logo

logo

logo

logo

logo

وانلي (الأخوان-)

وانلي (اخوان)

Wanli Brothers - Frères Wanli

وانلي (الأخوان ـ)

 

سيف وأدهم وانلي، فنانان تشكيليان أخوان من جمهورية مصر العربية، يتحدران من أسرة عريقة. فجدهما لأبيهما السنجق محمد وانلي، وجدهما لوالدتهما محمد عرفان باشا. بدأت ميولهما للفن التشكيلي في سن مبكرة بتأثير جملة من الأسباب، أولها الموهبة الفطرية، وتأثرهما باللوحات والتماثيل والتحف الفنيّة المختلفة والكثيرة التي كانت تتوزع أركان القصر الفخم الذي ولدا وترعرعا بين جنباته.

ولد سيف في مدينة الإسكندرية عام 1906، وتوفي في ستوكهولم يوم 15 شباط/ فبراير 1979، ثم نقل ودفن في مسقط رأسه. أما أدهم فهو من مواليد الإسكندرية عام 1908 وتوفي في مسقط رأسه عام 1959.

سيف وائلي: «تشكيل»

درس الأخوان وانلي الفن على يد الفنان بيكي مدة أربع سنوات برفقة الفنان أحمد فهمي، ويعدان في طليعة المسهمين بتأسيس حركة فنيّة تشكيليّة نشطة في الإسكندرية، كما صُنفا ضمن رعيل جيل رواد الفن التشكيلي المصري الحديث.

استوعب الأخوان وانلي التنويعات المختلفة للتقانة الغربية، واستفادا منها بإتقان، ثم وظفا هذه التأثيرات في منجزهم البصري الذي تنقل بين أكثر من حقل فني، وأكثر من صيغة واتجاه، وفي مراحلهما الفنيّة كافة، بحيث يجد الباحث صعوبة كبيرة في تتبع تطور العلاقات التصويريّة فيما أنجزاه، لكثرة ما لحقه من تبدل أسلوبي.

بعد أن استكمل الأخوان وانلي دراستهما الفن لدى بيكي استأجرا برفقة الفنان أحمد فهمي مرسماً، وانكب الثلاثة على الرسم بأسلوب اتباعي (كلاسي) واقعي، وكانوا يتابعون كل ما يُنشر حول الفن التشكيلي العالمي المعاصر وحركاته ومدارسه، ومناقشته بإسهاب وعمق، إلى أن تمكنوا من الإحاطة بتلاوينه المختلفة.

ولأنهم فعلوا ذلك بصمت واجتهاد ومثابرة، وتعمقوا بدراسة الفن وممارسته والاطلاع على اتجاهاته كوَّنوا ظاهرة لافتة في الوسط الفني التشكيلي المصري في منتصف أربعينات القرن العشرين. وقد قدم الأخوان بدءاً من مطلع الثلاثينات أعمالهما الفنية للناس عبر سلسلة من المعارض تجاوز عددها 15 معرضاً. كما اشتركا في العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها؛ ما جعلهما محط اهتمام النقاد والفنانين والدارسين.

ففي العام 1932 أعلنت التجربة الفنيّة لأدهم عن نفسها، عندما عرض أعماله في صالون الإسكندرية، ونال الميدالية الذهبية في مسابقة الرسم الساخر (الكاريكاتير) الذي زاوله فترة من الزمن، ونشر رسومه في مجلة «المصوّر» و«روز اليوسف» وجريدة «الأهرام». ولكي لا يأخذه الفن الساخر بعيداً عن التصوير عمل أخوه سيف عام 1933 على الحد من استمرار توجهه نحو الرسم الساخر، توطئةً لإيقافه كلياً عن مزاولته بعد أن اكتشف مدى سطوة هذا الفن عليه وتعلقه به، إذ وصل إلى لوحاته الزيتية التي اتسمت بنزعة ساخرة، غير أن هذه الخصيصة لم تغادرها على الرغم من توقف أدهم عن نشر الرسوم الساخرة (الكاريكاتيرية) في الصحف والمجلات؛ ما يؤكد تأثره الكبير والعميق بهذا الفن الذي بات جزءاً رئيساً في الصحافة اليومية المقروءة.

 فازت لوحات سيف بالجائزة الأولى في إحدى دورات بينالي الإسكندرية، وقام عام 1960 بتصميم «ديكور» أوبرا (بالياشي) وتنفيذه بتكليف من دار الأوبرا.

أنجز الفنان أدهم مجموعة متميزة من اللوحات، إضافة إلى عدد كبير من الرسوم السريعة المنفذة بقلم الرصاص والألوان المائية، أهلته لأن يقف بجدارة مع أهم الفنانين العالميين الذين خاضوا هذا المجال.

زاول أدهم منذ صغره - إلى جانب الرسم والتصوير- رياضة الملاكمة، وتابع أخبارها بشغف حتى آخر أيامه، وكان مولعاً أيضاً بقراءة كتب التاريخ، والمعارك الحربية، وسير الأبطال.

صور الفنانان الأخوان الحياة اليوميّة في الإسكندريّة، وما شاهداه في ملاهيها من «بهلوانيات السيرك»، وراقصات الباليه، وما قدمته دور الأوبرا والمسارح من عروض محليّة وعالمية، وقد وفقا في رسم هذه الموضوعات، ونجحا في التعبير عنها بكل سلاسة وتمكن وسهولة؛ ما جعلها مثالاً للكثير من الفنانين في معالجة مثل هذه الموضوعات؛ إذ لفتا الانتباه إليها، وإلى أهميتها في تقديم حالات إنسانيّة تبرز بعمق ما يعيشه فنان الملاهي من توزع حاد بين فرح ظاهري مصطنع وحزن دفين تفرزه إحباطات ومآسٍ كثيرة، والدور النبيل لفنان الأوبرا والباليه في تقديم فن إنساني راقٍ، تتماهى فيه الحركة بالموسيقى، والضوء بالصوت.

تُعد الأعمال التي تناول فيها الأخوان وانلي راقصات الباليه من أهم إنجازاتهما الفنيّة التشكيليّة؛ ما دفع العديد من الفنانين والنقاد إلى إجراء مقارنة بين هذه الأعمال وأعمال الفنان الفرنسي ديغا Degas الذي عالج الموضوع نفسه في مجموعة كبيرة من أعماله التي توزعت على الرسم والتصوير والنحت.

وقام الأخوان وانلي بالسفر إلى بلاد النوبة، ورسما في أربعة عشر يوماً ما يقرب من أربعمئة دراسة، حوّلا مئة منها إلى لوحات زيتيّة، نشرت وزارة الثقافة المصرية صور عدد منها في كتاب دعت فيه إلى إنقاذ آثار النوبة.

من أبرز خصائص أعمال الفنانين وانلي تأثر ألوانها بجو الإسكندرية الصافي الشفيف والصريح، وتبدل أساليبهما من مرحلة إلى أخرى. فقد يسود الفراغ في بعضها من دون التركيز على التفاصيل، وفي أعمال أخرى يقترب سيف كثيراً من الذات المشخصة، شاغلاً فراغ اللوحة بكامله من دون التركيز على المنظور والأبعاد، أو على الخصوصيّة التاريخيّة للموضوع المتناول، ومحاولة ابتداع أسلوب يجسد من خلاله المشهد الطبيعي لمدينة الإسكندرية. أما أدهم فقد افتقدت راقصات الباليه في أعماله أي علامة للهوية، ولم تنتظم في سياق سردي، وغابت عنها المرجعية التاريخيّة والاجتماعيّة، فلوحة «المحكمة» تتناول موضوع الطلاق من دون أن تفيض بحس مأساوي.

جهد الأخوان وانلي لامتلاك التقانات الأوربية، في محاولة لاكتشاف لغة مشتركة، للتعبير عن البيئة المحلية، لكنهما غرقا بمحاكاة الغرب، ما أثر سلباً في تجربتهما عموماً.

كان لوفاة أدهم تأثير كبير في حياة سيف. وقد قام النحات المصري المعروف جمال السجيني بإنجاز تمثال للفنان أدهم، وُضع في رحاب كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وطالب نادي النقاد المصريين ثروت عكاشة وزير الثقافة حينذاك بإقامة تمثال آخر له، وُضع في أحد الميادين العامة، كما أطلق اسمه على الشارع الذي يوجد فيه مرسمه.

محمود شاهين

 الموضوعات ذات الصلة:

 

المصري الحديث والمعاصر (الفن ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ رشدي إسكندر وكمال الملاخ وصبحي الشاروني، 80 سنة من الفن 1908- 1988 (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1991).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 127
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1098
الكل : 40508167
اليوم : 37982

العين زربي (أبو نصر عدنان-)

العين زربي (أبو نصر عدنان ـ) (…ـ 548هـ/… ـ 1153م)   الشيخ موفق الدين أبو نصر عدنان ابن نصر بن منصور العين زربي، وعين زربة أو زربى (بلدة في تركيا حالياً تُعرف باسم ناورزا)، إحدى ثغور بلاد الشام من نواحي المصيصة (مدينة على شاطئ جيحان قرب طرسوس). غادر أبو نصر بلدته وهو شاب يافع، ثم حلّ في بغداد زمناً، لذلك عرف أيضاً بالبغدادي. وفي بغداد تعلم ومارس مهنة التنجيم والطب، ثم انتقل بعد ذلك إلى الديار المصرية، حيث ذاعت شهرته وفضله وسعة علمه، فقربه الخلفاء الفاطميون، وكان آخرهم الخليفة الظافر بأمر الله إسماعيل (544 ـ 549هـ/1149 ـ 1154م).
المزيد »