logo

logo

logo

logo

logo

هوفت (بيتر-)

هوفت (بيتر)

Hooft (Pieter-) - Hooft (Pieter-)

هوفت (بيتر ـ)

(1581 ـ 1647)

 

بيتر هوفت Pieter Hooft شاعر ومسرحي ومؤرخ هولندي من مرحلة العصر الذهبي، فهو في رأي غالبية النقاد والمؤرخين أبرز ممثلي عصر النهضة[ر] الهولندي، وقد استمر تأثير أسلوبه في النثر جلياً حتى القرن التاسع عشر.

ولد في أمستردام وكان والده كورنِليس Cornelis هوفت محافظ المدينة آنذاك، أما وفاته فكانت في مدينة دِنْ هاغ Den Haag (ذا هيغ The Hague بالإنكليزية أو لاهاي La Haye بالفرنسية). أمضى في شبابه ثلاث سنوات في فرنسا وإيطاليا كان لها أبلغ الأثر في تكوين شخصيته وأسلوبه اللغوي؛ إذ صار في أثنائها عاشقاً للمعرفة والفنون، ورواقياً[ر. الرواقية] على الصعيد الأخلاقي الفلسفي، لكنه كتب جميع أعماله شعراً ونثراً باللغة الهولندية.

ألَّف هوفت مسرحيته الأولى «غرانيدا» Granida في عام 1605، لكنه لم ينشرها حتى عام 1615 لاعتقاده حينها بعدم نضجها فنياً ليواجه بها العالم، وهي مسرحية رعوية pastoral رومنسية ذات حبكة معقدة في أجواء مشرقية (فارِس) وشخصيات ناضجة عقلياً وعاطفياً. وهي تسرد حكاية علاقة حب ملتهبة بين الراعي دايفيلو Daifilo والأميرة غرانيدا ابنة ملك فارس. وقد نظمها هوفت في خمسة فصول بالوزن السداسي Hexameter. ويمكن للناقد أن يتلمس بين سطورها ما يشير إلى اطّلاع هوفت على «أركاديا» لـسيدني[ر] و«الراعي فيدو» لغواريني[ر] وكذلك «أمينتا» لتاسو[ر]؛ لكن طابعها العام وتوجهها الحياتي يحمل لاشك بصمات الأديب الهولندي هوفت. وبعد أن أصدر عام 1611  قصيدته المطولة «شعار العشاق» Afbeeldingen van minne نشر في عام 1613 مأساة (تراجيديا) «غيرارْت ڤان ڤِلزِن» Geereardt van Velsen مبتكراً في فصولها الخمسة حكاية شبه تاريخية تظهر نتائج العلاقة بين الحاكم والرعية في حبكة تستلهم سينيكا[ر] من حيث البنية الدرامية والفكر الرواقي. وقد تجلت مواقفه الأخلاقية الرواقية بأوضح صورها في «أشعار تهذيبية» Sticht- rijmen ت(1618) التي نشرها مباشرة بعد مأساته الثانية «بَيتو» Baeto ت(1617) التي قدّم فيها نموذج بطل يقارب إنياس عند ڤرجيليوس[ر] في «الإنيادة». وتتمثل نقطة الاختلاف عند الكاتبين في تصوير البطولة بأن بيتو عند هوفت يفضل المنفى الاختياري على أن يتسبب تمسكه بحقه في العرش بحرب أهلية مدمرة؛ وهذا يُظهر موقف الكاتب نفسه حيال الحرب والعنف. أخذ النقد الكلاسيكي على الكاتب في هذه المأساة عدم تقيده بقوانين أرسطو[ر] من حيث صفات الشخصية المأساوية وخطئها المدمر الذي يؤدي إلى سقوطها، لكن ما غاب عن هذا النقد آنئذ هو قصدية المؤلف الأخلاقية التي حوَّلت الخطأ المأساوي من البطل protagonist إلى الطرف النقيض antagonist، فعمّق بذلك لدى الجمهور أثر التطهير Katharsis المرتبط هنا بضرورة التمسك بحالة السلم وتجنيب الشعب البريء ويلات الحرب الهولندية - الإسبانية (1568- 1648) التي كادت  تدمره. كان هوفت في مسرحياته مناضلاً وطنياً غيوراً على استقلال بلاده وحريتها، غير أن ما خبره وعاناه من مخلفات حرب الاستقلال وما عاينه من مظاهر الفساد في أثنائها جعله بالغ الحذر والخوف من تسرع الإنسان في اللجوء إلى السلاح عند أبسط خلاف بدلاً من الاحتكام إلى العقل والمصلحة العامة.

في الجانب الآخر من إبداع هوفت يقع إنجازه التأريخي «تاريخ الأراضي المنخفضة» Nederlandse historiën في عشرين مجلداً، استغرق خمس عشرة سنة من حياته، رصد فيه تفاصيل مجريات حرب الاستقلال في ثلاثين عاماً (1555- 1585) تبدأ بنهاية حكم القيصر كارل الخامس Karl V وتنتهي مع وفاة الأمير ڤيلهلم فون أورانْيَن Wilhelm von Oranien. على الرغم من أن هوفت قد حذا حذو المؤرخ الروماني تاكيتوس[ر]، إلا أن أهمية كتابه لا تكمن في دقة السرد التاريخي لحرب دامت ثمانين سنة بل في اختيار مرحلة منها وإسقاطها على الحاضر لبعث الروح النضالية الوطنية في مواجهة أيي أخطار خارجية محتملة.

في أثناء العقدين الأخيرين من حياته تملك هوفت قلعة مويدرسلوت Muiderslot ورممها وجعلها مسكنه بعد زواجه الثاني عام 1627، كما جعلها ملتقى ثقافياً أدبياً لجماعة مويدركرينغ Muiderkring التي ضمت كبار شخصيات الأدب والفن في تلك المرحلة.

م. ن. ح

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

هولندا.

 

مراجع للاستزادة:

- J. C. BREEN, Pieter Hooft als schrijver der “Nederlandse historiën“ (Amsterdam 1894)..

- J. PRINSEN, Pieter Hooft (Amsterdam 1927).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 753
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40512481
اليوم : 42296

غرونتفيغ (نيكولاي-)

غرونتڤيغ (نيكولاي ـ) (1783ـ 1872)   ولد الكاتب والمصلح الاجتماعي والديني نيكولاي غرونتڤيغ Nikolai Grundtvig في بلدة أودبي Udby جنوبي جزيرة شيلَّند Sjælland الدنماركية، وكان والده كاهناً. درس اللاهوت في جامعة كوبنهاغن، وصار هو الآخر كاهناً لوثرياً، وأولى دراسة التاريخ والأساطير الاسكندناڤية جزءاً كبيراً من اهتمامه. استُبعد عن الكنيسة عام 1826 بسبب توجهاته غير التقليدية، إلا أنه عاد إليها عام 1839 وصار أسقفاً عام 1861. توفي في كوبنهاغن بعد حياة طويلة وقفها للدراسة والكتابة والإصلاح والإسهام في تطوير الحياة الروحية والثقافية في بلاده.
المزيد »