logo

logo

logo

logo

logo

النمسا (جغرافيا)

نمسا (جغرافيا)

Austria - Autriche

النمسا (جغرافياً)

 

جمهورية النمسا الحالية Austria هي البقية الباقية من إمبراطورية النمسا والمجر العظيمة، التي كانت تشمل مساحة واسعة في وسط أوربا. وقد تكونت الجمهورية النمساوية الجديدة من العناصر الألمانية بتلك الامبراطورية بعد تقسيمها، نتيجة لهزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وعاصمتها ڤيينا، وهي اليوم دولة ذات حكومة ديمقراطية، لاتزيد مساحتها على 83853كم2 ويسكنها أكثر من 8 ملايين نسمة، وثلثهم يسكن العاصمة.

تقع النمسا في وسط أوربا بين خطي عرض 47 ْ و49 ْ شمالاً وخطي الطول 29 ْ و17 ْ شرقاً. تحدها ألمانيا وتشيكيا من الشمال وسلوفاكيا وإمارة ليختنشتاين Liechtenstein وهنغاريا من الشرق وسلوفاكيا وإيطاليا من الجنوب وسويسرا وألمانيا من الغرب، وعلى ذلك فهي محاطة بالأراضي من جميع الجهات، ولا منفذ لها على البحر.

لمحة تاريخية

جبال الألب النساوية

قمة غرو سغلوكنر Grossglockner في جبال الألب

اسم النمسا (بالالمانية Österreich) معناها مملكة الشرق، وأول ما ظهر اسمها هذا في التاريخ كان في سنة 996م في وثيقة رسمية وقعها الامبراطور أوتو Otto وثالث امبراطور الدولة الرومانية المقدسة، وكان يطلق عليها إذ ذاك «إقليم الحدود الشرقي» وكانت بمنزلة حاجز بين الامبراطورية وبين المجر، وأصبحت في نهاية القرن العاشر إمارة وراثية في أسرة بابنبرغ Babenberg.

وفي سنة 1138 أضاف إليها الامبراطورحكم دوقية باڤاريا، وفي عهد الامبراطور بارباروسا Barbarossa 1156«العهد الشهير» منحها استقلالاً ذاتياً مع بقائها من الوجهة الخارجية تابعة للامبراطورية، ثم ازدادت سلطة النمسا بإضافة ستيريا Styria إليها في عهد أميرها ليوبولد الخامس Leopold V، وفي عهده أصبح اسم النمسا معروفاً في غربي أوربا نتيجة لاشتراكه في الحرب الصليبية الثالثة، ثم للقبض على الملك ريتشارد قلب الأسد[ر]، ملك إنكلترا، في أثناء عودته من تلك الحرب بفلسطين إلى بلاده.

وفي سنة 1246 قُتل آخر حكام أسرة بابنبرغ (الملقب بالمزعج) وهو يقاتل المجر التي كانت العدو الوراثي لأسرته، وترك بذلك بلاده في حالة سيئة يرثى لها، إذ كثرت المنازعات على الحكم في الداخل، وانتهى الأمر إلى انتخاب «رودولف هابسبورغ» Rudolf of Habsburg امبراطوراً للامبراطورية الرومانية المقدسة، فعمل منذ توليته على ضم النمسا وممتلكاتها إلى الامبراطورية، وبهذا بدأ حكم هابسبورغ للنمسا التي عرفت بعد ذلك بأسرة هابسبورغ Habsburg، واستمر حكمها من سنة 1278إلى سنة 1918م.

وقد أخفق الامبراطور فرديناند Ferdinand وخلفاؤه في تأسيس دولة نمساوية موحدة متماسكة، مكونة من كل النمسا وبوهيميا والمجر، وذلك لتعلقهم بتاج الامبراطورية الرومانية المقدسة القديمة المفككة، الذي فقد قداسته ورومانيته ولم يبق منه إلا الاسم، هذا من جهة، ولتمسكهم بجرمانيتهم من جهة أخرى.

الجغرافيا الطبيعية

معظم أراضي النمسا جبلية، فمنطقة الألب تقدر بـ «92.3٪» من مساحة النمسا كلها، والنمسا على وجه العموم فقيرة بالهضاب والسهول، ولا يوجد فيها إلا 4٪ من مساحتها أرض مستوية و3.2٪ أرض نصف جبلية، أما الأراضي المنخفضة فتوجد في وادي الدانوب (دوناو Donau بالألمانية) وبورغنلاند Burgenland التي تعد جزءاً من سهل المجر من الوجهة الجغرافية، ومع ذلك فقد منح الله هذه البلاد عدة بحيرات في إقليم سالزكامرغوت Salzkammergut، يمكن الوصول إليها بسهولة من مدينة سالزبورغ Salzburg.

نهر الدانوب في النمسا

بحيرة هالستاتر سي Hallstätter-see

إن بلاداً هذه طبيعة أرضها (تكثر فيها المرتفعات) يكون مناخها مختلفاً في جهاتها المختلفة، ومدى الحرارة فيها كبيراً جداً؛ في الشتاء يكون البرد فيها قاسياً، كما أن الحرارة تشتد أحياناً في الصيف في بعض جهاتها المنخفضة.

وتتوقف حالة المناخ عموماً على اتجاه الرياح، والسائدة منها هي الغربية، وتهب أيضاً رياح السيروكو الساخنة على جهاتها الجنوبية، مما يرفع درجة الحرارة، كما تجتاح البلاد شتاءً تيارات هوائية باردة آتية من شمالي روسيا، فتسبب شدة البرودة في شرقي النمسا وحول ڤيينا خصوصاً.

ويلاحظ أن الغابات توجد على ارتفاع يقرب من 2000م فوق سطح البحر في جبال الألب الجنوبية، وفي بعض الجهات التي تكون في حمىً من الرياح الباردة. وتزرع الحبوب في الارتفاع نفسه.

الجغرافيا البشرية والاقتصادية

النمساويّون من الجنس الجرماني، وقد استوطنوا البلاد منذ أكثرمن ألف سنة، وهم يعملون في الحرف المختلفة من زراعة وصناعة وتجارة، وكثرة الموظفين في النمسا في الوقت الحالي عبء ثقيل على الدولة، وهذا من أثر الماضي. وبلاد النمسا لها شهرتها في عالم الثقافة، وبها جامعات، مستواها العلمي في أعلى درجات الرقي، وهي تخرج كل عام مئات من طلاب الوظائف العامة.

والنمسا - كجنوبي ألمانيا- تدين بالمذهب الكاثوليكي الروماني، ويوجد القليل من البروتستنت في شمالي التيرول، ولاسيما في مدينة إنسبروك Innsbruck، كما توجد أقلية من اليهود النمساويين، وأهم مدنها العاصمة ڤيينا Vienna وغراتس Gratz ولينتس Linz وسالزبورغ Salzburg وإنسبروك وكلاغنفورت Klagenfurt.

وتقسم النمسا إلى ثماني مناطق إدارية إضافة الى العاصمة ڤيينا، وهي على النحو الآتي: بورغنلاند Burgenland وكارنتيا Carinthia والنمسا السفلى Lower Austria (عدا ڤيينا) وسالزبورغ واستيريا Styria والتيرول Tyrol والنمسا العليا Upper Austria وفورأرلبغ  Vorarlberg.

وعلى الرغم من أن أراضي النمسا وعرة، تعد الزراعة الحرفة الرئيسة للسكان خارج العاصمة، وزراعة الحبوب مقصورة على الأراضي المنخفضة في النمسا العليا والنمسا السفلى وسهول بورغنلاند التي يطلق عليها اسم حديقة ڤيينا في كثير من الأحيان، فيزرع القمح والشعير والشيلم والشوفان والذرة، وهذه هي المحاصيل الرئيسة، وأخذ إنتاج البطاطا في الازدياد، إذ يزرع بكثرة اليوم، كما تزرع مساحات لابأس بها من العنب.

وتزدهر صناعة الألبان في جهات الألب التي يجود فيها الري، فتنتج كميات كبيرة من الزبد والجبن والألبان، وترسل إلى المدن مع كميات كبيرة من البيض، حيث توجد في تلك الجهات المراعي الطبيعية التي ترعاها الماشية. وتعد تربية الدواجن حرفة مجزية، وخاصة في النمسا العليا وفي ستيريا، ومع ذلك، لن تكون النمسا في مركز يسمح لها بإنتاج ما يكفي شعبها من المواد الغذائية، ولابد من استيراد أكثر من نصف المواد الغذائية الضرورية للشعب.

بحيرة فولفغانسي Wolfgansee في جبال الألب

وقد عوضتها الطبيعة عن قلة المواد الغذائية بها بالأخشاب ومنتجاتها، فهي غنية بها جداً، فالغابات، ولاسيما الغابات الصنوبرية تغطي نحو ثلث مساحة الجمهورية كلها، ونصف المساحة التي تغطيها الغابات ملك للدولة، ولذلك فإن الدخل المباشر منها كبير جداً، فضلاً عن أن تلك الغابات تؤدي دوراً مهماً في حل مشكلة البطالة؛ إذ إنها توفر أعمالاً لآلاف العمال. وتستعمل الأخشاب بصفة مبدئية في أغراض البناء، كما نشأ عنها صناعة الأثاث، ولاغرو فالنمسا مشهورة بأثاثها الجميل الأنيق، والأعمدة الخشبية المختلفة، فتصدر أعمدة الهاتف وقوائم سكك القطارات وغيرها إلى جميع الجهات.

أما ثروة جبال الألب النمساوية المعدنية فكان يعلم بها المواطنون الأول من قديم الزمان، والتي كان يعمل فيها الكلْت والرومان، ومازالت موجودة إلى اليوم، وبعض هذه المعادن توجد بوفرة، فشهرة مناجم الذهب في تاوٍرْن العليا U.Tauern كبيرة والفحم المستخرج من تلك المناجم من نوع الليغينت (الفحم الأسمر)، ولكن المقدار الذي يستخرج منه لايتعدى عُشر المقدار المناسب لصناعة الحديد المزدهرة في البلاد.

وتوجد كميات كبيرة من خام الحديد الممتاز، تقع مناجمه الرئيسة في جبال ستيريا، كما توجد رواسب قيمة من المغنزيوم، وخاصة في إقليمي ستيريا الشمالية وكارنثيا، وكذلك يستخرج من النحاس الأحمر ولكنه ينتشر في ستيريا وغربي النمسا السفلى، إضافة إلى الكاولين الموجود في النمسا العليا والنمسا السفلى، ويستخدم في صناعة الخزف، وكميات محدودة من النفط قرب الحدود الشرقية.

تنتج النمسا المصنوعات الحديدية والأجهزة الكهربائية والقاطرات الضخمة ومركبات السكك الحديدية، كما تنتج عجينة الخشب والمصنوعات النسيجية والجلدية… إلخ.

وتمتد السكك الحديدية في كل اتجاه، وهي كافية لحاجة البلاد، وتعد ڤيينا مركزاً لها، وأهم الخطوط التي تمر بالنمسا وتصلها بعواصم الدول الأجنبية هي: - خط إصطنبول - باريس (اكسبريس الشرق) وخط برلين - براغ - بوخارست. والملاحة النهرية مهمة جداً في الدانوب وفروعه، فهو صالح للملاحة في جميع أجزاء مجراه الواقعة في النمسا، وهو يسير في إقليم النمسا العليا ثم إقليم النمسا السفلى حتى يصل إلى مدينة ڤيينا، حيث أقام النمساويون ميناءً نهرياً عظيماً معداً لحركة نقل البضائع وتبادلها، إضافة إلى حركة المسافرين. ولما كان في إمكان بعض السفن أن تسير فيه من مصبه على البحر الأسود حتى تصل إلى ڤيينا، كان في ذلك بعض العزاء لعدم وجود ميناء بحري للنمسا.

وللنمسا شأن كبير في الطيران، إذ تمر بها الخطوط الجوية العالمية لموقعها المهم، فموقع ڤيينا في وسط أوربا مكّنها من أن تقوم بدور مهم في تنظيم المواصلات الدولية الجوية في قارة أوربا. والبلاد غنية بالطرق البرية الممهدة التي تمتد إلى جميع البلاد الأجنبية التي تحيط بها.

والسياحة مورد مهم من موارد الدولة، تدر عليها الكثير. فالنمسا من أكبر المراكز السياحية في العالم، وإقليم سالزكامرغوت ذو شهرة عالية، وهو خير مثال للجمال الطبيعي في النمسا، بفضل ما يحويه من مرتفعات تكسوها الغابات ذات الجمال الخلاب، ومن بحيرات بين الجبال تضاهي بحيرات سويسرا في الروعة والجمال، ومن ينابيع المياه المعدنية التي فيها شفاء للناس من شتى الأمراض، ومصحات النمسا دائماً مقصد الكثير من المرضى ومن يطلبون الراحة والاستجمام. وما طلاب العلم الأجانب في الجامعات وطلاب المعاهد الفنية كمعاهد الموسيقى والرسم والتصوير إلا نوع من الزوار يطيلون إقامتهم في النمسا بضع سنوات في بعض الأحوال.

وتتركز البيوت المالية الكبيرة في ڤيينا، ولا يغرب عن البال أن ثلث سكان النمسا تقريباً يقيمون في ڤيينا، ومن هنا نشأ عدم التكافؤ في توزيع السكان، الأمر الذي تسبب في صعاب كثيرة من الناحية الإدارية والاجتماعية والتموينية، كما أن التقسيم الإداري للجمهورية إلى ولايات شبه مستقلة ألقى على عاصمة كل ولاية منها أهمية خاصة، إذ أصبحت كل منها مقراً للحكومة ومركزاً للتجارة والثقافة العامة.

الأقاليم الطبيعية الرئيسة

تعرضت النمسا لتغييرات إقليمية عديدة، استمرت حتى قيام الحرب العالمية الأولى، التي كان ظهور جمهورية النمسا الحالية من إحدى نتائجها. وقد تكونت النمسا من الأقاليم الآتية:

منظر من إقليم التيرول  في النمسا

التيرول: له طابع يميزه من بقية أقاليم النمسا، كما أن سكانه يختلفون من بعض الوجوه عن بقية النمساويين، وهذا يدعونا إلى أن تفرد له بعض الفقرات الخاصة. واسم التيرول يطلق اليوم على الجزء الباقي منه بالنمسا، ويقع غربها، أما الجزء الذي ضُم إلى إيطاليا فيعرف باسم «ترنتينو Trentino» وقد نشأت بشأنه أزمة في سنة 1959 بين كل من النمسا وإيطاليا، إذ إن النمسا تريد استرداده في حين أن إيطاليا تتمسك به، وقد استمرت الأزمة من دون حل.

والتيروليون جرمانيون، اختلطوا مع لاتين الجنوب، فتكون منهما شعب له صفات خاصة، من أهمها نزعته الاستقلالية، فبلاده جبلية وعرة، تعبرها الطرق التي تؤدي إلى الجهات التي يسهل عندها عبور جبال الألب، فكان موقع هذا الإقليم سبباً في أن يخوض الشعب حروباً كثيرة دفاعاً عن بلاده ضد النازيين الطامعين فيه، وفي أن يكون الإقليم مسرحاً للحروب بين القوات الأجنبية المختلفة التي تريد السيطرة عليه لأهميته الاستراتيجية.

يرجع عهد اتصال هذا الإقليم بالنمسا لسنة 1363م، إذ نزلت مارغريت ابنة ماينهارد الثاني Meinhard II في ذلك التاريخ، عند وفاة ابنها ماينهارد الثالث عن أملاكها (وكانت تلك الأملاك أراضي التيرول) إلى أسرة هابسبورغ حكّام النمسا في ذلك الوقت، وبذلك أصبحت التيرول جزءاً من النمسا. وقد خرج التيرول عن حكم النمسا في فترات مختلفة، ورجع إليها نهائياً بعد سقوط نابليون بونابرت، وظل كذلك حتى تقسيم الامبراطورية النمساوية بعد الحرب العالمية الأولى بمقتضى معاهدة سان جرمان سنة 1919، فاحتفظت النمسا بجزء منه وأعطيت إيطاليا الجزء الآخر.

والتيرول الحالي (الجزء النمساوي) أقل من مساحة الجزء الإيطالي (ترنتينو) إذ تبلغ مساحته نحو 12432 ألف هكتار، ويزيد عدد سكانه على 700 ألف نسمة. يحده من الشمال إقليم باڤاريا (ألمانيا) ومن الجنوب إيطاليا، ويخترقه ممر «برنر» الشهير من الشمال إلى الجنوب، وتكوّن جبال الألب في جنوبه حدود إيطاليا.

وإقليم التيرول جبلي وعر، وتوجد به أعلى جبال الألب النمساوية، وتغطي الغابات نحو 2/5 أراضيه، يخترقه وادي نهر الإن Inn (فرع من الدانوب) الطويل الذي ينبع من سويسرا ويسير شمالاً نحو ألمانيا، وتكثر في هذا الإقليم الأنهار الجليدية ذات المناظر الخلابة.

وتقع مدينة إنسبروك عاصمة هذا الإقليم على جانبي نهر الإن، والمدينة مقصد السياح والزوار صيفاً وشتاءً، يزيد عدد سكانها على 125 ألف نسمة وتقع على ارتفاع 5755 م فوق سطح البحر. وهي مركز لرياضة تسلق الجبال وصيد الشاموا (نوع من الظباء في جبال الألب) ولكل أنواع الرياضة الشتوية، من تزحلق على الجليد وغيره.

والزراعة هي الحرفة الرئيسة التي يحترفها السكان في الأودية بالتيرول ورعي الأبقار والأغنام وصناعة الألبان على الجبال وقطع الأخشاب.

ويجدر بنا التنويه إلى إقليم كارنتيا أيضاً، إذ يمتاز عن بقية بلاد النمسا بما يشمله من الأودية الدفيئة التي تغطيها الغابات، وتقع جنوبي النمسا، وسكانه كسكان ستيريا وسالزبورغ من الألمان. ومدينة كلاغنفورت Klagenfurt هي عاصمته، ويزيد عدد سكانه على 600 ألف نسمة، تشرف على جبال كراڤانكن Karawanken. وفي هذا الإقليم توجد مدينة ڤيلاّخ Villach وهي اكبر من عاصمة الإقليم وأكثر حركة وأعظم أهمية منها، وهي تقع على الخط الحديدي الرئيس الذي يصل أوربا الوسطى بإقليم الأدرياتيك.

ومن الأقاليم الأخرى سالزبورغ وعاصمتها مدينة سالزبورغ[ر]، ويزيد عدد سكانها على 500 ألف نسمة، يطلق عليها «مكة السائحين» لنشاط حركة السائحين بها نشاطاً كبيراً، وهي من أجمل مدن العالم، يهرع إليها الناس من مختلف دول العالم لزيارتها، وزيارة ضواحيها الغنية بمناظرها الطبيعية. والمدينة غنية بمبانيها التاريخية وكنوزها الفنية، وهي مسقط رأس موزارت[ر] Mozart الموسيقار الشهير، وتخلد ذكراه.

وهناك إقليم النمسا العليا، وعاصمته لينتس، ويزيد عدد سكانها على 1.4 مليون نسمة، تقع على نهر الدانوب، على بعد 153كم إلى الغرب من العاصمة ڤيينا. وهي مركز لتفرع الطرق والسكك الحديدية، وتشتهر بإنتاج الفولاذ والآلات، والتجهيزات الكهربائية، وتشتهر بجامعتها. التي افتتحت منذ عام 1966، ومركزها الثقافي وأسواقها التجارية.

أما إقليم ستيريا، فهو أغنى أقاليم النمسا من الناحية الاقتصادية، عاصمته مدينة غراتس ويزيد عدد سكانها على 1.2مليون نسمة. تقع غراتس على نهر المور Mur، أحد روافد الدراف «فرع الدانوب» وتبعد نحو 140كم عن ڤيينا إلى الجنوب الغربي منها، ويمر النهر وسطها، إذ تمتد على ضفتيه، ويصل بين جزأيها سبعة جسور مقامة عليه. وللمدينة أهمية صناعية كبرى، وهي من أصح المدن وأجملها، وتعد ثانية مدن النمسا من حيث الاتساع وعدد السكان، ومن آثارها المشهورة قلعة تشرف عليها، بُنيت في القرن الخامس عشر، وكان الغرض من بنائها صد الأتراك العثمانيين عن البلاد، وفيها برج الساعة، وبالمدينة جامعة علمية حديثة.

ولما كانت ڤيينا جماع ما في النمسا ومدنها فإن التحدث عنها ووصف ما فيها تحدثُ عنها جميعاً ووصف لها كلها:

ڤيينا[ر]: كانت ڤيينا قبل الحرب العالمة الأولى عاصمة لامبراطورية النمسا والمجر العظيمة، بل كانت تعد في أوربا عاصمة الفن والعلم والأدب والموسيقى والترف والذوق السليم ومصدر الأزياء الحديثة، وعنها أخذت الدول الأخرى الكثير، وهي مازالت محافظة على مركزها العلمي والفني.

ونهر الدانوب الذي تقع عليه ڤيينا يمر بشمالها وشرقها في جبال ڤيينا وضواحيها، فواديه مقصد الفنانين وعشاق المناظر الطبيعية، فتجد فيه الأراضي المنخفضة الهادئة التي تكسوها الأشجار والغابات الكثيفة، وحقول الكروم المدرجة على سفوح الجبال والتلال، كما توجد به القلاع العظيمة والأطلال والآثار والأديرة القديمة.

والدانوب ليس أزرق، كما تقول أغنية رقصة الفالز الشعبية الشهيرة ليوهان شتراوس الفنان  الذي خلد في موسيقاه الشجية، وإن كان يُقال إنه لايراه أزرق اللون إلا العشاق المحبون، فلونه يتغير بتغير الفصول، فأحياناً يُرى أشهب، وأحياناً أخضر، وفي بعض الأحيان أصفر، وغالباً يكون لونه بنياً فاتحاً.

صفوح خير

 

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 42
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1067
الكل : 40503613
اليوم : 33428

عمّان

عمّان   عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، تقع في منطقة الهضاب الشمالية، في منخفض يقع عند تلاقي خط الطول 25.55 ْبدرجة العرض 21.5 ْ. لمحة تاريخية أثبتت الدراسات الأثرية أن عمّان كانت مهد الإنسان الأول منذ العصور ما قبل الحجرية، واكتشفت أولى الحضارات الإنسانية بموقع عين غزال فيها، وتعود آثاره إلى 7000 سنة ق.م. أسس العمونيون القدماء مملكتهم فيها سنة 3000ق.م، وجعلوها عاصمة لهم لتوسط موقعها، وسموها (ربة عمون) ويعني (دار الملك) ثم عمون، أعقبهم الإغريق على حكمها، فكانت فيلادلفيا (مدينة الحب الأخوي)، وأعاد الرومان بناءها على نطاق واسع، وبقيت تحت الحكم البيزنطي حتى دخلها يزيد بن معاوية، وظلت عامرة قروناً تحت لواء العرب، وقد خلت من السكان من أواخر القرن الرابع عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر، حينما بدأت الهجرات الشركسية أيام حكم السلطان عبد الحميد الثاني، مما أدى إلى إحداث تغيرات جذرية عمرانياً وتجارياً. أصبحت عاصمة لإمارة شرق الأردن، بعد وصول الأمير عبد الله بن الحسين إليها في عام 1921، وعاصمة للمملكة الأردنية الهاشمية في عام 1946.
المزيد »