logo

logo

logo

logo

logo

ديغا (ادغار-)

ديغا (ادغار)

Degas (Edgar-) - Degas (Edgar-)

ديغا (إدغار -)

(1834-1917)

 

إدغار ديغا Edgar Eegas مصور ورسام ومصمم مطبوعات ونحات فرنسي، ولد في باريس ونشأ في كنف أسرة ثرية. بعد أن نال قسطاً وافراً من دراسة القانون بدأ بالتدرب كمحام، ولكنه كان يمضي أغلب أوقاته في متحف اللوفر، مما دفع والده، الذي تأثر بانقطاع ابنه وإخلاصه للفن إلى السماح له بترك دراسته للقانون. للالتحاق بدراسة الفن في مدرسة الفنون الجميلة بباريس.

في عام 1858 تعرف ديغا الفنان آنغر[ر] فحذا في الرسم حذوه، متأثراً بأسلوبه طوال حياته، حتى إنه لازم الفنان لويس لاموتي الذي كان من أشد المتحمسين والمتأثرين بأسلوب الفنان آنغر وطريقته ومبادئه.

 تبنى في البداية التصـوير وفق النهج التقليدي، وفيه توجه إلى رسـم الوجوه والموضوعات التاريخية. وتـوسـع أكاديمياً بنسخ ودراسـة أعمـال الرواد في اللوفر وإيطاليا، إذ أمضى ما بين عـامي 1855 و1858 في إيطاليا عند أقربائه منكباً على دراسة أعمال أساتذة عصر النهضة. ومن أبرز لوحاته في مرحلته الأولى التي تجسد وجهة نظره السابقة: «عائلة بليل»، ولوحة «مرغريت ديغا». وتطرق، في الوقت نفسه، إلى الموضوعات التاريخية وكان أبرزها: «صبايا إسبارطيات يستثرن الشباب للحرب» (1860)، و«سميراميس تشيد بابل» (1861)، وهذه اللوحات ذات المفهوم «الاتباعي» (الكلاسيكي) البحت تبرز تأثر ديغا بفناني فلورنسة.

التقى ديغا في عام 1862 بالفنان إدوار مانيه[ر]، والذي عرَّفه على مجموعة من الفنانين الذين عُرفوا لاحقاً باسم «الانطباعيين»[ر]، لقد تحدّر كل من ديغا ومونيه من طبقة اجتماعية أعلى من بقية زملائهم، لذا بدا ديغا في عيون الكثير ممن عرفوه متكبراً وبارد المشاعر، إلا أنه حظي بإعجاب كثير من أقرانه لالتزامه المطلق بفنه. وقد نجم عن تأثره بـ «مانيه» أن تخلى عن الموضوعات التاريخية منذ عام 1865 مكرساً نفسه لتصوير الحياة المعاصرة والصور الشخصية دون الخروج عن الميول الاتباعية[ر] (الكلاسيكية)، وأراد أن يكون كما قال هو نفسه: «الرسام الاتباعي للحياة المعاصرة»، وقد درس ديغا الرشم الياباني estampe وصارت ألوانه متنوعة وكثيفة بعد أن كانت رقيقة للغاية وتبنى تصاوير جريئة. ومن أبرز أعمال هذه الفترة: «سيدة الأقحوان»، و«الآنسة فيوكر ترقص باليه الينبوع»، و«الموسيقيون خلال الأوركسترا»، و«السيدة كامو». وكان شديد الولع بالموضوعات المسرحية، وتمحورت معظم أعماله حول حلبات السباق، والمسرح، والمقاهي، وقاعات الموسيقى، فظهرت صوره عن سباقات الخيل عام 1862 في لوحة «سباق الشرفاء، قبل الانطلاق»، لكن ديغا لم يكثر من موضوعات السباق إلا منذ عـام 1870 إذ ظهرت سلسلة من أعماله وهي: «أحصنة السباق أمام المنصات»، «أحصنة السباق في لونشان»، و«التدريب». وتبعتها روائعه عن المسرح، وخاصة الباليه، التي كان يرسمها في أثناء التدريبات من أحد جناحي المسرح أو من قاعة المشاهدين، فقد برع في تصوير ما يراه باقتناصه اللحظة المناسبة، في أدق تعبيرها، وكان للانعكاسات الضوئية دور مهم في لوحاته، وفي البداية قدم أعمال راقصات الباليه بلون واحد، ولكن سرعان ما تعددت ألوانه وتنوعت وهي اللوحات التي أذاعت صيته في أنحاء العالم أجمع. ومن أهم أعمال الباليه: «محترف الرقص في الأوبرا، شارع لوبولوتييه»، و«التمرين على الباليه على المسرح»، و«نهاية الأرابيسك»، و«النجمة أو راقصة على المسرح». وقد نفذ مجموعة من اللوحات طغت عليها الألوان الزرقاء أو الخضراء أو الصفراء أو البرتقالية.

إدغار ديغا: «الكاويات»

 

اهتم ديغا اهتماماً كبيراً بالحياة الإنسانية عموماً وبالمرأة خصوصاً، لذا شكلت المرأة وجوداً كبيراً في جلّ أعماله الشهيرة: «الكاويات»، و«الراقصات»، و«النساء يتبرجن»، و«بائعات القبعات». ومنذ منتصف عمره نزع ديغا شيئاً فشيئاً نحو التركيز على دراسة المرأة مضيفاً إلى راقصاته في عام 1880 عدداً ملحوظاً من الصور الطباشيرية والرسوم عن المرأة في حوض الاستحمام.

وقد عرض ديغا أعماله مع الانطباعيين حين انعقدت الصلة بينه وبين مونيه[ر]، ورينوار[ر]،وسـيسـلي[ر]. وعلى الرغم من أن العادة جرت على تصنيفه بين المصورين الانطباعيين إلا أنه كان في واقع الأمر مختلفاً عنهم تمام الاختلاف، فلم يكن يبالي كثيراً بالمناظر الطبيعية، كما كان تصوير الأشياء كالانطباعيين بوساطة مساحات لونية منفصلة ودون حدود تحيط بها تغشي روح الرسام الكامنة في أعماقه بالنفور، إذ كان لا يؤمن إلا بالتكوين الفني المعد بعناية ودقة بالغتين. وإذا كان ديغا قد أعطى أحياناً انطباعاً عارضاً لراقصة في أثناء حركتها، فلم يكن ذلك عن مشاهدة فحسب وإنما أملته مكونات فنية استغرقت وقتاً وجهداً في إعدادها. كان ديغا يلاحق في اهتمام لا يكلّ، سرّ الأشكال، وهندستها السحرية وإمكانات تجديدها. لكنه لم يتجمد عند ما يمكن أن تحويه حركة أو موقف من لحظات عابرة، بل كان يجد فيها استمرارية ونبضاً أبدياً لا يتوقف.

شارك ديغا في سبعة معارض من أصل ثمانية للانطباعيين والتي عقدت بين 1874 و1886، ولاسيما بعد أن توفي والده في عام 1874، مخلفاً وراءه تركة من الديون، اضطرت ديغا إلى تسديدها، مما أجبره ولأول مرة في حياته أن يكسب عيشه من فنه.

إدغار ديغا: «الراقصات»

تناول ديغا التصوير بوسائله كافة من تصوير زيتي إلى تصوير بالألوان المائية والألوان الطباشيرية أو الطباعة بطريقة الحفر بالإبرة أو بطريقة الطباعة ذات التدرجات الظلية، ولو أن أعظم أعماله التي تكشف عن قدراته الفذة في التعبير عن تأثيرات اللون تتجلى في صوره بالطباشير. وكان أحياناً يستخدم تقانتين في عمل فني واحد (ألوان مائية مع طباشير ملونة Pastel).

وفي عام 1880 بدأ بصره يضعف، لذا اتجه إلى الإكثار من استخدام الألوان الطباشيرية مثل مجموعة الراقصات الروسيات، ومن ثم تحول إلى النحت الذي كان يدعوه (فن العميان) إذ قدم مجموعة من التماثيل الشمعية شابهت بمضمونها أعماله التصويرية: «العاريات والراقصات والخيل».

كان ديغا ذا نزعة مستقلة عن الفن الرسمي officiel (الفن الذي تشجعه الدولة). ونادراً ما رسم في الهواء الطلق كالانطباعيين، وحول رفضه الرسم في الهواء الطلق أمام الموضوع، يقول: «الرسم حصيلة خيال الفنان، ولا يمكن أن يكون نقلاً، وإن استطاع الفنان أن يضيف لمستين أو ثلاثاً على الطبيعة، فلا بأس. لكن من الأفضل رسم ما يبقى في الذاكرة من كل شيء، وهذا تحول تشترك فيه المخيلة مع الذاكرة، فلا يبقى إلا اللافت، وهو الضروري».

يقول بول فاليري عنه في كتابه «ديغا، الرقص، والرسم»: «في رسوم ديغا لذة قصوى في الخط الوحيد الذي يحدد شكلاً موجوداً في الحياة وفي الشارع وفي الأوبرا أو لدى عارضات الأزياء أو في أي مكان آخر. لكنه، من ناحية أخرى، شكل مُقتنَص في لحظة معينة، وحركة معينة، وتعبير معين، وهذا هو، كل اختصار إبداعه، فلقد تجرأ على مزج المؤقت الآني، مع العمل الطويل في المحترف، وعلى احتجاز كل من الانطباع الأول في الدراسة المعمقة، والمباشر في مدة الإرادة الممتدة طويلاً».

برهن ديغا على عبقرية فريدة، فكل خط، وكل لون، لم يوضعا إلا بعد درس وتفكير طويلين، وفي ذلك يقول ديغا: «ليس في فني عفوية، بل هو حصيلة تفكير وتدقيق».

توفي ديغا في السابع والعشرين من أيلول عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين عاماً، بعد أن فقد بصره كلياً. ويمكن اختصار آثاره، كما حددها بول فاليري: «إن ما أسميه الفن العظيم، هو - ببساطة - الفن الذي يجب أن تعمل فيه جميع طاقات الإنسان، والذي ينبغي أن تتوافر في آثاره فنون الآخرين دون تقليد …».

نهيل نزال 

الموضوعات ذات الصلة:

الانطباعية ـ آنغر. 

مراجع للاستزادة:

ـ موريس موريلا، الانطباعية، ترجمة هنري زغيب (منشورات عويدات بيروت، باريس 1982).

ـ سلمان قطاية، المدرسة الانطباعية (1880 ـ 1900) ( منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1973).

ـ عفيف بهنسي، تاريخ الفن والعمارة، (منشورات جامعة دمشق).

ـ نعمت إسماعيل علام، فنون الغرب في العصور الحديثة (دار المعارف، القاهرة).

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 535
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 979
الكل : 41008713
اليوم : 99096

الاتحاد الوطني ل-طلبة سورية

الاتحاد الوطني لطلبة سورية   الاتحاد الوطني لطلبة سورية National Union of Syrian Students هو منظمة شعبية تضم طلبة الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة في الجمهورية العربية السورية، والطلبة السوريين الدارسين خارج القطر. مقر الاتحاد مدينة دمشق، وله فروع في داخل سورية وخارجها، وهو يمثل الطلبة العرب السوريين داخل سورية وخارجها. ولقد شكل تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الإطار التنظيمي للنضال الطلابي الذي بدأ مع البدايات الأولى للتعليم في سورية، وتفاعل نشاط الطلاب مع حركة الجماهير ومع نضالها الوطني والقومي في عملية تأثر وتأثير متبادلين. ولأن الطلاب كانوا يمثلون الفئة المثقفة في المجتمع بما يتاح لهم من الإطلاع على الأفكار والمبادئ الوطنية والتحررية، فقد كان لهم المهمة القيادية في تاريخ النضال الوطني للتحرر من الاستعمار ومخلفاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء قبل الاستقلال أو بعده.
المزيد »