logo

logo

logo

logo

logo

نيبس (نيسيفور-)

نيبس (نيسيفور)

Niépce (Joseph Nicéphore -) - Niépce (Joseph Nicéphore -)

نيِِِِبس (نيسيفور ـ)

(1765 ـ 1833)

 

نشأ جوزيف نيسيفور نيبس Joseph Nicéphore Niépce وسط عائلة مثقفة ميسورة الحال. وبعد أن عمل في التدريس وفي الجيش انصرف إلى هوايته مع أخيه كلود Claude في العلم والاختراع. وقد سعى الأخوان في البدء إلى اختراع محرك يعمل بالاحتراق الداخلي ليستخدم في دفع المراكب النهرية، إلا أنهما لم يحققا - بعد نيل براءة الاختراع عام 1807- سوى القليل من النجاح بتسيير قليل من المراكب في نهري السين وسايون. ولكن شهرة جوزيف التي أتت بعد مماته لم تكن بسبب هذا الاختراع الذي دمر ثروته أو كاد، وإنما بسبب اختراع آخر هو التصوير الضوئي. وبعد أن اهتم بالصناعات الزراعية (كصناعة السكر والنسيج…) اجتاحت فرنسا في عام 1813هواية الطباعة على الحجر، فتحركت لديه هواية كانت كامنة عنده وهي التصوير. فقد جعل بعض النقوش شفافةً لتسمح لأشعة الشمس بالمرور من خلالها، ووضعها فوق حجر غطاه بطبقة دهان حساس للضوء كان قد صنعه بنفسه. وهكذا أدى هذا النقش بعدئذٍ إلى ما سماه نيبس كتابة شمسية héliographie، ومن ثم إلى بداية التصوير الضوئي photographie المعروف اليوم.

ففي عام 1816، وبعد إصرار وعناد للحصول على صورة مطبوعة على الحجر لمنظر طبيعي نجح جزئياً في ذلك. فقد استعان بالحجرة المظلمة المزودة في داخلها بورقة مبللة بكلور الفضة، وحصل على صورة سالبة négative، ولكنه لم يستطع تثبيتها بما يكفي بحمض الآزوت.

وبعد ست سنوات جرَّب نيبس نوعاً من القار المذاب بما سمي زيت ديبل l’huile de Dippel. (مادة سوداء تتصف فعلياً بصفة الابيضاض، وتصبح عند تأثرها بالضوء غير قابلة للانحلال). فقد اتخذ صفيحة من النحاس مدهونة بهذه المادة وتركها معروضة طوال ثماني ساعات في الحجرة المظلمة. (والجدير بالذكر أن الحجرة المظلمة يكون في جانبها المعرض للضوء ثقب صغير)، ثم غطسها في مادة حالَّة (هي روح الخزامى). فالأماكن التي جُردت من القار أعطت - حين سُلط عليها الحمض - صورة واضحة لمنظر الريف الذي كان ملكاً للعائلة. وهكذا حصل جوزيف على أول صورة فوتوغرافية في التاريخ.

كما ينسب إلى جوزيف صنع أول حجرة مظلمة للتصوير الشمسي (آلة تصوير) ثم زود هذه الحجرة ببكرة لكي يلف عليها الورق الحساس.

في إيلول/سبتمبر عام 1827، سافر جوزيف إلى بلدة صغيرة تدعى كيو Kew، بالقرب من لندن، ليزور أخاه المصاب بمرض عضال. وهناك تعرف عالم النبات الشهير فرنسيس بوير Bauer، عضو الجمعية الملكية. وعندما فحص هذا العالم الأعمال التي حملها نيبس معه عرف على الفور أهميتها ونصحه بكتابة مذكرة وإرفاقها بهذه الأعمال الأولية لعرضها على الجمعية. إلا أن الجمعية ردَّت له كل ذلك لأنها لا تستطيع إقرار اختراع لم يشأ نيبس أن يكشف كل تفاصيله.

عاد نيبس إلى فرنسا وتابع تجاربه، وبعد أسبوعين علم بوفاة أخيه كلود. وكان قد تعرف قبل عام الفنان والمتعهد داغير Louis Daguerre فأقنعه هذا بمشاركته. وفي عام 1829 وقَّعا عقد شراكة مدة عشر سنوات. وقد قيض الله لهما محسناً هو المهندس وخبير البصريات شوفالييه Chevalier الذي لولاه لما استطاعا مواصلة العمل. ولكن جوزيف  نيبس توفي بعد أربع سنوات نتيجة لنزيف دماغي، تاركاً ثروته كلها من الصور الشمسية الأولى لشريكه الذي استغلها وجنى منها ومن الاكتشاف الذي حققه شريكه ثروة هائلة، في حين أن نيبس مات معوزاً من دون أن يحصل حتى على براءة الاختراع ومن دون أن يلفت نظر المجتمع العلمي ورجال الأعمال إلى اكتشافه المهم. ولم تُبلغ الأكاديمية رسمياً بهذا الاكتشاف إلا عندما قدمه لها الفيزيائي الشهير آراغو Arago في معرض أقامه مع داغير عام 1839 ضمَّ صوراً للجسور المقامة على نهر السين وصورة لأحد أروقة متحف اللوڤر وأخرى لشارع التامبل le boulevard du Temple. كما استأنف داغير تجارب نيبس لحسابه، فنجح عام 1835 في تظهير الصور ثم في تثبيتها عام 1837.

محمد وائل الأتاسي

 

 مراجع للاستزادة:

 

- PIERRE ROUSSEAU, Histoire de la Science (Fayard, Paris 1950).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 181
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40498037
اليوم : 27852

هودون (جان أنطوان-)

هودون (جان أنطوان ـ) (1741 ـ 1828)   جان أنطوان هودون Jean-Antoine Houdon نحات فرنسي ولد في فرساي القريبة من باريس وكان ابناً لحاجب المدرسة الأكاديمية. في الخامسة عشرة من عمره التحق بأكاديمية الفنون الجميلة في باريس حيث تعلم النحت بإشراف أساتذة عظام أمثال لوموان J.B.Lemoyne وبيغال Pigalle. وقد حصل على جائزة توجت بمنحة إلى روما في الفترة ما بين 1764- 1768، وفيها تأثر بدعوات فنكلمان[ر] إلى التشديد على إطار المنحوتة وطمس الجانب التشريحي في دراساته. كما سافر إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأنجز مجموعة كبيرة من الأعمال النحتية توزع معظمها في المتاحف الروسية، كما نشط في أواخر حياته في المجال التربوي حتى وفاته.
المزيد »