logo

logo

logo

logo

logo

دورا (مرغريت-)

دورا (مرغريت)

Duras (Margaret-) - Duras (Margaret-)

دورا (مرغريت -)

(1914-1996م)

 

   
 
   

مرغريت دورا Marguerite Duras وهو الاسم المستعار لمرغريت دوناديو Donnadieu، كاتبة فرنسية تركت بصماتها في الرواية والمسرح والسينما والصحافة الفرنسية. حازت روايتها «العشيق» L’Amant عام (1984) على جائزة غونكور Goncourt. وظهر التزامها اليساري من مقالاتها في الصحف التي جمعت من ثم في كتاب بعنوان «في الخارج»Outside  عام (1981). ولدت في جيا - دِن Gia-dinh بالقرب من سايغون Saigon في الهند الصينية، حيث عمل والداها بعد هجرتهما من شمالي فرنسا رغبة في حياة أفضل في المستعمرة الفرنسية، وتوفيت في باريس. توفي والدها وهي في الخامسة من عمرها، فتركت وفاته أثراً عميقاً في حياتها وفي أدبها، إذ عانت أمها كثيراً من أجل تربية ولديها وابنتها تربية صالحة.

غادرت دورا الهند الصينية بعد أن حصلت على الشهادة الثانوية، وعادت إلى فرنسا لتستقر في باريس عام 1932، ثم حصلت على إجازة في الحقوق والعلوم السياسية. بدأت حياتها الأدبية في أثناء الحرب العالمية الثانية والتزمت بالمقاومة الفرنسية، وبعد التحرير انتسبت إلى الحزب الشيوعي لكنها تركته عام 1950 بعد انتفاضة براغ. نشرت رواية «السفهاء»Les Impudents  عام (1943) وتلتها «الحياة الهادئة»La vie tranquille  عام (1944) التي أهدتها إلى أمها. وتصف بطلة هذه الرواية فرانسين فيرنات Francine Veyrenattes الصراع بين أخيها نقولا Nicolas وخالها جيروم Jérôme من أجل كليمانص Clémence زوجة الأول وأم ولده وعشيقة الثاني، وينتهي ذلك بموت الخال وانتحار الأخ فيما بعد. وتهيمن موضوعات الموت والوحدة على هذه القصة.

تضع دورا في رواية «سد في وجه الهادئ»Un barrage contre le Pacifique  عام (1950) الخطوط الرئيسة لحياتها في الهند الصينية، مع شخصيات الأسرة المؤلفة من «الأم» التي تبقى تسميتها كذلك طوال الرواية، وابنها جوزيف وابنتها سوزان. وتبدأ الرواية بظهور شخصية السيد جو وهو ابن أحد الأغنياء المحليين الذين يتاجرون بالأراضي الطامع بحب سوزان البيضاء، بينما تطمع هي وأمها بماله، لتسلط الكاتبة الضوء على الصراع بين الفقراء والأغنياء، بين البيض وأهل البلد الأصليين، بين الريف والمدينة. وتعود إلى سيرتها الذاتية في مسرحية «سينما عدْن» L’Eden-Cinéma  عام (1977).

استمرت دورا في كتابة الروايات مع بعض التغيير في تقنياتها كما في «بحَّار جبل طارق» Le Marin de Gibraltar عام (1952) و«خيول تاركينا الصغيرة»Les Petits Chevaux de Tarquina  عام (1953) و«أيام كاملة بين الشجر»Des Journées entières dans les arbres  عام (1954) والنص الأخير أقرب إلى الأقصوصة منه إلى الرواية، وقد تحول إلى مسرحية تحمل الاسم نفسه. وقد اقتربت رواياتها من تيار الرواية الجديدة Le Nouveau Roman، إذ نشرت عام 1958 رواية «موديراتو كنتابيله»Moderato cantabile  ( فيلم 1966) في دار نشر «مينوي» Minuit التي نشرت لروائيين جمع بينهم رفض الرواية التقليدية.

بدأ الحوار يأخذ مكاناً مهماً في أعمال دورا مع رواية «الساحة» Le Square  عام (1955)، وصارت الرواية مسرحية مع الحفاظ على العنوان وبالحوار نفسه تقريباً. كما بدأت كتابة سلسلة من الروايات مبتعدة عن سيرتها الذاتية، ومقتربة من تجربة تشيخوف[ر] Tchekhov المسرحية في الفن الإيحائي للمحادثة، وقد نشرتها في مجموعة «مسرحيات، الجزء الأول»Théâtre I  عام (1965) التي تضمنت مسرحيتين أخريين: «المياه والغابات Les eaux et les forêts و«الموسيقا»، La musica. وقد سبق هذه المجموعة عام 1959 مسرحية «جسور منطقة السين والواز» Les Viaducs de la Seine et Oise التي كتبتها للمسرح مباشرة. وكذلك نشرت في عام 1986 مجموعة «مسرحيات، الجزء الثاني» Théâtre II التي احتوت خمس مسرحيات. أما «مسرحيات، الجزء الثالث» Théâtre III عام (1984) فتضمنت ثلاث مسرحيات مقتبسة. ثم نشرت عام 1985 النص الفرنسي لمسرحية «النورس» La mouette لتشيخوف.

كتبت دورا سيناريو فيلم «هيروشيما يا حبيبتي»Hiroshima mon amour  عام (1959)، وهو من إخراج ألان رونيه Alain Resnais، وتجري أحداثه في اليابان حيث يجري تصوير فيلم حول هيروشيما ما بعد الحرب، بطلته ريفا Riva وهي ممثلة فرنسية في الثلاثين من عمرها، متزوجة وتقوم بدور ممرضة في الصليب الأحمر. وفي عشية عودتها إلى فرنسا، إذ لم يبق سوى مشهد واحد لنهاية التصوير، تتعرف شاباً يابانياً متزوجاً أيضاً، وتعيش معه قصة حب مؤثرة. وبعد أن كتبت رواية «الحب» L’Amour  عام (1971)، التي أبدعت فيها أجواء خاصة جداً، ابتعدت عن الواقعية واقتصرت على ثلاث شخصيات فقط. توقفت عن كتابة الرواية لتهتم بالسينما والمسرح، فكتبت سيناريو الفيلمين «ناتالي غرانجه»Nathalie Grange  عام (1972) و«امرأة الغانج»La femme du Gange  عام (1973)، وأيضاً مسرحية «أغنية الهند» India Song عام (1973).

استأنفت دورا كتابة الرواية في عام 1984مع «العشيق» ( فيلم 1992)، وهي تكرار لسيرتها الذاتية. وتتميز هذه الرواية بالانقطاعات في السرد وبذكر عدد من التواريخ، في حين كانت تبتعد سابقاً عن تأريخ الأحداث. وتكرر دورا الموضوع ذاته في شكل جديد في «عشيق من شمالي الصين»L’amant de la Chine du nord  عام (1991) التي تبدأ في منزل كبير وفي باحة مدرسة حيث تُسمع مقطوعات موسيقية، ويسيل الماء من كل جهة، وكأن حركته تتزامن مع اللحن، ولا تلبث الروائية أن تفاجئ القارئ بأن العملية هنا هي تنظيف للبيت، وأنهم يرقصون وهم ينظفون، وعازفة البيانو هي الأم.

تتصف نصوص دورا بتباين في الشكل ينصهر في بوتقة الموضوعات نفسها، فإن هي أعطت البطل دور الراوي وعبر عن نفسه تعبيراً مباشراً بضمير المتكلم، أو جاء النص سردياً تقليدياً بضمير الغائب أو مسرحياً أو سينمائياً، فإن الموضوعات نفسها تتكرر بقساوة تتفاوت بين حدث الموت الذي يأتي أحياناً في أبشع حالاته، مثل جريمة قتل بسبب الغيرة في رواية «العشيقة الإنكليزية» (1967)، التي صارت مسرحية عام 1968، أو انتحار نيكولا في «الحياة الهادئة». وحتى الحب يفقد تحت قلمها رومانسيته، إذ تحتل الرغبة الجنسية المكان الأول. كما تصف الإغراء والخيانة وكأنها أحد الدوافع المهمة للهجر، كما حصل في رواية «خطف لول. ف.شتاين» Le ravissement de Lol.V.Stein  عام (1964)، التي تكوّن منعطفاً في أعمالها، إذ ابتعدت فيها عن سيرتها الذاتية وبدأت سلسلة من الأعمال عن الهند. وتظهر الخيانة الزوجية وكأنها أمر عادي في رواية «نائب القنصل»Le Vice Consul  عام (1966) التي تدور أحداثها في كلكوتا Calcutta، وتؤكد فيها دورا على الهوة بين عالمي الأغنياء في منازلهم المغلقة والفقراء الذين يهيمون على وجوههم في الطرق، إلا أن صوت المتسولة يجتاز الحواجز ليصل إلى آذان الأغنياء مذكراً بمآسي الفقراء.

وفي كتاب «المتحدثتان» Les Parleuses عام (1974) وهو خمسة لقاءات مع غزافيير غوتييه Xavière Gauthier، تشرح دورا الكثير عن كتاباتها، مثل سبب اختيارها للهند كفضاء لأعمالها لأنها مثال لعبثية الوجود. وفي مؤلفها «الكتابة» Ecriture عام (1993) تشرح تجربتها الأدبية وتؤكد أهمية العزلة، إذ تقول «لا يجد المرء العزلة وإنما يوجدها» ويستمر السؤال: «لماذا نكتب وكيف لا نكتب؟».

مهى بياري 

مراجع للاستزادة :

- C.BLOT, LA BARRERE, Marguerite Duras (Seuil 1992).

- J.L.SEYLAZ, Les romans de Mar­gue­rite Duras (Lettres modernes 1963).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 414
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1080
الكل : 40490284
اليوم : 20099

ابن هندو (علي بن الحسين)

ابن هِنْدُو (علي بن الحسين ـ) (335 ـ 423هـ/946 ـ 1031م)   أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو، من أكبر فلاسفة شرقي الدولة العربية الإسلامية في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهو أديب وشاعر أيضاً. عاصر البيروني وابن سينا وابن العميد.
المزيد »