logo

logo

logo

logo

logo

الأناضول

اناضول

Anatolia - Anatolie

الأناضول

 

الأناضول Anadole هضبة جبلية عالية تؤلف الجزء الرئيسي من تركية (آسيا الصغرى) (الشكل1)، مساحتها 280.000كم2 وفيها العاصمة التركية أنقرة. وهي إقليم هضبي جبلي المظهر، يزداد ارتفاعاً من الغرب (800 - 1200م) إلى الشرق (1300 - 1500م). والاسم مشتق من اليونانية Anatole ومعناه الشرق.

تعد الهضبة نواة تركية جيولوجياً وتضريسياً وهي محاطة بجبال وسلاسل التوائية فتية، وتتكوّن من قاعدة جبلية التوائية قديمة صلبة، قاومت حركات الالتواء الحديثة فغيرت من اتجاهاتها وأعطتها الشكل القوسي (الشكل2). وقد برى الحت الجبال القديمة فتناثرت الجبال الجَزَرية في جنباتها بارتفاعات قليلة تراوح بين 200 - 600م فوق الأماكن المجاورة. وقد تعرض وسط الهضبة لعملية خسف وتصدع أدت إلى ظهور وهاد واسعة متطاولة تعرف بأوفا Ova أي العشّ أو السهل. وقد أثر نهوض سلاسل جبال طوروس فيها، فتعرّضت هوامشها للارتفاع والتصدع ولظهور المناطق البركانية. وتأخذ الكتل الجبلية منها الاتجاه العرضيّ تقريباً في الشمال ولكن الاتجاهات تتباين في المناطق الأخرى. وقد أثرت المياه الصابّة في البحر الأسود تأثيراً شديداً في الجزء الشمالي فحتّته وحولته إلى شبه سهل تتبعثر فيه التلال العالية، وتربض العاصمة أنقرة فوق إحداها. وتغطي الهضبة في الجنوب الصخور الجصّية حيث تكثر الصدوع والأغوار والبحيرات المغلقة الحديثة العهد (النيوجينية) كبحيرة أق شهر وإيلفين (جاوشتشو) وتوزغولو (البحيرة المِلْحة)، وهي أكبر البحيرات مساحتها نحو 3600كم2، وملوحتها عالية (223‰) وقد كانت البحيرات أقل ملوحة وأكثر اتساعاً في العصور الجليدية الرباعية. وتكثر في الجنوب والشرق الكتل والتلال البركانية، ومن أهمها كتلة جبل قره داغ وأفيون قره حصار وأرجياس (3916م) الذي تغطيه الأحراج. وتبرز إلى الشرق من بحيرة توز كتلة جبلية صلبة قديمة هي كتلة قزيل إرماق (هاليس).

هضبة الأناضول أكثر أقاليم تركية جفافاً، وأفقرها مياهاً، لأنها مغلقة ومحاطة بالجبال إحاطة كاملة تقريباً. ويتعاظم الجفاف باتجاه المركز وتزداد قارية المناخ تبعاً لذلك، فالصيف حارّ قائظ، كثيراً ما تتجاوز حرارته 30 درجة مئوية والشتاء بارد وجاف غالباً. وقد تتدنى درجة الحرارة فيها إلى ما تحت الصفر بكثير.

والهطل في الهضبة متدن إذا ما ووزن بينه وبين الهطل في الأقاليم الأخرى، ويزداد من الوسط (200 - 250مم في السنة) إلى الأطراف (350 - 500مم/السنة). والأمطار الرئيسة ربيعية وقد تمتد حتى الصيف، على حين التبخر الكامن كبير (1500 - 2000 مم/السنة). لذا فالجفاف واضح في كل مكان، ولهذا تسيطر هناك المناطق الطبيعية السهبية العادية والجافة والمناطق شبه الصحراوية. وتنمو الحشائش المعمرة الأليفة الجفاف والشوكية كالكيوان والدردار والشيح والقندريس والعاقول والصر، إضافة إلى أنواع متعددة من النجيليات السهبية الرعوية والكلأ. وتكثر حول البحيرات النباتات الأليفة الأملاح والعصارية الملحية مثل السالسولا والساليكورنيا والنجيليات. وفي المستنقعات ينمو القصب والزل والظاظ. وقرب المياه العذبة يرى الحور والصفصاف والغَرَب. والأحراج محدودة الانتشار تعلو السفوح الجبلية وفيها السرو والعفص والسنديان والبلوط والسوّيد واللوز والفستق البريّان.

الترب متنوعة فهي ملحية قرب البحيرات والمنخفضات ذات المياه الباطنية القريبة، وهنالك ترب أفضل رمادية ورمادية بنية وبنية حمراء ولاسيما في هوامش الإقليم.

كانت هضبة الأناضول ومازالت معبراً بين أوربة ودول الشرقين الأوسط والأقصى، مما جعلها تشهد حضارات متنوعة وأقواماً كثيرين عاشوا فيها أو مروا بها، ومن أبرزهم الحثيون والليديون والميديون واليونان والرومان ثم العرب الذين فتحوا مناطق واسعة منها. ولقد بدأ الوجود التركي في الظهور منذ القرن الثاني عشر للميلاد، إذ بدأت القبائل التركية بالنزوح من أواسط آسيا وإيران نحو الأناضول وأقامت في البدء ممالك صغيرة لها، ثم توطد وجودها بعد قيام السلطنة العثمانية. وهكذا سيطر العنصر التركي سكانياً على شبه جزيرة آسيا الصغرى (تركية) إذ تبلغ نسبة الأتراك فيها 85.7% نسمة من السكان اليوم، وفي الهضبة أكثر من 90% منهم. وتعيش في الهضبة أقلية كردية وشركسية وبقايا من الأرمن. يقسم سكان الهضبة إلى سكان مدن (60%) وسكان ريف (30%) وبدو وأشباه بدو (10%).

ويتكون البدو من قبائل التركمان واليوريوك والتختاجيلار والعبدال (الغجر الطبالة).

وفي الهضبة بضع مدن كبيرة كالعاصمة أنقرة التي يزيد سكانها اليوم على 3 ملايين نسمة، وقونية (600 ألف) وقيصرية (470 ألف) وأفيون قره حصار، وآق شهر، والهضبة قليلة السكان ولا يزيد عددهم على 10 ملايين نسمة، يتجمع أكثرهم في المدن وتُراوح الكثافة بين 5- 6 نسمة/كم2 في المركز و25 - 35 نسمة/كم2 في الهوامش.

ونسبة التزايد السكاني مرتفعة تصل إلى 3% سنوياً. ويدين 99% من السكان بالإسلام.

يعمل السكان في الزراعة والرعي وفي الخدمات (85%) وما تبقى في الصناعات. وقد ساعدت الأحوال الطبيعية على انتشار الزراعات الواسعة الحقلية (قمح وشعير) والبقولية (عدس وجُلبان)، إضافة إلى الزراعات المروية كالقطن والخضر والشوندر السكري والأشجار المثمرة المتوسطية المتنوعة. والأحوال الطبيعية مناسبة لتربية الحيوانات ولاسيما الأغنام والماعز الليغوري كما تربى الخيول والجمال والأبقار.

الصناعات زراعية أساساً كالنسيج وصناعة السجاد في قونية، والصناعات الغذائية المتنوعة وتكرير السكر واستخراج الملح من بحيرة توز وسواها، إضافة إلى شتى الصناعات في منطقة أنقرة.

 

شاهر جمال آغا

 

الموضوعات ذات الصلة

 

آسيا - تركية

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ب.ف. أرماند وآخرون، آسيا طبيعياً (موسكو 1975).

ـ م.ب. يبيدنيا وآخرون، الجغرافية الاقتصادية لأقطار الشرقين الأدنى والأوسط (موسكو 1979).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 702
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1076
الكل : 40501669
اليوم : 31484

لينز دي ريغو كفلكانتي (خوسيه-)

لينز دو ريغو كڤلكانتي (خوسيه ـ) (1901 ـ 1957)   خوسيه لينز دو ريغو كڤلكانتي José Lins do Rego Cavalcanti كاتب وروائي برازيلي، اهتم بوصف معاناة العمال الزراعيين واستغلالهم من قبل مالكي مزارع قصب السكر في شمال شرقي البرازيل. وُلد في بلدة بيلار Pilar بمقاطعة بَرايبا Paraiba لعائلة إقطاعية. أسهم بمقالاته في الصحف منذ عام 1912 حتى عام 1919 حين انتقل إلى مدينة رسيفِه Recife الشمالية لدراسة الحقوق. تعرّف هناك عالم الاجتماع جيلبرت فرايرِه Gilbert Freyre الذي حضّ لينز على كتابة رواياته عن واقع الحياة في مقاطعات الشمال.
المزيد »