logo

logo

logo

logo

logo

نوشيتش (برانيسلاف-)

نوشيتش (برانيسلاف)

Nusic (Branislav-) - Nusic (Branislav-)

نوشيتش (برانيسلاڤ ـ)

(1864 ـ 1938)

 

برانيسلاڤ نوشيتش Branislav Nusic كاتب مسرحي وروائي وصحفي صربي، ولد في مدينة بلغراد، وتُوفِّي فيها. كان والده تاجر حبوب ثرياً ومعروفاً، أفلس بعد ولادته بوقت قصير مما اضطر العائلة إلى الانتقال إلى مدينة سميدِريڤو Smederevo حيث تلقى الفتى تعليمه المدرسي. درس الحقوق في جامعة بلغراد وجامعة غراتس Graz النمساوية، وتخرج في عام 1885. شارك في الحرب الصربية ـ البلغارية في عام 1885، ونشر بعدها في الصحافة المحلية بعض القصائد السياسية، فاتهم بإهانة العرش الصربي والملك ميلان Milan شخصياً. حكمت عليه المحكمة بالسجن مدة ثلاثة أشهر، إلا أن الملك مدَّها حتى سنتين. وبعد مرور سنة في ظروف السجن الصعبة تصالح الكاتب الشاب مع النظام الحاكم، فأُفرج عنه، وعُيِّن موظفاً في السلك الدبلوماسي، وخدم نحو عشر سنوات في مقدونيا Macedonia، وتزوج في عام 1893. وعند عودته إلى بلغراد عمل في مكتب رئيس مجلس الوزراء ومحرراً في بعض الصحف الموالية للنظام الملكي، إلى أن صدر قرار تعيينه مديراً للمسرح القومي في بلغراد في عام 1900 ثم مديراً للمسرح القومي الصربي في نوڤي ساد Novi Sad في عام 1904. لكنه تخلى عن هذا المنصب بعد نحو سنة، وعاد إلى بلغراد ليعمل في الصحافة كاتب زوايا اجتماعية وسياسية ساخرة. بيد أن اضطراب الأوضاع السياسية اضطره إلى العودة موظفاً في بيتولا Bitola عام 1912، ثم انتقل إلى مدينة سكوبيه Skopje حيث أسس فيها أول مسرح رسمي، واستقر فيها حتى عام 1915 حين اضطر بسبب أحداث الحرب العالمية الأولى إلى الهجرة، فتنقل مع عائلته بين إيطاليا وسويسرا وفرنسا. عمل بعد انتهاء الحرب مستشاراً في وزارة التعليم حتى عام 1923 لمَّا صدر مرسوم تعيينه مديراً للمسرح القومي في مدينة سراييڤو Sarajevo. عاد في عام 1928 إلى بلغراد، وعمل حتى وفاته في جريدة «ناشا سڤارنوست» Nasa Svarnost المناهضة للفاشية.

على الرغم من انشغال نوشيتش معظم الوقت في المسرح تأليفاً وتنظيماً وتوجيهاً؛ فقد تعددت أنشطته الأدبية؛ إذ كتب في جنس الرواية والقصة والمذكرات والمقالة والزاوية الصحفية. لكن الغلبة كانت للمسرح؛ إذ كتب خمس عشرة ملهاة (كوميديا) ومأساتين (تراجيديا) وثلاث مسرحيات تاريخية وعدداً كبيراً من مسرحيات الفصل الواحد. كان المسرح شغله الشاغل ولاسيما الملهاة، فهو بفطرته شخص فكه، حاضر البديهة، زلق اللسان، لا يسلم أحد من نقده اللاذع والظريف معاً. كما كان ذا بصيرة كاشفة ورؤوف في الوقت نفسه بوضع البشر وأحوالهم خلقياً ومادياً. ولهذا استخدم نوشيتش عنصر الضحك في مسرحياته بغية كشف الأخطاء والعيوب الأخلاقية في نفوس البشر، وليس بقصد التعرية والتجريح. كان يشير إلى مكامن المرض في البنية الاجتماعية والسياسية، ويعرض الشخصيات بواقعية صريحة من دون أن يدينها على الخشبة، فالحكم الأخلاقي متروك للجمهور المعني بإصلاح الأوضاع أو بتغييرها بحسب ما تسمح الظروف التاريخية والقدرات الذاتية.

كان نوشيتش في التاسعة عشرة من عمره عندما كتب مسرحية «نائب الشعب» Narodni poslanik التي عرقلت السلطات عرضها حتى عام 1896، لما فيها من رؤية صائبة وساخرة لحقيقة الانتخابات البرلمانية في ظل النظام القائم ولكشف منَ يُدعَون ممثلي الشعب من الداخل. وفي السجن كتب مسرحية «الحماية» Protekcija ت(1886) فضح فيها نظام حماية الفاسدين والمجرمين عن طريق الرشوة. وبعد عامين عُرضت مسرحيته «المشبوه» Sumnjivo lice التي استوحاها من مسرحية غوغول[ر] «المفتش العام»، والتي سخر فيها من بيروقراطية نظام الشرطة. ثم جاءت مسرحية «إنسان عادي» Obican covek  ت(1900) و«المستر دولار» Mr. Dollar ت(1902)، و«رحلة حول العالم» Put oko sveda  ت(1910) و«حرم سعادة الوزير» Gospoda ministarka ت(1929) التي بوأته شهرة عالمية في الشرق والغرب على حد سواء، و«بلغراد سابقاً ولاحقا» Beograd nekad i sad ت(1933)، و«الورثة الحزانى» Ozaloscena porodica ت(1935) و«الدكتور» Doktor ت(1936) و«المرحوم» Pokojnik ت(1937). وصارت «كوميدياته» مطلوبة في معظم مسارح العالم؛ لأن الأوضاع التي عالجها والشخصيات التي قدمها ذات صلاحية لكل مكان وزمان، وليست خاصة بصربيا وحسب.

اكتشف المسرح العربي مسرحيات نوشيتش في ذروة حركة التحرر الوطني الاجتماعي في منتصف سبعينيات القرن العشرين، فتلاحقت ترجمات نصوصه الفكاهية «الكوميدية» بسرعة لافتة، كما تهافتت المسارح القومية على إخراج هذه النصوص في عواصم عربية عديدة، إذ اكتشفت فيها مادة اجتماعية سياسية غنية وجوهراً مسرحياً غنياً «كوميديا رصينة» يلبيان حاجة ملحة تفتقدها معظم النصوص المسرحية العربية عندما تلجأ إلى فن الملهاة.

من صفات نوشيتش الأخرى أنه كان أحد سادة اللغة الصربية ومجدديها، فلا غرابة في أن يُمنح لقب «أمير البلاغة الصربية».

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

صربيا ـ المسرحية (الأنواع والأشكال ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- A. KADIC, Contemporary Serbian Literature (Den Haag 1964).

- M. SAVKOVIC, La littérature yougoslave moderne (Belgrade 1936).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 137
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1080
الكل : 40489004
اليوم : 18819

غادي (أسرة-)

غادي (أسرة ـ)   أسرة غادي Les Gaddi أسرة فنيّة فلورنسيّة مشهورة. كان غادو غادي Gaddo Gaddi الأب المولود عام 1260، والمتوفى عام 1333 مصوّراً وفسيفسائياً. وقد ربط الناقد فازاري Vasari بينه وبين تشيمابو Cimabue وجيوتو Giotto، ونسب إليه مع نقاد آخرين أعمال الفسيفساء في قبة فلورنسا «تتويج العذراء»، وفي بيت العماد Baptistère «مذبحة الأبرياء، والعشاء الأخير، واعتقال يسوع، ورقصة سالومي، وشفاء المقعد». وقد رأى فيه لونغي R.Longhi «روحاً عملاقة، ثائرة ومضطربة، يخالطها طابع باروكي».  أما ابنه تاديو غادي Taddeo Gaddi المولود عام 1300 والمتوفى عام 1366 فكان تلميذاً مفضلاً لدى جيوتو وابنه بالمعمودية. اشتغل معه أربعاً وعشرين سنة، وحل محله بعد وفاته على الرغم من افتقاره إلى نظرة أستاذه الجمالية الشاملة والعميقة، واستمرت قيادته للتصوير الفلورنسي ثلاثة عقود.
المزيد »