logo

logo

logo

logo

logo

البرفيرين والبرفيرية

برفيرين وبرفيريه

Porphyrin and Porphyria - Porphyrine et Porphyrie

البرفيرين والبرفيرية

 

البرفيرينات porphyrins أصبغة أرجوانية اللون، ذات بنية أساسية تضم أربع حلقات من البيرول، متصلة بجسور الجذر CH، تؤدي إلى تركيب أنواع مختلفة من البرفيرين.

تتركب البرفيرينات في معظم أنسجة البدن مؤدية في النهاية إلى تشكل الهيم، أما الهيم فهو أحد العوامل المركبة للهيموغلوبين. ويحتوي جزيء الهيموغلوبين أربع سلاسل من الغلوبين وأربعة جزيئات من الهيم. وتعد طلائع الكريات الحمر والكريات الحمر والكبد أهم أماكن تركيب الهيم وإنتاجه، وأي خلل في إحدى مراحل تركيب الهيم يؤدي إلى تراكم طلائع البرفيرين أو أحد أنواع البرفيرين في أماكن إنتاجها وفي المصل، وينجم عن ذلك زيادة في طرحها في البول والبراز مؤدية إلى مجموعة من المتلازمات المرضية تعرف بالبرفيرية porphyria.

وأهم أنواع البرفيرين في الجسم هي:

ـ طلائع البرفيرين: وهذه المركبات لالون لها، ذوابة في الماء، يُطرح 90% منها عن طريق الكلية.

ـ برفيرين البول uroporphyrin: ويزداد طرحه زيادة كبيرة في البرفيرية وحالات التسمم بالرصاص.

ـ برفيرين البراز coproporphyrin: ويزداد طرحه في البراز ازدياداً كبيراً في البرفيرية والأمراض الكبدية وفقر الدم الانحلالي والكحولية والتسمم بالرصاص.

ـ البروتوبرفيرين: يوجد في الخضاب ويطرح في البراز فقط.

البرفيرية

مجموعة من الاضطرابات الاستقلابية نادرة الحدوث وراثية المنشأ أو مكتسبة، تنجم عن نقص واحدة أو أكثر من الخمائر المسؤولة عن تركيب الهيم.

تصنف هذه الاضطرابات، بحسب الموقع الأولي لزيادة إنتاج البرفيرين وتراكم طلائعه، في زمرتين رئيسيتين، الأولى البرفيرية الكبدية وأهم تظاهراتها السريرية نوب الألم البطني واعتلال الأعصاب والاضطرابات النفسية، والثانية برفيرية تكون الحمر erythropoiesis وأهم تظاهراتها التحسس الجلدي الضيائي، إذ تثير الشمس بأشعتها فوق البنفسجية البرفيرين المتوضع في الجلد فتتولد طاقة تخرب الجلد، وتظهر الاندفاعات الفقاعية والحويصلية، على الأجزاء المعرضة للشمس.

يتأخر تشخيص البرفيرية عادة لأن معظم تظاهراتها السريرية غير نوعية، والفحوص المخبرية لتحري طلائع البرفيرين والبرفيرين في البول والبراز وحدها تسمح بوضع التشخيص الأكيد للبرفيرية، وتحديد نوعها بدقة. ولتحري الحَمَلَة من أقارب المصابين يمكن اللجوء إلى عيار الخمائر المسؤولة في سبيل إنتاج الهيم، وهناك أنواع من البرفيرية هي:

1ـ البرفيرية الكبدية hepatic porphyria وهي تشمل:

ـ البرفيرية الحادة المتقطعة acute intermittent porphyria.

ـ البرفيرية المتنوعة variegate porphyria.

ـ البرفيرية البرازية (الكوبروبرفيرية) الوراثية hereditary coproporphyria.

ـ البرفيرية الجلدية المتأخرة porphyria cutanea tarda.

تورث هذه الأنماط وراثة جسمية قاهرة، تُعرف بوجود طورين: كامن وحاد، والمرضى في الطور الكامن لاعرضيون عادة إلا بتعرضهم للعوامل المحرضة لظهور النوب كالحمية الناقصة الحريرات وتناول الكحول والشدة الجراحية والأخماج الجراحية ومجموعة كبيرة من الأدوية أهمها البربيتورات [ر]، السلفوناميد، الميبروبامات، الهيدانتوئين، الكاربامازبين، الإستروجينات التركيبية، البروجسترونات، الأرغوت، الباراسيتامول، الكريزيوفولفين.

ويلاحظ مخبرياً وجود زيادة خفيفة في طلائع البرفيرين والبرفيرين في البول والبراز في الطور الكامن للمرض. 

ـ البرفيرية الحادة المتقطعة: مرض منتشر في كل أنحاء العالم، يكثر عند الاسكندنافيين، وفي المملكة المتحدة، يصيب كلا الجنسين وبخاصة النساء في منتصف العمر، والأعراض نادرة قبل سن الخامسة عشرة وبعد سن الستين، ويؤدي هذا المرض عادة إلى العجز، ولكنه نادراً ما يؤدي إلى الموت.

أهم مظاهر المرض في الطور الحاد هي الألم البطني القولنجي وهو شديد، لاترافقه علامات موضعة، ويكون مصحوباً بغثيان وإقياء، وانتفاخ البطن والإمساك، وقد يحدث العكس فتزداد أصوات الأمعاء ويرافق الحالة إسهال. الفحص السريري يبدي مضضاً معمماً مع حمى وبعض الأعراض الناجمة عن ازدياد الفعالية الودية كتسرع القلب والضجر والقلق والأرق وزيادة التعرق. وبفحص الدم تُلاحظ زيادة معتدلة في عدد الكريات البيض، وكثيراً ما يلتبس تشخيص هذه الحالة بالأمراض التي تسبب حالة بطن جراحي حاد، مثل التهاب الزائدة الدودية والقولنج الكلوي والقولنج المراري والتهاب المعثكلة (البنكرياس)، مما يؤدي إلى إجراء عمليات جراحية متعددة لالزوم لها.

أما الأعراض العصبية فهي نادرة، وقد تشاهد ببدء حاد لاعتلال عصب محيطي مع شلل طرف ونقص حس، يترافق عادةً بخمود أو قلق وأحياناً الأهلاس وجنون العظمة. وقد يحدث الموت إذا تأخر التشخيص والعلاج.

ومفتاح التشخيص هو وجود قصة عائلية وفحص البول حيث يتحول لونه إلى بني يضرب إلى الحمرة الداكنة إذا ترك. تتحرض الهجمات بالكحول وبعض الأدوية كمضادات الاختلاج ومانعات الحمل الفموية.

تعالج نوب الألم البطني بإعطاء المسكنات المركزية ذات التأثير المورفيني المخدر، وتعطى الفينوتيازينات لمعالجة الغثيان والإقياء والقلق، ويفيد إعطاء السوائل السكرية عن طريق الفم أو الوريد في إنقاص إنتاج طلائع البرفيرين وطرحها، ويعد الهيم العلاج النوعي الأكثر فعالية من سواه، ويحدث الشفاء عادة في يومين وتغيب الأعراض البطنية، في حين يكون تحسن الأعراض العصبية بطيئاً جداً ويمكن أن يستمر لسنوات.

ـ البرفيرية المتنوعة والكوبروبرفيرية الوراثية: الأعراض نادرة عادة قبل سن البلوغ، إلا عند متماثلي اللواقح (متماثلي الزيغوت) homozygous. المظاهر السريرية في هذين النوعين في المرحلة الحادة تتضمن أعراضاً حشوية وعصبية، يضاف إليها بعض المظاهر الجلدية كحدوث تصبغات جلدية، شعرانية عند الإناث ومظاهر تحسس جلدي ضيائي، وتشخص هذه الحالات بعيار البرفيرين والبروتوبرفيرين في البراز والبول الذي يزداد طرحه بكميات معتدلة في الطور الكامن، وبشكل كبير أثناء النوبات، ولا يختلف العلاج عن الموصوف في نوبة البرفيرية الحادة المتقطعة.

ـ البرفيرية الجلدية المتأخرة: أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً، تعرف سريرياً بالتهاب جلد تحسسي ضيائي وتصبغات جلدية وزيادة أشعار وأذية كبدية. وبغياب الأعراض الحشوية والعصبية يزداد تركيز البرفيرين في الكبد والمصل ويزداد طرحه كثيراً في البول، وقليلاً في البراز، وتكون كمية طلائع البرفيرين المطروحة في البول والبراز سوية.

تكثر عند الذكور بين سن الأربعين وسن السبعين ويمكن أن يحدث هذا المرض حين وجود عامل يؤدي إلى تفاقم الاضطراب الخمائري مثل تشمع الكبد والكحولية وتناول مركبات الحديد والإستروجينات. وتؤدي بعض المواد ذات التأثير السام في الخلية الكبدية مثل الهكزاكلوروبنزين ومركبات الفينول المتعددة الكلور، إلى صورة سريرية ومخبرية مشابهة.

تعالج البرفيرية الجلدية المتأخرة بفصادة الدم في أثناء النوب مع الحفاظ على خضاب الدم ضمن الحدود السوية الدنيا، ويمكن استعمال مركبات الكلوروكين التي قد تفيد في تخفيف الأعراض الجلدية.

2ـ برفيرية تكون الحمر erythropoietic porphyria

وتقسم إلى قسمين:

ـ برفيرية تكون الحمر الولادية congenital erythropoietic porphyria.

ـ بروتوبرفيرية تكون الحمر erythropoietic protoporphyria.

ـ برفيرية تكون الحمر الولادية: مرض نادر جداً يورث وراثة مقهورة، تنجم عن تكون كمية كبيرة من البرفيرين في النقي خاصة في طلائع الكريات الحمر المنوّاة. تبدأ الأعراض السريرية غالباً بعد السنة الأولى من العمر، يعرف المرض بزيادة ترسب البرفيرين في الأنسجة مما يؤدي إلى تحسس ضوئي شديد، وذلك بظهور اندفاعات فقاعية أو حويصلية على أجزاء الجسم المعرضة للشمس، ومع الزمن تتحول هذه الاندفاعات إلى ندوب وجدعات stumps وتشوهات، وقد يفقد المريض بعض أصابعه أو قسماً من أنفه أو أذنه، وقد تتلون الأسنان باللون الأحمر. ويشكل فقر الدم الانحلالي وضخامة الطحال جزءاً مكملاً للمرض، ولا تحدث في هذا المرض أعراض حشوية أو عصبية، ويكون لون البول زهرياً أو أحمر، إذ يحوي كمية كبيرة من البرفيرين وكمية أقل من الكوبروبرفيرين والعكس في البراز، أما طلائع البرفيرين فتكون كميتها سوية في البول. تترقى الآفة ببطء عادة ويتوفى المريض من إنتان أو نوبة انحلال دم شديدة.

وأهم خطوة في العلاج هي عدم تعرض المريض لضوء الشمس، ويفيد استئصال الطحال في تحسين فقر الدم الانحلالي ويقلل من التحسس الضوئي ومن طرح البرفيرين.

نقل الدم المتكرر يثبط توليد الكريات الحمر بالنقي ويقلل من ثم من تشكل البرفيرين وقد يكون لإعطاء الكاروتين B عن طريق الفم قيمة في إنقاص التحسس الجلدي لضوء الشمس.

ـ بروتوبرفيرية تكون الحمر: أكثر أشكال برفيرية تكون الحمر شيوعاً، وراثة هذا الشكل وراثة جسمية قاهرة، تتكامل الأعراض في الطفولة وأهم أعراضه مظاهر التحسس الجلدي للضوء مع الحكة الشديدة المؤلمة والوذمة والحُمامى erythema على الأجزاء المكشوفة من الجسم، يتصف المرض من الوجهة الكيمياوية الحيوية بزيادة محتوى الأرومات الحمر والكريات الحمر من البروتوبرفيرين ومن ثم ارتفاع مستواه في المصل وزيادة طرحه في البراز.

ويكون سير المرض سليماً عادة ولا تظهر إلا الأعراض التي لها علاقة بالجلد، إلا أنه قد يحدث فقر دم انحلالي خفيف، ويمكن أن يحدث قصور في الخلية الكبدية بسبب ترسب كميات كبيرة من البروتوبرفيرين في الخلايا الكبدية.

تعالج مظاهر التحسس الجلدي الضيائي بإعطاء مركبات الكاروتين عن طريق الفم يومياً، ويساعد راتنج الكوليسترامين على إزالة البروتوبرفيرين من الكبد، وقد يكون له بعض الفائدة في منع تقدم الآفات الكبدية.

 

يونس قبلان

 

مراجع للاستزادة:

 

- Harrison's Principales of Internal Medicine (Thirtenth Edition 1994).

- J. LASCELLES, Tetrapyrrole Biosynthesis and Its Regulation (New York - Amsterdam 1964).


التصنيف : طب بشري
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 872
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1108
الكل : 40537125
اليوم : 66940

الكفالة (عقد-)

الكفالة (عقد -)   الكفالة bail عقد بمقتضاه يكفل شخص تنفيذ التزام بأن يتعهد للدائن بأن يفي بهذا الالتزام إذا لم يف به المدين نفسه. فالكفالة إذاً عقد ويتوقف انعقادها على وجود إرادتين هما إرادة الكفيل وإرادة الدائن. ومحلها تنفيذ التزام قائم في ذمة المدين المكفول أياً كان محل هذا الالتزام، سواء أكان مبلغاً من النقود أم القيام بعمل أم الامتناع عن عمل. فإن كان محل الالتزام المكفول مبلغاً من النقود وجب على الكفيل وفاء هذا المبلغ. أما إن كان محله عملاً أو امتناعاً وجب عليه أن يدفع ما قد يُحكم به على المدين تعويضاً عن إخلاله بتنفيذ الالتزام، ويمكن أن يكون الكفيل شخصاً طبيعياً أو اعتبارياً. وهي عقد منجز لا يتوقف وجودها على عدم قيام المدين بالوفاء بالتزامه، إنما يكون التزام الكفيل تابعاً لالتزام المدين، فإذا وفى هذا الأخير بالتزامه المكفول لم يبق ثمة محل لالتزام الكفيل بحيث ينقضي بانقضاء الالتزام المكفول.
المزيد »