logo

logo

logo

logo

logo

دافيد (جيرار-)

دافيد (جيرار)

David (Gerard-) - David (Gerard-)

دافيد (جيرار -)

(1460، 1465-1523م)

 

جيرار دافيد Gerard David أحد أهم المصورين الفلمنكيين في مدينة بروج بعد المصور مملنغ المتوفى عام 1494، وآخر الفنانين العظام في المرحلة الفلمنكية المبكرة السابقة لعصر النهضة. ولد في أودواتر Oudewater في شمالي البلاد الواطئة (هولندة اليوم)، وترعرع في مدينة هارلم، وتدرب على يد ألبرت فان واتر Albert Van Ouwater.

أمضى الشطر الأكبر من حياته في مدينة بروج، حيث استقبل عام 1484 معلماً كبيراً، باستثناء إقامة عابرة في أنفرس عام 1517 - وأسس مدرسة لفناني المنمنمات، فارتبط اسمه بهذه المدينة وبشهرتها وتاريخها، كما أن تصويره وما اتسم به من ثبات وهدوء يدخل السكينة إلى النفوس لم يكن إلا انعكاساً ومثالاً للذوق البروجي (نسبة إلى مدينة بروج) المطبوع على التأمل، والمناقض لاتجاهات مدينتي أنفرس وبروكسل الحداثوية.

استطاع دافيد أن يدمج بنجاح، وعلى طريقته، أساليب الفنانين فان در ويدن وهانز مملنغ وفان أيك وتكويناتهم الفنية، وما لبث أن احتل المقام الأول في بروج، فتلقى من دار البلدية الكثير من الطلبات كان من أشهرها لوحتان لتزيين قاعة العدالة لإشاعة الرهبة في صدور القضاة كيلا ينحرفوا عن العدل، وهما لوحتان كبيرتان موضوعهما مستمد من رواية لهيرودوت عن القاضي الفاسد سيسامنيس أحد قضاة الملك قمبيز الذي أدين بتهمة الرشوة فحكم عليه بالسلخ حياً. في اللوحة الأولى يقتحم الملك قمبيز وحاشيته منزل القاضي وهو يتسلم كيس النقود من أحد المتقاضين، وتمثل اللوحة الثانية تنفيذ العقوبة الرادعة على القاضي الذي يسلخه جلادوه، وقد صور الفنان في مقدمة اللوحة ابن القاضي الذي احتل مكان أبيه جالساً على مقعد مصنوع من جلد أبيه. يتميز هذا العمل بألوانه الصادقة المترعة بالحيوية، وبتكوينه الفني الذي يتجلى بكامل وضوحه ودلالته، وبصيغه الزخرفية على الطريقة الإيطالية التي تزين الجدار الداخلي بترصيعات محفورة. وقد جاء هذا العمل، مع كل هذا الزخرف والعناصر المقحمة، عملاً فنياً فلمنكياً بامتياز.

جيرار دافيد: «البشارة»

 

شغل جيرار دافيد وظيفة دي فاندر وحل محله في الـرابطـة الأخوية للمصـورين في الأعـوام 1487-1488 و1494-1495 و1498-1499، وصار مديرها بين عامي 1501-1502، وتزوج بابنة رئيس رابطة الصياغ كورنيليا كنوب في عام 1496.

أعاد الاختصاصيون النظر في أعمال جيرار دافيد الفنية في الأربعينات من القرن الماضي، فوزعوها في مراحل ثلاث: تضم المرحلة الأولى الأعمال السابقة للوحة «حكم قمبيز» وهي مرحلة بحث وتجريب، وفيها يبرز بوضوح تأثير مدينة هارلم في ميله إلى المنظر الطبيعي الذي تجلى في لوحته الثلاثية (Triptyque) «العذراء والملائكة الموسيقيون» بمنظرها الخلفي المتواصل الذي يربط الدرفات الثلاث، وأشكالها القاسية والصلبة تارة واللينة الدائرية تارة أخرى، وألوانها المشرقة الدافئة والنادرة ولاسيما الألوان الصفراء والبنفسجية قليلة الاستعمال عند الفلمنكيين، والتي يمكن رؤيتها في أعماله الأولى مثل لوحة «عبادة الطفل» و«الصلب» و«التعليق على الصليب».

من الممكن ملاحظة المرحلة الثانية المتميزة في فن جيرار دافيد في أكثر لوحاته شهرة مثل «زواج القديسة كاترين الروحاني» و«أعراس قانا» و«المحادثة الطاهرة» و«تعميد المسيح».

أما المرحلة الأخيرة فتبدأ من عام 1512 وتنتهي في عام 1523، وهي مرحلة لا تحمل أي جديد بالمقارنة مع المرحلتين السابقتين، ولكنها سهلة التصنيف واضحة في معالمها، وخصائصها المميزة التي ازدادت وضوحاً وبروزاً في هذه المرحلة، ولاسيما اهتمام الفنان بالمنظر الطبيعي مع حرصه على أن تحتل الأشكال المقام الأول في اللوحة، وعذوبة ألوانه المخففة والهادئة وإيثاره للون الأحمر الداكن، وتوحيده المتآلف بين الأشكال والخلفية.

كان جيرار دافيد مصوراً انتقائياً كثير الاستعارة، مما يدل على ضعف ملكة الابتكار لديه، ولكنه كان يتمتع بشاعرية هادئة، ومثالية متسامحة، وأصالة عريقة. لقد جمعت لوحاته خليطاً من سمات الجمود النصبي والاحتفالي، ولكنها كانت لوحات ناجحة على صعيد الإيقاع والتكوين، وكان لوقفات ووضعيات شخوصه وهاماتها مظهر موكبي، إلا أن في سيمائهم تعابير نبيلة صارمة، وعاطفة مكبوتة تمور تحت السطح. أما ألوانه فكانت صماء قاتمة، وصادقة عميقة.

نجح دافيد في اللوحات التي تصور «الشفقة أو التقوى» تلك اللوحات الشعبية الحميمة والمألوفة مثل: «العائلة المقدسة» و«العذراء ترضع الطفل يسوع» وفيها صارت الألوان صماء قاتمة شديدة القوة والعمق، والأنوار أشد صفاء وأقل انفعالاً. وبقي الفنان، مع كل تحولاته، مصوراً فلمنكياً بامتياز، حتى في المخطوطات التي رقنها وزينها بالرسوم مثل كتاب «مواقيت إيزابيل الإسبانية» و كتاب «مواقيت الإسكوريال».

ندى خباز 

مراجع للاستزادة:

ـ ثروت عكاشة، فنون عصر النهضة، 2ـ الباروك (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1988).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 161
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40520461
اليوم : 50276

أريوستي (أتيليو)

أريوستي (أتّيليو -) (1666-1740 ؟)   أتّيليو أريوستي Attilio Ariosti مؤلف موسيقي إِيطالي ولد في بولونية الإِيطالية ووفاته في إِسبانية غير مؤكدة. ويعدّ من كبار ممثلي مدينة بولونية في الأوبرا الإِيطالية في القرنين السابع عشر والثامن عشر. كان أريوستي عازف أرغن في كنيسة القديسة ماريا دي سيرفي Maria De' Servi, وقد ارتدى اللباس الديني عام 1688, وكان موسيقياً في حاشية بلاط مدينتي مانتوفة Mantova وفلورنسة Florence.
المزيد »