logo

logo

logo

logo

logo

الأقصر

اقصر

Luxor - Louxor

الأُقصر

 

تقع مدينة الأُقصر Louxor أو Luxor في مصر في وادي النيل إلى الجنوب من مدينة طيبة [ر] التاريخية التي كانت عاصمة مصر العليا، ثم عاصمة الامبراطورية المصرية الوسطى والحديثة. وكانت الأقصر في البدء ضاحية جنوبية لمدينة طيبة إلا أنها أصبحت فيما بعد مدينة مستقلة، في حين كانت الكرنك الضاحية الأخرى الشمالية. وبذلك تكوّن الأُقصر وطيبة والكرنك مجمَّعاً حضارياً قام بدور كبير لمدة طويلة في حياة مصر السياسية والدينية.

يورد ياقوت الحموي في معجمه أن الأقصر، جمع قصر، و بذلك تعني في العربية الحديثة القصور، وأشار إلى قدمها عندما قال: إنها «مدينة على الشاطئ الشرقي لنهر النيل، وهي أزلية ذات قصور ولذلك سُميت بالأقصر»، ودعيت أيضاً «ذات قصر»، وقد يكون الاسم جاء من كلمة «كاسترا» Castra التي تعني القلعة في العهد الروماني. وتكمن أهمية طيبة في كونها مركز عبادة الرب الرئيس آمون ثم آمون ـ رع. وتدل البقايا العائدة لمعابد طيبة والكرنك والأقصر وكذلك المدافن والمعابد في الجانب الغربي من نهر النيل، (وهي تضم وادي الملوك والدير البحري وغيرها)، على أهمية هذه المنطقة، فهي تعدُّ على الدوام واحدة من أغنى المناطق باللُّقى الأثرية التي تزين اليوم أبهاء المتاحف في جميع أنحاء العالم0

بعد إخراج ملوك الهكسوس من مصر على يدي أحموس الأول، عمل هذا على إعادة الحياة الدينية إلى المعابد التي هجرت إبان حكم الهكسوس، كما عمد إلى إقامة معابد جديدة في ممفيس (منف) وفي الأقصر، وقد نقل حجارة بنائها من أماكن بعيدة بوساطة الثيران التي توافرت لديه بعد حروبه مع الآسيويين. إلا أن تلك العمائر لم يبق منها سوى معبد صغير موقوف للرب «آمون»؛ كان قد بني في عهد ملوك الأسرة الثانية عشرة. غير أن أمنحوتب الثالث عمد إلى هدم ذلك المعبد في بداية حكمه وقام ببناء معبده الجميل الذي وقفه للرب آمون ـ رع (رب الأرباب) ولزوجته «موت» وولدهما «خونصو"، وذلك على غرار ما قام به تحوتمس الأول في الكرنك.

زود المعماريون بناء معبد الأقصر بأعمدة جميلة ما تزال بقاياها القائمة تشهد على جمالها، وكانت هناك قاعة يرتكز سقفها على صفين من الأعمدة تقوم في وسطها. وتعدُّ هذه الأعمدة بحق تحفة معمارية فريدة تزينها تيجان على صورة زهرة اللوتس، لكن الفرعون أمنحوتب لم يتمكن من إكمالها قبل موته؛ كما لم يكملها خلفه أمنحوتب الرابع (أخناتون) بسبب عدائه للرب آمون وانصرافه عنه إلى عبادة جديدة للرب آتون. وعندما تمَّ القضاء على الثورة الدينية الآتونية، قام توت عنخ آمون و«حور محب» بإكمال ما بدأه أمنحوتب الثالث في معبد الأُقصر، كما قام رعمسيس الثاني بإجراء بعض الإضافات إلا أنها ليست على درجة من الروعة الفنية التي كانت عليها الأعمال السابقة، وكذلك جرت بعض الإضافات في عهد البطالمة. وفيما بعد حولت القاعة الكبيرة المذكورة آنفاً إلى كنيسة قبطية ما تزال ترى فيها بعض الإشارات الدالة عليها. كما يوجد في الواجهة الأمامية لمعبد الأقصر جامع الشيخ يوسف الحجاج، الذي يعدّه السكان أحد أوليائهم يحتفلون به في موسم معين بالقيام بتظاهرة نيلية بالقوارب. ويذكر هذا الحفل باحتفال جميل يعود إلى «أُوبي» Ope الذي كان يجري في اليوم التاسع عشر من الشهر الثاني، والذي يصادف مجيء الرب آمون من معبد الكرنك لزيارة معبده الثاني بالأقصر.

 

 

يتألف الجزء الرئيسي في معبد الأقصر من رواق طويل ومجموعة من القاعات والغرف خلفها، وتقوم في الجانب الشرقي من ذلك الرُواق الطويل غرفة تعرف بغرفة الميلاد تزين جدرانها مناظر من الزواج السري للملكة «موتيميا»، أم أمنحوتب من الرب آمون، الذي كانت ثمرته ميلاد الطفل الملكي بمساعدة الربات القابلات. وهناك قاعة أخرى من قاعات المعبد جُعلت مصلّى للاسكندر المقدوني. ومن المفيد تذكُّر أن رعمسيس الثاني زين ما أضافه إلى المعبد بتماثيل أقامها لنفسه بين الأعمدة المزدوجة وسجل على تلك الأعمدة انتصاراته على الحثيين في معركة قادش (تل النبي مند) على بحيرة قطينة بالقرب من مدينة حمص في سورية، كما سجل تلك الانتصارات على جدران المعابد الأخرى ومنها معابد الكرنك والبر الغربي و أبيدوس [ر] وأبو سمبل[ر]. كما أقام أمام المعبد مسلتين من الغرانيت الأسواني يبلغ طول كل منهما نحو 24 متراً، إحداهما ماتزال باقية في مكانها، أما الأخرى فقد نقلت عام 1831 ونصبت في ساحة الكونكورد في باريس، ويظهر عليها رعمسيس والرب آمون ـ رع الذي أصبح ملكاً للأرباب، وتشمل ربُوبيته امبراطورية كبيرة تمتد من الفرات إلى السودان.

وخلاصة القول إن الأقصر مشهورة بالروائع المعمارية التي خلفها فراعنة مصر في مختلف العصور، وهي اليوم مقصد السائحين و طلاب المعرفة ومحبي الحضارة المصرية من أنحاء العالم.

قام المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو في المدة مابين 1926 و1931 بتنقيبات أثرية ودراسات في الأقصر. وقد توجت تلك الأعمال بنتائج مهمة جداً تشمل اللقى الصغيرة والبقايا المعمارية، كما قامت مصلحة الآثار المصرية بإجراء ترميمات وتنقيبات في هذا الموقع. 

شوقي شعث

 

الموضوعات ذات الصلة

 

مصر ـ النيل.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ ويلسون جون، الحضارة المصرية، ترجمة أحمد فخري (القاهرة 1951).

-J.H.BREASTED, A History of Egypt from the Earliest Times to the Persian Conquest (London 1941).

- A.CHAMPDOR, Thebes aux cent portes, 5 edit (1955).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 64
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 40495663
اليوم : 25478

التعايش السلمي

التعايش السلمي   شق مصطلح التعايش السلمي طريقه إلى مجموعة مصطلحات التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية سنة 1946 في أثر الحرب العالمية الثانية، وكثيراً ما كان رديفاً أو بديلاً عن مصطلح «الحرب الباردة»[ر] الشائع أو «حمى الحرب» الأقل شيوعاً. تعود جذور هذا المصطلح إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، إذ يمكن اعتبار الكتاب الشهير الذي ألفه الجنرال البروسي، كارل فون كلاوسويتز (1780-1831) وجعل عنوانه «في الحرب»، ونشر سنة 1831، أول بحث يعالج فيه المفهوم الدال على تعايش سلمي ما بين قوى متزاحمة متصارعة.
المزيد »