logo

logo

logo

logo

logo

هسه (هرمن-)

هسه (هرمن)

Hesse (Hermann-) - Hesse (Hermann-)

هِسِّه (هِرْمَن ـ)

(1877 ـ 1962)

 

 

هرمن هِسِّه Hermann Hesse، روائي وقاص وشاعر ألماني ـ سويسري، حاز جائزة نوبل للأدب في عام 1946، وكان له تأثير واسع في حركة الشباب في إنكلترا والولايات المتحدة في أثناء الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.

ولد هِسِّه في المدينة الصغيرة كالف Calw في منطقة شفابِن (سوابيا) Schwaben جنوب غربي ألمانيا، وتوفي في بلدة مونتانيولا Montagnola في منطقة تيتشينو Ticino السويسرية. وهو سليل أسرة برز فيها عدد من المستشرقين (من طرف أمه) وعدد من المبشرين البروتستنت - على مذهب التقوى واحترام معتقدات الآخرين Pietismus - الذين عملوا في الهند (من طرف أبيه). وكان لاجتماع الاتجاهين في بيت العائلة تأثير جلي في نشأة هِسِّه وتكوين تفكيره. وبعد تلقيه التعليم الأساسي في مدينة بازل Basel أرسله والده إلى دير ماولبرون Maulbronn لدراسة اللاهوت، لكنه هرب منه وهو في الخامسة عشرة ليعمل مدة من الزمن في ورشة لصناعة ساعات الأبراج، ثم في مهنة المكتبات في مدينتي توبينغن Tübingen وبازل حتى عام 1904، حين قرر التفرغ للكتابة الأدبية وانتقل إلى بلدة غاينهوفن Gaienhofen على بحيرة كونستانس Konstans حيث أقام حتى عام 1914. أسس في عام 1907 بالتعاون مع الكاتب لودڤيغ توما Ludwig Thoma مجلة «آذار/مارس» März الأدبية نصف الشهرية المناهضة لنظام حكم الملك ڤيلهلم Wilhelm في ألمانيا. وعندما نشر في عام 1914 مقالته الشهيرة ضد الحرب والتعصب القومي بعنوان «ابتعدوا يا أصدقاء عن هذه اللهجة!» O Freunde, nicht diese Töne اتخذت منه الصحافة الرسمية موقفاً عدائياً وحاقداً. وبين عامي 1914-1919 كان هِسِّه ناشطاً في «مكتب رعاية الأسرى الألمان في مدينة بِرْن» Die deutsche Gefangenenfürsorge Bern. وانتقل في عام 1919 إلى بلدة مونتانيولا، وحصل على الجنسية السويسرية في عام 1923. وفي مرحلة الحكم النازي - الهتلري عُدَّت أعمال هِسِّه غير مرغوب فيها، إلى أن منعت رسمياً في عام 1943، ولاسيما بسبب مقالاته النقدية. كما اتهم بخيانة الأدب الألماني لزواجه فتاة سويسرية من أصول يهودية. لكن أهمية أعماله الإبداعية جلبت له الاعتراف المحلي والعالمي الذي تمثل في كثير من الجوائز، وأبرزها «جائزة غوته» و«جائزة نوبل» في العام نفسه، و«جائزة السلام» في عام 1955. وكان من أقرب أصدقائه توماس مَن[ر] وأندريه جيد[ر] ورومان رولان[ر].

عُرف هِسِّه في الأوساط الأدبية عندما نشر ديوانه الأول «قصائد رومنسية» Romantische Lieder في عام 1899 ومجموعته القصصية الأولى «ساعة بعد منتصف الليل» Eine Stunde hinter Mitternacht في العام نفسه، وقد امتدحهما الشاعر ريلكه [ر] على نحو لافت. لكن النجاح الأول بين جمهور القراء جاء مع روايته الأولى «پيتر كامِنتسيند» Peter Camenzind ت(1904)، وهي رواية تربوية تتابع التقليد الروائي للكاتب غوتفريد كِلَّر[ر]، عالج فيها طموح بطله وتوقه إلى أن يصير كاتباً، وتأثير الإخفاق المدمر. وفي روايته اللاحقة «تحت الدولاب» Unterm Rad ت(1906) عاد هِسِّه إلى تجربة صباه في المدرسة في ظل الأعراف الاجتماعية الضاغطة التي تخنق إمكانية الإبداع. وكما لدى توماس مَن في روايته «تونيو كروغَر» يعرض هِسِّه في رواية «غِرترود» Gertrud ت(1910) النظرية البرجوازية عن العبقرية التي ترى في المرض أو التعويق والزهد محفزات على الإنتاج الفني المبدع. وتعد رواية الحياة الزوجية «روسهالِده» Rosshalde ت(1914) وحكايات التشرد في «كنولب. ثلاث حكايات من حياة كنولب» .Knulp. Drei Geschichten aus dem Leben Knulps ت(1915) نهاية المرحلة الانطباعية[ر] Impressionismus في إبداع هِسِّه.

بسبب نتائج الحرب العالمية الأولى اللاإنسانية، إضافة إلى مشكلات الحياة الزوجية عانى هِسِّه أزمة نفسية ألجأته إلى العلاج بالتحليل النفسي لدى أحد أتباع يونغ[ر] C.G.Jung، فأثير اهتمامه بهذا العلم الجديد الذي تبدت مؤثراته على الصعيد الإبداعي أدبياً في عدد من أعمال الكاتب نظرياً وروائياً وقصصياً، كما في مقالات «نظرة في الفوضى» Blick ins Chaos ت(1920) ورواية «دِميان» Demian ت(1919) و«حكايات خرافية» Märchen  ت(1919)، ثم عام 1954 مزودة برسومات الكاتب نفسه، وكذلك في قصص «كلينغزور في صيفه الأخير» Klingsors letzter Sommer ت(1920) ذات طابع السيرة الذاتية. واللافت هو أن هِسِّه قد نشر جميع هذه الأعمال بالاسم المستعار إميل سنكلير Emil Sinclair تيمناً بصديق الشاعر الكبير هولدرلين[ر] إسحاق فون سنكلير، إذ عانى كلاهما أزمات نفسية حادة لأسباب مشابهة. وتعد رواية «سيدهارتا» Siddharta ت(1922) التي نشرها باسمه خاتمة المرحلة الإبداعية الثانية؛ وقد نجح فيها هِسِّه باتخاذ خطوة تتجاوز تأكيد الذات وحسب، عن طريق تأكيد على التعاطف مع الآخر، كما نجح فيها بمنح الفلسفة الهندية بعداً شاعرياً.

بدأ هِسِّه مرحلته الإبداعية الثالثة والأخيرة برواية «ذئب السهوب» أو حسب الترجمة العربية «ذئب البوادي» Der Steppenwolf ت(1927) التي رأى توماس مَن أنها على صعيد الشكل الفني لا تقل تجريبية عن «عوليس» لجويس[ر] أو «المزيِّفون» Les Faux- Monnayeurs لجيد[ر]. وعلى الرغم من تعقيدها راجت الرواية شعبياً حينذاك ثم لاقت نجاحاً عالمياً في السبعينيات. وهي رواية تركيبية في أجواء واقعية من حيث الشخصيات، وسريالية من حيث الأحداث والأجواء، يختمها الكاتب بجملة بالغة التفاؤل على لسان بطلها: «يوماً ما سأتعلم الضحك». وبعد ثلاث سنوات صدرت روايته «نرجس وفم الذهب» Narziss und Goldmund ت(1930) التي انتقل فيها إلى معالجة ازدواجية الشخصية الإنسانية في تلازم وجهيها المتناقضين ظاهرياً والمتكاملين داخلياً.

ويرى معظم النقاد أن آخر روايات هِسِّه وأهمها هي: «لعبة الكريات الزجاجية» Das Glasperlenspiel ت(1943) اليوتوبية [ر: الطوباوية]، إذ تقع أحداثها في عام 2400م، وهي تمثل جوهر رؤية الكاتب المستقبلية للمجتمع البشري، كما يجب أن يكون عليه. وفي هذا العمل الذي يستوحي أجواء الهند، كما في «سيدهارتا» استفاد هِسِّه من رحلته الطويلة إلى الهند في عام 1911 برفقة الرسام شتورْتْسِن إغَّر H.Sturzenegger، وكذلك من خبرات والديه المبشرين وجده المستشرق الخبير في الفلسفات الهندية وآدابها. وقد تُرجم عدد كبير من روايات هِسِّه إلى العربية عن الألمانية والإنكليزية في القاهرة ودمشق وعمان.

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

البوذية ـ التحليل النفسي ـ الهندوسية.

 

 مراجع للاستزادة: 

 

- G. W. FIELD, Hermann Hesse (1970).

- RALPH FREEDMAN, Hermann Hesse, Pilgrim of Crisis: A Biography (1978).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 461
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 649
الكل : 31932384
اليوم : 52414

حفظ الصحة (تاريخ-)

حفظ الصحة (تاريخ -)   حفظ الصحة أو التصحح hygiene شعبة من شعب الطب تدرس الوسائل التي تستبقي الإنسان بصحة جيدة بإبعاده عن الإصابة بمرض. وقد اتسع مفهوم حفظ الصحة في العقود الأخيرة حتى أصبح يشمل مجموع العوامل الفردية والاجتماعية والوطنية والدولية التي تتيح للمرء الوصول إلى توازن عضوي ونفسي وأخلاقي. وقد اتبعت الشعوب كلها، سواء أكانت ابتدائية أم متطورة قواعد صحية معينة، ولكن هناك فروقاً واضحة بين تعاليم حفظ الصحة التي كانت تتبع في الماضي وبين ما يتبع اليوم؛ ولقد خضعت هذه الفروق لتبدلات سايرت المكتشفات العلمية والبيولوجية، وارتبط تطورها ارتباطاً وثيقاً بتغير بنية المجتمع ذاته، كما أن العقائد الدينية والآراء الفلسفية والتطورات السياسية أسهمت في نشوء بعض قواعد حفظ الصحة الحالي.
المزيد »