logo

logo

logo

logo

logo

بولو (ماركو)

بولو (مارك)

Polo (Marco-) - Polo (Marco-)

بولو (ماركو ـ)

(1254 ـ 1324)

 

ماركو بولو Marco Polo رحّالة إيطالي، ولد في مدينة البندقية. كان والده وعمه يعملان في التجارة، ويملكان متجراً في مدينة سوداك الواقعة شمالي شبه جزيرة القرم، يذهبان إليها ليجمعا البضائع التي كانت تأتي من بلاد الشرق عبر طريق الحرير.

عندما بلغ ماركو بولو السادسة من عمره، سافر أبوه وعمه إلى سوداك، فرعته أمه التي توفيت بعد مدة قصيرة، فعاش عند أقاربه من آل بولو. وحين وقعت الحروب بين البندقية وجنوة للسيطرة على تجارة التوابل والحرير في البحر المتوسط، تعذرت عودة الأب والعم إلى البندقية، فسافرا شرقاً إلى بخارى، وانتهت رحلتهما سنة 1265 في عاصمة الامبراطورية المغولية «بكين» أو مانبالو، حيث أقاما علاقات طيبة مع الامبراطور الأعظم «قبلاي خان». وبعد أربع سنوات (1269) عاد أبوه وعمه إلى البندقية، وفي سنة 1271 رحلا من جديد بهدف التجارة، واصطحبا معهما ماركو، الذي أبدى رغبة في السفر، وكان يستمع بشغف واستغراب إلى روايات أبيه عن أخبار البلاد التي زارها في رحلته الطويلة.

أبحر ماركو مع أبيه وعمه من البندقية إلى عكا، ومنها إلى مدينة لاياش Layasa، وهي اليوم يورتاليك على خليج اسكندرونة، التي اشتهرت بتجارة التوابل والأقمشة الحريرية المذهبة. وسافروا من هناك براً إلى مدينة باكو في أذربيجان، ومنها اتجهوا جنوباً نحو بغداد، ثم قصدوا هرمز ليسافروا بحراً إلى الصين، لكنهم قرروا السفر باتجاه الشمال الشرقي، وعبروا صحراء جنوبي إيران عبر كرمان، ثم تابعوا السير على طريق الحرير الرئيسي، مروراً بالواحات إلى الجنوب وإلى الشرق من صحراء تكلاماكان وحوض ياركند ـ دايا عن طريق كشغر Kashger، وخوتان Khotan، إلى بحيرة لوب نور Lob Nor، ثم قطعوا صحراء غوبي القاحلة في ثلاثين يوماً، ووصلوا إلى تنغوت Tungut (كان شو) في أقصى الشمال الغربي من الصين، وتابعوا سيرهم حتى مدينة كامبيون Campion حيث انتظروا فيها حتى سُمح لهم بالتوغل في امبراطورية الصين، وبعد سفر دام ثلاث سنوات استقبلهم الخان الأعظم في بكين استقبالاً حسناً.

 

عمل ماركو بولو في خدمة الخان الأعظم، وسافر إلى أجزاء من العالم لم يزرها أحد من الأوربيين قبله، فإضافة إلى رحلاته إلى مقاطعتي شانسي Shansi وشينسي Shensi الواقعتين في شمالي الصين، سافر أيضاً متوغلاً في الشمال إلى منغولية، وزار قره قورم Karacorum عاصمة المغول السابقة، ووصل إلى سيبيرية، كما زار مقاطعة يونان Yunnan ومن هناك إلى شمال مينمار (بورمة)، وقام برحلات بحرية تجارية لمصلحة الخان الأعظم إلى أقاصي الهند، لجلب التوابل والعطور والمجوهرات وخشب الصندل والأبنوس، ومنها إلى جاوة وسومطرة وجزر نيكوبار وسيلان ومالابار.

 وبعد أن أمضى ماركو بولو سبعة عشر عاماً في خدمة قبلاي خان مع أبيه وعمه، قرّر في سنة 1292 العودة مع أسرته إلى البندقية، فأذن لهم قبلاي خان بذلك. وبعد مضي ثلاث سنوات على عودته، بعد رحلة دامت أربعة وعشرين عاماً، صار ماركو بولو قائداً لسفينة شراعية كبيرة، في زمن الصراع مع مدينة جنوة على سيادة البحر المتوسط، واشترك في معركة بحرية كبيرة مع أهل جنوة، هُزم فيها البنادقة، وأُخذَ ماركو أسيراً، وسُجن لمدة سنة تقريباً.

سحرَتْ قصصه عن رحلته وعن الأماكن التي زارها في الصين زملاءه في السجن وسجَّلها أحدهم واسمه «روستيتشيانو» وكان ذا موهبة أدبية، مكّنته من تسجيل رحلات بولو على نحو يختلط فيه جمال الأسطورة بالملاحظة العينية، في كتاب سُمّي «رحلات ماركو بولو» أو «المليون»، ولا يُعرف بصورة واضحة منشأ العنوان الشعبي «المليون»، ولا توجد حتى اليوم نسخة أصلية موثّقة من هذا الكتاب مع وجود نحو 140صيغة مختلفة من الكتاب في أكثر من عشر لغات.

لقد اختلف المؤرخون على وصول ماركو بولو إلى الصين، وجولاته فيها، وأشار بعض النقاد إلى عدم وجود أثر أو ذكر لماركو بولو في الكتابات الصينية المعاصرة له (وقد يكون معروفاً باسم آخر). وأكدّت المؤرخة البريطانية «فرانس وود» رئيسة الدائرة الصينية في المكتبة البريطانية، أن ماركو بولو لم يجتز القسطنطينية (اصطنبول) والشرق الأوسط شرقاً، وذكرت في كتابها «هل وصل ماركو بولو إلى الصين» أن من المستحيل أن يكون ماركو قد وصل إلى الصين، من دون أن يلاحظ وجود سورها. وكذلك أسهب بيز هوبكيرك، مؤلف كتاب «رحالة على طريق الحرير إلى الصين»، في شرح هذا الأمر، وبيّن أنَّ أيّ مؤرخ صيني لم يُشر إلى زائر أوربي للصين في تلك المرحلة.

وطُلب من ماركو وهو على فراش الموت، أن يُنكر ما سبق أن رواه من أفكار وأحداث ومشاهد وحكايات، فجاء ردَّه: «إنّي لم أروِ نصف ما رأيت». وتوفي في البندقية، واعتقد الناس لمدة طويلة أن ما أملاه ماركو عن رحلاته ما هو إلا أساطير وأكاذيب. ومع هذا كان لرحلته الفضل في اكتشاف الأوربيين أجزاء كثيرة من عالم الشرق.

 

إحسان خلوصي

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حسين محمد فهيم، «أدب الرحلات»، سلسلة عالم المعرفة، رقم 138 (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1989م).

ـ ميلتون روغوف، مغامرات ماركو بولو في الصين (1964).

- JOHN WALTON, Six Explorers (Oxford University Press 1964).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 605
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40513279
اليوم : 43094

أبعاد المركبات

أبعاد المركبات هي الأبعاد الخارجية Gabarit التي تحدد اتساع المركبة في مقطعيها العرضي والطولي (أو في مسقطيها الجبهي والجانبي)، وتشمل في المركبة وأجزائها، أبعاد الطول والعرض والارتفاع، إضافةً إلى بعض الأبعاد الخاصة المتعلقة بحركة المركبة وعملها. وتوضع الأبعاد العامة على الرسوم والمخططات لدى تصميم المركبة، لتكون في حدودها الدنيا التي تضمن حسن توزيع أجزاء المركبة وآلاتها من جهة، وتحقيق مهمة المركبة من جهة أخرى. ويرتبط طول المركبة الكلي الأعظمي بمنعطفات الطرق ويؤثر في درجة مناورتها، أما العرض والارتفاع الإجماليان فيرتبطان بسعة الطرق الإنشائية ويتوقف عليهما توازن المركبة واستقرارها.
المزيد »