logo

logo

logo

logo

logo

ياسين (أحمد-)

ياسين (احمد)

Yassin (Ahmad-) - Yassine (Ahmad-)

ياسين (أحمد ـ)

(1936ـ 2004)

 

الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ولد في قرية الجورة قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، مات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات، التحق بمدرسة الجورة الابتدائية، وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى مدينة غزة، وهناك عانى مع أهله مرارة الفقر والجوع والحرمان، ترك الشيخ ياسين الدراسة ليعيل أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم غزة، ثم عاود الدراسة مرّة أخرى. في السادسة عشرة من عمره وفي عام 1952 تعرض لحادث أدى إلى إصابته بالشلل.

 أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية عام 1957/1958، وعمل مدرساً، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

شارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956.

كانت مواهب الشيخ ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، فكانت خطبه محببة إلى الناس يتطرق فيها إلى القضايا المجتمعية بلغة رقيقة؛ فلا يسب ولا يشتم ولا يتطاول ولا يجرح؛ لذلك كان الناس ينتظرون خطبه التي تبث في قلوب المصلين النقاء والعزيمة للعمل لرفعة الإسلام، ويركز في خطبه على قضية التربية والأخلاقيات، وبعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها «إسرائيل» كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة بدأ الشيخ ياسين يلهب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل داعياً المسلمين إلى الجهاد والمقاومة بصوته الحنون الرنان الذي كان في تلك الفترة أنقى وأقوى منه قبيل وفاته، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات وتقديم المعونة إلى أسر الشهداء والمعتقلين. ثم عمل بعد ذلك رئيساً للمجمع الإسلامي.

كان الشيخ يعتنق أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها في مصر حسن البنا[ر] عام 1928، وكانت تدعو إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً. وقد أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية، فاعتقلته عام 1982، ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكماً بالسجن 13 عاماً، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وفي عام 1987 اتفق الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي، أطلقوا عليه اسم «حركة المقاومة الإسلامية» المعروفة اختصاراً «حماس».

كان الشيخ محبوباً، وقوراً؛ فنال احترام عائلات غزة جميعها، وغدا بعطفه أباً حنوناً لعائلته الصغرى وعائلته الكبرى (حماس والشعب الفلسطيني)، يصطحب زوجته وأولاده ولا يحرمهم صحبته، ويزور بناته ويصل رحمه ويكرم ضيفه، فكان بيته مَقصداً للزائرين على كثرتهم، وكان الإصلاح دعوته وهمه وشاغله لتوحيد صفوف الفلسطينيين وتخليصهم من جاهلية الثأر؛ إذ كان يقول: «إن إصلاح ذات البين هي أرضية ودعامة لبناء المجتمع الصالح وللعمل الإسلامي، خاصةً أن مجتمعنا قبلي، وكانت فيه عادة الثأر عميقة» وقد اتخذ من الآية الكريمة شعاراً لعمله: ]لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِين[ (المائدة 28)، فغدت هذه الآية عُرفاً لكل أبناء الشعب الفلسطيني.

وكان للشيخ ياسين دور مهم في الانتفاضة التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ ياسين، فقامت باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس عام 1989، وأصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكماً بسجنه مدى الحياة بسبب التحريض على اختطاف  جنود إسرائيليين وقتلهم وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

خرج من السجن في عام 1997 إثر عملية تبادل بين الأردن وإسرائيل، قدمت فيها الأردن عميلين من الموساد الإسرائيلي قاما بمحاولة اغتيال مخفقة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

عاد الشيخ ياسين إلى قطاع غزة، وقام بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج، حيث قام بجولة واسعة في العديد من الدول العربية والإسلامية، نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة، أثارت هذه الجولة «إسرائيل» حيث قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته بحملة «التحريض ضد إسرائيل في الخارج» التي قام بها الشيخ أحمد ياسين.

ففي عام 2003 تعرض أحمد ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين قصفت مروحيات إسرائيلية شقته في غزة، وكان فيها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية، وأصيب على أثرها بجروح طفيفة. وفي عام 2004 أقدمت «إسرائيل» على اغتيال الشيخ ياسين حين قصفت طائرات إسرائيلية الشيخ المُقْعَد وهو على كرسيه الذي لم يكن يفارقه، وقع ذلك بعد خروجه من صلاة الفجر، فتناثرت أشلاؤه وتناثرت معها قطع الكرسيّ، استشهد الشيخ، ولطالما انتظر هذه الشهادة وتمناها، ولكن أفكاره ودعوته إلى تحرير كل فلسطين لم تمت، وقد كان بلا ريب من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن العشرين، وأوائل القرن الحادي والعشرين.

منى الحسن

 

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 443
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40507066
اليوم : 36881

الخطأ في القانون

الخطأ في القانون   بيَّن القانون المدني فيما وضعه من أحكام للمسؤولية، عقدية كانت أم تقصيرية، أن الأساس فيها جميعاً هو الخطأ دون أن يعرف ماهية الخطأ، فقد ذكرت المادة 164 من القانون المدني السوري أن: «كل خطأ سبب ضرراً للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض». وقد ثار خلاف بين الفقهاء حول تعريف الخطأ وتحديد مفهومه، أو وضع معيار معين له. فمنهم من أخذ بالنظرية التقليدية للخطأ التي تشترط أن يتوافر فيه عنصران: أولهما، نفسي وهي الإضرار بالغير أو توقع الضرر والمضي في الفعل المحدث له مع ذلك، أو عدم الاحتياط لتلافيه، وثانيهما، مادي وهو أن يكون الفعل غير مشروع أو إخلالاً بالقانون أو الواجب القانوني، ومنهم من يعّول على نظرية تحمل التبعة. وإلى هذا اتجهت معظم التشريعات المدنية العربية وعدد من التشريعات الأجنبية.
المزيد »