logo

logo

logo

logo

logo

بيت لحم

بيت لحم

Bethlehem - Bethléem

بيت لحم

 

بيت لحم Betlahem من أعرق المدن الفلسطينية، سُكنت منذ أوائل الألف الثاني قبل الميلاد. وتذكر ألواح تل العمارنة العائدة للقرن الرابع عشر ق.م وجود مدينة جنوب القدس تسمى «بيت إيلولاهاما»، أي بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت عند الكنعانيين. كذلك فإن كلمة بيت لحم تعني بيت الخبز بالآرامية. وهكذا فإن جميع الأسماء السابقة لها المعنى نفسه تقريباً وهو الخير والخصب والطعام. وعلى أرض هذه المدينة أطلت رسالة المحبة والسلام بمولد عيسى عليه السلام.

تقع مدينة بيت لحم إلى الجنوب من مدينة القدس وعلى بعد 10كم منها تقريباً، عند تقاطع خط العرض 31درجة و42دقيقة شمالاً مع خط الطول 35درجة و12دقيقة شرقاً، على جبل يبلغ ارتفاعه 780م تقريباً، وتشكل مع مدينتي بيت جالا وبيت ساحور تجمعاً عمرانياً ثلاثياً، إذ لا تبعد الواحدة عن الأخرى أكثر من 2 - 3كم.

تتمتع بيت لحم بمناخ معتدل البرودة شتاءً، إذ يراوح وسطي الحرارة في كانون الثاني بين 8 -10درجة مئوية، ولطيف جاف صيفاً بوسطي حرارة لشهر تموز يراوح بين 23 و25درجة مئوية، ويبلغ متوسط الأمطار السنوية 600مم، ويراوح عدد الأيام الممطرة بين 40-55يوماً.

انخفض عدد السكان بعد نكسة 1967 إلى 16313 نسمة، ثم عاد للارتفاع حتى وصل إلى45 ألف نسمة، وتوسع عمرانها في عام 1995.

تُعد مدينة بيت لحم مركزاً سياحياً مهماً، إذ يؤمها أتباع الديانة المسيحية للحج على مدار السنة. ويقتصر النشاط الصناعي فيها على التحف المصنوعة من خشب الزيتون والصدف والنحاس وعلى أشغال التطريز اليدوي، وبعض الصناعات الخفيفة. وتأسست فيها سنة 1973 جامعة وثلاثة مستشفيات.

وهذه المدينة كنعانية الجذور، ورد في أسفار العهد القديم أن قبائل يهودية غزت بيت لحم زمن الكنعانيين واستقرت فيها، وأن النبي يعقوب جاء إليها، وبعد أن توفيت زوجته فيها دفنها بالقرب منها، في مكان يُعرف اليوم بقبة راحيل. وفي أواخر القرن الحادي عشر قبل الميلاد تغلب الفلسطينيون على الملك اليهودي شاؤول وقتلوه، وأقاموا في بيت لحم مدة من الزمن إلى أن تغلب عليهم الملك داود المولود فيها، ثم صارت مركزاً لحامية رومانية.

ومما يؤكد الأهمية التاريخية للمدينة أيضاً، أن الفرس الذين احتلوا فلسطين سنة 614، لم يمسوا كنيسة المهد بأذى، لأن واجهتها احتوت على صورة مصنوعة من الفسيفساء تمثل سجود المجوس بملابسهم الفارسية أمام السيد المسيح. كذلك عندما فتح المسلمون القدس سنة 17هـ/ 638م أظهروا الاحترام لمهد عيسى عليه السلام، وحين زارها الخليفة عمر بن الخطاب أعطى أماناً لأهلها.

غير أن الأهمية الكبرى للمدينة تأكدت زمن الحروب الصليبية على فلسطين، فقد دخلوا بيت لحم سنة 1099، وتُوِّج بلدوين الأول ملكاً على القدس بعد ذلك بسنة واحدة، وفي عام 1110 صارت أبرشية، وأعاد الصليبيون تعميرها وأضافوا إلى كنيسة المهد ديراً على النمط القوطي.

استرجع صلاح الدين الأيوبي المدينة في عام 1187، غير أنها أُعيدت إلى الصليبيين بموجب الاتفاقية التي عُقدت بينهم وبين الملك الكامل الأيوبي سنة 1229. وفي عام 1244 تمكن الملك الصالح نجم الدين أيوب من استرجاع المدينة، وظلت تحت سلطة المماليك حتى الاحتلال العثماني لبلاد الشام سنة 1517. واستمر المسيحيون بعد الاحتلال يتمتعون بالحرية الدينية. وحين اختفت النجمة الفضية المثبتة في مغارة المهد في موضع ولادة السيد المسيح، نشب نزاع دولي، أدى إلى حرب القرم بين روسية من جهة والدولة العثمانية وبريطانية وفرنسة من جهة أخرى، ثم صارت فلسطين ومعها بيت لحم عام 1917 تحت الانتداب البريطاني، واستمر ذلك حتى عام 1948. وبعد نكبة فلسطين صارت بيت لحم والضفة الغربية تابعة للأردن حتى عام 1967، حين احتلها العدو الإسرائيلي.

 

استمدت بيت لحم أهميتها الدينية وشهرتها في العالم من مولد عيسى عليه السلام فيها. ونحو عام 330، بنى الامبراطور الروماني قسطنطين وأمه هيلانة كنيسة فوق المغارة دُعيت باسم القديسة مريم، ثم هُدمت الكنيسة سنة 529 من قبل السامريين، فأعاد الامبراطور جستنيان بناءها بشكلها الحالي تقريباً وسُمّيت كنيسة المهد. وهكذا تحولت بيت لحم إلى محج للسياح على مدار العام، ومن أهم آثارها الدينية كنيسة المهد، وهي موضع إجلال وتقديس عند جميع الطوائف المسيحية، وواجهة الكنيسة مزينة بالفسيفساء الملونة، تتخللها عروق من الذهب. وتتقاسم الكنيسة طوائف الروم الأرثوذكس واللاتين والأرمن، والمكان المتفق على أنه مكان ولادة السيد المسيح عبارة عن تجويف مستدير في ناحية المغارة، أرضه مرصوفة بالرخام الأبيض، وتتوسطه نجمة فضية مسمرة بالأرض، كُتب عليها «هنا ولد يسوع المسيح من العذراء مريم».

 

بسام حميدة

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

عيسى (النبي ـ) ـ فلسطين ـ القدس.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد سلامة النحال، جغرافية فلسطين (دار العلم للملايين، بيروت 1966).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 679
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 684
الكل : 32174965
اليوم : 20211

غريلبارتسر (فرانتس-)

غريلبارتسر (فرانتس ـ) (1791ـ 1872)   فرانتس غريلبارتسر Franz Grillparzer أديب نمساوي، كتب المسرحيات والقصص، ولد في ڤيينا وتوفي فيها. كان والده محامياً لامعاً، فدرس القانون وعمل أول الأمر معلماً خصوصياً ثم تسلم عام 1832 منصب مدير أرشيف البلاد ثم صار مستشاراً. عانى الواقع البائس لحياة الوظيفة فلم يعد يطيقها فهرب إلى إيطاليا وألمانيا وإنكلترا وفرنسا وتركيا واليونان. كان ذا توجه ليبرالي عن قناعة ومن خلال تربيته، مما جعله يعاني في ظل نظام مترنيخ Metternich القمعي.
المزيد »