logo

logo

logo

logo

logo

دومة الجندل

دومه جندل

Dumat Al-Jandal - Dumat Al-Jandal

دََوْمة الجندل

 

دومة الجندل مدينة بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية، وهي أقدم مدن تلك المنطقة وأكبرها وأهمها، ولذا أطلق عليها أيضاً اسم «الجوف» قياساً على ما درج عليه العرب في إطلاق اسم إقليم ما على عاصمته، وإن كانت ذات اسم سابق آخر. هذا وإن تسمية «دومة الجندل» لها ما يبررها، فالدومة مفردة شجر الدَّوْم، الذي يعرف بـ «المقل» عند العرب، وينسب إلى «الدوم» الكثير من الأودية والبقاع في شمالي الجزيرة وجهاتها الأخرى. أما الجندل، فهو الحجر الكلسي الكبير، الموجود بوفرة، في محيط المدينة، والمستخدم في مبانيها. أما المؤلفون العرب، فينسبون دومة أو دوماء، إلى أحد أبناء إسماعيل بن إبراهيم، واسمه دوماء أو دومان، على ما يقولون، وأما نسبتها إلى الجندل، فلتمييزها عن دومة الحيرة. هؤلاء المؤلفون وغيرهم، اعتادوا أن يضفوا على المواقع القديمة، روايات تاريخية كثيراً ما تفتقر إلى سند، أو تبلغ حد الأساطير، متجاهلين العوامل الجغرافية، وإن كانت بادية الوضوح.

تتوسط دومة الجندل شمالي الجزيرة العربية، في موقع انتقالي نحو الشام ونحو العراق، لكنها إلى الشام أقرب، في أرضها ومناخها. فخط العرض (2950) يجمع بينها وبين رأس خليج العقبة كما تقع عند البوابة الجنوبية لوادي السرحان، الشامي، والذي يصلها طبيعياً وبشرياً بحوران شمالاً بغرب، ومدينة بصرى الشهيرة.

وأدى اتساع الوادي المذكور وانفتاحه، إلى سهولة الحركة فيه، وإلى قيام عدد من المراكز البشرية المهمة على طوله، تنتظمها عدة طرق للمواصلات، أصبحت معبراً لكل قادم من منطقة الخليج والمدينة المنورة، ونجد، إلى أقطار بلاد الشام. وقد اكتسب موقع دومة الجندل أهمية خاصة في شمالي الجزيرة العربية، لوجود رقعة صحراوية رملية شاسعة إلى الجنوب منها، هي صحراء النفود التي تفصلها عن نجد. ومع ذلك فإن مد طريق بين حائل والدومة عبر تلك الصحراء، لا يقلل من أهميتها، بل يزيدها لأنه يوثق العلاقة المباشرة مع نجد.أما الاتصال بين الدومة والعراق الأوسط وبغداد، فيكون عن طريق مدينة عرعر، وعلى آثار الطريق التاريخي للحجيج العراقي، المسمى طريق زبيدة، المار بالحيرة ودومتها. (انظر خريطة الموقع). هذا ويضاف إلى أهمية الموقع الجغرافي للدومة، شروط طبيعية أخرى تتمتع بها هذه المدينة في قلب حوضة الجوف، وسط دائرة من الجبال الكلسية الصخور، إذ أصبحت المدينة وما حولها، مجمعاً للمياه السطحية والجوفية العذبة، كما تراكمت فيها تربة صالحة للزراعة. ولما كانت المنطقة ذات مناخ انتقالي بين الصحراء والإقليم المتوسطي، فقد أمكنها الجمع بين نخيل تمر الأولى (بأنواعه الجيدة)، وزيتون الثاني وفواكهه كالتين والمشمش والدراق والكرمة، وتضاف بين الأشجار زراعة الحبوب والحشائش العلفية والخضار، في نظام ري دقيق، وتعد اليوم السلة الغذائية للمملكة العربية السعودية، لوجود أكبر مساحة زراعية فيها، وهذا يدل على أهميتها الاقتصادية الكبيرة.

ورد أول ذكر لها، في النصوص الآشورية العائدة إلى القرن السابع ق.م. وذلك تحت اسم (أدوماتو)، وفي القرن الثالث الميلادي غزتها زنوبيا ملكة تدمر، لكنها لم تتمكن من «قلعة مارد» المنيعة داخلها والمشرفة على المدينة، وتتالت على القلعة عهود وأنماط معمارية متعددة، القديم منها محكم البناء ومن الحجر والأوسط والأحدث من اللبن والطين، وكلاهما متهدم، لكنها ما تزال موجودة إلى اليوم، وكانت في الدومة سوق من أسواق العرب في الجاهلية، ومحطة على طريق التجارة الآتي من جنوبي الجزيرة نحو الشام والعراق.

وكان للدومة دورها في صدر الإسلام والعهد الراشدي، لتاريخها الحافل ووقوعها على تخوم الامبراطورية البيزنطية المسيحية. فقد غزا النبيr الدومة في السنة الخامسة للهجرة. وفي السنة السادسة للهجرة بعث إليها الغزوة الثانية بقيادة عبد الرحمن بن عوف، لدعوتها إلى الإسلام، فاستجاب له أحد شيوخها مع نفر من قومه، لكن حاكمها أكيدر بن عبد الملك ظل على مسيحيته. وفي السنة التاسعة للهجرة، وجه عليه السلام، إليها خالد ابن الوليد على رأس جيش يزيد على أربعمائة فارس، فتمكن من أسر حاكمها المذكور، وأتى به إلى المدينة فصالحه الرسول عليه السلام على دفع الجزية، وزوده بكتاب صلح.

خسرت دومة الجندل أهميتها في العصرين الأموي والعباسي لتحول طرق التجارة عنها، وعمت الفوضى شمالي الجزيرة العربية في القرون الأخيرة من سيطرة العثمانيين عليها، ولم يتحسن الوضع إلا بعد أن فرض الوهابيون سيطرتهم على شمالي الجزيرة واستولوا على دومة الجندل، التي بقيت تابعة لهم حتى عام 1855م حين دخلت ضمن نطاق سلطة آل رشيد أمراء شمر. في عام 1909م استولى نور بن شعلان سيد وزعيم قبائل الرّوَلة على دومة الجندل، ثم استعادها أمير شمر لتدخل بعد ذلك ضمن نطاق دولة آل سعود عام 1921م، بعد أن قضى ابن سعود على إمارة شمر.

ومن آثار العهد الإسلامي مسجد عمر ومئذنته، وأهميته في طراز بنائه الذي كان سائداً في صدر الإسلام. وللدومة سور قديم كُشِفَ عن جزء منه منذ عقدين من الزمن، وله أبراج واستخدمت في بنائه المواد نفسها المستخدمة في بناء القلعة.

وفي الدومة متحف الجوف للآثار والتراث الشعبي، إلا أن المركز الإداري لمنطقة الجوف، نقل منذ عقود إلى مدينة سكاكة التي تبعد عن الدومة 50كم.

تنقسم الدومة إلى أحياء متفرقة، وكثير من بيوتها داخل البساتين، ومعظم سكانها من أصول سورية.

مصطفى الحاج إبراهيم 

مراجع للاستزادة:

ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان (منشورات دار صادر، ودار بيروت، لبنان 1956).

ـ حمد الجاسر، المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية/ شمال المملكة/ القسم الثاني (منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض، المملكة العربية السعودية).

ـ خريطة المواصلات بالمملكة العربية السعودية (باللغة الإنكليزية) نشر وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية.

 


التصنيف : التاريخ
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 467
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1078
الكل : 40518936
اليوم : 48751

إنيوس (كوينتوس-)

إنيوس (كوينتوس ـ) (239 ق.م ـ 169 ق.م)   كوينتوس إنيوس Quintus Ennius شاعر لاتيني وُلد في بلدة رودياي Rudiae في مقطعة كالابرية Calabria على الشاطئ الغربي للبحر الأدرياتيكي، وتوفي في رومة. في عام 204 ق.م كان إنيوس في جزيرة سردينية Sardaigne حيث تعرّف السياسي الروماني كاتون Caton الذي اصطحبه إلى رومة. بدأ إنيوس يكسب قوت يومه في رومة من تدريس اليونانية. وعاش فيها عيشة متواضعة جداً مع ماكان له من صلات وطيدة بشخصيات سياسية وعسكرية متنفّذة، منها صداقته للسياسي والقائد الروماني سكيبيو الإفريقي Scipio Africanus وصداقته للقنصل الروماني ماركوس فولفيوس نوبليور Marcus Fulvius Nobilior، وولده كوينتوس وكان كذلك صديقاً لنخبة من محبي الثقافة اليونانية ومتذوقيها.
المزيد »