logo

logo

logo

logo

logo

رولان (رومان-)

رولان (رومان)

Rolland (Romain-) - Rolland (Romain-)

رولان (رومان ـ)

(1866 ـ 1944)

 

رومان رولان Romain Rolland أديب وباحث فرنسي، ولد في كلامسي Clamecy وتوفي في فيزلي Vézelay، حصل على جائزة نوبل للأدب عام1915، وارتبط اسمه بالمسرح الشعبي، الذي دعا إليه ونظَّر له، وكتب في المسرح والرواية. كان من مثقفي اليسار الأكثر تأثيراً في فرنسا وأوربا في فترة ما بين الحربين، وترأس مجموعة من التظاهرات الأممية التي رفضت الحرب والفاشية ودعت إلى السلام العالمي في تلك الفترة. كان صديقاً للمهاتما غاندي[ر] وكتب عنه.

بعد دراسة في مجال التاريخ درّس رولان تاريخ الفن والموسيقى في جامعة السوربون، واعتقد في حينه أن الموسيقى هي ميله الحقيقي، وشرع في عام1889 كتابة أطروحة حول تاريخ الأوبرا في فرنسا، وبدأ يكتب الدراسات والمقالات في مجال النقد الموسيقي، فأصدر مجموعته «حياة مشاهير الرجال» (1903ـ1906) Les vies des hommes illustres التي كتب فيها عن كثير من الموسيقيين والكتاب والفنانين والسياسيين، مثل تولستوي[ر]، غاندي، بتهوفن[ر]، هاندل[ر] وغيرهم. دخل مجال الأدب عن طريق المسرح، وكانت محاولاته الأولى في نصوص لم تُنشر في البداية، ثم صدرت في مجموعة تحت عنوان «مسرحيات الإيمان» Les Tragédies de la Foi، وفيها مسرحية «سانت لوي» Saint Louis التي كتبها عام 1895، ومسرحية «آيرته» (1898) Aërt، وقد تجلى في هذه المسرحيات منظوره لماهية الشعور الديني في تحليل قريب من المنظور الفرويدي، إذ يرى أن هذا الشعور نابع من اندفاع حيوي، من طاقة حب رفيعة ليست سوى قوة بيولوجية تناقض القوى الاجتماعية.

كتب رولان سلسلة من المسرحيات تحت عنوان «مسرح الثورة» Le Théâtre de la révolution، ضمت ثماني مسرحيات سياسية تعبر عن مراحل تاريخية. فقد بدأ بكتابة «روبسبيير» (1898)  Robespierre إلا انه أعاد النظر فيها واستكملها عام 1938، كتب كذلك «الذئاب» (1998) Les Loups ، «انتصار العقل» (1899) Le Triomphe de la Raison ، «دانتون» (1900) «14تموز» (1902)  Danton ،  Le 14-Juillet ،   «لعبة الحب والموت» (1924) Le Jeu de l’amour et de la mort، «الفصح المزهر» (1925) Pâques Fleuries، و«الليونيد» (1927) Les Léonides . وتعالج مجموعة النصوص هذه موضوعات تاريخية، لكنها في الحقيقة تحرض على تساؤلات سياسية أساسية، فهو يطرح مثلاً في مسرحية «الفصح المزهر» من خلال شخصية جان جاك روسو[ر] J.J.Rousseau مسائل معاصرة له، وفي مسرحية «الليونيد» يقدم شخصية نابليون بونابرت[ر] N.Bonaparte، وفي «الذئاب» يتعرض لقضية دريفوس Dreyfus، كذلك يطرح فكرة الخيبة من الستالينية في مسرحية «روبسبيير». والحقيقة أنه استكمل أفكاره هذه في كتاب «مسرح الشعب» (1903) Le Théâtre du Peuple ، الذي أهداه إلى مؤسس هذا المسرح موريس بوتيشير M.Pottecher. ومع أن رولان لم يطرح مفهوم مسرح الشعب، إلا أنه مارس دوراً مهماً في تثبيت فكرته وتطبيقها. وقد كان هذا الكتاب ردة فعل على المركزية في الثقافة والمسرح، وعلى توجه المسرح البرجوازي إلى النخبة، وضع فيه أسس المسرح الشعبي الذي يهدف إلى استعادة الطابع الاحتفالي الجماعي الذي كان عليه المسرح في الماضي، وفي تحويل العرض إلى احتفال ثوري وتظاهرة شعبية.

من أعمال رولان المهمة أيضا مسرحيتان سياسيتان هما: «سيحين الوقت» (1902) Le temps viendra ، «ليلولي» (1919) Liluli ، الأولى مسرحية سياسية ضد الحرب والإمبريالية، تعتمد على تقنية الكولاج (التوليف) Collage والدمج بين الوثيقة التاريخية والمشاهد المتخيلة، ويمكن أن تصنف ضمن المسرح الدِّعائي ـ التحريضي Agit.prop. أما المسرحية الثانية فتقوم على استعراض كرنفالي للكيانات الأخلاقية للمجتمعات الرأسمالية. وقد استخدم رولان الكرنفال والغروتسك[ر] Grotesque (المبالغة في السخرية بإبراز غرابة الموضوع) أسلوباً للسخرية من هذه الكيانات وفضحها. أخرج هذا المسرح وقدمه كبار مخرجي المرحلة ومنهم لونييه بو Lugné-poe، وجيمييه Gemier، وراينهارت[ر]Reinhardt.

ترتكز شهرة رولان على روايته الطويلة «جان كريستوف» (1904ـ1912) Jean-Christophe التي كتبها في عشرة مجلدات بأسلوب الساغا[ر] أو رواية الأجيال، Saga، وهي ملحمة في الأسلوب والبنية تتحدث عن مؤلف موسيقي مبدع فرنسي من أصل ألماني، في شخصيته مزيج من بتهوفن ورولان ذاته. ويصور رولان المصاعب التي تعترض هذا الموسيقي، وكيف يساعده حبه للحياة في التغلب عليها. ويلقي الضوء في هذه الرواية على صداقة متينة تنشأ بين جان الألماني الأصل وصديق فرنسي، يرمز من خلالها للصداقة بين الشعوب و«انسجام الأضداد» والدعوة إلى السلام العالمي. وكتب أيضاً بين عامي 1922 و1933 رواية «ساغا» أخرى في سبعة مجلدات بعنوان «النفس المسحورة» L’Âme-enchantée تحدث فيها عن مخاطر الطائفية السياسية، وحاول من خلال كتابته للسيرة «مهاتما غاندي» (1924) Mahatma Gandi  أن يفسر فلسفة الهند للمجتمع الغربي، ويتجلى في كتابه حبه الكبير للبشرية جمعاء.

رفض رولان الأفكار القومية التي سادت تلك المرحلة، لا بل إنه كان يأمل ببناء أوربا موحدة تحت شعار السلام والتحرر الفكري ـ الإنساني، وكان قد طالب فرنسا وألمانيا باحترام حقوق الإنسان أثناء الحرب العالمية الأولى في منشوره «خارج المُعترك» Au-dessus de la mêlée، وطرح موقفه الرافض للصراع الأوربي ـ الأوربي في مجموعة المقالات التي نشرها في «جريدة جنيف» Le journal de Genève إبان الحرب العالمية الأولى. وترافق التزامه بالسلام مع مطلب عبّر عنه في كثير من كتاباته، وهو مطلب حرية الفكر والصدق التام، ورفض أيضاً مبدأ الفن لفئة اجتماعية محددة، أي الفن الموجه إلى نخبة، وهذا ما دفعه لأن يبلور نظريته حول مسرح شعبي واجتماعي في آن واحد.

كتب رولان قبل وفاته سيرته الذاتية في «رحلة إلى الداخل» (1942) Le voyage intérieur، ونسي الناس مع مرور الوقت مسرحيات رولان، واقتصر النظر إليه على أنه مؤسس المسرح الشعبي، وهناك مسرح يحمل اسمه في منطقة فيلجويف Villejuif في جنوب مدينة باريس، لا زال يتعامل مع المسرح بمنطق المسرح الشعبي.

ماري إلياس

مراجع للاستزادة:

 

ـ مجلة أوروبا، عدد 683 (آذار 1986، باريس).

ـ مسرح رومان رولان (دار نشر ألبان ميشيل).

ـ R.ROLLAND, le Théâtre du peuple ou Essai d’esthétique pour un Théâtre nouveau, Hachette (Paris 1913).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 96
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1089
الكل : 40505021
اليوم : 34836

أوكرانية (الأدب)

المزيد »