logo

logo

logo

logo

logo

الأتابكة

اتابكه

Atabeg / Atabek - Atabey / Atabek

الأتابكة

 

الأتابكة جمع أتابك وهي كلمة مركبة من لفظين تركيين «أتا» أي الأب أو المربي، و«بِك» أي الأمير، فيكون معنى الكلمة «مربي الأمير» ثم صارت مع الأيام تستعمل لدلالات أخرى بينها الملك والوزير الكبير والأمراء البارزون الذين يمتون بصلة القرابة إلى السلاجقة والأمراء الأقوياء. كذلك أطلقت في عهد المماليك على من تُعهد إليه إمارة العسكر، ومنه شاع لقب «أتابِك العسكر».

وأول من لقب بهذا اللقب نظام الملك وزير السلطان ملك شاه السلجوقي، حين فُوض إليه تدبير المملكة سنة 465هـ/1073م. وقد جرى السلاجقة على أن يعهدوا بتربية أبنائهم إلى أشخاص مختارين من قادتهم وكبار رجال دولتهم يسمى الواحد منهم أتابك، فإذا ولى السلطان أحد أبنائه حكم مدينة أو ولاية، أرسل معه أتابكه ليكون عوناً له في الحكم. وكثيراً ما كان الأتابك ينزع إلى استغلال نفوذه والتسلط على الأمير، وقد استفاد هؤلاء الأتابكة من ضعف الدولة وتنازع أبناء الأسرة السلجوقية للاستئثار بالسلطنة فعملوا من أجل الانفراد بالمناطق التي تحت حكمهم، والتوسع والسيطرة على الأراضي المجاورة. كما أنهم عملوا على توريث هذه المناطق لأبنائهم فنشأت ضمن السلطنة السلجوقية دويلات كثيرة متناثرة عرفت باسم دول الأَتابكة وأخذ نفوذها بالازدياد. وكان الأتابكة يستغلون نفوذهم بين الحين والآخر في تحريض أفراد البيت السلجوقي، وإِطماعهم بالسلطة.

كان الأتابكة حتى عهد السلطان مسعود بن محمد (527-547هـ) يستترون وراء السلاطين، وبعد وفاته أخذ نجم هؤلاء الأتابكة بالصعود، وسيطروا على مقاليد الأمور، وصار سلاطين السلاجقة أدوات في أيديهم يأتمرون بأوامرهم وينفذون رغباتهم.

وفي الوقت ذاته كانت الأتابكيات تتنافس فيما بينها وتتصارع مما مهد السبيل للمغول لاجتياح أقاليم بلاد ماوراء النهر وفارس والعراق وأذربيجان وغيرها.

أما أشهر دول الأتابكة فهي:

(1)   أتابكة دمشق [ر. البوريون].

(2)   أتابكة الموصل والجزيرة والشام [ر. الزنكيون]

(3)   أتابكة أذربيجان [ر].

(4)   أتابكة ديار بكر وماردين وحصن كيفا وآمد [ر. الأرتقيون].

(5) أتابكة إربل أو بنو بكتكين الذين حكموا ما بين (539 -630هـ/1144-1233م). ومؤسس هذه الأسرة زين الدين علي كوجك بن بكتكين أحد قادة عماد الدين زنكي [ر] الذي أرسله نائباً عنه إلى الموصل، وبعد وفاة عماد الدين استولى زين الدين على سنجار وحرّان وتكريت وإربل وغيرها. وجعل من إِربل مقر حكمه، وبعد وفاته سنة 563هـ/1168م استولى ابنه الأكبر مظفر الدين كوكبري على حَرَّان، واستولى الأصغر زين الدين يوسف على إربل. التزم آل بكتكين جانب صلاح الدين الأيوبي في نزاعه مع الزنكيين، وتوحدت الأتابكة ثانية بعد وفاة زين الدين يوسف سنة 586هـ/1190م بيد أن كوكبري (ت 630هـ/1233م) لم يكن له من يرثه، فأوصى ببلاده إلى الخليفة العباسي المستنصر (تولى الخلافة 623-640هـ).

(6) أتابكة فارس أو السَلْغريون (542-685هـ/1147-1286م). أنشأ هذه الأتابكية سُنْقُر بن مودود حفيد سَلْغر (بفتح الغين أوضمها) حاجب طغرل بك السلجوقي. وتناوب على حكمها أحد عشر أتابكاً،حكموا نحو قرن ونصف، وحمل أكثرهم لقب مظفر الدين.

اعترفت هذه الأتابكية في بعض مراحل حكمها بسلطة سلاجقة العراق، وفي مراحل أخرى بالدولة الخوارزمية، ثم بالمغول. وتزوج منكو تيمور الابن الرابع لهولاكو، أَبِش خاتون بنت سعد الثاني وهي آخر حكام هذه الأسرة، فاضطلع منكو تيمور بإدارة حكم الأتابكية عنها، وانتهى بوفاتها حكم الأتابكة السلغريين. وحكام هذه الأتابكية هم:

-سُنْقُر بن مودود

543-556هـ/1148ـ1161م.

-زنكي بن مودود

556-570هـ/1161ـ1175م.

-تَكْلَة بن زنكي

570-590هـ/1175ـ1194م.

-طغرل بن سُنْقُر

590-599هـ/1194ـ1203م.

-سعد الأول بن زنكي

599-628هـ/1203ـ1231م.

-أبو بكر قتلغ خان بن سعد

628-658هـ/1231-1260م.

-سعد الثاني بن أبي بكر

658-658هـ/1260 -1260م.

-محمد بن سعد الثاني

658 -660هـ/1260-1262م.

-محمد شاه بن سَلْغَر شاه

660 -661هـ/1262-1263م.

-سلجوق شاه بن سلغر شاه

661-663هـ/1263-1264م.

-أبش خاتون بنت سعد الثاني

663-685هـ/1264 -1286م.

 

(7)   أتابكة لُورسْتان الكبرى والصغرى (في فارس).

-أتابكة لورستان الكبرى (543-827هـ/1148 -1424م) أو الهزارسِبْيون (بنو فضْلويه). مؤسسها أبو طاهر بن محمد بن علي بن أبي الحسن فضلويه، الذي كان من قادة الأتابك سُنْقُر بن مَودود في فارس. وقد أخضع خصوم أتابكة فارس، كما أخضع لورستان، وأنشأ بها سنة 543هـ/1148م أتابكية. توسعت هذه الأتابكية فيما بعد في الأهواز، ومناطق أخرى. واتخذت من إِيْذَج عاصمة لها، واستمرت قريباً من ثلاثة قرون إلى أن سقطت بيد إبراهيم بن شاه رُخ من التيموريين، ويكتنف الغموض ترتيب سلسلة حكامها وسنوات حكمهم، وشخصيات بعض أتابكتها.

-أتابكية لورستان الصغرى أو بنو خورشيد (591 -1005هـ/1195-1996م). أسسها سنة 591هـ/1195م شجاع الدين خورشيد، الذي خلف الوالي السلجوقي في لورستان الصغرى، بموافقة الخليفة العباسي الناصر لدين الله، واتخذ من خُرَّم أباد عاصمة له. كان حكام هذه الأتابكية متناحرين من أجل الظفر بالحكم، وكثيراً ما قتل أحدهم الآخر. ووقع أتابكتها في عداء مع الأكراد الإيوانية، مما اضطرهم إلى قبول حماية المغول.

استمر حكم هؤلاء الأتابكة حتى أوائل القرن الحادي عشر الهجري، وآخر من بقي له ذكر منهم هو شاه رستم بن جهانغير الملقب رستم خان، والذي كان يحمل رتبة الوصي أو المربي لإحدى بنات الشاه طهماسب، إضافة إلى حكم لورستان الصغرى. ويكتنف الغموض سنوات حكم حكام هذه الأتابكية، وتسلسل حكمهم.

(8) أتابكة يَزْد في فارس (590 -673هـ/1194 -1274م) مؤسس هذه الأتابكية سام بن وردان الذي نصبه السلطان سنجر السلجوقي والياً على يَزْد، ثم خلفه من بعده في حكم الأتابكية أفراد أسرته وهم فرع من بني كاكويه. خضعت هذه الأسرة لسلطة المغول، واستمرت في الحكم حتى أواخر القرن السابع الهجري، وقضى عليها الإيلخانيون.

أما حكامها فهم:

- سام بن وردان

 (ت 590هـ/1194م).

- عز الدين لشكر بن وردان

 590 -604هـ/1194 -1207م.

- وردان زور بن لشكر

 604 -616هـ/1207 -1219م.

- أبو منصور سبهسالار بن لشكر

 616هـ/1219م.

- محمود شاه بن سبهسالار

 616 -629هـ/1219 -1241م.

- سلغر شاه بن محمود

 629هـ/1241م.

- طغان شاه بن سلغر شاه.

 

- علاء الدولة بن طغان شاه

 670 -673هـ/1271 -1274م.

- يوسف شاه بن طغان شاه

673هـ/1274م. 

(9) أتابكة شبانكاره (في فارس). أسس هذه الأتابكية أحفاد فضلويه بن حسنويه الكردي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وحكموا قسماً من فارس، واتخذوا من مدينة درابْحِرْد مركزاً لهم، ثم سقطت على يد المُظفريين، ولايمكن تعيين سني حكام هذه الدولة بدقة.

(10) أتابكة كرمان (خانات قُطْلُغ) 619 -703هـ/1222-1303م. مؤسس هذه الأتابكية بُراك حاجب أحد قادة دولة الخَطَا (المغول) الذين دخلوا في خدمة خُوارزم شاه في كرمان سنة 619هـ/1222م، وظلت هذه الأتابكية خاضعة اسمياً للخوارزميين في عهد جلال الدين منكبرتي، ولما أراد بُراك التخلص من سلطة جلال الدين، خضع للمغول وحصل على لقب فُطْلُغ خان، واستمرت أتابكية كرمان على ولائها لإيلخانات فارس حتى سقوطها.     

 

أمينة البيطار

الموضوعات ذات الصلة:

أتابكة أذربيجان -الأرتقيون -البوريون -الزنكيون -السلجوقيون.

 

مراجع للاستزادة:

- ابن الأثير، الكامل في التاريخ (طبعة دار صادر، 1965).

- ابن القلانسي، ذيل تاريخ دمشق (دار حسان للطباعة والنشر، دمشق 1983).

- ستانلي لين بول، الدول الإسلامية، ترجمة محمد فرزات ومحمد دهمان (مطبعة الملاح دمشق 1974).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 156
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40551442
اليوم : 81257

البذريات

البذريات   البذريات أو النباتات البذرية Spermatophyta من أهم شعب العالم النباتي، وتضم جميع النباتات البذرية، أي النباتات التي تحفظ أجنتها في عِضِيّات بالغة التخصص تعرف بالبذور Seeds. وكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم النباتات الزهرية Flower plants وإشارة إلى اجتماع أعضائها التوالدية في عضو متميز يعرف بالزهرة. أقسام البذريات تضم شعبة البذريات قرابة 227000 نوعٍ نباتي، أي قرابة ثلثي أنواع العالم النباتي. وهي تقسم إلى ثلاث شعيبات، هي: النباتات المَغْنُولية Magnoliophytina والنباتات السيكاسية أو (السيكادية) Cycadophytina، والنباتات المخروطية Coniferophytina. كانت شعيبة النباتات المغنولية تُعْرَفُ في التصنيفات السابقة بمغلفات البذور أو مستورات البذور Angiospermae إشارة إلى تغلف بذورها بأعضاء خاصة تعرف بالثمار Fruits. وهي تضم قرابة 226000 نوعٍ، وتقسم إلى صف المغنولياتية Magnoliatae الذي يعرف بصف ثنائيات الفلقة Dicotyledons الذي يضم نحو 172000 نوعٍ، وصف الزنبقيات Liliatae الذي كان يعرف بصف أُحاديات الفلقة Monocotyledons والذي يضم قرابة 54000 نوعٍ. أما الشعيبة الثانية (النباتات السيكادية) فكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم السيكاسيات Cycadophyta أو عريانات البذور نُطَفية الإلقاح، وهي تضم قرابة 200 نوع. في حين كانت الشعيبة الثالثة (النباتات المخروطية) تُعرف بالصنوبريات Pinophyta أو عريانات البذور أنبوبية الإلقاح، التي تضم قرابة 800 نوعٍ. وغالباً ما كانت التصنيفات السابقة تَجمع شعيبتي السيكاسيات والصنوبريات في شعيبة واحدة تعرف باسم عريانات البذور Gymnospermae إشارة إلى عدم إحاطة بذورها بعضو مماثل للثمرة. الوحدات التصنيفية المشتركة مع البذريات تنضم شعبة البذريات إلى شعبة السراخس وأقرانها المسماة الجناحيات أو البتريديات[ر] Pteridophyta، وإلى شعبة البَرْيُونيات[ر] Bryophyta وأقرانها، لتُكَوِّن مجموعة كبرى تعرف بعويلم الكُوْرْميات Cormobionta، إشارة إلى بناء أبدانها من وحدات مرفولوجية تعرف بالكُورمة Cormus أو القرمة. والكورمة عضو خضري أو إعاشي مؤلف من جذور وسوق وأوراق يقابل المشَرَة Thallus التي تتميز بها أبدان المَشَرِيات[ر] Thallophyta التي تتكون أبدانها عادة من صفائح لاترقى بنيتها إلى بنية السوق والجذور والأوراق. ويعرف عويلم الكورميات أيضاً بعويلم الرحميات Archegoniatae إشارة إلى إحاطة البويضة الكروية لنباتاتها بصف من الخلايا العقيمة المعروفة بالرحم Archegonium. كما تعرف الكورميات بالنباتات الجنينية أو الجنينيات Embryophyta إشارة إلى تكوين نباتاتها لأجنة تتغذى بوساطة نُسُج النبات العِرْسي الأحادي الصيغة الصبغية في الجناحيات والبريونيات، وبوساطة نُسُج النبات البوغي الثنائي الصيغة الصبغية في البزريات. حلقة حياة البذريات تتمثل حلقة حياة النباتات البذرية بتعاقب جيلين هما النبات العِرْسي Gametophyte والنبات البوغي Sporophyte. ويتفق هذان الجيلان مع طورين نوويين، يتمثل أولهما بالطور الفرداني Haploid، ويتمثل ثانيهما بالطور الضعفاني Diploid. ويتمثل الطور الفرداني في البذريات في مجموعتين نوويتين، تمثل أولاهما النبات العِرْسي الذكري، وتمثل ثانيتهما النبات العِرْسي الأنثوي. ويختلف عدد خلايا النبات العِرْسي باختلاف زمر البذريات. ففي عريانات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري بحبة الطلع التي تنتشر في الهواء وتولد عند إنتاشها عدداً قليلاً من الخلايا الخضرية أو الإعاشية، التي تتمايز فيها نطفتان مهدبتان في السيكاس وغير مهدبتين في الصنوبر. ويتمثل النبات العِرْسي الأنثوي بالإندوسبرمْ Endosperm التي تمثل مشرة عرسية أنثوية فردانية الصبغة الصبغية تتمايز فيها أرحام محفوظة ضمن نسج النبات البوغي. وفي مغلفات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري الفرداني الصيغة الصبغية بحبة الطلع التي تولد عند إنتاشها خلية خضرية إعاشية واحدة تتمايز فيها نطفتان غير مهدبتين، وبذلك يقتصر عدد خلايا النبات العِرْسي الذكري على ثلاث خلايا أو ثلاث نوى. ويتمثل النبات العرسي الأنثوي بالكيس الجنيني Embryo sac المحفوظ ضمن خلايا نسج النبات البوغي والمكون عادة من جهاز ثُماني النوى. ويتمثل الطور الضعفاني في النباتات البذرية بخلايا الجنين ونسجه والبادرة والنبات المورق والنبات الزهري والأسدية (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لحبات الطلع، حيث يبدأ تكوّن النبات العِرْسي الذكري) والكَربيِلات (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لكيس جنيني حيث يبدأ تكون النبات العِرْسي الأنثوي). وهكذا يتميز النبات البوغي في البذريات بكثرة عدد الخلايا وتمايز الكورمه والعمر المديد والتغذية الذاتية، في حين يتميز النبات العِرْسي في الزمرة نفسها بقلة عدد الخلايا وتمايز المشرة والعمر القصير والتغذية الطفيلية المعتمدة على النبات البوغي.   أنور الخطيب   الموضوعات ذات الصلة   البذرة ـ التأبير ـ الثمرة ـ الزهرة ـ مغلفات البذور.   مراجع للاستزادة   ـ أنور الخطيب، التكاثر النباتي (مطبوعات جامعة دمشق 1973). Pr.Bell and De coombe, Strasburger's Textbook of Botany (London1980).
المزيد »