logo

logo

logo

logo

logo

بون

بون

Bonn - Bonn

بون

 

بون Bonn مدينة ألمانية على نهر الراين، كانت قبل عام 1949 مدينة متوسطة الحجم، اختيرت في ذلك العام لتكون عاصمة لجمهورية ألمانية الاتحادية[ر]. وفي عام 1969 دُمجت بون مع كل من باد غودسبرغ Bad Godesberg وبويل Beuel وعدة تجمعات عمرانية أخرى. وكان هذا التجمع قد تحول إلى تجمع مديني (حضري) إبان المدة التي أعقبت اختيار بون مقراً للحكومة الألمانية الاتحادية الفيدرالية.

ترسخت مكانة المدينة مركزاً موحداً للإدارة الاتحادية ومؤسساتها وهيئاتها المتعددة، حتى قيام الوحدة الألمانية عام 1990، إذ تقرر نقل العاصمة إلى برلين لتكون عاصمة لألمانية الموحدة.

تقع بون في جنوب غربي ولاية شمال الراين ـ وستفالية Nordrhein Westfalen على إحدى مصاطب نهر الراين[ر] اليسرى وقد امتدت على الأراضي المنخفضة شمالاً وجنوباً، وجهتها الغربية أعلى ارتفاعاً من المناطق الأخرى التي لا يزيد ارتفاعها على 60م فوق مستوى سطح البحر. تبلغ المساحة التي تشغلها بون 141.23كم2، وعدد سكانها 291431 نسمة في عام 1996 وقبل دمجها مع المراكز العمرانية الأخرى لم يكن عدد سكانها عام 1966 سوى 140100 نسمة.

يظهر تطور المدينة بوضوح في أحيائها المختلفة ومخططها، ففي الشمال موقع بونا Bonna الرومانية، وفي الوسط تقوم المدينة القديمة، والجزء الثالث هو ما يدعى بالمدينة الجديدة التي تمتد كشريط عريض لمسافة تراوح ما بين 1 و2كم يحيط بالمدينة من الجنوب والغرب، أما في الشمال فتوجد المنطقة الصناعية ومناطق السكن العمالي، والعديد من هذه المناطق كانت سابقاً بعيدة جداً عن المدينة، مثل: مقر الحكومة الحالي، ومقر رئيس الجمهورية، ومقر المستشار الاتحادي، وكذلك الأبنية الحديثة، مثل المجمع الاتحادي، ومقرات الوزارات الاتحادية والاتحادات الاقتصادية وإدارة المؤسسات الصناعية ومقرات قيادة الروابط والمنظمات وأماكن سكنى الدبلوماسيين... وغيرها.

يعود أقدم مركز عمراني معروف باسم بون إلى ما قبل الميلاد، عندما كان ذلك الموقع معبراً على نهر الراين، وفي عام 50م اختير هذا الموقع ليكون مقراً لفرقة عسكرية رومانية دعيت بونا. إبان الفتن في عامي 69 -70م، دُمِّر الموقع بكامله ثم أُعيد بناؤه، وأخذ اسم «كاسترا بونينيزية» Kastra Bonnensia وفي القرون اللاحقة لسقوط الامبراطورية الرومانية بقيت كاسترا بونينيزية مركزاً حضرياً وبقيت أسوارها سليمة.

لم تقم كاسترا بونينيزية في موضع المعسكر الروماني، إنما في إحدى زواياه حيث أُنشئت كنيسة، أصبحت ديراً مع مطلع القرن الحادي عشر، ثم مؤسسة نسائية لخدمة الكنيسة، وفيما بين عامي 1114 و1244 أُحيطت بسورٍ وحزامٍ آخر للسور، تعززت مكانة بون بصفتها مقراً للأساقفة الكولنيين، نسبة إلى كولن (كولونية) المجاورة لها، وصارت مدينة لها قدسيتها، جذبت إليها الحرفيين والتجار وغيرهم من الفئات الاجتماعية الأخرى ليستقروا فيها، كما أقام فيها العديد من الملوك الألمان والملوك الكولنيين.

تعرضت بون للغزو خمس مرات، دمرت في إحداها عام 1669، وقد ازدهرت تحت زعامة الأميرين جوزيف كليمنص Joseph Clemens وكليمنص أوغست Clemens August، لتصبح مقراً فخماً للحكام، وبُنيت فيها كنيسة يسوعية وقصران كبيران (إتسوكاليِE  Zuccali) ثم (ر.دي.كوتي R.De.Kotte)، وفي القرن الثامن عشر، أنشئ فيها شرفة حصن الراين وحدائقه الكبيرة ومجلس النواب ومقر القادة الحكام، وفي عام 1777 تأسست جامعتها التي أفل نجمها بعد أن احتُلت بون من قبل الفرنسيين عام 1797 حتى عام 1818، حين أعيد بناؤها من جديد.

 

 

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبحت بون أحد المراكز الألمانية الحديثة المرموقة، ومنذ عام 1914 توسعت المدينة وازدهر العمران فيها وفي ضواحيها وريفها الذي سكنه الأثرياء، فكانت ثرواتهم سبب ازدهار المدينة. وقد دمر ثلث بون في أثناء الحرب العالمية الثانية ثم أُعيد بناؤها واختيرت عاصمة مؤقتة لجمهورية ألمانية الاتحادية[ر].

منذ بداية الخمسينات من القرن العشرين كانت الزيادة الطبيعية للسكان أكثر من أي مدينة ألمانية باستثناء ميونخ، وفي الستينات أخذت المدينة تعاني من المشكلات السكانية كارتفاع معدلات الهجرة الخارجية (117 مهاجر لكل 1000 من السكان المقيمين) وزيادة عدد الإناث على الذكور (1117 أنثى مقابل 1000 ذكر) وتناقصت معدلات المواليد قياساً بالمعدلات الوطنية، يضاف لذلك تناقص الأيدي العاملة في الصناعات اليدوية. ويرجع هذا كله إلى وظيفة المدينة الإدارية من ناحية، وكون المدينة مقراً لجامعة كبيرة من ناحية ثانية، وفي داخل المدينة هناك اختلافات واضحة بين المراكز القديمة والضواحي الجديدة المحيطة بها.

في القرن التاسع عشر، بُذلت جهود كبيرة لإبعاد الصناعات الكبيرة عن المدينة للحفاظ عليها مدينة ذات جاذبية للأثرياء، فبقيت بون فقيرة صناعياً، وأضحت الفروع الخدمية فيها هي الأكثر أهمية، وتتوافق مع وظيفة المدينة الإدارية والسياسية. وعلى الرغم من ذلك تتواجد في بون مجموعة من الصناعات الخفيفة الاستهلاكية. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، ـ خاصة بعد عام 1970، شهدت المدينة نهضة صناعية حديثة للصناعات الخفيفة، كالصناعات المعدنية والسيراميك والصناعات الكيمياوية والإلكترونيات وصناعة الآلات الموسيقية وغيرها. إضافة إلى الصناعة فإن المناخ الملائم والتربة الجيدة سمحا بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات والحبوب، وخاصة في «ميكن هايم» حيث توجد أكبر منطقة زراعية في حوض الراين[ر]، ولاسيما زراعة الكرمة.

إن موقع بون على نهر الراين جعل منها عقدة مواصلات تبادلية بين الشمال والجنوب، ومن الخطوط التي تعبر المدينة خط بون ـ كولن عبر جسرٍ على الراين، وخط بون ـ بويل، كما يدور حول المدينة 56 خطاً فيما بين آخن ـ أويزكيرشن، وكذلك بين آيفل ـ زيكتال. ومن كولن في جنوب دوسلدورف تسير الطرق المزدوجة لتشكل صلة الوصل بين جنوب سهل الراين وشماله. يضاف إلى ذلك الخطوط التي تسير محاذية للسفوح الجبلية. كما أن مطار كولن ـ بون في موقع فان Wahn، يُخَدِّم كلاً من بون وكولن معاً.

تتميز بون بغناها الثقافي والفكري، فقد تأسست جامعتها منذ عام 1777، ولمع فيها أسماء كثيرة، مثل الكاتب إيرنست موريتس ارندت الناقد وأوغوست فيلهايم شليغل وغيرهم. وفي بون يوجد بيت الموسيقار العالمي «بيتهوفن» وتعد صالة بيتهوفن الحديثة للموسيقى مركزاً للحياة الموسيقية في بون، كما يقام فيها مهرجان بيتهوفن الدولي.

كما يوجد في بون صالة الفن والعرض، وفيها متحف تاريخ ألمانية الاتحادية، ثم متحف الراين التابع للولاية، وكذلك معهد البحوث العلمية ومتحف الكسندر كونيخ ومتحف التاريخ الطبيعي التابع للدولة، إضافة إلى العديد من النصب التذكارية ولوحة تاريخ بون. وفيها العديد من الأبنية التاريخية، مثل الكنيسة الرومانية ذات الأبراج الخمسة، وكذلك قصور الملوك ومقرات الأساقفة في العصور الماضية، إضافة إلى الأماكن السياحية وأماكن الترويح عن النفس، وخاصة في الغابات المجاورة التي تشكل 21.3٪ من إجمالي المساحة العامة لمدينة بون.

لم تكتسب مدينة بون شهرتها إلا بعد أن أصبحت عاصمة للجمهورية الفيدرالية، فلقد أُعلن بأن بون ستكون عاصمة مؤقتة لمواصلة المسيرة السياسية والتنفيذية لألمانية الاتحادية في عام 1949، ومنذ ذلك التاريخ احتلت الوزارات والأجهزة الحكومية الأماكن المتميزة، وخاصة المباني التاريخية، واحتل آلاف من الموظفين المباني القديمة والمجمعات الحديثة التي أخذت تتزايد لتتسع للأجهزة الحكومية والهيئات الإدارية. أما مبنى البرلمان فقد أُنشئ على الضفة اليسرى لنهر الراين، وفي ضاحية بادغودس برغ تقع مقرات أكثر من سبعين بعثة دبلوماسية.

 

محمد صافيتا

 

المواضيع ذات الصلة:

 

ألمانية ـ الراين.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أرنوكابلر ـ أرديانا غريفل، حقائق عن ألمانية، ترجمة: سامي شمعون، محمود كبيبو، (طبع في ألمانية 1995).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 632
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40488618
اليوم : 18433

وولي (ليونارد-)

وولي (ليونارد ـ) (1880ـ 1960م)   ولد عالم الآثار البريطاني المعروف تشارلز ليونارد وولي Charles Leonard Woolley في مدينة لندن، وكان أبوه قساً بروتستنتياً، وهو نفسه درس اللاهوت في جامعة أكسفورد قبل أن يتحول إلى التخصص في الآثار، ولذلك كان للجانب الديني تأثير كبير في طريقة تعامله مع وقائع العمل الأثري وتفسير بعض الاكتشافات التي أدت إليها تنقيباته. وحين كان في العشرينيات من عمره مارس العمل الحقلي الأثري لأول مرة في النوبة وفي إيطاليا قبل أن يتولى إدارة التنقيبات الأثرية في موقع كركميش Karkamish في عام 1911م حينما كان في الواحدة والثلاثين من عمره. خدم ليونارد وولي منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى ضابطاً في مخابرات الجيش البريطاني في مصر، وتعرّض للأسر في تركيا منذ عام 1916م حتى نهاية الحرب في عام 1918م.
المزيد »