logo

logo

logo

logo

logo

وهبي (يوسف-)

وهبي (يوسف)

Wahbi (Youssef-) - Wahbi (Youssef-)

وهبي (يوسف ـ)

(1897ـ 1982)

 

يوسف وهبي ممثل وكاتب ومخرج ومنتج مسرحي وسينمائي مصري. وُلد في مدينة الفيوم لأب أرستقراطي يعمل مهندساً للري هو عبد الله باشا وهبي. وكان أول عهد يوسف وهبي بالمسرح والتمثيل من خلال فرقة الممثل السوري سليمان القرداحي[ر] التي شاهدها في بلدته، فأحب فن التمثيل وتعلق به.

ثم كانت انطلاقاته بعد انتقال أسرته إلى القاهرة - وكان دون الثالثة عشرة- حيث تعرف الفنان محمد كريم، وبدأا معاً محاولاتهما الأولى للتمثيل. فمارس هوايته وهو يتابع دراسته حتى حصل على شهادة المعهد الزراعي.

سافر وهبي إلى إيطاليا؛ ليدرس التمثيل، مخالفاً بهذا رغبة والده وأسرته، وهناك عمل بإحدى الفرق المسرحية، ومارس عدداً من المهن البسيطة ليغطي نفقات تعليمه وإقامته، واتخذ لنفسه اسماً فنياً فرعونياً هو (رمسيس).

عاد وهبي إلى القاهرة بعد أن أكمل دراساته المسرحية، وكان والده قد تُوفي تاركاً له إرثاً كبيراً أنفقه على إنشاء مسرحه الجديد «مسرح رمسيس»، وفرقته المسرحية التي ضمت عزيز عيد وفاطمة رشدي وفاطمة اليوسف.

عرض وهبي أولى مسرحياته على مسرح «راديو»، عام 1923 باسم «المجنون»، وتوالت أعماله المسرحية الواحدة تلو الأخرى، متقلبة بين النجاح والإخفاق وبكثرتها في الموسم الواحد، وكان معظمها يحمل طابعاً ميلودرامياً، ومترجمة بمعظمها عن أعمال عالمية لشكسبير وموليير وإبسن وغيرهم، ولكنه عمل في الوقت نفسه على تشجيع المسرحية المصرية المؤلفة التي كانت بداية للاهتمام بالكتاب المسرحيين من المصريين.

عمد وهبي إضافة إلى تمثيله الأدوار الرئيسية في مسرحياته إلى الاضطلاع بمهمتي التأليف والإخراج، وكان يهدف من وراء أعماله إلى نشر الوعي الاجتماعي ونقد عيوب المجتمع؛ مثل: الزواج من أجنبيات، وأطفال الشوارع، والصراع بين الضمير والعاطفة، كذلك عمد إلى محاربة الاستعمار والفساد.

تكمن أهمية يوسف وهبي كونه أحد أهم الرواد لفن المسرح المصري؛ بإدخال روح جديدة على هذا الفن، وبوضع تقاليد له ما زالت تُؤرخ باسمه حتى اليوم، فوضع أفكاراً لم تك معروفة في المسرح المصري مثل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار، التي لم تك معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم، وكذلك اهتم «بالديكورات» والإضاءة بوصفهما من أهم مكملات العرض المسرحي، وبتوعية جمهور المسرح، وتغيير الاهتمام بالمسرح الهازل إلى الاهتمام بالفن والمسرح الجاد، ومنع التدخين في قاعات العرض، وعمل على احترام مواعيد رفع الستار، ووضع «قواعد أخلاقية» للممثل، تتجسد في الحفاظ على المواعيد، والالتزام بالنص، وتنفيذ تعليمات المخرج، وهو ما دفع الحكومة إلى تكليفه عام 1933 بتشكيل فرقتها المسرحية التي صارت نواة المسرح القومي فيما بعد.

ظل وهبي يحاول من خلال مسرحه محاربة الفساد والاستعمار، متمردًا على طبقته، وساند ثورة 1952، وعمل على تأييدها من خلال أعماله التي بدت ذات ميول اشتراكية، وتدعو إلى نشر المحبة والإخاء.

وكان لدى يوسف وهبي كثير من الميزات التي كان لها كبير الأثر في تفرده ممثلاً ومخرجاً: طول القامة، ونبرات الصوت القوية، وقوة الشخصية، والثقافة الواسعة، مع إجادة لغات عدة، وهو ما هيأه للاطلاع على كثير من الثقافات وعلى تاريخ المسرح العالمي، ومن أهم أعماله التي تُعد علامات في تاريخه الفني «كرسي الاعتراف» و«راسبوتين» و«أولاد الفقراء»، وغيرها.

أثرى يوسف وهبي الفن المسرحي فجذب اهتمام المثقفين المصريين بفن المسرح الجاد، وجعل الحركة النقدية تهتم بالمسرح، وظهرت مجلات متخصصة في النقد على أيدي أدباء مثل العقاد ومحمد حسين هيكل والمازني.

توقف مسرح وهبي نتيجة ظهور مسارح الهزل واهتمامها بالمشكلات الاجتماعية في قالب ساخر مختلف عن الطابع الميلودرامي الذي كان يقدمه وهبي، وكان من أشد منافسيه في هذا المجال نجيب الريحاني وعلي الكسار.

أما في السينما فقد بدأ نشاطه بتكوين شركة سينمائية باسم «رمسيس فيلم» نسبة إلى فرقته المسرحية وأنتجت الشركة خمسة أفلام فقط، أولها فيلم «زينب» (1930) الذي اشترك فيه بالإنتاج فقط، وكان من إخراج محمد كريم، وثانيها «أولاد الذوات» (1932) المأخوذ عن إحدى مسرحياته الناجحة، وقام ببطولته، وهو أول فيلم عربي ناطق. ثم أنشأ «استوديو» رمسيس الذي قدم من خلاله ثلاثة أفلام: «الدفاع»، «المجد الخالد» و«ساعة التنفيذ» وهي جميعاً من تأليفه وإخراجه وتمثيله.

توقف وهبي عن العمل المسرحي بعد رصيد مسرحي وصل إلى ثلاثمئة مسرحية، ليتابع عمله في السينما ممثلاً ومخرجاً ومؤلفاً، حيث أخرج 30 فيلماً، وألف نحو أربعين نصاً سينمائياً، واشترك في تمثيل ما لا يقل عن ستين فيلماً.

منحه الملك فاروق ـ تقديراً لأعماله الفنية ـ رتبة البكوية، وحاز جائزة الدولة التقديرية والدكتوراه الفخرية من الرئيس السادات عام 1975، كما منحه بابا الفاتيكان وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة. وظل يعمل في التمثيل السينمائي حتى وفاته.

محمود عبد الواحد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

السينما ـ مصر.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود قاسم، موسوعة الممثل في السينما العربية (نشر مكتبة مدبولي، مصر 2004).

ـ محمود قاسم، دليل الأفلام في القرن العشرين (نشر مكتبة مدبولي، 2002).

ـ علي أبو شادي، وقائع السينما المصرية في القرن العشرين (سلسلة الفن السابع الصادرة عن المؤسسة العامة للسينما ـ وزارة الثقافة، دمشق 2004).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 387
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40510433
اليوم : 40248

المديح (فن-)

المديح (فن ـ)   تعددت الأغراض والموضوعات التي حملها الشعر العربي قديمه وحديثه، إذ يجد الباحث فيه: الفخر والحماسة، والمدح، والهجاء، والغزل، والرثاء، والوصف، إلى جانب الحكمة، والتهديد والوعيد، والزهد، والشيب والشباب، وغير ذلك. ويعدُّ المدح أحد أبرز الأغراض الشعرية في الشِّعر الجاهلي وما وليه من عصور الأدب، ويمكننا رصدُ نشأته الأولى في العصر الجاهليِّ في نمطين بارزين: يتجلَّى الأول في قصيدة الحمد والعرفان، ويتجلَّى الثَّاني في قصيدة الاعتذار. وقد نظم الشُّعراء الجاهليُّون مدائحهم في قصيدة الحمد والعرفان اعترافاً بالجميل ومكافأة عن يدٍ للممدوح يؤدون حقَّها بالشُّكر، ويعدُّ هذا الأمر الباعثَ الحقيقيَّ لنشأة قصيدة المدح في الشِّعر الجاهليِّ، ولذلك تكثر في قصائد المدح التي صُنعت للحمد والعرفان عبارات الثَّناء والشُّــكر من غير الرَّغبة في نوال الممدوح أو عطائه،

المزيد »