logo

logo

logo

logo

logo

أبيس

ابيس

Apis - Apis

أبيس

 

تعود عبادة الثور أَبيس Apis (هَبْ بالمصرية القديمة) إِلى الأسرة الأولى, وهي ترتبط بالزراعة والخصب والقوّة. وكانت منفيس مقر عبادته التي اتحدت بعبادة «بْتَاح» المعبود المحلي حامي المدينة. أما قرص الشمس الذي يحمله أبيس بين قرنيه فهو من تأثير عبادة رع في إِيون (هليوبوليس), وأما رأس الكوبرا فهو رمز القوة التي يتمتع بها «رَع» وتُمنح للفراعنة.

الثور المقدس أبيس (متحف الوفر)

وكان كَهنة أبيس الذين كانوا يُدْعَون «عُصي أبيس» في زمن الدولة القديمة يجوبون البراري بحثاً عن ثور يحمل الصفات المطلوبة لتأليهه, ومنها بقع على مختلف جوانب الجسم, ليجري بعد ذلك تعيينه خلفاً لأبيس القائم على عرشه. وعندما يموت الثور «أبيس» كانت جثته تحنّط قبل تكفينه وفق مراسم محدّدة وتوضع في تابوت خشبي. وقد استخدمت فيما بعد النواويس الحجرية المحفورة من الغرانيت أو البازلت, وعثر على 24 نموذجاً منها. ويدفن أبيس في «السيرابيوم» ليلتحق بالصور الأخرى التي كان يعتقد أن الإِله تجسد فيها. ثم يتوج أبيس الجديد وسط أجواء صاخبة من الأفراح والأعياد. وبعد أن يعرض على الشعب كان يقاد إِلى معبده ليعيش فيه محاطاً بقطيع من الأبقار الجميلة وينعم بالتقدمات الوفيرة التي يقدمها إِليه المؤمنون, ولا يخرج من معبده إِلاّ للمشاركة في المواكب.

والسيرابيوم Serapion اسم أطلق على مقابر  تقع بين أبو صير وصقّارة مخصصة لدفن مومياءات الثيران (أبيس), وتتألف من مجموعة من السراديب المبنية تحت الأرض, استخدمت منذ أيام أمنحوتب الثالث, ولكل أبيس فيها قبر ومصلّى جنزي فوقه, وفي زمن رعمسيس الثاني أقيم لهذه المعبودات قبر مشترك كانت توضع شواهد تذكارية على عتباته الخارجية. وبقي هذا السيرابيوم مقبرةً أيام البطالمة اللاجيديين Lagid, وعُيّن لحراسته قيّمون اختاروا الاعتكاف فيه زهداً وتعبداً, فيه مستوصف أسكلبيون Asclépieion كان يقصده المرضى أملاً بالشفاء.

وقد اختلطت عبادة أبيس بعبادات أخرى, فوجدت صلات بين عبادة أبيس وعبادة أتوم ِِِإله الغروب في هليوبوليس تعود إِلى زمن الامبراطورية. وكان يعتقد أن أبيس يتحد بأوزيريس إِله القمر في العالم الآخر, وكان يُعبد باسم أوزيريس - أبيس ثم سيرابيس Serapis في العصرين الهلنستي والإِغريقي - الروماني. وكانت لعبادته شعبية كبيرة. ويدّعي هيرودوت أن الملك الفارسي قمبيز قتل أبيس في فورة من الغضب ولكنه أمر بأن يُصنع له تابوت فخم استرضاء للمصريين.

وقد جمع سيرابيس خصائص متعدِّدة, مصرية من أوزيريس وأبيس, وهيلينية من زيوس وديونيزوس وأسكلبيوس, وأضحى المعبود الرسمي في دولة البطالمة اللاجيديين. وهو مثل على اندماج الثقافتين المصرية والهلّينية في العصر الهلنستي, وأُقيمت له معابد في كل أنحاء مصر كان أهمها في الاسكندرية ومنفيس.ولقيت عبادته استجابة عامة لا في مصر وحدها بل في كل أنحاء الامبراطورية الرومانية بعد أن أضحت مصر ولاية امبراطورية.

 

محمد حرب فرزات

 

التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 149
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40490002
اليوم : 19817

لابيش (يوجين-)

لابيش (أوجين ـ) (1815 ـ 1888)   ولد أوجين لابيش Eugène Labiche في باريس وتوفي فيها، ويُعد أحد أهم كتّاب الكوميديا في القرن التاسع عشر. يتحدر لابيش من عائلة برجوازية مما سمح له بمعرفة طباع هذه الطبقة وسلوكها معرفة عميقة. منذ حصوله على إجازة الحقوق بدأ يكتب لصحف عدة ومن بينها مجلة المسرح. وفي عام 1838 نشر روايته الوحيدة «الحرية» La Clef des champs التي تضمنت ملامح من سيرته الذاتية مع نقد لاذع لحياة البرجوازيين. انصرف بعد ذلك إلى المسرح الذي كان يجذبه كثيراً، وبدأ يكتب بالتعاون مع أصدقائه مسرحيات من نوع الڤودڤيل Vaudeville تقوم على الالتباس المتولد من تداخل المواقف المضحكة.
المزيد »