logo

logo

logo

logo

logo

باتاغونية

باتاغونيه

Patagonia - Patagonie

باتاغونية

 

باتاغونية Patagonia إقليم طبيعي يقع جنوبي الأرجنتين[ر] في أمريكة الجنوبية جنوبي خط العرض 40 درجة جنوباً بين جبال الأنديز[ر] في الغرب والمحيط الأطلسي[ر] في الشرق ومضيق ماجلان في الجنوب ووادي ريونيغرو، وسهل البامبا Pampa في الشمال.

وهي هضبة يزيد ارتفاع معظم سطحها على 700م فوق سطح البحر وتشغل نحو 25% من مساحة الأرجنتين البالغة 2.766.889كم2 ويعيش فيها نحو 3% من مجموع سكان الجمهورية الأرجنتينية البالغ عددهم 32.600.000 نسمة.

تعد هذه المنطقة من أبرد أصقاع الأرجنتين وتدخل في نطاق المناخ المعتدل البارد، إذ ينخفض متوسط درجة الحرارة في كانون الثاني من 28درجة مئوية في الشمال إلى 23درجة مئوية في الجنوب، ومتوسط درجة الحرارة في تموز من 8 درجات مئوية إلى درجتين. ولوقوع باتاغونية في ظل جبال الأنديز فإن كمية الأمطار فيها قليلة، ففي الوقت الذي تصل فيه عند باهيابلانكا إلى نحو 500مم تنخفض إلى 130مم في الأراضي الساحلية الجافة لمقاطعتي جوبوت وسانتاكروز، وتعود كميتها إلى الارتفاع في أقصى الجنوب وفي الغرب ولاسيما في مقاطعة نيوكوين، والهطل موزع على أشهر السنة كلها، ومعظمه يحدث في نصف السنة الصيفي، وتسقط الثلوج في فصل الشتاء.

ويتركز الاستقرار والإعمار في باتاغونية في خطين رئيسيين: الأول على طول نهر ريونغرو Rio Negro حيث يوجد شريط من الواحات الصغيرة، وحيث تزرع الفاكهة على مشروعات الري الحديثة ويتجه إنتاجها نحو العاصمة بونس آيرس. والخط الثاني يتبع سفوح الأنديز حيث تسمح الأمطار القليلة وذوبان الثلوج بالاستقرار. وقد اجتذبت باتاغونية بعض المهاجرين الذين يعملون في تربية الأغنام واستغلال الغابات، ومدينة أوشوايا هي أبعد مدن الأرجنتين نحو الجنوب، ويتركز العمران القليل حول هذه المدينة وحول مدن كوتونيس، وسيرمينتو وكارمن.

وقد طور الإسبان والبريطانيون باتاغونية منذ سنة 1880 من أجل تربية الأغنام والصناعات النسيجية، كما ازدادت أهميتها بعد كشف النفط فيها، إضافة إلى كونها المنفذ نحو المناطق السياحية الأنديزية، وتبقى هذه الأرض منطقة مثالية بزراعاتها المروية ومحطاتها المختصة بتوليد الطاقة الكهرمائية. وقد كشف أمريكو فيسبوشي Vespucei باتاغونية سنة 1502، ودار حولها ماجلان في رحلته الكبرى سنة 1520، ولم تظهر أهمية باتاغونية كاملة إلاَّ في القرن التاسع عشر. ففي هذه المرحلة اختفى منها آخر هنود البولش Puelches والتوهولش Tehuelches. وقُسمت باتاغونية بين التشيلي والأرجنتين عام 1881. فالقسم الغربي يتبع لتشيلي حيث تطبع أقدام الجبال في باتاغونية الغربية الإقليم بطابع تلي جبلي منخفض في قواعد سلاسل الأنديز، ويقل الارتفاع في الاتجاه نحو أقصى الجنوب، وتنخفض حدود الغابات حتى يصل ارتفاعها عند مضيق ماجلان إلى 300م، وحدود الثلج الدائم حتى 700م فقط فوق مستوى سطح البحر.

وتظهر مساحات سهلية واسعة في أرخبيل أرض النار والأجزاء الشرقية الواقعة على مضيق ماجلان لظهور الكتلة الباتاغونية القديمة.

ومع تناقص درجات الحرارة في اتجاه الجنوب تقل كثافة أشجار الغابة وتظهر الأعشاب والمروج حيث تربى الأغنام (زهاء 3ملايين رأس)، وتعد مدينة ماجلان الواقعة على خط العرض 53درجة جنوباً مركزاً مهماً لتجارة الصوف واللحوم.

أما القسم الشرقي من باتاغونية فيتبع الأرجنتين وهو نجد ضعيف التضاريس أساسه الصخور القديمة للكتلة الباتاغونية الواقعة تحت غطاء من صخور البورفير البركاني والرسوبيات الثنائية والبازلت، مؤلفة موائد منبسطة Mesas تحفر فيها الأنهار ودياناً عريضة مخددة الجوانب.

وتهطل في باتاغونية الشرقية أمطار تأتي بها الرياح الغربية، تقلل من قيمتها المرتفعات الحاجزة المانعة (معدل الأمطار على حوافي الأنديز قرابة 800مم وتنخفض في بعض الأحيان خلف الحاجز المانعة إلى 200مم فقط). وقد خضع سطح الأرض لعملية تعرية للغضار الناعم ذي الأصل الجليدي، خلفت على السطح طبقة من الحصى والحجارة المدورة، تنمو عليها نباتات عشبية كثيفة أحياناً، مما أدى إلى ازدهار مهنة تربية الغنم في مزارع إقطاعية واسعة، بعد أن كانت المنطقة قبل مئة عام خالية من الاستثمار، وإلى نشوء عدد من المراكز البشرية الصغيرة على الشاطئ الذي يعتمد على تجارة الصوف واللحوم، أما التطور الاقتصادي المميز لمدينة كومودورو ريفادافيا Comdoro Rivadavia فناشئ في المقام الأول عن كشف النفط في جوارها.

ومن الأجزاء المهمة في الإقليم وديان الأنهار الكبيرة مثل نهر شيبوت Chubut ونهر ريونغرو، حيث تقوم الزراعة المروية المتقدمة مثل زراعة العنب والثمار والقمح ونباتات العلف، ومنها أيضاً منطقة رعي الخيل والأبقار عند أقدام الأنديز.

للموانئ البحرية في باتاغونية الشرقية أهمية ثانوية، ويمر أمامها تيار فوكلند البارد وهو في طريقه إلى الشمال، وفائدته جزئية تنحصر في ملاءمته لعيش الحيوانات الشاطئية من نوع فرس البحر والبطريق، (إمكانية صيد الحوت وفرس البحر بضعة أسابيع في العام).

وتبرز على الرصيف القاري لباتاغونية الشرقية وعلى بعد 500كم جزر فوكلند أو مالفين [ر.الأرجنتين].

 

ناظم عيسى

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأرجنتين ـ الأنديز (جبال ـ) ـ الأطلسي (المحيط ـ(.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد حمادي، علي موسى، جغرافية القارات (دمشق، دار الفكر1982(.

- BI-Handlexikhon in zwei Banden -2- Luft bis Z (Leipzig-1985).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 536
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 40495569
اليوم : 25384

تحت المهاد

تحت المهاد   تحت المهاد hypothalamus ( وتسمى أيضاً الوِطاء) غدة توجد على الوجه البطني للمخ[ر] في قاعدة الدماغ المهادي thalamencephalon بين التصالب البصري في الأمام والجسم الحلمي في الخلف. وتبدي في مركزها بروزاً قمعياً هو الحدبة الرمادية. ولتحت المهاد علاقة وثيقة جداً مع الغدة النخامية hypophysis التي تقع تحته معلّقة بالساق النخامية.
المزيد »