logo

logo

logo

logo

logo

بكين

بكين

Peking / Beijing - Pékin

بكين

 

بكين Peking أو Peiping واسمها الحالي بيجنغ Peijing عاصمة الصين[ر]. وثانية مدنها، بعد شنغهاي، في عدد السكان الذين يزيدون فيها اليوم على 11 مليون نسمة وتعد في أقدم مدن العالم، وتحتل مكانة خاصة بين مدن الصين لاتخاذها، منذ نشأتها في القرن الرابع قبل الميلاد، عاصمة للممالك التي توالت على الجزء الشمالي من الصين.

ومع تعرضها للحريق والتدمير أكثر من مرة، ونقل العاصمة منها مرات، فقد بقيت محتفظة بمكانتها حاضرةً للشمال الصيني، تزيد مساحتها على 17800كم2.

تقع بكين في سهل الصين الشمالي الواسع، وسط سهل صغير لايعلو عن سطح البحر أكثر من 45متراً. يمر فيه نهرا شاوبي هيه Chaobai - Hé ويونغ دينغ هيه Yong-Ding-Hé الصغيران، والممرات الجبلية التي توصل إليها محدودة، تنحصر تقريباً بممري غوبيكو Gubeikou ونانكو Nankou. وتسيطر بكين من هذا الموقع على جميع المنافذ المؤدية إلى أراضي الصين التي تؤلف الواجهة البحرية على المحيط الهادئ. وهي بموقعها هذا عند التقاء منطقة الشمال الشرقي (المنطقة الصناعية الأولى في الصين) بمناطق سهوب منغولية. ثم بمنطقة الشمال الغربي، وسهول المنطقة الشرقية الساحلية الغنية، تحتل مكان القلب من مناطق الإنتاج الصيني المتنوع.

يعود تاريخ بناء مدينة بكين إلى عهد ممالك اليان المحاربة التي أقامتها لتكون عاصمة لها تحت اسم جي Ji، بين القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد. وبعد أن دمرت في عام 226ق.م، عادت إلى الظهور في عهد أسرة هان، تحت اسم يان Yan. وخضعت بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد لسيطرة مغول السهوب. وصارت بين 618 و907 القلعة الرئيسة التي تتصدى للغزاة. وقد احتُلت المدينة ودُمرت من قبل جنكيز خان المغولي في عام 1215.

وفي عام 1260 استقر خان المغول «قبلاي خان» في المنطقة التي تتوسطها مدينة بكين. وبنى، بين عامي 1264 و1267، إلى الشمال الغربي من المكان الذي كانت تقع فيه بكين التي هدمت، مدينة جديدة عرفت باسم خان ـ باليك Khan-Balik، وفي نهاية القرن الثالث عشر، ربطت بكين بقناة الصين الرئيسية بوساطة قناة فرعية، فتم بذلك تموينها من رز اليانغ ـ تسي. وعمل أباطرة المينغ Ming على إعادة مركز العاصمة من نانكين إليها وسموها بيبنغ، أي سلام الشمال. وعندما استقر فيها الامبراطور الثالث المدعو يونغ لي Yong Le بين عامي 1403 و1424 سماها بيجنغ، وبنى فيها المدينة المقدسة ومعبد السماء. وجاء من بعده خليفته الامبراطور جياكسنغ Jiaxing ليضيف إلى ماسبق معبد الزراعة.

وبعد تعرض بكين لحريق جزئي، قبل انتصار أسرة مانتشو Mandchous عام   1644، أعيد بناؤها مرة أخرى. وقامت الأسرة الحاكمة الجديدة بتجميلها بإضافة الكثير من المباني والمعابد والهياكل إليها، مثل باب السلام السماوي، والقصر الامبراطوري الصيفي في الطرف الشمالي الغربي من المدينة القديمة، والحي الجنوبي الغربي المخصص لاستقبال الأجانب.

إلا أن الاجتياح الإنكليزي ـ الفرنسي للمناطق الساحلية من الصين في عام 1860 في عهد أسرة تشينغ [ر.الأفيون (حرب-)] الذي نتج منه إحراق القصر الامبراطوري الصيفي، فرض على سكان بكين عزل حي خاص للجالية الأجنبية في المدينة. وفي عام 1901 أُجبرت بكين على استضافة حامية دولية لحماية الأجانب إثر تعرضهم لهجوم الملاكمين Boxers في عام 1900. وعندما انهارت المملكة في عام 1912، ووقعت بكين في عام 1928 تحت سيطرة الغومندانغ Guoumindang، نقلت العاصمة إلى مدينة نانكين مرة أخرى. وأعيد لبكين اسمها القديم «بيبنغ». وأخيراً جاء الشيوعيون في عام 1949 فجعلوا بكين عاصمة للصين الجديدة (الصين الشعبية).

تضم بكين في جوانبها الكثير من روائع الآثار ونفائس التحف، على الرغم من تعرضها المتكرر للغزو والتدمير والحرق، وتكثر فيها المعابد والقصور المرمرية، التي تحيط بها الأسوار العالية، وتحميها الخنادق الواسعة والبوابات الضخمة المنيعة وتزينها النقوش الملونة.

تنفتح المدينة القديمة التي كانت محاطة بالأسوار، من طريق بوابة السلام السماوي العريضة من جهة الجنوب على ميدان «تيان آن مِنْ» Tien an men الواسع، كما أصبحت كل القصور القديمة متاحف وحدائق عامة للشعب. وفي الجزء الشمالي الغربي من المدينة القديمة الذي دمرته القوات الإنكليزية والفرنسية الغازية في عام 1860 أنشئ عدد من الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث والقصر الصيفي.

أما المعابد فهي كثيرة في بكين القديمة، أهمها معبد السماء ذو القبة المدورة الضخمة بلونها الأزرق، التي تشمخ فوق أشجار الأرز والسرو. ويضم في داخله صفوفاً من تماثيل بوذا الذهبية الضخمة.

كذلك شيدت في بكين أبنية عامة ضخمة حديثة، كقصر الثقافة ودور النقابات ومباني الحكومة المركزية وقصر الأقليات القومية، وقصر مجلس الشعب والمتحف التاريخي ومحطة بكين الرئيسية للسكك الحديدية.

تزايد عدد سكان بكين مؤخراً، ففي عام 1920 لم يكن عددهم يتجاوز المليون نسمة، وفي عام 1949 لم يرتفع الرقم إلى أكثر من 3.2 مليون نسمة، لكنه قفز إلى نحو سبعة ملايين عام 1990 وإلى نحو 11 مليون تقريباً في نهاية القرن العشرين. وبقيت المدينة محافظة، في مظهرها العام، على طابع التكتل والتمركز، بعيدة عن التبعثر والامتداد الواسع خارج الأسوار القديمة، ويميز فيها قسمان:

القسم الأول في الوسط، يتألف من المدينة المسورة التي تشغل مساحة نحو 60كم2، وتضم كلاً من المدينة الداخلية نيشنغ Neicheng في الشمال، والمدينة الخارجية وايشنغ Waicheng في الجنوب.

والمدينة الداخلية على شكل مربع طول ضلعه 6كم، وتعود إلى القرن الخامس عشر. تتقاطع فيها الشوارع والطرق المتجهة من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق. بيوتها من طبقة واحدة. وفي الوسط يقع القلب المقدس (المدينة المحرمة) حيث القصر الامبراطوري، تحيط به القصور والمعابد، وينتظم هذه المدينة محور رئيسي شمالي ـ جنوبي ينفتح في الجنوب على ميدان تيان آن مِن أوسع ميادين بكين العامة الذي يحيط به اليوم قصر مجلس الشعب وعدد من المتاحف.

أما المدينة الخارجية فتعود إلى القرن السادس عشر، وهي على شكل مستطيل طوله 6كم، وعرضه 4كم. وتقع على امتداد المدينة الأولى من جهة الجنوب، ومعظم مبانيها شعبية تكثر فيها محلات البيع الصغيرة والحرف اليدوية، وتضم كلاً من معبد السماء ومعبد الزراعة.

أما القسم الثاني من بكين، فيقع في أطراف القسم القديم، ويضم كذلك ثلاث مناطق إدارية، هي ضواحٍ تابعة للمدينة تشمل أكثر من 8% من مساحتها، عدا المطار وحديقة الحيوانات والملاعب وحي السفراء والجامعات والمجمعات الصناعية. ففي الشمال الغربي توجد كل من جامعتي بكين وكينغهوا Guinghua والمعاهد ومراكز البحوث. وفي الجنوب الغربي وفي الشرق تنتشر المعامل المتنوعة: القديمة الصغيرة، والحديثة المعاصرة، ففيها أكثر من 120 مشروعاً صناعياً يعمل في كل واحد منها أكثر من 1000 عامل وموظف.

ومن صناعاتها المهمة الصناعات الحديدية في موقع شيينغشان Shijingshan. وإضافة إلى تنوع الصناعات في بكين، فإنها تمتاز بالجودة ولاسيما صناعة الآلات الدقيقة والسيارات والصناعات الإلكترونية والصناعات النسيجية القطنية والكتانية والصوفية والتركيبية، وصناعة الأسمدة.

تستمد بكين المياه والطاقة الكهربائية من خزانات سدود وقنوات مياه مجرورة إليها. وقد مكنت هذه الأعمال الإنشائية، إضافة إلى درء أخطار الفيضانات من توفير المزيد من الطاقة الكهربائية والماء اللازم للتوسع الزراعي في الضواحي التي تمد سكان المدينة بما يحتاجون إليه من خضار وثمار وحبوب وألبان ولحوم.

وأخيراً فإن الحدائق العامة التي تشغل مساحات كبيرة داخل المدينة وفي أطرافها تضفي عليها مسحة من الجمال، وتخفف من الفروق الملموسة في درجات الحرارة بين فصل وآخر.

 

محمود رمزي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الصين.

 

مراجع للاستزادة:

 

- Jeffrey F, Meysr, Peking as a Sacred City (Oriental Bk. Dist 1976).

- Zhou Shachen, Beijing-Old and New (China Bks. 1984).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 236
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 643
الكل : 32479913
اليوم : 16461

تصدع البناء وتدعيمه

تصدع البناء وتدعيمه   التصدع هو التدهور الذي يحصل في وضع البناء من تشقق أو تكسر أو اهتراء أو تآكل أو انخفاض في المتانة أو أي مظاهر ضعف أخرى تهدد سلامته الإنشائية أو تهدد صلاحيته للاستثمار. والتدعيم هو مجموعة الإجراءات التي تنفذ في البناء لمعالجة التصدع وجعل البناء صالحاً للاستثمار بأمان.
المزيد »