logo

logo

logo

logo

logo

الحوامة

حوامه

Helicopter - Hélicoptère

الحوّامة

 

الحوّامة helicopter جهاز طائر يستطيع الإقلاع والتحليق عمودياً وأفقياً على ارتفاعات مختلفة، وقد سمي حوّامة لأنها تستطيع الإقلاع والتوقف في الجو إضافة إلى مقدرتها على التحوّيم والتحريك في كل الاتجاهات، والدوران حوال الثوابت وحول نفسها. وقد يطلق على الحوّامة في بعض وسائل الإعلام أو المصادر غير المتخصصة اسم الطائرة العمودية أو المروحية وهذه تسمية خاطئة من الناحية العلمية.

لمحة تاريخة

بدأ تفكير المصممين بالحوّامة منذ الأيام الأولى لاختراع الطائرات، ويعد لوناردو دافنشي أول من أوحى لهؤلاء بفكرة الحوامة وصمم رسماً لها على الورق عام 1480م منطلقاً من هدف تمكين الإنسان من الارتفاع في الجو والهبوط إلى الأرض عمودياً: وجاء الفرنسي لويس شارلز بريغييت Louis Charles Breguet بعد ذلك في عام 1907م لينجز هذه الفكرة على الواقع فصنع جهازاً حلّق به لأول مرة مرتفعاً عن الأرض 60سم ولمدة دقيقة واحدة من دون أجهزة قيادة. وتبعه مواطنه بول كورنو Paul Cornou الذي يعدّ أول شخص في التاريخ حلق عمودياً بطائرة مزودة بمحرك وجناحين دوارين مثبتين على طرفي الجسم. وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين طوَّر المصممون الألمان نموذج الحوّامة FA-16 الذي نفَّذه هاينريخ فوك Heinrich Focke في حزيران 1936م، وكانت أول حوّامة تستطيع المناورة في مختلف الاتجاهات وانتهت التجربة الألمانية بعد ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد استطاعت التحليق إلى ارتفاع 4000م بحمولة 360كغ، والطيران بسرعة 140كم/سا، وكانت أول حوّامة تنتج لسد احتياجات الحرب (الشكل-1).

(الشكل-1)

 

وفي عام 1941 صمم المهندس الأمريكي الروسي الأصل إيغور سيكورسكي Igor Sikorski الحوامة VS-300 التي جعل لها مروحة الذيل أول مرة لمقاومة عزم فتل الجناح الدوار العلوي وصارت النموذج المحتذى من قبل المصممين في العالم.

واستمر تطوير الحوامة في دول مختلفة بحسب احتياجاتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من التقنية العالية والوظائف المتعددة.

بنية الحوامة

تتألف الحوامة من جسم رئيسي يحوي المحرك والتوصيلات والأجهزة الأخرى، تعلوه مروحة علوية تدعى جناح الدوار، لأن تصميم شفراتها مشابه لتصميم الجناح في الطائرات العادية، وهذا الجناح الدوار هو الذي يزود الحوامة بالقوى الرافعة والمحركة بحسب زاوية الهجوم (القوى الرافعة) ومستوى دورانه بالنسبة (الحركة الأمامية والخلفية والتسارع والتباطؤ). وفي مؤخرة الجسم توجد مروحة خلفية تركب عادة عمودياً على الجسم لتقديم القوة المحركة الجاذبة ومعاكسة عزم الفتل الناتج عن الجناح الدوار. أما المحرك فيركب عادة داخل جسم الحوامة ويختلف مكانه باختلاف نوعية الحوامة والوظائف المصممة لها، فيكون في أعلى الجسم أو في المقدمة أو تحت الجناح الدوار مباشرة، وقد تزود الحوامة بعجلات لتسهيل حركتها على الأرض وارتكازها في أثناء الهبوط، أو تزود بزحافات وخاصة الحوّامات الخفيفة المصممة للمهمات الصعبة.

تنتقل الحركة من المحرك إلى الجناح الدوار في الأعلى والمروحة الخلفية بوساطة جذوع أو سواعد لنقل الحركة (الشكل-2).

 

(الشكل-2) الحوامة سيكورسكي سي كينغ

وتختلف نوعية هذه الجذوع أو السواعد ومكان توضّعها بحسب تصميم الحوامة، ويبين الشكل 3 بعض أنواع الحوّامات بحسب توضع الجناح الدوار وعدد محركاتها والغرض الذي صممت من أجله. فهي إما أن تكون مزودة بجناح دوار علوي ومروحة ذيل، أو بجناحين دوارين علويين على طرفي الجسم أو على محور واحد بدورانين متعاكسين. وتجدر الملاحظة أن عدد شفرات الجناح الدوار يختلف باختلاف وظيفة الحوامة، فيكون ثنائي الشفرات أو ثلاثي أو رباعي الشفرات أو أكثر.

 

(الشكل-3)

وهذا الاختلاف في التصميم المرتبط بتوضّع المحرك والجناح الدوار العلوي وعدد الشفرات لا يغير من مبدأ طيران الحوامة الذي يعتمد على حركة الشفرات في مواجهة السيال الهوائي، وعلى مستوى دوران الجناح الدوار بالنسبة لجسم الحوامة وسرعة الدوران.

تستطيع الحوامة الطيران كالطائرات العادية ذات الجناحين، أي تقوم بالإقلاع واكتساب الارتفاع ومن ثم النزول والهبوط، ولكن الذي يميزها من الطائرات العادية أنها تستطيع الإقلاع والهبوط عمودياً من دون الحاجة إلى مدرج. كما تستطيع التحرك في الجو في كل الاتجاهات والتوقف على ارتفاع محدد وهذا ما يدعى بالتعليق إذ تستطيع الحوامة في وضعها هذا إنزال حمولتها من الرجال والعتاد والقيام بأعمال الإنقاذ والرمي على أهداف أرضية وهذا ما يميزها من الطائرات العادية. إن هذه الميزات تمنح الحوامة القدرة على الإقلاع والهبوط من مساحة محدودة صغيرة قد تصل أحياناً إلى مساحة سطح بناء عادي، وبهذا تستطيع الوصول إلى أكثر الأماكن صعوبة ووعورة تعجز عن الوصول إليها أي وسائل آلية أخرى. وقد اتسع استخدام الحوامة في الآونة الأخيرة وتنوع إلى درجة كبيرة  سواء كان استخدامها مدنياً أو عسكرياً، فهي تستخدم لنقل الجند والمؤن والعتاد ومهاجمة الأهداف الأرضية والجوية بما تحمله من أسلحة تقوم بأعمال الاستطلاع والتفتيش والتصوير ومتابعة التحركات العسكرية بمختلف أنواعها، إلى جانب مهمات النقل الجوي المدني والعسكري ومهمات الإنقاذ والإسعاف، وإطفاء الحرائق ورش المزروعات ومكافحة أعمال الشغب وملاحقة المجرمين وأعمال الدوريات على الطرق العامة ونقاط الحدود.

ويقود ذلك كله إلى أن كل مهمة من المهمات السابقة التي تنفذها الحوّامات تتطلب نوعاً وطرازاً خاصاً من التصميم الهيكلي والفني، فالحوامة مزودة بجناحين دوارين علويين على طرفي الجسم تستخدم لنقل الأفراد والآليات والعتاد، والحوامة المجهزة بجناح دوار علوي واحد وجسم صغير ومروحة ذيل ومقدمة شفافة تستخدم لأعمال المراقبة والملاحقة والاستطلاع، أما الحوامة المزودة بحوامل صواريخ ورشاشات، وذات قدرة كبيرة على المناورة فتستخدم في مهمات الدعم الأرضي ومهاجمة الدروع والتجمعات العسكرية وتدمير الاستحكامات والمواقع.

سعيد الناشف 

مراجع للاستزادة:

 

- John Fay, the Helicopter and How it Flies (Pitman Paper Lacks, London 1967).

 

 


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 645
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40513869
اليوم : 43684

أوروزكو (خوسيه كليمنتي-)

أوروزكو (خوسيه كليمينتي ـ) (1883 ـ 1949)   خوسيه كليمينتي أوروزكو José Clemente Orozco مصور مكسيكي، زاول التصوير الزيتي والجداري والمائي والحفر، ويعدّ في رواد الفن المكسيكي المعاصر. وقد أسهم مع دافيد ألفارو سيكويروس Siqueiros ودييغو ريفيرا Rivera في وضع أسس مدرسة فنية مكسيكية اشتراكية ثورية لها مواقفها الواضحة من علاقة الفن بالمجتمع، إذ جعلت الفن في خدمة النضال السياسي للشعب المكسيكي، واستوحت الحضارة المكسيكية القديمة، ودعت إلى فن مباشر يخاطب الناس، ويطرح قضاياهم، وبدلت المفهومات الفنية التقليدية التي كانت سائدة، واستخدمت الفن الجداري بدلاً من اللوحة الزيتية ليساعدها على الوصول إلى الجماهير، وقدمت التقنيات الفنية الملائمة للفن الجداري، وملأت الساحات والأماكن العامة باللوحات النضالية التي تتمتع بالروح المكسيكية الخالصة. ولد أوروزكو في مدينة زابوتلان Zapotlan من مقاطعة ياليسكو Jalisco وتوفي في مدينة مكسيكو. انتقل مع أسرته عام 1888 إلى مدينة مكسيكو لينجز دراسته الأولى فيها، فدرس الهندسة الزراعية، ثم الرسم المعماري، وتخلى عن هذه الدراسة ليدخل كلية الفنون الجملية (سان كارلوس) في مكسيكو عام 1908 وبقي فيها حتى عام 1914. وقد شهدت المكسيك في هذه المدة ثورة مسلحة عارمة أطاحت حكم الدكتاتور دياز Diaz وامتدت تأثيرات الثورة لتشمل مرافق الحياة المكسيكية كلها. وأثرت في الفنون التشكيلية، وبدأ الفنانون يبحثون عن الفن الجديد الذي يتماشى مع الثورة. وقد تأثر أوروزكو بالأحداث، ورسم مجموعة من اللوحات المائية، والرسوم الانتقادية السياسية وأظهرت لوحاته تأثره بالفنان الإسباني غويا[ر] Goya الذي رسم «مآسي الحرب» قبله. ولكن أوروزكو ظل مكسيكياً في صياغته الفنية، وبعيداً عن التأثيرات الأوربية، وعبر في هذه الأعمال عن معاناة الشعب المكسيكي، الممتدة عبر قرون طويلة. وفي هذه المرحلة من تطور الفن المكسيكي، اتجهت النية لدى الفنانين إلى تجديد الفن وتطوير أساليبه تحت تأثير الأفكار الثورية، ولهذا قاموا بتأليف تنظيم ثوري باسم «نقابة المصورين والنحاتين والحفارين الثوريين في المكسيك» وأصدروا صحيفة «الماشيتا» التي تنطق باسمهم، وقد توصلوا إلى قناعة رئيسية بأن الفن الجداري هو الوسيلة الرئيسة ليكون الفن ثورياً، وليؤدي دوره المباشر في التأثير في الجماهير. ولهذا رفضوا فنّ اللوحة الزيتية، وقالوا إنها فن لا يتماشى مع الثورة، وإن الفن الجداري هو الفن الاشتراكي. سافر أوروزكو إلى الولايات المتحدة وأقام فيها مدة من الزمن مابين 1917-1919، ثم عاد إلى المكسيك. وفي هذه المرحلة المهمة تبلورت أهداف الفن الثوري المكسيكي، ودوره الأساسي، وبدأ الفنانون الثوريون يعملون في لوحات جدارية لها جذورها في الحضارات المكسيكية القديمة، (المايا) و(الأزتيك) وتعبر عن الحياة المكسيكية ومعاناة الفلاحين والطبقات المعدمة. نفذ أوروزكو أول لوحة جدارية في المدرسة الإعدادية الوطنية في المكسيك في المدة بين 1922 و1925 وقدم فيها أروع لوحات «الأمومة» التي صُوِّرت بروح جديدة بعيدة عن الفن التقليدي ومتوافقة مع المفهومات الثورية الجديدة، كما عالج موضوعات عدة منها: «علاقة النظام بالثورة» و«الحرية» و«يوم الحساب» و«رسم الثالوث المقدس الجديد» كما يراه على أنه الفلاح والعامل والجندي، وبرزت المعالجة الدرامية الإنسانية في عمله التي تصور حالة استلاب الإنسان وضياعه في واقع مأسوي. وقد أتيحت الفرصة لأوروزكو، ليرسم لوحات جدارية عدة في الولايات المتحدة في المدة مابين 1927و1934 وأهمها لوحة «بروميثيوس» في كلية يومونة في كليرمون (كاليفورنية) وقد قدم شخصية بروميثيوس الأسطورية، التي ترمز إلى المخلّص الذي يضحي من أجل الناس، ليحصل لهم على النار والحياة. وفي عام 1931 رسم لوحة جدارية مهمة لمدرسة «البحوث الاجتماعية» في نيويورك وهي لوحة «الطاولة المستديرة» ومثل فيها شخصيات عدة شهيرة مثل لينين وغاندي. عاد أوروزكو إلى المكسيك فرسم لوحات عدة تبلورت فيها شخصيته الفنية المستقلة، واللغة التعبيرية ذات البعد السياسي، والحالات المأسوية للإنسان المعاصر ومن أهمها: ـ «نكبة العالم» في مبنى كلية الفنون الجميلة في مكسيكو عام 1934. ـ «الشعب والقادة المخادعون» في جامعة غوادالاخار  عام 1936. ـ «الإنسان والنيران» في قصر الحاكم في عام 1939. ـ «هزيمة الجهل وموته، والشعب يصل إلى المدرسة» عام 1948 وهي لوحة ضخمة بمساحة 380 م2. كان أوروزكو فناناً مبتكراً بأسلوبه، وموضوعاته، وقد أراد أن يعبر فن التصوير عن الوضع الإنساني المأسوي، والإنسان المسحوق في أمريكة اللاتينية، وضياعه، وقد تنبأ بأن وراء ذلك كله قوة ثورية تنبثق وتبعث الحياة وتجددها.   طارق الشريف   مراجع للاستزادة:   - Dicitionnaire Universel de la  Peinture. (V.5) (Paris robert. 1975). - Art and Artist Thames and Houd Son Dictionary of Art and Artist (Herbert Read).
المزيد »