logo

logo

logo

logo

logo

دجلة (نهر-)

دجله (نهر)

Tigris - Tigre

دجلة (نهر ـ)

 

 

نهر دجلة عند التقائه الفرات في شط العرب

نهر جبلي، تدل تسميته Tiger أي النمر على سرعة جريانه، وكان يُطلق عليه اسم (ذو القرنين)، ينبع من المرتفعات الجنوبية الشرقية لتركيا، من بحيرة غولوك Guluk، ويبلغ طوله 1718كم، ويجري في الأراضي التركية، باتجاه الجنوب الشرقي مسافة300كم، ليرسم فيما بعد خط الحدود السورية مع العراق وتركيا لمسافة 42كم، ثم يدخل الأراضي العراقية عند مدينة فيشخابور، عابراً هضبة الموصل في سهل ضيق دون مستوى الهضبة من حيث الارتفاع، ثم يدخل دجلة السهل الرسوبي، حيث يبدأ مجراه الأدنى عند مدينة سامراء، وبين مدينتي بغداد والكوت، يصبح النهر كثير التعرج مما يؤدي إلى طغيان مياهه على الأراضي الزراعية، وعند مدينة الكوت تقوم سدّة تعمل على رفع المياه وتحويل قسم منها إلى نهر الغراف وجدول دجلة، حيث يكون دجلة هنا أعلى من نهر الفرات، ولهذا السبب شُقت جداول عدة من الضفة اليمنى لنهر دجلة باتجاه انحدار الأرض نحو الفرات. وبعد مدينة العمارة تتفرع من النهر فروع كثيرة من ضفته، ثم يتسع مجرى دجلة إلى أن يبلغ مدينة القرنة، حيث يلتقي نهر الفرات ليشكلا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي[ر].

يرفد نهر دجلة العديد من الأنهار الرئيسة التي تزوده بما يقرب من 66% من مجموع مياهه السنوية،، وأهمها الزاب الكبير 150كم، والذي تعادل كمية مياهه مياه الروافد الباقية، الزاب الصغير 250كم، فالعُظيم 320كم، وديالي 300كم، الذي تقع منابعه مع الزاب الصغير في الأراضي الإيرانية.

 

قامت عدد من المدن على نهر دجلة منذ أقدم العصور مثل نينوى عاصمة الآشوريين[ر]، التي تقع على الضفة اليسرى لنهر دجلة، مقابل مدينة الموصل الحالية. واليوم هناك عدد من المدن التي تعتمد على مياه نهر دجلة مثل ديار بكر في تركيا، وفي العراق مثل بغداد التي يصـل عدد سـكانـها إلـى 5 ملايين نسمة والموصل عاصمة شمالي العراق، إضافة إلى عدد من المدن الأخرى مثل سماوة والكوت والعمارة وغيرها.

ويستثمر نهر دجلة بشكل كبير، إذ أقيم عليه عدة سدود مثل سد الموصل بهدف ري الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، وفي الخمسينات من القرن الماضي بُني سد سماوة على نهر دجلة عند مدينة سامراء، حيث يقوم بخزن المياه وتحويل قسم لا يستهان به من مياه دجلة إلى منخفض الثرثار في وسط العراق، والذي يتسع إلى ما يقرب من 65 مليار متر مكعب، إضافة إلى سد الكوت على نهر دجلة بالقرب من مدينة الكوت.

كما بُني عدد من السدود على معظم روافد دجلة من أجل زيادة مساحات الأراضي الزراعية المروية، مثل مشروع سد دوكان على نهر الزاب الصغير، الذي يستفاد منه في توليد الكهرباء وري الأراضي الزراعية، وقد وضع قيد الاستثمار منذ عام 1959، وكذلك مشروع سد بخمة الذي يقع على نهر الزاب الكبير، ويفيد في توليد الطاقة الكهربائية ودرء خطر الفيضان، ومشروع دربندخان الذي أقيم على نهر ديالي ويستفاد منه في ري الأراضي الزراعية وتقليل خطر الفيضان.

وهناك جداول للري بالراحة تأخذ مياهها من مجاري الأنهار، ومنها جداول لرفع مستوى الماء في شط العرب مع تأثير المد الذي يرفع الماء إلى مترين تقريباً، وهكذا صارت منطقة السهل الرسوبي أهم منطقة زراعية في العراق، حيث يزرع القمح والشعير بالدرجة الأولى في الوسط، ويزرع الأرز في الجنوب.

يبلغ متوسط تصريف نهر دجلة السنوي 47 مليار متر مكعب، ويصرف النهر أكثر من نصف صبيبه السنوي في المدة بين آذار وأيار، إذ تذوب الثلوج في المرتفعات في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.

قبل إنشاء السدود على نهر دجلة وروافده، كان يحمل كميات هائلة من الطمي إلى شط العرب، ويسهم بامتداد الدلتا في الخليج العربي، ولكن بعد إقامة السدود على روافده من أجل ضبط المياه وتوسيع رقعة الأراضي الزراعية قلّ تأثير النهر في هذا المجال.

عدنان خالد 

الموضوعات ذات  الصلة:

الآشوريون ـ بغداد ـ تركيا ـ الخليج العربي.  

مراجع للاستزادة:

ـ رجاء وحيد دويدري، جغرافية الوطن العربي، أقاليم الوطن العربي، الجزء الثاني (مطبعة طربين، دمشق 1981 ـ 1982).

ـ فيليب رفله وأحمد سامي مصطفى، جغرافية الوطن العربي، (دراســة طبيعية ـ اقتـصاديـة ـ سـياسـية)، الطبعة الرابعة (شركة الطباعة الفنية، القـاهـرة 1970).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 210
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1109
الكل : 40519755
اليوم : 49570

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو)

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو ـ) (1882 ـ 1952)   جوزيبه أنطونيو بورجيزيه Giuseppe  Antonio  Borgese مؤرخ أدب وباحث في علم الجمال وروائي وشاعر إيطالي، ولد في إحدى ضواحي مدينة بالرمو Palermo ونال درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة فلورنسة (1903) Firenze ثم شغل بين عامي 1910 و1930 منصب أستاذ الأدب الألماني في جامعتي رومة وميلانو، كما درّس فيهما علم الجمال.
المزيد »