logo

logo

logo

logo

logo

تيزي وزو

تيزي وزو

Tizi Ouzou - Tizi Ouzou

تيزي وزو

 

تيزي وزو Tizi Ouzou عاصمة إقليم القبائل (القبايل) الكبرى، وحاضرة ولاية تيزي وزو، وهي إحدى المدن الجزائرية المهمة، ويلفظها الجزائريون القبايليون تيزي وزو، وبالفرنسية تيزي أوزو.

تقع تيزي وزو إلى الجنوب الشرقي من مدينة الجزائر، على خط عرض 36 درجة و44 دقيقة شمالاً مع خط الطول 4 درجات و4 دقائق شرقاً، وتبعد عن مدينة الجزائر نحو 120كم. وقد أسسها الأتراك العثمانيون في أواسط القرن السابع عشر الميلادي.

تعني كلمة تيزي وزو بالأمازيغية شجرة الوزّال، وهي نبتة لها قضبان خضر وزهر أصفر له رائحة عطرة وإلى جانبها أشواك صغيرة.

ففي الوقت الذي دخل الأتراك فيه مدينة الجزائر بقيادة الأخوين عروج وخير الدين بربروس، كان حاكم إقليم القبائل أحمد بلقاضي، من نسل القاضي الشهير أبي العباس الغبريني، الذي كان حاكماً على مدينة عنابة وتابعاً إلى ملك تونس، وعَرَفها رواة تلك الفترة بإمارة كوكو.

وزع بلقاضي الأراضي على السكان، وأقام مركز مراقبة في تلك المنطقة. واستطاع الأتراك التخلص من بلقاضي، وأرسلوا في سنة 1720 ضابطاً يدعى علي خوجة لمراقبة منطقة القبايل، فتصدى له القائد علي بكتوش، لكن القائد التركي ألحق به هزيمة نكراء وانتهى حكم بلقاضي وآل بكتوش، ونظم علي خوجة تنظيم قرى عمراوة، وحصن مركز المراقبة بتيزي وزو.

وللمدينة أهمية استراتيجية، وهي حصن حصين، يقف وراءها جبل سيدي بلوى، جداراً منيعاً، وبنى الاستعمار الفرنسي على الجانب الأيمن للجبل مستشفى للأمراض الصدرية لنقاوة هوائها. وقد وصفها بعض المؤرخين على أنها جنة الله في أرضه، لما تتحلى به من جمال الطبيعة الساحر، ويعدها الفرنسيون «باريس الصغرى» لسحرها وهدوئها وجمالها، وهي مفتاح وعاصمة منطقة القبايل الكبرى، وتضم الولاية عدداً من المدن والقرى التابعة لها، وجميع سكانها من الأمازيغ[ر].

تقع تيزي وزو في منطقة جبلية مرتفعة، مناخها متوسطي، بارد ومطير شتاءً وحار صيفاً، تتساقط فيها الثلوج على قمة جبال جرجرة حيث ترتفع 2308م عن سطح البحر، حيث تتلقى الأمطار من شهر أيلول حتى نهاية نيسان، في قمة لالا خديجة بغزارة قدرها 2000مم. وتغطي الأشجار معظم مناطق الولاية، وتشتهر تيزي وزو بهوائها العليل، ويقصدها المواطنون للعلاج الطبيعي.

مدينة تيزي وزو محاطة ببيارات الحمضيات، وأشجار الزيتون المشهورة بها منطقة القبائل، وكذلك أشجار التين والرمان واللوز وأشجار الكرمة، واقتُلع منها الكثير في عهد الرئيس هواري بومدين، وزُرع بدلاً منها أشجار الفواكه والفستق الحلبي. وإلى جانب هذه الأشجار يزرع السكان القمح والشعير والبقول، وفي غابات عزازقة تنتشر غابات الفلين التي يستفيد منها السكان في الصناعات المنزلية، وفي المدينة صناعات تقليدية مثل صناعة الفخار والزرابي والبرانس. كذلك تشتهر بعض مدن ولاية تيزي وزو بالصناعات الفضية، وفيها مصنع للصناعات الإلكترونية، وتعد تيزي وزو مركزاً تجارياً يقصده التجار من جميع أنحاء المدن المحيطة بها لشراء السلع التي يحتاجونها في حياتهم المعيشية، ويصدرون زيت الزيتون والفلين والخمور والحمضيات والشمع والعسل، ويوجد في المدينة محطة قطار تصلها بالجزائر العاصمة، وأُنشئ فيها في عهد الاستقلال محطة للحافلات تصلها مع جميع مدن الولاية، كذلك أُنشئ فيها بلدية جديدة تقوم بجميع خدمات المدينة، وفيها جامعة حديثة وعدد من الثانويات والإعداديات والمدارس الابتدائية، ومعهد للفندقة السياحية وغيرها من المعاهد الأخرى.

شاركت منطقة القبائل الكبرى في الثورة الجزائرية[ر]، وقاومت ولاية تيزي وزو القوات الاستعمارية الفرنسية مقاومة عنيفة، وقدمت قوافل الشهداء من خيرة أبنائها، منهم الشهيد العقيد عبد الله عميروش آيت حموده، أحد القادة البارزين، وكذلك العقيد عبد الرزاق الحواس والشهيد عيسات ايدير.

وقد عاشت المدينة بعد استقلال الجزائر عام 1962 أحداث الجزائر في عهد بن بلاّ وهواري بومدين، وما تلا ذلك من عهود، لعل آخرها أحداث عام 1998، إذ شهدت مدينة تيزي وزو مظاهرات وإضرابات صاخبة قامت بها المعارضة والسكان الأمازيغ الذين يؤلفون غالبية سكان المدينة، وامتدت منها إلى بقية مناطق القبائل، وعمت البقاع ذات الأكثرية السكانية الأمازيغية، ويرجع ذلك إلى اغتيال أكبر المعارضين الأمازيغ للحكومة، المغني الأمازيغي المشهور معتوب لونيه في 25/6/1998، كما يرجع إلى صدور قرار يجعل اللغة العربية اللغة الرسمية الوحيدة في الجزائر، التي تقدر نسبة السكان الأمازيغ فيها نحو25% من مجموع السكان، ويتكلمون اللغة الأمازيغية (التمازيغت Tamazight).

نايف عرب

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأمازيغ ـ الجزائر.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد الصغير، دراسات تاريخية (1954).

ـ سليمان بلقاسم الصيد، تاريخ الجزائر القديم (1966).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 244
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1106
الكل : 40516367
اليوم : 46182

لوـ يوهانسون (إيفار-)

لو ـ يوهانسون (إيڤار ـ) (1901ـ 1991)   يعد إيڤار لو ـ يوهانسون Ivar Lo-Johansson أبرز الكتاب البروليتاريين السويديين، فقد جعل مصير طبقة الفلاحين والعمال قضيته، وإليه يعود الفضل في إلغاء القنانة في البلاد عام 1945؛ وهو النظام الذي رزحت هذه الطبقة تحت نيره منذ العصور الوسطى. ولد في بلدة أوسمو Ösmo وسط السويد لأبوين من الأقنان، وعمل في يفاعته وشبابه في مهن متباينة فلاحاً وعامل بناء وكسَّار حجارة وكاتباً صحفياً. وأخذ في هذه الظروف الصعبة بتثقيف نفسه عن طريق القراءة في كل الأوقات وبنهم فريد. استطاعت العائلة في عام 1911 الحصول على مسكن خاص بها في بلدة توفرت فيها مدرسة ثانوية فانتسب إليها.
المزيد »