logo

logo

logo

logo

logo

ياكوبو ديلا كويرشيا

ياكوبو ديلا كويرشيا

Jacopo della Quercia - Jacopo della Quercia

ياكوبو ديلا كويرشيا

(1374ـ 1438)

 

ياكوبو ديلا كويرشيا Jacopo della Quercia من أوائل النحاتين الإيطاليين في بداية الـ«كواتروشنتو» القرن الخامس عشر، ومثل كل الفنانين في عصره زاول فن العمارة أيضاً. ولد في مدينة سيينا Sienna وتوفي في بولونيا Bologna في 20 تشرين الأول/أكتوبر.

ياكوبو ديلا كويرشيا: «نافورة فونته غايا»

لا تتوافر معلومات كثيرة وموثقة حول حياة هذا الفنان وأعماله، غير أن معظم المؤرخين والباحثين أكدوا غموض شخصيته، وأشاروا إلى تأنيه الزائد على حده، بل كسله الشديد في إنجاز أعماله، ومن بينها أشهرها وأهمها النافورة التي أنجزها في الساحة الشعبية في مسقط رأسه، وتدعى نافورة فونته غايا Fonte Gaia التي عُهد إليه بإنجازها عام 1409 وبدأ فعلياً بالعمل فيها عام 1414 وأنهاها عام 1419.

أما بداية أعماله النحتية المعروفة فهو ضريح إيلاريا دل كارتو Ilaria del Caretto في كاتدرائية لوكا Lucca المؤلف من تابوت رخامي روماني السمة، يعلوه تمثال إيلاريا، وعلى الجوانب ملائكة مجنحون يحملون الأكاليل، وتعلو ملامحهم مسحة من السلام والطمأنينة، وقد عني كويرشيا بالتفاصيل، وثنايا الثياب والقماش، وقوة التعبير في الملامح؛ ما منح عمله فخامةً وحضوراً وتألقاً شكلياً وتعبيرياً دفع العديد من الباحثين لعده من الأعمال النحتية التي تختزل سمات فن عصر النهضة وخصائصه بكل أطيافها وتلاوينها، ولكن لم يبقَ من هذا العمل سوى التمثال والتابوت الرخامي.

ياكوبو ديلا كويرشيا: «لوحة لضريح لورنزو ترنتا»

ومن أعمال ياكوب ديلا كويرشيا لوحة نحت نافرة تحمل اسم «زكريا في المعبد»، في كاتدرائية سيينا، وأنجزها كاملة عام 1430. كما قام بإنجاز 10 إلى 15 لوحة نافرة أخرى من خامة الرخام، استلهم موضوعاتها من الكتاب المقدس، وقد بدأ بتنفيذها عام 1425 في مدخل كنيسة سان بيترونيو San Petronio في بولونيا غير أنه توفي قبل أن ينهيها، ومع ذلك عدت هذه الأعمال من أكثر إبداعاته أهمية، لما حملته من بساطة في المعالجة، وجرأة في الصياغة، وقوة في التراكيب والتكوينات، وإسهاب دقيق في تأكيد النسب التشريحيّة الصحيحة والسليمة، والوقار اللافت الذي ارتسم على ملامح شخوصها العارية والكاسية، إضافة إلى الجمال والأناقة، وبروز هذه الخصائص والمقومات مجتمعة في أعماله، دفعت العديد من الباحثين والنقاد إلى القول إن الفنان ميكلانجلو[ر] Michelangelo هو الوحيد الذي تمكن من مجاراته في تحقيق هذا المستوى الفني العالي.

عالج كويرشيا في هذه السلسلة قصة الخليقة، وقصة هبوط آدم وحواء، وحكاية هابيل وقابيل، وهي مع أعمال أخرى له تعد منطلقاً ومثالاً أميناً للاتجاه الذي اشتغل عليه ميكلانجلو وغيره من أعلام عصر النهضة.

وفي العام 1401 تقدم كويرشيا إلى مسابقة لتصميم أبواب برونزية وإنجازها لمعمدانية مدينة فلورنسا Florence مع عدد من النحاتين المعروفين فاز بها لورنزو غيبرتي Lorenzo Ghiberti.

من الأعمال الأخرى لكويرشيا تمثال بالحجم الطبيعي للعذراء والطفل أنجزه عام 1408، ولوحة مذبح ترنتا Trenta في كنيسة سان فرديانو San Frediano في لوكا Lucca، ولوحة لضريح لورنزو ترنتا Lorenzo Trenta وزوجته، وفي العام 1417 شرع بتنفيذ لوحتين من النحت النافر بمادة البرونز المطلي بالذهب لمعمدانية سان جوفاني San Giovanni في سيينا، لكن كسله الشديد والتباطؤ في إنجاز أعماله لم يسعفه إلا في إنجاز لوحة «زكريا في المعبد»، أما اللوحة الثانية فقد أوكلت مهمة إنجازها إلى النحات دوناتللو Donatello.

عُين كويرشيا في عام 1435 مشرفاً معمارياً على تزيينات كاتدرائية سيينا، لكنه رحل قبل أن يتمكن من إنجاز العمل كاملاً.

محمود شاهين

 مراجع للاستزادة:

 

- PIERRE CABANNE, Dictionnaire international des arts, (Bordas, Paris 1979).

- Lexikon der Kunst, VEB E.A Seemann Verlag (Leipzig 1977).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 456
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 714
الكل : 32210266
اليوم : 55512

التعقيم عند الرجل والمرأة

التعقيم عند الرجل والمرأة   تستعمل كلمة التعقيم sterilization في الطب بمعنيين: الأول في مجال الطهارة والنظافة والوقاية من الأمراض[ر]، والثاني في مجال الحد من النسل والإنجاب عند كل من الرجل والمرأة. ففي المجال الأول يقال مثلا تعقيم الحليب أو تعقيم الماء أو تعقيم الأدوات الجراحية أي جعلها عقيمة خالية من أي عنصر حيوي ضار ومؤذٍ وناقل للأمراض.  أما في المجال الثاني فهو تثبيط وظيفة الإنجاب عند كل من الرجل والمرأة، بمعنى أن تصبح المرأة أو الرجل عقيماً غير قادر على الإنجاب.
المزيد »