداية الانتشار العريض للميترويّة في روما في ظلّ الأباطرة الفلافيين Flavian في الربع الأخير من القرن الأوّل للميلاد. ولكن لا توجد أيّ إشارة إلى الإله الفارسي في العالم الروماني حتى بداية القرن الميلادي الثاني؛ ومع ذلك، فمنذ عام 136 وما بعد، كان ثمّة عدد من النقوش المكرّسة لميترا. ومع نهاية القرن الثاني بدأت الديانة تنتشر بسرعة في صفوف الجيش وبين طبقات التجّار والعبيد؛ ومعظمهم من الآسيويين. وازدهرت عبادة ميترا خاصة في معسكرات الجيش، وعلى طرق التجارة؛ وفي الموانيء. ومنذ القرن الثاني للميلاد، راح الأباطرة يشجعون على انتشار الميترويّة؛ لأنها تدعم الحق الإلهي للملوك.

استخدمت فرضيّات كثيرة لتفسير انتشار الميترويّة في العالم الروماني كانت أكثرها قرباً إلى المنطق تلك القائلة: إن الميترويّة الرومانيّة كانت في الواقع عملية خلق جديد؛ قام به شخص عبقري عاش في القرن الأوّل للميلاد، وأعطى الطقوس الفارسيّة القديمة تفسيراً أفلاطونيّاً جديداً مكّن الميترويّة من الانتشار في العالم الروماني. والميترويّة الرومانيّة، كالميترويّة الإيرانيّة، كانت ديانة الولاء للملك. لذلك يبدو أنها شُجّعت من قبل بعض الأباطرة، خاصّة كومودوس (180ـ 192م) وسبتيموس سفيروس (193ـ211م) وكركلاّ (211ـ 217م).

الطقوس السرية

وبالإشارة إلى الطقوس الميترويّة، يمرّ الميتروي في سبع درجات أو مراحل، إذا ما أراد الدخول في الديانة، ربما تكون إشارة إلى الكواكب السبعة التي تعبرها الروح في أثناء صعودها. ووفقاً لتدرّجها، تسمّى هذه المراحل كما يأتي: الغراب أو Corax؛ العريس أو Nymphus (وردت في مراجع أخرى: العروس؛ وأحياناً يقال: المخبأ)؛ الجندي أو Miles، ويرمز إلى الجهاد ضدّ الشر خدمة للآلهة؛ الأسد أو Leo، ويرمز لعنصر النار؛ الفارسي أو Peres، رسول الشمس Heliodramus، والأب أو Pater، وهي درجة تدخل الصوفي في عداد أولئك الذين يمكنهم توجيه الديانة حتى نهاية حياتهم.

محمود فرعون

 مراجع للاستزادة:

 

ـ آرثر كريسنتسن، إيران في عهد الساسانيين، ترجمة يحيى الخشاب وعبد الوهاب عزام (مطبعة لجنة التأليف والنشر، القاهرة 1957).

- M. HYAM, The Myth-Maker; Paul and the Invention of Christianity (London1986).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : دين
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 184
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1096
الكل : 40512307
اليوم : 42122

السيرة والسيرة الذاتية (عربيا)

المزيد »