logo

logo

logo

logo

logo

وليم الأول (الفاتح)

وليم اول (فاتح)

William I (the Conqueror) - Guillaume I (le Conquérant)

وليم الأول (الفاتح)

(1027ـ 1087م)

 

وليم الفاتح William the Conqueror أول ملك نورماندي حكم إنكلترا في الفترة ما بين (1066ـ1087م). وْلِدَ في فاليز Falaise بفرنسا، وهو ابن غير شرعي للدوق النورماندي روبرت الأول Robert I، وقبل سفر والده عام 1034 برحلة الحج إلى القدس اعترف به وعيّنه ولياً للعهد في أثناء غيابه، وتوفي الدوق روبرت في أثناء العودة في عام 1035م، فتسلّم الصبي وليم وعمره سبع سنوات دوقية نورمانديا Normandie، واستطاع بمساعدة الملك الفرنسي هنري الأول Henry I أن يقمع الثورات التي نشبت ضده، ولاسيما سنة 1047 في معركة ڤال ـ إس ـ دون val- ès- dunes حيث انتصر على أعدائه وأصبح السيد المطلق في نورمانديا.

تزوج وليم عام 1051م من ابنة أمير الفلاندر Flandre بلدوين الخامس Baldwin V وأنجبت له أربعة صبيان وخمس بنات.

كان وليم الفاتح يتطلع إلى عرش انكلترا الذي كان يشغله ابن عمته الملك إدوارد Edward المعروف بالقديس، وبدأ يخطط لذلك، فزارها عام 1052، ووعده الملك ادوارد بالخلافة على العرش الإنكليزي، لكن بعد موت إدوارد عام 1066 تمكن هارولد Harold زوج أخت ادوارد وبمساعدة مجلس الويتان (هيئة من كبار رجال الكنيسة والأعيان والموظفين) أن يصبح ملكاً على إنكلترا، وتناسى هارولد القسم الذي قطعه على نفسه لمساعدة وليم دوق نورمانديا كي يصير ملكاً على إنكلترا بعد وفاة ادوارد القديس. فاستعد وليم لغزو إنكلترا، وفي 28 أيلول/سبتمبر عام 1066 بدأ حملته بعد أخذ موافقة البابا ألكسندر الثاني Alexander II، ولم يكن أمام الملك الإنكليزي هارولد سوى الاستعداد لمواجهة قوات وليم، ولكن هارولد اضطر إلى السير شمالاً عندما علم برسو قوات النروج لمساندة أخيه في توليه عرش البلاد. نجح هارولد في هزيمة القوات النروجية عند ستامفورد Stamford، وعاد مسرعاً إلى الجنوب لملاقاة وليم النورماندي، ولكن تحركات وليم كانت أسرع، ففي الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 1066 تقابلت قوات الطرفين قرب مدينة هاستنغز Hastings، وفي هذه المعركة قُتل هارولد وإخوته وانتصر وليم انتصاراً ساحقاً, واكتسب لقب وليم الفاتح وأصبح ملكاً على البلاد بعد موافقة مجلس الويتان وتوج في ليلة عيد الميلاد 1066م.

كان من المهام التي واجهت وليم الفاتح عقب انتصاره؛ العمل على توطيد نفوذه وتدعيم سلطة الملكية تدعيماً قوياً، ولتحقيق ذلك قضى على الثورات والفتن التي نشبت ضده وفي مقدمتها تلك التي نشبت في شمالي إنكلترا سنة 1070م، وأنشأ وليم نظاماً إقطاعياً جديداً؛ إذ امتلك وحده سُبع الأراضي الزراعية ووزع بقية الأراضي على الأمراء النورمان وأدخل اللغة الفرنسية فأصبحت لغة النبلاء في إنكلترا، ونقل معه القساوسة الفرنسيين ووضعهم على رأس الكنيسة الإنكليزية. وشكل لجنة من الموظفين سنة 1083م وأمرها بإجراء مسح دقيق ومفصل لجميع الممتلكات في إنكلترا، واستحدث من أجل ذلك ما يعرف باسم السجل الملكي Domesday Book، وقد مكن هذا الإحصاء وليم الفاتح من الوقوف على أحوال بلاده بدرجة لم تتح لملك آخر من ملوك أوربا العصور الوسطى، وفي عام 1086م دعا وليم جميع الملاك ـ وكان عددهم نحو ستين ألفاً ـ إلى اجتماع عقد في مدينة سالزبوري Salisbury حيث أقسم كل واحد منهم يمين الولاء والطاعة للملك.

عمل وليم على تشجيع التجارة والصناعة، وبلغ فن العمارة في عهده رقيا ًكبيراً، وعمل على نشر الأمن والسلام داخل البلاد.

نشبت الحرب بين وليم وفيليب الأول Philippe I ملك فرنسا، وانتقل وليم من إنكلترا إلى القارة الأوربية ليحارب في مدينة روان Rouen الواقعة على نهر السين شمال غربي باريس، وتطورت الأحداث وأحرق وليم مدينة نانت Nantes الواقعة على مصب نهر اللوار، وفي غمرة هذا النصر سقط عن فرسه وأصيب إصابة قاتلة مات بسببها عام 1087م، وكان قد أمر قبل وفاته بتوزيع ثروته على الفقراء والكنيسة وإعادة بناء مدينة نانت التي أحرقها.

محمد أحمد

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد سعيد عمران، تاريخ أوربا في العصور الوسطى (بيروت 2006).

ـ جان بيرنجية، موسوعة تاريخ أوربا العام (بيروت 1995).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 371
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1073
الكل : 40505414
اليوم : 35229

لودو (كلود نيكولا-)

لودو (كلود نيكولا ـ) (1736 ـ 1806)   كلود نيكولا لودو Claude Nicolas Ledoux أحد أهم المعماريين الفرنسيين، وُلد في فرنسا في دورمان Dormans الواقعة على نهر المارن la Marne، وتوفي في باريس. بدأ دراسته الأكاديمية عام 1773 وصار معماري الملك لويس السادس عشر Louis XVI. يُعدّ أحد المعماريين الملهمين الذين حققوا أفكاراً سابقة لعصرهم، إذ احتلت هذه الأفكار المكانة التي تستحقها في العصر الحالي. كما برزت أهمية هذا المعمار وذاعت شهرته من رسالته العائدة إلى عام 1804 والتي قَيَّم فيها العمارة وفقاً لعلاقتها بالفن والعادات والتشريعات.
المزيد »