logo

logo

logo

logo

logo

الأهوار

اهوار

Al-Ahwar - Al-Ahwar

الأهوار

 

منطقة مستنقعات في جنوبي العراق وجزء من غربي إيران، غنية بالبحيرات الضحلة والبرك، فيها آجام من القصب تعرف محلياً باسم الغاب والبردي (البوص والحلفا) والتيفا (حشيش البرك) ونوع من السعادى يعرف محلياً بكولان، تقع في المجاري الدنيا للفرات ودجلة، وشط العرب في مثلث العمارة ـ القرنة ـ الناصرية ـ سوق الشيوخ. وتغطي الأهوار نحو 13000-15000كم2 أكبرها هور الحَمَّار (5100كم2) وهور الحُوَيْزَة (3000كم2). وتطلق تسمية هور أيضاً على مستنقعات وبحيرات تقع خارج منطقة الأهوار منها: الثرثار والحبانية وأبو دبس والملح.

عرفت المنطقة بالبطائح وقامت حولها وفيها مراكز حضارات قديمة كالحضارة السومرية وغيرها. وتمتد على أرض سهلية واطئة جداً يراوح ارتفاعها بين 5 و10م وسطياً فوق مستوى سطح البحر، تتخللها منخفضات امتلأت بمياه فيض الأنهار ومصارف الري (المبازل) وشكَّلت مستنقعات وبحيرات تصل بينها قنوات مائية تعرف محلياً باسم غاهن (ج.غواهن)، تسير فيها قوارب محلية الصنع. والمنطقة جزء من السهل الرسوبي العراقي الذي نشأ من الرسوبيات الطينية والرملية المنقولة بالأنهار القادمة من الجبال المحيطة بأراضي الرافدين (طوروس وكردستان وزغروس). ويغلب الرأي أن مياه الخليج العربي طغت في الحقب الجيولوجي الرابع على جنوبي السهل الرسوبي، مع تقدم المياه وتراجعها، وأن أرض الأهوار هبطت تدريجياً ومازالت تهبط ببطء. ويُفَسَّر نشوء المنخفضات الواقعة دون مستوى الأنهار بالهبوط المذكور.

تقسم الأهوار إلى مستنقعات وبحيرات مؤقتة وموسمية تتكوّن إثر فيضانات دجلة (أيار) والفرات (حزيران)، وتجف في وقت الشح للنهرين (أيلول وتشرين الأول). وأخرى دائمة تجدد الفيضانات مياهها سنوياً، وهي أهوار غرب دجلة وشمال الفرات وأهوار جنوب الفرات وغرب شط العرب. وللمياه الباطنية المرتفعة حتى مستوى سطح الأرض أثرها في بقاء الأهوار الدائمة على الرغم من الحرارات العالية والتبخر الشديد والأمطار القليلة (70-130مم سنوياً) والرطوبة العالية جداً والمزعجة صيفاً.

أما نبيت منطقة الأهوار فتغلب عليه الأنواع المائية والمستنقعية في المناخ الصحراوي لجنوبي العراق. ويقدر عددها بأكثر من 33 نوعاً، أكثرها انتشاراً القصب الذي يصل ارتفاعه إلى 6 أو 7م وينمو بكثافة كبيرة تعيق الانتقال بالقوارب إلا في الممرات العميقة نسبياً الخالية من النبات. ويتوزع القصب على جزر مبعثرة في الأهوار يقدر عددها بالآلاف، وخاصة فيما يعرف باسم «إقليم القصب» بين ناحية المدينة شرقاً إلى كرمة بني سعيد غرباً، وإلى شمال مجرى الفرات القديم وإلى أعماق أهوار جنوب الفرات بمساحة نحو 2000كم2.

يتألف سكان الأهوار وهوامشها من عدد من القبائل العربية أشهرها: بنو مالك والأَجْوَد وآل حميد وبنو سعيد وعشرات العشائر الصغيرة والبطون والأفخاذ المتفرعة عنها. ويؤلف معظمهم اتحاداً عشائرياً عرف باسم «المنتفق» (من الاتفاق في اللهجة المحلية) منذ منتصف القرن الثامن عشر. ويعد عرب المعدان من أبرز سكان الأهوار الداخلية، وهم بدوها الفعليون، إذ لا مساكن ثابتة يقيمون فيها، بل يتنقلون في أرجاء المنطقة مع جواميسهم في قوارب وعلى جزر عائمة من أطواف مصنوعة من القصب والبردي وغيرهما تعرف باسم «الغباشة» (أو الجباشة) و«الدِبِن» يقيمون عليها مساكنهم وأكواخهم البسيطة، ويدفعون بها إلى حيث الكلأ وحيث توجد علوة أرض ترتفع فوق المياه تعرف باسم «إشان». والكلأ في الأهوار هو محلياً «العنغر» (العنجر)، وهو القصب الصغير الغض الذي يؤلف علفاً أساسياً لجواميس المعدان. ويعد المعدان من سكان الأهوار القدماء، يرى بعضهم أنهم من بقايا السومريين، أو أن قسماً منهم جاء من الهند بعد فتحها على يد المسلمين، وليس من دليل قاطع على ذلك. ويعيش سكان الأهوار عامة في بيوت مبنية من القصب ومغطاة بُحصر القصب (البواري)، تسمى الأكواخ منها بالصريفة، وتسمى الحظائر بالسِترة، أما القاعات الكبرى ذات الأقواس والمغطاة بالحُصر فتسمى المَضيف، وهي ذات هندسة جميلة جذابة.

ويستعمل السكان في تنقلاتهم وأعمالهم قوارب مصنوعة محلياً منها المشحوف (جميع أشكال الزوارق الضيقة الطويلة) والبَلَم (قارب منبسط القاع طوله نحو 10م) والطراد (قارب الشيوخ طوله نحو 10م مزين بزخارف). وفي المنطقة قرى وبلدات ثابتة أبرزها الجبايش والمدينة والقرنة والحَمَّار. وكذلك القرى القائمة على شط الغرَّاف كالحي وقلعة سكر والرفاعي والنصر والشطرة والغرَّاف. وتشهد الأهوار هجرة سكانية إلى المدن القريبة منها منذ ثلاثة عقود ونيف، بحثاً عن حياة أفضل.

يعتمد السكان في عيشهم على الموارد الاقتصادية الطبيعية المحلية في الدرجة الأولى، وفي رأسها القصب الذي يعد الركيزة الأساسية للحياة والبقاء، وكذلك صيد السمك برماح مشعبة الرؤوس، وصيد الطرائد المائية والطيور المهاجرة، كما يربي السكان الجواميس. وللقصب استعمالات كثيرة فمنه مساكنهم وأكواخهم ومخازنهم ووقودهم وإنارتهم، ومنه تُصنع حاجات كثيرة أهمها الحصر (البواري) والقفف والأطواف والقوارب وغيرها، كذلك فإن القصب الغض علف جيد للجواميس، أما البردي فيسهم في الاستعمالات المذكورة بنسب مختلفة، كما يقتات السكان على جذوره الصغيرة وأزهاره. وتقوم الزراعة على هوامش المستنقعات والبحيرات، حيث تغلب زراعة القمح والشعير والرز (الشلب) وكذلك نخيل التمر. ويقدم قصب الأهوار ونباتاتها الأخرى مادة أولية مهمة لصناعة الورق في العراق لمعمل ورق البصرة (منطقة الهارثة) ومعمل ورق ميسان جنوب العمارة، وهما على نهر دجلة حيث الماء اللازم لهذه الصناعة. وقد وضع العراق مشروعاً لتجفيف الأهوار لزيادة الأراضي الزراعية المروية ينفذ على مراحل، يعتمد على إغلاق مصادر مياه الفيض ببناء السدود والحواجز، ومنع وصولها إلى المنخفضات الهورية، وعلى شق قناة بين الفرات ودجلة. كذلك هناك مشروع لتحويل نهر الفرات من موقع قريب من سوق الشيوخ إلى الشعيبة فخور الزبير وميناء أم قصر حيث ينتهي في خور عبد الله بغية الابتعاد عن شط العرب ومشكلاته الحدودية مع إيران.

عادل عبد السلام

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الخليج العربي ـ العراق ـ الفرات.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حسن الخياط، جغرافية أهوار ومستنقعات جنوبي العراق (معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة 1975).

ـ مصطفى جمال الدين، محنة الأهوار والصمت العربي (لندن 1993).

- W.Thesiger,The Marsh Arabs (Longmans Green 1964).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 116
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31910841
اليوم : 30871

ألبينوني (تومازو)

ألبينوني (تومازو ـ) (1671ـ 1750)   تومازو ألبينوني Tomaso Albinoni مؤلف موسيقي إيطالي وعازف كمان. ولد في البندقية وتوفي فيها. لُقّب بـ «عازف الكمان الهاوي من البندقية» ذلك أن ثراء أسرته جعله غير مرغم على العمل ليكسب قوته. عاش معظم حياته في البندقية، وكان يقوم ببعض الزيارات إلى خارجها بين الحين والآخر. وبسبب عرض أوبراه «غريزلدا» Griselda عام 1703م في مدينة فلورنسة أقام فيها بعض الوقت مع حاشية الدوق دي ميديتشي Dei Medici. وقد نظم حفلات موسيقية عام 1722م في مدينة موناكو البافارية بمناسبة زواج ولي العهد الأمير ألبير البافاري من ابنة الامبراطور جوزيف الأول.
المزيد »