logo

logo

logo

logo

logo

هاشم بن محمد بن درباس (الخطاط-)

هاشم محمد درباس (خطاط)

Hachem ibn Mohammad ibn Derbass - Hachem ibn Mohammad ibn Derbass

هاشم بن محمد بن درباس (الخطاط)

(1917 ـ 1973)

 

هاشم بن محمد بن درباس القيسي البغدادي، ولد ببغداد. بدأ دراسته الأولى على يد عارف الشيخلي في أحد كتاتيب بغداد، لينتقل بعدها إلى الشيخ علي الفضلي الذي منحه إجازة في الخط عام 1943 بعد تعلمه خطي الثلث والتعليق، ثم سافر إلى مصر ودرس في مدرسة تحسين الخطوط بالقاهرة، وحصل على إجازة من الخطاطين سيد إبراهيم ومحمد حسني، ولكنه لم يكتف بتلك الإجازات، فقصد إصطنبول ليحصل عام 1950 على إجازة من الخطاط حامد الآمدي[ر]، ثم على إجازة ثانية منه عام 1952، ليقول له بعدها: «إن الخط العربي بدأ في بغداد على يد ابن البواب، ثم رحل عنها ليعود إليها على يد هاشم محمد البغدادي».

ودرس هاشم الزخرفة العربية على الخطاط المزخرف عبد الكريم رفعت وأجاد فيها. عُيِّن خطاطاً في مديرية المساحة العامة ببغداد عام 1937، ثم افتتح في عام 1946 مكتباً يزاول فيه الخط ويعلّمه ليصبح ملتقى محبي هذا الفن. وفي عام 1960 صار رئيساً لفرع الخط والزخرفة في معهد الفنون الجميلة ببغداد حتى وفاته.

أنجز هاشم في حياته الزاخرة بالعمل والنشاط والأسفار أعمالاً مهمة في الخط العربي، فهو يعمل منذ الصباح الباكر ولا يعود إلى منزله إلا بعد العاشرة مساءً.

لوحة "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" بخط الثلث على شكل مرآة

مدرسته الفنية

اعتمد في بداية تجربته الفنية على قاعدة الشيخ عزيز الرفاعي في الخط العربي، ورأى في الخطاط مصطفى راقم مثله الأعلى في فن الخط العربي فسمى ابنه راقماً.

مزج هاشم بين قواعد الخط البغدادية والتركية والدمشقية ليبتكر خطاً يمتاز بالعذوبة والطراوة، وليضارع به خطوط كبار الخطاطين العرب المعروفين بعد التزامه الصارم القواعد والأصول.

  أتقن هاشم خطوط: الثلث والنسخ والتعليق والديواني بنوعيه والرقعة والإجازة، إضافة إلى تجارب مهمة في الخطوط الكوفية (كتابات في جامع 14 رمضان بالخط الكوفي في العراق).

اهتم هاشم بالخط النسخي خاصة، وكتبه بأساليب متعددة، واختار أسلوباً في هذا الخط يحمل كثيراً من ملامح خط الخطاط أحمد الكامل، كما أن إجادته في خط الثلث ليست بأقل من إجادته في الخط النسخي، فقد اتسمت خطوطه بإنسانية عالية، ورشاقة نادرة، جعلت من حروفه المصقولة والمنفذة بعناية فائقة ترفد الإرث الجمالي للفن العربي الإسلامي بأبهى الأمثلة، فهو يستطيع إعادة رسم الحرف نفسه مرات عدة بصورة متطابقة تماماً ضمن أقصى درجات الانسجام والتناسق والتجويد.

برع هاشم في تصميم تراكيب جميلة للوحاته الخطية، وملك زمام نظام السطر بتفوق، وشكل علاقات قوية بين الحروف والمقاطع. ويبقى هاشم - على الرغم من انتقاد تكويناته المعقدة وصعوبة قراءتها أحياناً- رائداً في إبداع لوحات خطية متفردة، كتبت في معظمها من دون مسوّدة لثقته العالية بقدرته وتوفيراً للوقت، ولاشك في أن الستينات من القرن العشرين كانت فترة بلوغه النضج، حينما أصدر كراسته الشهيرة «قواعد الخط العربي» عام 1961 التي طُبعت في العراق وتركيا ومصر ولبنان وباكستان، بعد إصداره الأول «كراسة بخط الرقعة» التي أُقِرَّت من وزارة المعارف العراقية سنة 1946.

آثاره

أنجز هاشم كثيراً من خطوط المساجد في العراق، أهمها خطوط جامع «محمود البنية» في الكرخ ببغداد، المنفذة بخط الثلث من الحجر، وجامع «عبد القادر الجيلاني» وجامع «الحيدر خانة»، وجامع «المرادية»، وجامع «الوزير» وغيرها.

كما كتب البراءات ورسائل الملوك والرؤساء، وأنتج اللوحات الفنية، وصمم خطوط النقود العراقية والتونسية والمغربية والسودانية، وكتب عنوانات كتب كثيرة، وأشرف على طباعة مصحف وزارة الأوقاف العراقية الذي كتبه الخطاط محمد أمين الرشدي سنة 1236هـ، فسافر إلى ألمانيا مرتين، وقام بترميمه وترقيم آياته، وكتب عنوانات سوره وأجزائه وأحزابه والسجدات، كما قام بتذهيبه.

لوحة "وإنك لعلى خلق عظيم" بخط الثلث

تركت زيارته دمشق في عامي 1945 و1949 ولقاءاته مع خطاط بلاد الشام محمد بدوي الديراني[ر] أثراً كبيراً واحتراماً للمدرسة الشامية في فن الخط العربي، وحمله الوفاء على كتابة خطوط ضريح بدوي المتوفى سنة 1967، لتغدو أعمالاً فنية تضاف إلى آثاره المهمة.

أقام هاشم عام 1964م معرضاً لأعماله الخطية، وكان هذا المعرض الوحيد في مسيرته الفنية، وبعد وفاته احتفت به عام 1978وزارة الثقافة والإعلام العراقية، فأقامت معرضاً لأعماله الخطية في لندن ضم مراحله المختلفة والمتنوعة، كما سُمِّي أحد شوارع مدينة الشعب ببغداد باسمه.

تتلمذ على يديه عدد من الخطاطين منهم: مهدي محمد صالح الجبوري ووليد الأعظمي وصلاح شيرزاد وعبد الكريم الرمضاني وعلي الراوي وصادق الدرري وغيرهم.

عاش هاشم للخط، وعاش الخط في كيانه وروحه التي توقفت نتيجة جلطة قلبية بعد تتويجه عميداً للخط العربي في بغداد، فهو خطاط العراق الأول.

محمد غنوم

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الخط العربي ـ الديراني (محمد بدوي ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود شكر الجبوري، المدرسة البغدادية في الخط العربي (بغداد 2001).

ـ ناجي زين الدين المصرف، بدائع الخط العربي (وزارة الإعلام، بغداد 1972).

ـ هاشم محمد، قواعد الخط العربي (بغداد 1961).

ـ مجلة حروف عربية، الإمارات العربية المتحدة - دبي، العدد (3)، 2001.


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 305
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 670
الكل : 32484627
اليوم : 21175

بادرفسكي (إغنتس يان-)

بادرفسكي (إغناتسه يان ـ) (1860 ـ 1941)   إغناتسه يان بادرفسكي Ignace Jan Paderewsky مؤلف وعازف بيانو بولندي، ولد في مدينة كوريلوفكا Kurilowka وتوفي في مدينة نيويورك. رعت أسرته مواهبه الموسيقية منذ صغره، فدرس الموسيقى في المعهد الموسيقي في وارسو بين عامي 1872-1878، وعمل في العام التالي لتخرجه، مدرساً في المعهد نفسه أربع سنوات، ثم تابع دراسته الموسيقية في برلين، ثم في فيينة (1884- 1887) على يدي لِشِتتسكي (1830-1915) T.Leschetezky. بدأت شهرة بادرفسكي عازف بيانو تتوسع، بعد حفلته الأولى التي قدمها في باريس في صالة إرار Erard عام 1883، وفي لندن عام 1890، وفي نيويورك عام 1901، وصار واحداً من أشهر عازفي البيانو في أرجاء العالم يقيم الحفلة تلو الأخرى.
المزيد »