logo

logo

logo

logo

logo

نهيان (آل-)

نهيان (ال)

Al Nahyan - Al Nahyan

نهيان (آل ـ)

 

آل نهيان واحدة من الأسر الحاكمة في منطقة الخليج العربي، أو ما كان يدعى بـ«الساحل المتصالح» الذين ينتمون إلى قبيلة بني ياس التي استوطنت المنطقة منذ زمن قديم. ويرجع أول ذكر تاريخي متواتر لها إلى سنة 1633، حينما لبت نداء الإمام ناصر بن مرشد اليعربي إمام عُمان للجهاد ضد البرتغاليين، وساعدت على طردهم من قلعة جلفار (رأس الخيمة)، وكانت هذه الحادثة سبباً في تحقيق أمن المنطقة وأمانها إلى فترة قادمة دفعت كثيراً من قبائل شبه الجزيرة العربية إلى الهجرة إليها. ونتج من استقرار هذا الاستيطان نحو سنة 1749 ظهور دولة البوسعيد في مسقط وبروز القوة البحرية لإمارة رأس الخيمة بقيادة راشد بن مطر بن قاسم وتأكيد القوة البرية للحلف الذي تزعمته قبيلة بني ياس وامتداد نفوذها على طول الساحل المتصالح حتى خور العديد.

ويعد بنو ياس أهم قبائل منطقة ساحل «أبو ظبي» وأشهرها إلى جانب حلفائهم من المناصير والظواهر والعوامر وآل «أبو فلاسه» وآل القبيسات ومن ينتسب إلى هذه القبائل من بطون وفروع أشهرها فرع السودان وفرع المزاريع وآل «أبو منذر» وآل «أبو رحمه» وآل بوشعر الذين يتفرع منهم مجموعة من البطون كما يتفرع عن قبيلة الظواهر عدد من الأسر أشهرها آل علي بن سعيد وآل هلال وآل الدرامكة وآل المسافرة، وعن قبيلة العوامر التي يتفرع منها الفخذان (بدر) و(لز)، وهي تشكيلات قبلية كثيرة، لكنها عاشت وتآلفت مع بعضها كأفضل ما يكون منذ ما ينوف على مئتي سنة خلت.

وفي هذه الفترة استطاع قادة آل نهيان مع حلفائهم في المنطقة أن يقودوا مجتمعهم القبلي ومن بعده دولتهم في إمارة أبو ظبي، وبعد ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو ارتضاه الجميع، وبدأ تاريخهم المتواتر بوصول زعيم الأسرة عيسى بن نهيان إلى الحكم أواخر القرن الثامن عشر ومن بعده ابنه ذياب بن عيسى.

الشيخ شخبوط بن سلطان

على أن تاريخ آل نهيان الفعلي يبدأ مع وصول الشيخ شخبوط بن ذياب إلى السلطة الذي تولى الزعامة نحو ربع قرن من الزمن (1793- 1816)، ونقل في خطوة جريئة ذات أثر سياسي واقتصادي بالغ مركز حكم الأسرة من واحة ليوا الداخلية إلى المدينة التي بدأت تتشكل في جزيرة «أبو ظبي» وحملت الاسم نفسه. في إطار إنهاء النزاع مع القسم المنافس من آل بوفلاح على الزعامة داخل الإمارة وتأكيد استقلالية قرار أسرة آل نهيان في التحالف مع القوى المجاورة كأسرة آل بوسعيد في عمان والتصدي مع الحلفاء للقوى الخارجية التي لم تكن تخفي نواياها وأطماعها تجاه المنطقة. وفي عهد شخبوط تعاظم نشاط حرفة الصيد والغوص، وانتشر الظبيانيون في معظم جزر الإمارة التي تجاوز عددها مئتي جزيرة، وأولها جزيرة دلما التي رسّخت في تلك الفترة قصة نجاحها المعروفة في عالم الغوص وصيد اللؤلؤ. ولايعرف السبب الرئيس الذي دفع الشيخ شخبوط - على نجاحه في إدارة دفة البلاد - إلى النزول عن الحكم سنة 1816 بعد أن أوصى بأن يحكم أكبر أولاده، وهم محمد وطحنون وخليفة بالتتابع. وبموجب هذه الوصية حكم محمد بن شخبوط فترة قصيرة (1816- 1818) تلاه طحنون بن شخبوط الذي استمر حكمه حتى 1833، ووصلت الإمارة في عهده إلى أفضل ما تكون الإمارات المعاصرة لها، وخلفه أخوه خليفة بن شخبوط الذي حكم حتى سنة 1845، تخللت هذه الفترة نزاع مع أخيه الأصغر سلطان. وتلاه في الحكم ابن أخيه سعيد بن طحنون الذي حكم حتى سنة 1855، وفي هذه الفترة تعرضت المنطقة لتهديدات خارجية كان الشيخ سعيد أهلاً للتصدي لها.

وفي حزيران/يونيو 1855 اختار آل نهيان الشيخ زايد بن خليفة خلفاً لابن عمه، وكان في العشرين من عمره، لكن شخصيته القوية والظروف العامة في المنطقة ساعدته على تجاوز المحن التي تعرضت لها إمارته إلى درجة أن معاصريه أطلقوا عليه لقب زايد الكبير تقديراً لجهوده وإجلالاً لحكمته في ظل استقرار سياسي واقتصادي لإمارة أبو ظبي والمنطقة المحيطة بها، حتى أنه عندما توفي في سنة 1909 كانت «أبو ظبي» أفضل حالاً من أي يوم مضى ولاسيما فيما له صلة بمسائل الأمن والنظام، والعلاقات مع القوى الإقليمية والأوربية، وخصوصاً بريطانيا التي بدأت في عهده تبدي اهتماماً ملحوظاً بمستقبل المنطقة بعد اكتشاف النفط في أراضيها وسواحلها.

الشيخ زايد بن سلطان

اختير خليفة الابن الأكبر لزايد الكبير خليفة لوالده، لكنه نزل عن الإمارة لمصلحة أخيه الشيخ طحنون الذي حكم ثلاث سنوات كانت كافية لإنعاش حرفة الغوص والصيد التي أصبحت المورد الرئيس لمعظم سكان المنطقة. وبوفاته سنة 1912 خلفه أخوه حمدان بن زايد الذي كان مثالاً لأخلاق الحكام الكريمة، إذ تابع سياسة أسلافه بتحقيق الاستقرار ودعم النشاط البحري الذي استمر مزدهراً حتى سنة 1922 عندما خلفه أخوه سلطان بن زايد الذي حكم حتى 4/8/1926، وأثبت مقدرة سياسية رفيعة ولاسيّما في حل النزاعات التي كانت تنشأ بين قبائل إمارته وقبائل عُمان.  ثم خلفه أخوه صقر بن زايد وكانت فترة حكمه قصيرة لم تمهله لإنجاز أعمال مهمة، ولكنها مهدت لفترة حكم طويلة لاحقة عندما تسلمّ الحكم الشيخ شخبوط بن سلطان عام 1928، وكان شاباً في الثانية والعشرين من عمره، وورث فيما ورثه موقفاً سياسياً صعباً أدت إليه النزاعات الداخلية في الإمارة وموقفاً اقتصادياً أشدّ مرارة نتيجة الوضع السياسي السابق؛ إضافة إلى منافسة اللؤلؤ الياباني الصناعي للؤلؤ الخليج العربي الطبيعي. وقد تميزت بدايات حكم الشيخ شخبوط باضطرابات داخلية ساعدت والدته الشيخة سلامة في حلِّها، كما تميزت ببحث دائب عن مياه الشرب، أدت في النهاية إلى مدّ أول خط أنابيب لمياه الشرب من منطقة العين إلى مدينة «أبو ظبي»؛ وهو مشروع لاقى استحسان مواطني المدينة.

وبعد سبع سنوات من تسلمه السلطة وقّع الشيخ شخبوط سنة 1935 أول اتفاقية بترولية مع شركة النفط الإنكليزية - الإيرانية، أتبعها سنة 1935 بتوقيع امتياز شركة التطوير البترولية الظبيانية لمدة 75 سنة. وكان من المتوقع أن يحل استخراج النفط الأزمة الاقتصادية في البلاد، إلا أنه عقد المشكلة السياسية، حينما بدأت مشكلات ترسيم الحدود بين  قبائل وإمارات ودول المنطقة من أجل السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي تكفل زيادة إنتاج النفط. لكن مصلحة شركات النفط البريطانية فرضت على زعماء المنطقة القبول سنة 1950 بعقد اتفاقيات دائمة رسمت الحدود، وحلت المشكلات العالقة، وكانت هذه السنة فعلياً بداية النهضة البترولية في «أبو ظبي»، وهي النهضة التي لم يتمكن الشيخ شخبوط في عشرين سنة مرت من حكمه من دفعها إلى الاتجاه الذي يكفل تقدم بلاده؛ نظراً لشكه في كثير ممن يتعاملون معه، خاصة من البريطانيين، إضافة إلى سياسة التقتير التي اتبعها في الإنفاق من المال العام على المصلحة العامة. وفي الوقت نفسه أخذت شخصية أخيه زايد تتبلور في اتجاه آخر حيث اشتهر بالذكاء والكرم والتواضع والبساطة والثقة بالآخرين، وهي صفات أدت إلى اكتسابه إعجاب الأشخاص واحترامهم ومحبتهم كما الشركات والحكومات التي تعامل معها، ولاسيّما عندما شغل منصب حاكم منطقة البريمي سنة 1946.

الشيخ خليفة بن زايد

وعندما لم يعد التطور البطيء الذي شهدته إمارة «أبو ظبي» يرضي تطلعات الناس، إضافة إلى الأسرة الحاكمة والشركات النفطية؛ فقد اتفق الجميع على ضرورة توجيه رسالة تطلب إلى الشيخ شخبوط ضرورة النزول لأخيه الشيخ زايد عن الحكم، وقد تم ذلك في السادس من آب/أغسطس 1966 ليكون هذا التاريخ شاهداً على الأمل الجديد الذي انبثق في مصلحة هذا البلد.

ويرتبط بفترة حكم الشيخ زايد معظم الازدهار الذي شهدته إمارة «أبو ظبي» أولاً، ودولة الإمارات العربية فيما بعد، فقد أثمرت الشعبية التي كسبها قبل تسلمه السلطة في الإمارة والتأييد على المستويين المحلي والعالمي إضافة إلى ما تميز به الشيخ زايد من فكر متميز وطاقة خلاَّقة وحب للخير ما مكن هذا القائد من تحقيق كل ما طمح إليه قبل تسلمه السلطة، وقد حدده بأربعة أهداف رئيسة؛ أولها: حل مشكلات الحدود مع الأشقاء في عُمان والمملكة العربية السعودية، وثانيها: تطوير إمارة «أبو ظبي» للحاق بركب التقدم الذي بلغته إمارات الخليج العربي ودولها، وثالثها: إرساء العلاقات العربية والدولية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، ورابعها: توحيد الإمارات الخليجية في دولة واحدة. وقد شهد تاريخ المنطقة نجاح الشيخ زايد في تحقيق هذه الأهداف حيث انتهت مشكلات الحدود إلى غير رجعة، وصارت إمارة «أبو ظبي» واحدة من أرقى الدول إدارياً واقتصادياً على المستويين الإقليمي والعالمي، وحصلت على احترام العالمين العربي والدولي، كما تثبتت أركان دولة الإمارات التي أعلنت في 2/12/1971 برئاسة الشيخ زايد، ونعمت هذه الدولة الفتية بالأمن في الداخل والاحترام في الخارج، وحققت بفضل حكمة قادتها وعلى رأسهم الشيخ زايد رخاء غير معهود عممه الشيخ زايد على أبناء الأمتين العربية والإسلامية على نحو خاص، كما بقية الأجانب الذين شاركوا في بناء هذه الدولة.

وفي 2/11/2004 فُجعت الأمة العربية والإسلامية - كما العالم - بوفاة الشيخ زايد، وتولى أمور الدولة ابنه الشيخ خليفة ليتابع مسيرة البناء التي رعاها والده طوال حياته.

مفيد العابد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الإمارات العربية المتحدة ـ الخليج العربي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حمدي تمام، زايد بن سلطان آل نهيان، القائد والمسيرة (وزارة الإعلام والثفافة، أبو ظبي، د.ت).

- Mann,M.c, Abu Dhabi, A Birth of an Oil Sheikhdom (London 1964).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 100
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1113
الكل : 40516619
اليوم : 46434

تيرينس (بوبليوس تيرينتيوس-)

المزيد »