logo

logo

logo

logo

logo

بير السبع

بير سبع

Bir' as-Sabi - Bir' as-Sabi

بير السبع

 

بير السبع مدينة عربية من مدن اللواء الجنوبي لفلسطين، وهي مركز قضاء بير السبع وعاصمة النقب. تقع في النقب الشمالي عند تقاطع خط الطول 34 درجة و47 دقيقة شرقاً مع خط العرض 31 درجة و15 دقيقة شمالاً، في منتصف المسافة تقريباً بين البحر الميت شرقاً والبحر المتوسط غرباً. وترتفع الأرض حولها إلى 235م تقريباً. ويكتسب موقع المدينة أهمية خاصة لتوافر ثلاث بيئات فيه، هي البيئة الصحراوية إلى الجنوب والبيئة الجبلية في الشمال الشرقي والبيئة السهلية إلى الشمال الغربي، لذا يكون من الطبيعي أن تلتقي في هذا الموقع منتجات هذه البيئات، وأن تصير المدينة سوقاً مزدهرة يؤمها الحضر والبدو على حد سواء.

تعد بير السبع بموقعها على هامش الصحراء نقطة جذب للكثير من البدو، كما أنها تجتذب الكثير من تجار غزة والخليل، وقد ساعدت الطرق البرية التي تربطها بالمناطق والمدن الأخرى على استمرار الاستيطان البشري ونمو الحركة التجارية فيها. وقد زادت أهمية المدينة لأهمية موقعها من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، فهي تعد بحق البوابة الجنوبية لفلسطين والبوابة الشمالية للنقب والبوابة الشرقية لسيناء.

سُكِنت المدينة منذ الألف الرابع قبل الميلاد وكان الكنعانيون أول من عُرِف من سكانها، ويرجح أنهم أطلقوا على مدينتهم اسم «بير السبع» لوجود سبع آبار قديمة فيها. وتشير أسفار العهد القديم إلى أن المدينة كانت مأهولة حينما كان إبراهيم الخليل يجوب هذه البلدان بقطعانه. وقد انتاب المدينة في تاريخها القديم ما انتاب غيرها من بلاد فلسطين، وخضعت للأمم التي استولت على هذه البلاد من آشوريين وبابليين وفرس ويونان ومصريين وسواهم.

ازدهرت بير السبع في عهد الأنباط والرومان، إذ كانت ممراً حيوياً لتجارة العالم، تعبره القوافل القادمة من الشرق، وهي في طريقها إلى مصر ومدن الساحل الفلسطيني. وكانت تقيم فيها في زمن الرومان حامية عسكرية، وجُعلت أسقفية وأنشئت الكنائس بين بير السبع وسبسطية، كما شيدت الأبنية فيها، وعبدت الطرق الموصلة إليها، وحفرت الصهاريج وبنيت السدود.

فتح العرب المسلمون المدينة في القرن الأول الهجري/السابع الميلادي، وعُرفت عندهم بأنها مدينة عمرو بن العاص، لاتخاذه قصر عجلان في قضائها مقراً له. وكانت من المدن المعروفة في عهد بني أمية، وقيل إن سليمان بن عبد الملك كان يقيم فيها حينما صار خليفة.

أعاد العثمانيون بناء بير السبع نحو عام 1901، على بعد نحو 5كم من موقعها القديم إلى الجنوب الغربي منه، وهدفوا من وراء ذلك إلى إثبات وجودهم في جنوبي فلسطين، ورغبتهم في حفظ الأمن بين القبائل المتنازعة. كما أرادوا كذلك أن يجعلوا من المدينة مكاناً لتوطين البدو وجمع الضرائب، وصارت مركزاً لقضاء بير السبع وأتبعوها لمتصرفية القدس، وأقاموا فيها ثكنة للجنود وداراً للحكومة، غير أن جميع هذه الخطط أخفقت أمام هجوم الجيش البريطاني الذي احتل المدينة في 31/10/1917. وقد مرت بالمدينة منذ نشأتها أحداث كثيرة وناضل سكانها ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني واشتركوا في جميع الثورات. وقد وقفوا في عام 1948 في وجه القوات الإسرائيلية لمنعها من احتلال المدينة، غير أن هذه القوات تغلبت عليهم واحتلت بير السبع في 21/10/1948 وطردت سكانها العرب. فبعد أن وصل عددهم إلى نحو 5570نسمة عام 1945، تناقص إلى 2000نسمة عام 1948 لتهجيرهم وإحلال مستوطنين يهود مكانهم، وبلغ عدد السكان لعام 1998 نحو 163700نسمة من العرب واليهود.

عمدت الإدارة العثمانية إلى رسم خريطة للمدينة وفق الطراز الهندسي الحديث،  فقسمت المدينة إلى رقع متساوية يفصل بين الواحدة والأخرى شارع عريض. وشهدت المدينة حركة عمرانية ناشطة. وزاد إبان الحرب العالمية الأولى اهتمام الأتراك بالمدينة، فصارت قاعدة للجيوش المتجهة إلى قناة السويس، وأُنشئت فيها مخازن محطة سكة حديد، وعُبدت الطرق المتجهة إلى المدن الأخرى وأُنيرت المدينة بالكهرباء.

تابعت المدينة نموها في عهد الانتداب البريطاني، إذ بلغت مساحتها في أواخر عهده مايقرب من 4كم2، اشتملت في معظمها على مبانٍ سكنية ومركز تجاري في الوسط يضم محاكم للعشائر ومحكمة للصلح وداراً للبلدية ومستشفى ومستوصفاً ومدرستين ومسجدين وكنيستين. واستمر نمو المدينة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وتضاعفت مساحتها، وصارت المدينة القديمة جزيرة في وسط المدينة الجديدة. وأُنشئت منطقة صناعية امتدت نحو الشرق، وشُيدت العمارات السكنية ذات الطبقات المتعددة. ويمكن القول إن المخطط الهيكلي لبير السبع يتخذ شكل مستطيل، تتعامد فيه شوارع المدينة المحفوفة بالأشجار.

 

بسام حميدة

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

فلسطين.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 690
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1065
الكل : 40502931
اليوم : 32746

راي (ساتياجيت-)

راي (ساتياجيت -) (1921-1992)   ساتياجيت راي Satyajit Ray مخرج سينمائي وكاتب سيناريو وموسيقي هندي، سليل أسرة أدبية عريقة. ولد وتلقى تعليمه المدرسي والجامعي في كلكوتا. بدأ حياته المهنية كمصمم إعلانات وأغلفة كتب، وكان أحد مؤسسي أول ناد سينمائي في كلكوتا. عمل مساعداً للمخرج الفرنسي جان رينوار، عام 1950، في فيلم «النهر» الذي صوره في الهند. وفي عام 1955، أنتج وأخرج فيلمه الأول «باتر بانشالي» (أغنية الطريق) الذي حاز على جائزة «أفضل وثيقة إنسانية» في مهرجان كان، والذي صنع لراي بداية شهرته العالمية كمخرج يقدم سينما هندية مختلفة.
المزيد »