logo

logo

logo

logo

logo

البلقاء

بلقاء

Balqa - Balqa

البلقاء

 

البلقاء Balqa، منطقة هضبية في المملكة الأردنية الهاشمية، ذكرها ياقوت بقوله «البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قصبتها عمّان، وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة، وبجودة حنطتها يضرب المثل». وإدارياً هي إحدى محافظات الأردن[ر] اليوم، مساحتها 1726 كيلو متراً مربعاً، وعدد سكانها 115.000 نسمة عام (1995)، مركزها الإداري مدينة السلط، سميت بالبلقاء لسواد وبياض مختلطين في صخورها ومناظرها.

تحتل محافظة البلقاء جغرافياً وسط الهضبة الشرقية لوادي الأردن (هضبة البلقاء)، الواقعة بين جبال عجلون شمالاً ومؤاب جنوباً بين (700-900م)، وتقع فلكياً بين خطي عرض 31 درجة و40 دقيقة، و32 درجة و11 دقيقة شمالاً، وبين خطي طول 35 درجة و32 دقيقة، و35 درجة و55 دقيقة شرقاً.

ونتيجة لنشاط الحت في أودية هضبة البلقاء المنحدرة إلى غور نهر الأردن، كنهر الزرقاء شمالها، ووادي حسبان جنوبها، تخددت الهضبة وتباينت طبوغرافيتها بتعمق أودية حمام وشعيب وغيرهما في جسم الهضبة التي اتخذت مظهراً جبلياً في الشمال (قبة السلط في جبل أوشع 1100 متر) ومنبسطاً هضبياً في الجنوب (سهول مأدبا 750 متراً). ويقل ارتفاع أرض البلقاء شرقاً، حيث تتصل بالهضبة الصحراوية الداخلية، ويصل عرضها في هذه المنطقة إلى نحو 50 كيلو متراً، أما حدودها الغربية فتحاذي باستقامتها سهول غور الأردن المنخفضة إلى أقل من 150 متراً دون مستوى البحر (محطة دير علا ـ 200 متر) وتشرف مرتفعات البلقاء من علٍ على الغور بانحدارات شديدة وعالية.

ومناخ هضبة البلقاء متوسطي جاف، حار صيفاً، وبارد شتاءً، وأمطارها تراوح بين 400مم في المناطق الغربية و 50مم في المناطق الشرقية من الهضبة، ويتباين معدل الحرارة بين منطقة الغور الغربية والهضبة شرقاً (وهو على التوالي 17-11 درجة مئوية شتاءً، 35-24 صيفاً). لذلك تقوم مراكز الاستقرار في مناطق الهضبة الغربية (مدينة عمان، الزرقاء، السلط). وحيث تحول السطح إلى العديد من التلال المنفصلة بينها فجوات تغطيها التربة الزراعية، التي تعد مناطق مهمة لزراعة الحبوب والخضار.

تنتشر الزراعات البعلية أيضاً (الزيتون والعنب) في مساحات الهضبة السهلية ذات الأمطار الجيدة (سهول عمان ومأدبا)، وتحيط بمدينة السلط البساتين المنتشرة على سفوح روابيها الرطبة. وتكاد الحدود الشرقية الزراعية تتفق مع خط المطر 200مم، ينتشر شرقها النطاق الرعوي، وبذا فإن سهول مأدبا هي الحد الجنوبي لزراعة القمح في الأردن. وتكوِّن الأودية السيلية المنحدرة إلى أراضي الغور دلتاوات (ج: دلتا) مروحية جافة (مخاريط لحقية) تقوم فيها الزراعة المروية مثل وادي نهر الزرقاء، الذي ينبع من مرتفعات البلقاء الشرقية ليصب شمال جسر الأمير محمد (دامية) في نهر الأردن، بتصريف سنوي قدره 83 مليون م3، وتصل مساحة الأراضي التي يرويها إلى أكثر من 50 ألف دونم، ووادي شعيب وحسبان في الجنوب، بتصريف 10 مليون م3 سنوياً، وبمساحة زراعية نحو 25 ألف دونم لكل منهما، والآخذة بالاتساع إثر قيام مشاريع التنمية من قبل هيئة وادي الأردن، التي تهدف إلى توفير مياه تلك الأودية، من سد الملك طلال على نهر الزرقاء بطاقة تخزينية قدرها 52 مليون م3، ويقوم بتغذية قناة الملك عبد الله (قناة الغور الشرقية) بطاقة 20 م3/ثا، وهي القناة التي أنشئت في أوائل الستينات، مشتقة من نهر اليرموك شمالاً لري أراضي الأغوار الشرقية، وهي تعد العمود الفقري بين تلك المشاريع، فهذه القناة تقطع غربي محافظة البلقاء من الشمال حتى الجنوب بموازاة نهر الأردن، ويتم الري منها عن طريق شبكات توزيع جانبية.

وتشهد منطقة الأغوار في محافظة البلقاء وخارجها تطورات سريعة بالإنتاج الزراعي، وذلك نتيجة إنشاء محطات للتجارب الزراعية ودفيئات (بيوت بلاستيكية)، وإقامة سدود تخزينية أخرى، مثل سد شعيب (عام 1968) وسد حسبان (عام 1971) بطاقة تخزينية 2ـ4 ملايين متر مكعب لكل منهما، وقد أدى هذا إلى الاهتمام بزراعة الحمضيات والموز والمحاصيل المبكرة، وخاصة، البندورة وشتلات التبغ التي تنقل في أوائل الربيع لزراعتها في المناطق الجبلية.

وتعد هضبة البلقاء مركز الثقل السكني ـ الصناعي في البلاد، ففيها إضافة إلى السلط أكبر التجمعات السكنية مثل عمان والزرقاء اللتين تؤلفان أكبر إقليم اقتصادي، ويعرف بالرواق الصناعي، وفيها صناعة الجلود والفوسفات (مناجم الرصيفة) والزجاج، وصناعة الإسمنت (الفحيص) والصناعات الغذائية (دير علا)، إضافة إلى وجود مصفاة نفط.

محافظة البلقاء نافذة البلاد على فلسطين غرباً، وممر إليها عبر جسور عدة مقامة على نهر الأردن (جسر الملك عبد الله، والملك حسين، والأمير محمد)،

وتعد هذه المحافظة أكثر مناطق المملكة إنتاجاً للخضراوات، وثاني محافظة بزراعة الأشجار المثمرة، إذ تبلغ مساحة أراضيها الزراعية نحو 900 ألف دونم.

من أهم تجمعاتها البشرية مدينة السلط (47600 نسمة) مركز المحافظة الصناعي والتجاري والخدمي، وبموقعها تمثل صلة الوصل بين أراضي الغور والعاصمة عمان شرقاً (طريق الشونة الجنوبية، طريق العارضة). وقصبات الفحيص، والرامة، ودامية، ودير علا، ومعدي.

تاريخياً، يرجع إعمار هضبة البلقاء إلى زمن ما قبل عصر البرونز (مدينة عمان)، وإلى القرن الثالث قبل ميلاد السيد المسيح (مدينة مأدبا)، وقد شهدت نهضة زراعية واسعة بدليل وجود عشرات الفجارات (القنوات) الرومانية في وادي الأردن والخرب الرومانية. وتمثل هذه الهضبة، بموقعها الجغرافي، على مر العصور معبراً بين الشرق والغرب، فقد اجتاحتها قوات من الشرق وبلاد الرافدين، وكذلك من الغرب ووادي النيل إضافة إلى أعراب البوادي، ونتيجة لذلك، توجد مراكزها العمرانية في أعالي الهضاب التي تشكل بيئة حماية ودفاع مثلى لاستقرار السكان، وبالتالي فإن وادي الأردن بخصبه لم يكن قوة جاذبة للعمران، فأغلب قراه حديثة العمران، نشأت إثر مشاريع تنميته الزراعية.

 

رندة اللبابيدي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأردن ـ الأردن (نهرـ) ـ آسيا ـ اليرموك (نهرـ).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حسن عبد القادر صالح، إنتاج الغذاء في الأردن، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (معهد البحوث والدراسات العربية، 1975).

ـ صلاح الدين بحيري، جغرافية الأردن (عمان 1973).

ـ النشرة الإحصائية السنوية، دائرة الإحصاءات العامة، (وزارة الاقتصاد الوطني، القدس).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 305
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40552029
اليوم : 81844

الشاردة

الشاردة   الشكل (1) تحلل الملح المذاب بالماء إلى إيونات موجبة (كاتيونات) تتجه نحو المهبط وإلى أيونات سالبة (أنيونات) تتجه نحو المصعد في وعاء فولطا. الشاردة أو الأيون ion هو ذرة أو مجموعة ذرات اكتسبت، أوتخلت عن إلكترون أو أكثر، فإذا كانت الشاردة موجبة الشحنة سميت شرجبة (كاتيون) cation، وتسمى شرسبة (أنيون) anion إذا كانت سالبة، وتكون شحنة الشاردة دوماً مضاعفاً بسيطاًً n لشحنة الإلكترون e أي ne.
المزيد »