logo

logo

logo

logo

logo

الحضر

حضر

Hatra - Hatra

الحضر

 

الحضر Hatra  إمارة، ثم مملكة عربية قديمة، قامت في شمالي بلاد الرافدين، وكان لها دور سياسي واقتصادي مهم في القرون الثلاثة الأولى الميلادية. أما اسمها فيرجح أنه من أصل عربي، بمعنى «الحيرة» أي «العسكر» وهناك من يرى أن أصل التسمية آرامي يظهر كتاباتها بصيغة «حطرا»، وقد عُرفت بالإغريقية بـ Atra، أما اسمها في اللاتينية فهو Hatra.

 
 

تقع الحضر إلى الجنوب الغربي من الموصل على مسافة 110كم، بالقرب من وادي الثرثار في منطقة الجزيرة، التي يغلب عليها الطابع الصحراوي, في منطقة منخفضة عما يجاورها، جعل منها مكاناً ملائماً لتجمع الأمطار في عروق آبارها وغدرانها الكائنة في الجهة الجنوبية الغربية.

وربما كان هذا الموقع لقرية منذ زمن الآشوريين وما بعده حيث أخذت تتجمع حوله القبائل التي كانت تتجول في بادية الجزيرة الشمالية، فاستقرت بقربها في مواسم الربيع نظراً لكثرة المراعي حولها, وتوافر الماء فيها, ثم أنشؤوا فيها معبداً، وكانت الشمس أشهر آلهتهم. وقد اتسعت الحضر وصارت مدينة كبيرة بعد بزوغ أهميتها العسكرية في أثناء الصراع الذي دار بين الفرثيين (البارثيين) والرومان.

وبرزت أهمية القبائل العربية التي  اتخذت الحضر مركزاً لها، قوةً عسكرية يحسب لها الحساب. كما ساعد موقعها في السيطرة على طرق القوافل التجارية المتنقلة عبر بادية الجزيرة، والتي كانت تنقل البضائع الآتية من الصين والهند كالحرير والتوابل والأحجار الكريمة باتجاه  الغرب عبر البادية إلى سورية.

التنقيبات

يعود الفضل في اكتشاف الحضر إلى الرحالة جون روس J.Ross الذي سافر إلى الحضر في سنتي 1836-1837م، فكتب وصفاً تفصيلياً لأطلال المدينة, ونشره في المجلة الجغرافية سنة 1839م. ثم زارها أنسورث سنة 1840م، وفيما بعد تتالى الرحالة عليها.

وفي بداية القرن العشرين، قام الألمان بإجراء مسوحات ميدانية خاصة في الحضر وما حولها، وقامت البعثة العلمية التي كانت تنقب في آشور بعدة زيارات إلى الحضر بإشراف والتر أندريه W.Andrae فنشرت كتابين حول الحضر في سنتي 1908 و1912م.

لكن التنقيب الفعلي في الحضر لم يبدأ إلا في سنة 1951م، واستمر عدة سنوات، تابع الأثريان فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى أمور التنقيب، ونشرا عدداً من الأبحاث عن المكتشفات في مجلة «سومر» منذ عام 1952م، وتتالت بعد ذلك البحوث عن الحضر بعدة لغات، وتناولت المعابد والتماثيل وكتابات الحضر وملوكهم وغير ذلك .

تاريخ الحضر

ُقسَم تاريخ الحضر إلى ثلاثة أدوار هي:

أولاً: دور التكوين: ويمثل المرحلة الأولى من تاريخ الحضر، والمعلومات عنه قليلة وغامضة، لكن السلطة فيه كانت للشيوخ ولسدنة المعبد «رب بيتا»، وينتهي هذا الدور في منتصف القرن الأول الميلادي.

ثانياً: دور السادة: وفيه تلقب الزعماء باسم «مريا» أي السيد، واستمر هذا الدور ما يقرب من قرن واحد, وانتهى في منتصف القرن الثاني الميلادي، وفيه يظهر دور الحضر  حليفاً قوياً للفرثيين في صراعهم ضد الرومان، وفي هذا الدور تم بناء أضخم المباني في الحضر، إضافة إلى التحصينات والأسوار حول المدينة.

ثالثاً: دور الملوك: في هذا الدور تمتعت الحضر بالثراء والاستقلال وامتد نفوذها إلى ما بعد نهر الخابور، وتلقب سادتها باسم الملوك كما ورد في كتاباتهم «سنطروق ملك العرب»، واستمر هذا الدور حتى سقوط مدينة الحضر بيد الفرس الساسانيين سنة 241م.

أهم مكتشفات الحضر

ـ عدد من المعابد وأشهرها المعبد الكبير.

ـ مجموعة من التماثيل لبعض ملوك الحضر وعدد من تماثيل الآلهة.

ـ عدد من القبور إضافة إلى مجموعة من الكتابات.

ـ بوابات المدينة والأبراج.

إن مكتشفات الحضر تظهر الهوية العربية للمدينة، ولكنها لا تنفي وجود بعض التأثيرات الفرثية، فالمدينة كانت عاصمة لمملكة عربية، شغلت دوراً مهما في الصراع بين الدول الكبرى للسيطرة على الشرق القديم.

محمود فرعون  

الموضوعات ذات الصلة:

 

البارثيون ـ الرومان ـ الساسانيون. 

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى، الحضر مدينة الشمس (بغداد 1975).

ـ ماجد عبد الله الشمس، الحضر العاصمة العربية (بغداد 1988).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 358
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1066
الكل : 40496370
اليوم : 26185

الذاتية

الذاتية   الذاتية subjectivism هي كل نزعة تهدف إلى إعطاء الذات أولوية على الموضوع ورد كل شيء إليها في الفن أو الأدب أو الفلسفة، وهي تقابل النزعة الموضوعية التي تميز العلم. والذاتية بهذا المعنى تتطابق مع الاتجاهات المثالية في الفلسفة الغربية التي ترجع كل مظاهر النشاط الإنساني إلى الذات، وترجع كل حكم سواء كان وجودياً (حكم الواقع) أم وجوبياً (الحكم الأخلاقي، أحكام القيمة)، إلى أحوال أو أفعال شعورية فردية؛ ووفقاً للرغبات والميول والأهواء والمنفعة، بمعنى أن الأحكام الذاتية هي أحكام فردية ناتجة عن ذات الفرد وشعوره وذوقه، ويقابلها الأحكام الموضوعية objective، وهي أحكام مستقلة عن عواطف الفرد وميوله ونزواته. فالذاتية تعد أساس الفكر الغربي بدءاً من سقراط[ر] الذي وجه انتباه الفلاسفة إلى ضرورة معرفة الذات، محولاً مجرى التفكير الفلسفي من السماء إلى الأرض، رافعاً شعار معبد دلفي «اعرف نفسك بنفسك».
المزيد »